أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان المفلح - غزة على حدود نفاقنا!














المزيد.....

غزة على حدود نفاقنا!


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:25
المحور: كتابات ساخرة
    


نهرب ممن, من دم طفل أم خوفا من نفاق شيخ فقد مريديه, نهرب من متاريس بنيناها ونحن نعرف أنها تنهار دوما مع أول قطرة دم, تتحلل رمالها التي جمعناها من أنساقنا الجاهزة. إنها الحرية المفقودة, النظام الذي ألبسنا بزته المموهة, وألبسنا معها شاراتها وكذا نياشينها الصدئة, جنرال صغير ركب موجنا جميعا, ويبحر بقواربنا, ونحن لا ندري أننا نحمله إلى سدرة المنتهى, حيث لا حساب عن دم أطفالنا في غزة الجريحة, في بدايات الدعوة هاجر نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة عقد صلح الحديبية, المعتدلون ليسوا كفارا, وعندما قويت شوكة الاسلام خاض نبينا غمار معركته ومجاهدو الأمة من نصر الله إلى خالد مشعل ليسوا كفارا أيضا, والداعين إلى الصلح مع الظلم والفساد والقهر ليسوا كفارا, والذين يريدون إسقاط الفساد وتغيير الحال أيضا ليسوا كفارا, من هو شفيع أطفال غزة إذن, غير دمهم البريء?
لا داعي لانتظار الدم حتى نظهر اللون الحقيقي لجلودنا, خالد مشعل يعلن أن الله أهداه انتصارا وبدوره يهديه إلى نظام سياسي دنيوي, ولأسباب دنيوية ضيقة. وعاد علينا ممثلو الأمة بنصوص من مفردات, لا تدخل بميزان الكفر والإيمان بل بميزان مقتضيات اللحظة الراهنة وما تفرضه على النص بغض النظر, هل النص كافراً أم مؤمناً. العبد ذليل, ولهذا المذلة لله وحده. العبد لا يفكر ولا يستطيع أن يصالح أو يحارب, ما كان للحرب الإسرائيلية المطلقة في غزة وقبلها في لبنان وقبلها في الضفة حتى لو كانت كاوية, أن تطلق الغيلان المقيدة وتدفع إلى استنفار مطلقاتنا, لولا أن ظهورنا في الأصل تكاد تكون ملتصقة بالجدار. إن مجتمعات مفقرة, محجور عليها سياسيا, حظيت بتعليم متدن وحرمت من الثقافة والنقاش الحر, وفيها طبقات وسطى بالغة الهشاشة, مجتمعنا محروم بعدُ من التماسك الذاتي وتطوير بنية ذاتية مجتمعنا مرشح للانفعال المادي المؤسس على ثقافة الخوف, هذا يجعلها أسيرة رد الفعل, مجتمعنا لم يعد مؤهلا في ظل هذه السلطة الغاشمة على استيعاب اللحظة الإسرائيلية, كيف? ولماذا? وإلى متى? وإلى أين?
هل هذا قدرنا نحن السوريين? نفترض أن الأولوية لتشكل مجتمعاتنا في صورة تمكن أكثرية سكانها من مستويات أفضل من الحياة المادية والتعليم والمبادرة السياسية والحيوية الاجتماعية. وهذه أولوية الأولويات وما بعدها, هو تعبير عن الانهيار ذاته وعن انسداد الأفق أمام الفرد, وتحوله إلى عضو متين في كتلة غوغائية. ما بعد هذه الأولوية هو بحث عن الذات في أمكنة خاطئة ماضوية أو لفظوية.
تغيير الأوضاع السياسية والحقوقية والثقافية هذه لا يجعلنا أكثر حرية ودراية بمعنى الحرية, بل قد ينشط الطبقة الأحدث, الأكثر عقلانية وإنسانية من وعينا, فيجعلها اكثر قدرة على استيعاب ما حولها, ويجعلها تؤسس للمكان الدائم في الحياة اليومية وفي تفاصيل الحدث والأمكنة. هذا ما يتعين على اي حال أن نعمل من أجله. على أن استرجاع مسارات التاريخ يدفع إلى التشاؤم. إن ألمانيا, وقد كانت أكثر استنارة منا وحداثة حين تعرضت لإذلال معاهدة فرساي بعد الحرب العالمية الأولى, قد سلمت روحها للنازية بعد عقد ونصف العقد من نهاية الحرب. وسرعان ما اندفعت تحطم أوروبا بعد سنوات قلائل, شاوية في دربها ستة ملايين يهودي. هنا أيضا, لماذا نتوقع أن يكون أمر إذلال العرب مختلفا? هذا ما يستعيد ياسين الحاج صالح متكئه التاريخي, بمثال, لا يزال العالم يعيش ذيوله ونتائجه وسيبقى, بل يمكننا القول أن النتيجة الأهم هي المحرقة الفلسطينية. هل يمكن الحديث عن نهاية الفلسطيني هنا?
