أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.















المزيد.....

خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2475 - 2008 / 11 / 24 - 09:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن الفعل المعارض في أسه أخلاقي، خاصة عندما نتحدث عن معارضة في ظل نظام ديكتاتوري. ولا نتحدث عن معارضة في دولة ديمقراطية، لأنها اليوم معارضة وغدا في السلطة، ولهذا تتداخل المصالح الفردية والجمعية في قضية المعارضة في دولة ديمقراطية، وهذه خارج نقاشنا هذا. بداية لا بد من تسجيل ملاحظة على غاية من الأهمية، وهي أن قوة السلطة في سورية، والتي ظهرت في أوجها أثناء عملية توريث الحكم، سمحت ببروز هامش متحرك من الحرية. إحساس السلطة أنها أصبحت تمتلك المجتمع وتتحكم بآليات حركته، جعلها تجرب أيضا في ترك مساحات هنا وهناك، لما يسمى بالفعل المعارض. وبرزت في تلك الفترة مع المد الحقوقي الإنساني العالمي، تداخل بين المصالح الفردية والعمل المعارض، سواء على المستوى الحقوقي أم على المستوى السياسي. نضيف إلى هذا الأمر هو بروز ظاهرة ما عرف بمعارضة الخارج، والتي انعكست خلافاتها وشروط عيشها حتى على المعارضة في الداخل السوري. لدرجة نجد أن في بعض الأحزاب أن الخارج أحيانا بات يفرض على الداخل حيثياته اليومية ورؤيته المصلحية، لأن من يعيش في الحرية يستطيع أن يركب ويتعايش مع معادلة يومية تجمع بين مصالحه ومنظومته الأخلاقية، وهذا ليس عيبا ولكن علينا ترجمته كما هو بدون لف ودوران كما يقال. من يكتب مثلا بلغة صبحي حديدي في صحيفة القدس العربي لا يستطيع النزول إلى دمشق لأن مصيره الاعتقال، أما من يكتب بلغة ذات مشترك فكري وسياسي ممانع مع النظام، فإنه يستطيع النزول في هذه المرحلة إلى دمشق دون أن يتعرض لسوء، ربما تتغير المعادلة بعد زمن، ولكننا نتحدث الآن عن المعيار السلطوي في هذه اللحظة، ثم لأعطي مثالا آخر: هنالك من هو ضد السياسية الأمريكية جملة وتفصيلا كصبحي حديدي، وهنالك من هو ضدها أيضا جملة وتفصيلا، ولكن عندما ننتقل للحديث عن الخطاب السياسي الذي تصاغ فيه هذه المعادلة الأنتي أمريكية وعلاقتها بالسلطة السياسية في سورية، نجد أن السلطة تميز بين صبحي حديدي وبين غيره من الأنتي أمريكي. منذ زمن بعيد مثلا وأنا أدعو مثل غيري السلطة السياسية للبدء بتغيير ديمقراطي، وهذه لم تتغير أبدا، مع ذلك عندما تريد الحديث عن ممارسات السلطة على الصعيد الطائفي على سبيل المثال، لا تبرز هذه الدعوة إلى السطح، وهل عندما تدعو السلطة لتقود التغيير الديمقراطي مثلا عليك أن تتعامى عن سلوكها الطائفي؟ وهل عندما تكون أنتي أمريكي يجب عليك أن تمرر للسلطة السياسية في دمشق رسالة على غير ما هي عليه، وبخلاف سلوكها الفعلي؟ هل هنالك معارض واحد يختلف على أن البلد فيها إشكالية طائفية؟ وهل هنالك معارض واحد ينكر أن الفساد هو نظام وليس ظاهرة؟ وهل هنالك من ينكر أن السلطة تبيع البضاعة الأنتي أمريكية وعلى طريقتها، ووفقا لرؤيتها لطبيعة نظامها، من أجل الوصول إلى البيت الأبيض؟ والأهم بالأمر أننا الآن في سورية نواجه ظاهرة مهمة، وهي أنه بات لدينا في المعارضة السورية كوكبة من الأسماء والتيارات معادية للديمقراطية، أو أنها تراها لا تصلح لبلدنا خوفا على أقلياته، ويصدر هذا الخطاب تحت مسمى العلمانية أولا ثم الديمقراطية، أو مواجهة المشروع الأمريكي ثم تأتي الديمقراطية. وهذا الخطاب يساهم في تكريس فضاء خطير لدى الغرب. وهؤلاء أنفسهم يصدرون هذا الخطاب للغرب، ويطلبون مباركته وفي نفس الوقت يصرون على العداء لهذا الغرب! وخاصة الأمريكي منه ما لم يوافقهم الرأي، ويتوجه هذا الغرب لفتح أبوابه للسلطة السياسية كما يحدث الآن مع بعض هذا الغرب، مثال بسيط: عندما كان جاك شيراك في السلطة كانت هذه المعارضة تهاجم السياسة الفرنسية، ولكنها الآن بعد الرئيس ساركوزي تصمت تماما عن هذه السياسة، والسبب واضح أنها باركت الانفتاح الساركوزي على النظام! العادي في الموضوع أن البراغماتية السياسية أمر يراه كل فرد من زاويته ويبرره، ولكن الغريب أن يتهم هذا الفرد كل من لا يوافقه على هذه البراغماتية، بالخيانة والمأجورية، ونحن مصرون على تسميتها براغماتية لأننا نفترض حسن النوايا لدى أي معارض. رغم تحفظنا هنا على المفهوم البراغماتي معرفيا وسياسيا ولكننا لم نجد بديلا عنه، لأنه مفهوم يحاكي البنى الاجتماعية