أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي بداي - شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية














المزيد.....

شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما اردت ان اتمالك نفسي فلا انساق وراء موجة انتقاد حكومتنا المنتخبة، حتى وان كانت هذه الموجة من الانتقادات محقة
كلما وجدت ان حكومتنا المحترمة لاتقدر لي ( ولالغيري من مسانديها) هذا الموقف، فتضعني مرارا متكررة بموقف صعب وانا احاول ايجاد الاعذار لتصرف الوزير (سين) وتصريح الوزير (ص)
وكلما كبحت جماح نفسي، فلا أعلق على أخبار الفساد الاخلاقي والمالي والمهني المتسربة من الوزارات ومجالس البلديات والمحافظات معللا اياها أولا بان ليس كل ما يقال صحيح وثانيا ان ليس كل ماكان صحيحا بصالح للنشر ، تفاجؤني هذه الحكومة بماهو متناقض من مواقف!

كان المبدأ لدي أن أتجنب تصيد اخطاء الحكومة غير المقصودة، خاصة وأن هؤلاء الذين يشكلونها قد أتوا للحكم بطريقة تختلف عن تلك التي ألفناها في عالمنا الشرق أوسطي العجيب هذا، فكنت اقول لنفسي بان الحكومة تواجه تركة الماضي وفساد الحاضر، وحصار دول الجوار ومعاركها ذات البدايات والتي ليست لها نهايات، فأقول لزملائي ان نتصرف بحكمة مع بعض الغسيل الوسخ، غير الصالح للتعليق في الهواء الطلق،فنعالج اسباب اتساخه بعيدا عن رمي التهم جزافا وبالباطل، ولا نندفع مع تيار النقد الشمولي الهادم.
لكنني أعترف لكم الان بأن سياستي هذه لم تكن دائما موفقة، فلقد وجدت ذاتي مرارا متخلفا عن الركب الذي يعرف مالا اعرف، بل ان البعض ( وهذا موضوع حديث أخر) فسر مواقفي تلك على انها رضوخا لتهديد مافيات الفساد ومليشيات الظلام ، فقررت أن أطوٌ ل لساني قليلا هذه المرة، عسى ان يكون لطول اللسان جدوى.

منذ خمس سنين، والحكومة تضع الارهاب والارهابيين في اولى قائمة اولياتها، وهي محقة بذلك ، والمعادلة هنا واضحة ومتوازنة ومنطقية خالية من اللبس، فالمشاريع معطلة بسبب الارهاب والبطالة مستشرية لان المشاريع معطلة ، والبطالة مصدر تنمية وتغذية وأدامة للارهاب وللارهابيين. وحين انفقت الحكومة المال والجهد لملاحقة الارهاب ، وأعلنت انتصارها ( وانتصارنا) عليه زفت لنا بشرى الاعمار داعية ايانا الى ان نستقبل عامنا الجديد ( الذي عتق الان وكاد يشيخ) بالهلاهل ونسميه "عام الاعمار" فأستقبلناه بما يليق به واسميناه عام الخير .
والان تأتي الحكومة قبيل انتهاء النصف الاول من هذا العام المبارك لتزف البشرى لمواطنيها بان الارهاب قد ولى الادبار وان الخير العراقي قادم فها هو وزير الصناعة يدعو من القاهرة لقدوم نصف مليون مصري لتشغيل مشاريع النفط وغير النفط متمتعين بكل مزايا الضيافة العربية الاصيلة من كرم وتحويل رأسمال واشغال العقارات و..و..و

نصف مليون مصري، فيما يعيش داخل الوطن الام ملايين البؤساء الذين لايجدون قوت يومهم ، ويقتات البعض منهم على الصدقات! او المزابل او الجرائم
نصف مليون مصري في وقت لايجد فيه الالاف من الشباب العراقي المتسكع بعد تخرجه من الجامعات امامه سوى احلام الهجرة الى مواطن اللجوء، او الانسياق دون رغبة ولا وعي للوقوف ضد تيار التغيير الديموقراطي.
نصف مليون مصري ، لو افترضنا ان كل خمسة منهم سيشغلون بيتا او شقة واحدة سيكون على دولتنا المثخنة بالجراح ان تفرد لهم 100000 وحدة سكنية .
والعراق الكريم هذا، صاحب العطايا واللؤلؤ والدرر، يحتاج خلال الفترة القادمة الى ملايين المساكن لاسكان مواطنيه، فمدن العراق - القرى التي تضم الملايين من تعساء الحظ لاتنتمي الى العصر الحاضر باي شكل كان، بل ان اسلافنا السومريين قبل الاف السنين، حين لم يكونوا بقادرين على تصدير مليوني برميل نفط يوميا كل برميل بمئة دولار، اي حين لم يكن دخل الدولة 200 مليون دولار يوميا، سكنوا بيوتا اكثر امانا، وجمالا وألفة من بيوت فقراءالثورة والشعلة والحيانية.

