أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بداي - محقة احلام منصور ام لا؟؟














المزيد.....

محقة احلام منصور ام لا؟؟


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:30
المحور: الادب والفن
    


احلام منصور كاتبة وروائية عراقية كردية مثقفة وحساسة ، حساسيتها العالية وخيبة املها بالمٍآل الذي آلت اليه تطورات الوضع العراقي اجبرتها على العزلة، والزحف الاسود للفكر المتخلف والتكفيري ، وانفلات ادواتة الارتزاقية المتمثلة بمليشيات الطوائف وطقوس الذبح اليومي كانت ممارسات فوق طاقتها للتحمل كانسان، فاختارت ان تروي رواياتها للجدران والفراشات والزهوروالسكائر.

حبالها الصوتية اثقلها تبغ لايكف عن الاحتراق فصارت تعزف ببحة مؤلمة، احلام منصور محتجة الى نهاية ايامها على الحرب، الحرب التي من امامنا والحرب التي من خلفنا والحرب التي من لم يمت بها مات بمثلها.
أمرأة نحتاج وجودها بيننا حاجتنا للهواء ...لكنها تصر على الابتعاد عن كل شئ.
احتراما للحقيقة التي لايمكن ان تقال، تلوذ احلام منصوربصمت، فالصمت برأيها أجدى طالما ان "لا احد يسمح لك ان تكتب ماتريد و كما تريد" وطالما كانت الحقيقة مهولة ..تخيف الجميع فهي كما تصف نفسها ميتة في بيتها "ساموت كأية شهيدة".
احلام منصوركما تصف نفسها باعتزاز.." ثائرة عراقية". حين كانت في بغداد كان قلبها مع الثوار طيلة ثلاثين سنة وهي الان في السليمانية وقلبها مع كل عراقي وما احوجنا للثائرات العراقيات الان؟ لكن احلام منصور لاتريد لانفاسها ان تتلوث بهواء الطائفية الذي يملأ اجواء العراق فتفضل الانزواء بين اوراقها ولفافاتها، ولا تريد ان تشارك في لعبة السياسة وان كانت قد لعبت سنين طوال فيما سبق لكنها تبررذلك ان لعب تلك الايام كان مختلفا "لنلعب ..ولكن ليس بالدم ...لنلعب ..ولكن ليس بالنفط".
محقة احلام منصور، فاللاعبون الان يلعبون بدم العراقيين وبنفطهم وبمستقبلهم دون ادنى اكتراث ولكن هل تراها محقة احلام منصورفي عزلتها ؟؟
احلام تسجن ذاتها، تكتب روايات ليست للنشر الان "كيف ساطلق صوتي ..ومن تراه يسمعني؟؟ " "رواياتي ستنشر بعد موتي" ورغم خضرة كردستان تجد ذاتها عائشة في مقبرة وادي السلام في النجف كمدا وحزنا على ما يجري في العراق "لدي قلب يتمزق كل يوم وحين اشيخ ساتكئ عليه ، سيتحول الى عكازة"
اتراها محقة هذه المرأة ؟؟؟
لعلها محقة في بلاد تقاسي من فوضى الامكنة؟ سياسيون ارهابيون يتجولون في فضاءات ليست لهم فالفضاء الوحيد الذي يليق بهم هو فضاء السجن، دجالون على منصات ومنابر الجمعة، عمائم على رؤؤس غير ملائمة لها، اساتذة لغة جامعيون لايعرفون ان المضاف اليه مجرور، مذيعات تلفزيون كبائعات اللبن يخاطبن المشاهد بلا ذوق ولا ادنى معرفة بما يتوجب ان يكون عليه المذيع ، نائبات ونواب برلمان لم ينطقن ولم ينطقوا مذ دخلن ودخلوا المنطقة الخضراء وكأن على رؤوسهن ورؤوسهم الطير، قنابل تسقط فوق اسرة النائمين على السطوح لان دين اللة يجب ان يستقيم، يبدو حقا ان لاشئ في العراق موجود في المكان الذي يليق به، كل شئ في العراق يعاني من فوضى الامكنة لكن ذلك يطال احلام منصورذاتها فهي موجودة في المكان الخطأ ايضا.