المفتوحة وليست المنغلقة. عندما كنت داخل سورية، في غالب الأحيان لم أستطع التعبير عن وجهات نظري كما أعبر عنها اليوم، لأنني كنت أخاف من السجن. ولكنني كنت أحاول قدر الإمكان ألا أقول أو أكتب بغير هذه القناعات. ربما من زاوية ما تصلح هذه الحالة أن توصف بأنها خوف من جهة، وبراغماتية من جهة أخرى. وفي الحالتين الوصف صحيح، ولكنني أبدا لم أسمح لنفسي بأن أصف من يكتب بعكس ما أستطيعه بأنه خائن أو مأجور. ربما مغامر، ربما أوصاف أخرى تقارب هذا المعنى، ولكنني كنت أرفض تخوين أي معارض آخر. السبب في هذه الخواطر المتناثرة، هو إحساس بالعجز عن إيجاد ناظم محدد ومؤسسي للتعامل مع بعضنا كمعارضة، ومن المعلوم أن أي ناظم مؤسسي يحتوي ضمنه أسا أخلاقيا، ولغتنا ضد المختلف جهادية قاتلة بالمعنى الرمزي، ومن جهة أخرى الانفعالية أحيانا في التعاطي مع الآخر، والأهم من كل هذا أنني في عملي مع فريق الفضائية رغم بعض الشخصانية هنا وهناك، إلا ان الحوار والاحتكاك بالآخر، والذهاب نحو سماعه بأذن مفتوحة حتى النهاية، يجد المرء نفسه أمام معنى مختلف وهو أن الآخر الذي اختلف معه ليس كتلة سيئة بالمطلق. لم أتفاجأ بأن كثر من المعارضين رفضوا التعاطي مع القناة، وهذا أولا حقهم، ولكن اليأس لم يتسرب إلينا كفريق عمل، وسنبقى نحاول أن تتحول هذه المحطة غلى منبر لكل السوريين، والمحاولة لا تعني النجاح في ظل أجواء ملبدة ومشحونة ويائسة، في ظل انكماش في الشارع السوري، في ظل غرب أوروبي يحشر المعارضة الديمقراطية في زوايا مظلمة أحيانا، نتيجة لحسابات تتعلق ليس بالمصلحة او بالحقوق وإنما بموازين القوى، وهذا ما يلمسه المرء تماما، ما الذي نملكه كمعارضة الآن في معادلة القوى التي تتحكم بالمعادلة السياسية؟ نظام قوي وقهري والبلد لا تعني له أكثر من حقيبة نقود وهي دوما دار حرب، وأوروبا هرمة وأمريكا مأزومة في مناطق تدخلها، لسوء إدارة وليس لسوء مشروع، وإسرائيل نجدها في كل زاوية وبيت دفاعا عن النظام في دمشق ومن أجل استمراره مأزوما كما هو، مع الحيلولة دون سقوطه. وعلاقات بينية عربية تجعل المعارضات العربية كلها مكشوفة الظهر أمام البينية السلطوية العربية هذه. لهذا وجدت مع غيري وهم كثر أن تكون هذه القناة زنوبيا، محطة تساهم في بلورة خطاب سياسي وفكري تحت سقف المطلب الديمقراطي، من خلال برامجها الحوارية والتي نكرر هنا الدعوة لكل سوري أن يشارك ومن موقعه، ووفق رؤاه. فهذه البرامج الحوارية الغاية منها هي التأسيس لفضاء ديمقراطي حقيقي. لن نصور الأمر وكأننا أمام حالة نموذجية من العمل المؤسسي في هذه التجربة، فلازالت لدينا أمراضنا، ولازال لدينا معيقات شخصانية ومؤسساتية، ولازلنا نحاول تذليل كل هذه العقبات، ليصور الآخرون الأمر كما يشاؤون، ولكن نحن ندعو كل من له رؤية ما لهذه القناة أو للفعل المعارض الديمقراطي، أو تجاه الوضع السوري عموما ان يشارك. وكي نكون أكثر وضوحا، نحاول أن نكرس تجربة سورية تكون نموذجا للمهنية والمصداقية والحرية مبتعدين عن كل ثقافة من شأنها تسويق الكراهية والتطرف والتعصب. ربما نفشل أو تفشل المحاولة لأسباب ما ولكن يبقى عزاؤنا اننا حاولنا وسنبقى نحاول..والمناسبة أننا عدنا إلى البث ونتمنى أن تكون هذه المرة دون انقطاع.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متعة ألا ترد على صديق ولكن الشأن سوري.
- سورية خلف قضبان الممانعة.
- السيد ساركوزي والحكم على مناضلي إعلان دمشق.نحن لا نتهم بل نس ...
- تغيير المعارضة أم تغيير المعارضة والنظام معا؟
- لماذا النظام في مأزق لا فكاك منه؟
- الديمقراطية السورية داء ودواء.
- الماركسية بين الهداية والغواية- ثورة أكتوبر في ميزان البدايا ...
- خصوم الديمقراطية في سورية.
- المعارضة السورية اسمحوا لنا أصدقائي.
- تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..
- السياسة الأميركية في مرحلة بوش
- هل من هوية للأكثرية السنية في سورية؟
- نحو أكثرية مجتمعية لدولة ديمقراطية
- فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط
- عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!
- غسان المفلح يحاور ياسين الحاج صالح في الشأن السوري.
- علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية ...
- ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟
- المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.