يقول السيد زهير سالم نائب المراقب العام ل¯ "الاخوان المسلمين" في سورية, وفي معرض دفاعه عن موقف جماعته من تعليق أنشطتهم المعارضة ضد السلطة في دمشق التالي "ورسالتنا تقول: من كان عنده فضل كلمة أو كلمة فضل فليذد بها عن أطفال غزة ونساء غزة وشباب غزة ورجالها. من كان عنده فضل كلمة أو كلمة فضل فليبذلها دفاعا عن كرامة أمة تستباح في غزة; فغزة اليوم هي كل المسلمين وكل العرب وهي النخوة والشرف وهي التاريخ والحاضر والمستقبل وهي الحضارة والمجد وهي أنا وأنت وأنت وأنتم وأنتن وهي هي وهو وهم وهن; غزة اليوم هي نحن في وجودنا الجمعي وضميرنا الجمعي وبقية روحنا الحي في جسد تفشت فيه الغرغرينا إلا قليلا" ونضيف أيضا غزة موقف سياسي تكتيكي لا مراء فيه. وغزة تصعيد لفظي من أجل أجندة لا تمت للواقع السوري بصلة. لماذا لم تتحول غزة إلى هذه الرمزية من القداسة واللغة المضمرة, بأن من لا يقف متصالحا مع نظام الأسد هو في خندق عدم المدافعين عن شرف الأمة? لماذا تتحول اللغة الترميزية هذه والتي هي لغة القرآن على حد يجعلها تقترب من الدنيويات الضيقة? وهل استشارت "حماس" الشعب السوري عندما قصفت إسرائيل بالصواريخ? ما هذه الهجمة اللفظية المقطوعة عن سياق الحدث على كل اللغات الممكنة? ثم يتابع السيد سالم" في فقهنا السياسي واجب اسمه "واجب الوقت" لا يتقدم عليه سواه, ولا يشغل عنه شاغل, ولا يعتذر عنه إلا بعذر قاهر" وهل هذا الواجب هو الذي اقتضى في هذه اللحظة بالذات التصالح مع النظام في دمشق? أم هو التكتيك السياسي? إذا كان التكتيك السياسي للجماعة يرى صحة هذا الموقف, فنحن نختلف معه ولكننا نقدره حق قدره, ونتفهم دوما اختلاف التكتيكات السياسية لاي قوى سياسية معارضة, وهم بالنهاية أحرار في تكتيكاتهم السياسية التي ليست على علاقة بلغة دينية بل هي لغة دنيوية بامتياز لا تصعد الموقف لعيون طفلة في غزة, هذا التصعيد يذكرنا به الآن خالد مشعل رئيس حركة "حماس" عندما يهدي نصره في غزة إلى الأسد ونجاد. هل هذه الهدية تتناسب مع تغيير التكتيك أم مع التكتيك السياسي الديني أم الدنيوي ذاته?


كتبت تفاعلا مع نصين للأستاذ زهير سالم والباحث ياسين الحاج صالح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح
- المعارضة السورية والذكرى ال60 لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن وفسحة المعنى.
- خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.
- متعة ألا ترد على صديق ولكن الشأن سوري.
- سورية خلف قضبان الممانعة.
- السيد ساركوزي والحكم على مناضلي إعلان دمشق.نحن لا نتهم بل نس ...
- تغيير المعارضة أم تغيير المعارضة والنظام معا؟
- لماذا النظام في مأزق لا فكاك منه؟
- الديمقراطية السورية داء ودواء.
- الماركسية بين الهداية والغواية- ثورة أكتوبر في ميزان البدايا ...
- خصوم الديمقراطية في سورية.
- المعارضة السورية اسمحوا لنا أصدقائي.
- تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..
- السياسة الأميركية في مرحلة بوش
- هل من هوية للأكثرية السنية في سورية؟
- نحو أكثرية مجتمعية لدولة ديمقراطية
- فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط
- عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!
- غسان المفلح يحاور ياسين الحاج صالح في الشأن السوري.


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان المفلح - غزة على حدود نفاقنا!