ليست جدران الغرفة، ولا الفراشات، ولا الاوراق، ولا الصحف القديمة هي المعنية بكلام احلام منصورالجرئ والشجاع بل ملايين الحيارى واليتامى والتائهين بين وعود الاحزاب المتنفذة وممارساتها المشينة، والهاربين من تهديد المليشيات، والاف المتجمعين كل صباح على قارعة الطريق بانتظار رزق اليوم او حزام ناسف يطيح بالامال والاحلام ويلقي بالعائلة الى لجة المجهول. بانتظاراحلام منصور ملايين اليافعين الذين تحرروا من شبح جيش صدام لتتلقاهم جيوش محمد والمهدي وعمر وكتائبهم التي لايعرف احد من يدفع المال لادامة افعالها الدموية.
لايحتاج العراق الان احدا كحاجته الى مثقف موضوعي شجاع، لايخاف عاقبة مايكتب ويقول ما يعتقده بحيادية وثقة ، نحن نحتاج المثقفين قبل البنك الدولي، والمقالات الجريئة قبل عطايا الدول المانحة، والحوارات العميقة التي توقظ الناس قبل مؤتمرات اعادة الاعمار فالنفس الخربة، والاعماق الفارغة، والعقول المتعصبة المنغلقة على ذواتها لاتبني وطنا والمثقفون في العراق كثر، والمثقفون الشجعان منهم الذين لايترددون في قول مايريدون ويصرون على قول مايريدون رغم التهديدات لاحصرلهم، لكنهم يتوارون يأسا وخيبة بعد ان فاجأتهم الاحداث بما لم يتوقعوه لهولها وابتعادها عن ادنى مستويات القيم والاخلاق واحلام ، لاشك واحدة من هؤلاء المثقفين.
اما وان احلام تصف نفسها "بالمرآة العاكسة التي تخاف منها الحقيقة"، فذلك يحرضني على ان اهيب بكل من يقرا مقالي هذا لان يقترح منبرا اعلاميا حرا او فضاءية لاتحصي انفاس كتابها ومحرريها لكي تستوعب المديات الرحبة التي تروم احلام منصورالركض فيها لكي لاتختنق هي ولانختنق نحن جميعا كمدا وخيبة وعزلة.



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين
- ماذا يريد حكام تركيا من حزب العمال الكردستاني؟
- من اجل قناة فضائية لليسار العراقي
- هل ياس المثقفون العراقيون من ا لعراق؟؟؟
- الطم ياشعبي الحبيب
- قدم بقطار امريكي وغادر بذات القطار ومنحه المتخلفون مجدا لا ي ...
- أمة عرب/أسلامية ...بلا قلب ولا ضمير
- ديمقراطية الطائفيين التي ستحرق العراق
- بعد تطاول المشهداني....باية لغة نتعامل مع الرجعيين؟
- قاضينا ......راضي
- جمهورية صدام الثالثة
- يسألونك عن الانفال يابشرى الخليل
- في اي عالم سيحيا صغارنا؟
- المتأمرون على عروبة العراق وهويته الاسلامية
- من اجل المرأة والثقافة والمستقبل في العراق
- هذه التكنولوجيا.... التي فضحتنا
- هل اتاكم حديث الانفال؟
- هل يصلح الجعفري قائدا لسفينة العراقيين؟
- نحو استراتيجية جديدة لانهاء الوجود الشيوعي في العراق
- باسم العروبة ...اطلقوا سراح صدام


المزيد.....




- السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
- رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي ...
- -عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي بداي - محقة احلام منصور ام لا؟؟