نصف مليون مصري سيقدم للعمل في العراق الذي يعترف ان لديه خمسة ملايين مغترب بين مهجر ومهاجر يفترش الغالب الاعظم منهم ارصفة دول الجوار يبيع السكائر او العلكة او الجوارب تلاحقه شرطة هذه الدول الشقيقة من شارع لشارع ومن بيت لبيت ، مرة لتخلفه عن دفع الايجار وثانية لتجاوزه فترة الاقامة المسموح بها وثالثة جراء وشاية كاذبة
ورابعة بلاسبب سوى مزاج الشرطي
نصف مليون مصري سيقدم للعمل في العراق، والعراق هذا هو صاحب سجل المشاكل مع العمالة العربية والمصرية بالتحديد، خلال الحرب الوسخة مع ايران واجتياح الكويت.
نصف مليون ضحية من فقراء المصريين، ستلق بهم الدولة المصرية المنهمكة بمشاكل طبقاتها العليا خارج حدودها تخلصا من بطالتهم غير عابئة بدراسة ماألت اليه الامور مع عمالتها في العراق قبل عشرين سنة، او ابهة بالبحث عن حل لمشاكلهم داخل حدودها.
اية حكمة تلك التي يمكن للمرء ان يستخلصها من تصرف وزير صناعتنا( هل توجد لدينا صناعة؟؟) ودعوته الكريمة لنصف مليون مصري لحزم حقائبهم والتوجه للعراق؟؟
هل قايضت الدولة المصرية اختها الدولة العرافية مواقف أعتراف بشرعيتها مقابل نصف مليون مصري؟
هل استبدلت حكومتنا الاف العراقيين الذين فروا لمصر بنصف مليون عامل مصري؟
واذا اشترطت مصر ذلك فمابال الاردن او سوريا او ايران؟
هل أعلنت الدولة المصرية خطة سرية لمنع تدفق اصحاب الظواهري للجهاد في العراق الشقيق مقابل الخلاص من مشاكل نصف مليون عامل يهددون بالعصيان والمظاهرات التي تذكر حكام اليوم بثورة الفقراء التي وصلت باب قصر انور السادات قبل ثلاثين عام؟ وان توصلت مصر لهذه الفكرة فهل خفيت على الاردن وسوريا واليمن؟

أنا اتعاطف مع فقراء المصريين وأقول لهم أبحثوا عن حل دائم لمشاكلكم مع هؤلاء المترفين الذين يحكمونكم والذين يرومون التخلص منكم!
وأتعاطف مع ملايين العراقيين الذين علقوا الامال على عام الاعمار، فاذا به يلقى مرساته على شواطئ بعيدة عنهم
وأتعاطف مع حكومتي المنتخبة فأحذرها قائلا لاتجبرينني ياحكومتي المحترمة على ان اعنون مقالي : شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية!




#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ..من ارهاب البعث الصدامي الى الارهاب الديني
- عشرون غابة ورد على اجساد ضحايا حلبجة
- قصة رأس مطارد.... عبير والوحش
- بأسم الحسين
- قولوا لا للغزاة العثمانيين ، نعم لشرق اوسط ديموقراطي لاامريك ...
- بالسلامة يامالكي .. ولكن من لسليمة الخبازة؟؟؟؟؟
- هدية تركيا المسلمة الى جيرانها المسلمين بمناسبة العيد!!
- انا ..مع حزب العمال الكردستاني
- الخارجون من دين الله
- محقة احلام منصور ام لا؟؟
- فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين
- ماذا يريد حكام تركيا من حزب العمال الكردستاني؟
- من اجل قناة فضائية لليسار العراقي
- هل ياس المثقفون العراقيون من ا لعراق؟؟؟
- الطم ياشعبي الحبيب
- قدم بقطار امريكي وغادر بذات القطار ومنحه المتخلفون مجدا لا ي ...
- أمة عرب/أسلامية ...بلا قلب ولا ضمير
- ديمقراطية الطائفيين التي ستحرق العراق
- بعد تطاول المشهداني....باية لغة نتعامل مع الرجعيين؟
- قاضينا ......راضي


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي بداي - شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية