أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - لماذا وقع الإخوان المسلمون في الفخ؟














المزيد.....

لماذا وقع الإخوان المسلمون في الفخ؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 09:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنسانيا من الصعب جدا أن يزايد أحد على أحد، لهذا سنترك ملف المنفيين والمشردين في أصقاع المعمورة من الإخوان السوريين، لأنه ملف شائك وحساس. نتركه لأننا نعتقد أن إصرار الإخوان السوريين على انتظار الصلح مع النظام، لا علاقة له بهذا الملف، لأن النظام على ما نعتقد لديه إمكانية وقدرة على حل هذا الملف دون إعطاءه أية صبغة سياسية. وهذا ما يتمناه كثير من السوريين، والعديد من تيارات المعارضة، لا وبل هنالك شخصيات حتى من داخل النظام لديها مثل هذا التوجه. لهذا نجد أن موقف الإخوان المسلمين في سورية، في تعليق نشاطهم المعارض، لم يأتي على ذكر هذا العامل الإنساني كدافع لهذا الموقف، بل الدوافع تعلقت بشكل رئيسي كما جاء في معرض تبريرهم لهذا الموقف، غزة في أثناء العدوان الإسرائيلي عليها، من جهة والعودة إلى قضية فلسطين من جهة أخرى، للوقوف صفا ممانعا واحدا مع كل القوى التي عبرت عن وقوفها على أرضية الموقف السوري الرسمي. ثم بين أخذ ورد، وحوار ونقاش تبين أن سورية مستهدفة أيضا كوطن وكدولة لهذا رأى الإخوان أن تعليق نشاطهم المعارض، هو للدفاع عن الوطن. ومن ضروريات الحوار الذي جرى ولازال يجري حول هذا الموقف، لابد من التذكير بأن الوساطات بين النظام والإخوان لم تنقطع، ولم تتوقف أبدا، ونشير فقط إلى الخطوة التي تمت سابقا بقيادة المراقب العام السابق رحمه الله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة والذي تركه الراحل الأسد يموت خارج وطنه بعدما عاد إليه وساطة، رفضها الرئيس الراحل. وتاريخيا من يقوم بهذه الوساطات هي الأطراف الإسلامية في بقية الدول العربية، والتي ترى في نظام دمشق القلعة الأخيرة في الجيب العربي الممانع. كيف أوقع النظام الإخوان المسلمين في سورية ومعه بعض الأطراف الإسلامية وبعض قيادت الإخوان السوريين أنفسهم في الفخ؟
النظام لا يصالح الإخوان لأنه يخافهم، بل لأنهم شماعة الخوف ذاته من التغيير الذي يريد تصديره للغرب وللعالم، والأهم لأطياف الشعب السوري، ممن يخافون الإسلام السياسي. لذا هو يستطيع حل الملف الإنساني دون أن يحل الملف السياسي، وليس بحاجة إلى حله أصلا كما ذكرنا، بل سيبقيه ملفا عالقا سياسيا. وإن حله فسيكون بدخول التنظيم المعاد تشكيله وفق مصالح سياسية مفترضة في الجبهة الوطنية التقدمية كواجهة سياسية وحزبية للحكم الفردي. نعتقد أنه حتى لو كان هنالك من قيادات الإخوان السوريين من يقبل بهذه التوليفة الكاريكاتورية، فإن النظام سيأخذ وقته تماما بحيث يصل لتطبيق الصيغة الكاريكاتورية هذه، ويكون الإخوان قد فقدوا بريقهم تماما كمعارضة، ويبقوا أفرادا حزبيين في جبهة النظام. والآن انطلق كثر ممن عالجوا هذا الأمر من أن النظام يمكن أن يقدم على مصالحة سياسية مع طرف أسمه الإخوان المسلمين ويسلم لهم بهذه الهيبة- الصورة، وهذا هو منتهى الوهم وأس الفخ الذي وجد وسيجد أخوان سورية أنفسهم واقعين فيه. أما الحديث عن أن عودتهم كطرف سياسي تعيد موضعة جديدة للواقع السوري المعارض، هو عبارة عن تمنيات لا تتعدى إجراءا أمنيا يقوم به النظام بحل الملف الإنساني حلا أمنيا فقط. والآن لا الإخوان قادرون على مراجعة موقفهم ولا النظام سيكف عن إرسال الإشارت الإيجابية علنا أو سرا لهم، ولكن دون الوصول إلى الضفة الأخرى من النهر. الموضوع السياسي ليس موضوع مشروع نهضوي ممانع أو معتدل، وليس أنساق من التفكير سينتظرها المتحول السياسي بسلطته القوية، حتى تصبح أكثرية شعبية. ولن يسمح لها حتى أن تتحول إلى قوى كامنة. النظام لا يريد في هذه المرحلة رسالة مصالحة سياسية من أي نوع كان مع إسلام سياسي سوري. ولهذا أوقعت تنظيمات ويعض شخصيات الإخوان المسلمين العرب والأتراك أشقاءهم أخوان سورية في فخ الانتظار، الذي لا نتيجة واضحة له سوى المزيد من تشرذم المعارضة السورية. ولم يعد ينفع القول بأولوية القضية الفلسطينية، خاصة وأن أوروبا وأمريكا ربما مقبلة على الحوار مع إيران، وبالتالي مع حماس. وهنالك أشارات أكثر من واضحة في هذا الاتجاه. ماذا سيكون موقفهم عندما يجلس خالد مشعل مع الوفود الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية؟ وأين أصبح كلام الإخوان الذي كان يرددونه سابقا في كل مناسبة" أن نظام الأسد تحميه إسرائيل؟ مع ذلك هذه الأسئلة هي ليست للإدانة أبدا وإنما لتفعيل الحوار بشكل حقيقي وفي مستواه السياسي، بعيدا عن خطابات الحماس من جهة وبعيدا عن تنظيرات بعض المفكرين العرب. السياسة الآن هي من تنتج مشروعا تنويريا وليس العكس كما هو الحال في أزمنة ماضية، لا يمكن التأسيس لأي مشروع نهضوي، إلا في الحقل السياسي. لأن الحقل السياسي في ظل نظام دولي معقد، ومتعدد الرؤوس، ومشروع غربي واحد يحيط العالم من شرقه إلى غربه، يصبح الحديث عن مشروع فكري نهضوي، دون احتكاكه المباشر بالشارع، وبالرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي ضربا من التكرار الذي يشبه تكرار الزمن الاستبدادي في هذا العصر. النظام السياسي، لم يعد كما كانت النظم السياسية في السابق، ولابد لنا من ملاحظة على غاية من الأهمية، وهي أن المشاريع الفكرية المطروحة في المنطقة العربية سواء كانت قومية أو إسلامية لم تعد تحرك شارع، ربما يتحرك من أجل رغيف خبز أو من أجل حادثة قتل، أو من أجل تشاجر بين عائلتين!! وهذا ليس نفيا لدور الفكر، ولكنه تأكيدا بأن الفكر السياسي عند معظمنا يتحرك خارج حقله الحقيقي. فأي مشروع إقليمي أو قطري يجب أن يتحرك ضمن فضاء المشروع الغربي نفسه، ووفقا لآلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي الآليات التي أصبحت عالمية، لهذا يقول أصحاب هذه المشاريع عادة أن الغرب منافق عندما يحمي نظاما ديكتاتوريا! نعود لموقف الإخوان المسلمين في سورية، وأنهم الآن بانتظار غودو والذي لن يأتي أبدا..والانتظار هو الفخ الذي هو تكرار لنفس الزمن الاستبدادي لاغير.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار لا يلغي التوافقات داخل المعارضة السورية
- التغيير بين سلطة الفكر وميزان السياسة.
- المعارضة السورية بين التعليق الفكري والسياسي لنشاطها.
- ما الجديد في المصالحة العربية؟
- قرار جلب البشير لايمس السودان
- الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.
- غزة على حدود نفاقنا!
- قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح
- المعارضة السورية والذكرى ال60 لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن وفسحة المعنى.
- خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.
- متعة ألا ترد على صديق ولكن الشأن سوري.
- سورية خلف قضبان الممانعة.
- السيد ساركوزي والحكم على مناضلي إعلان دمشق.نحن لا نتهم بل نس ...
- تغيير المعارضة أم تغيير المعارضة والنظام معا؟
- لماذا النظام في مأزق لا فكاك منه؟
- الديمقراطية السورية داء ودواء.
- الماركسية بين الهداية والغواية- ثورة أكتوبر في ميزان البدايا ...
- خصوم الديمقراطية في سورية.
- المعارضة السورية اسمحوا لنا أصدقائي.


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - لماذا وقع الإخوان المسلمون في الفخ؟