أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - غسان المفلح - فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط














المزيد.....

فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عندما قام الرئيس الفرنسي السابق، السيد جاك شيراك، في استقبال الرائد الدكتور بشار الأسد في قصر الإليزيه، كان الضابط الشاب لا يحتل أي منصب رسمي سوري، وعندها عرف الشعب السوري، أو لنقل تأكد أن الرئيس الشاب، سيأتي إلى الحكم وريثا، ودون مقدمات لا دستورية، ذات طابع تمثيلي، ولا سياسية، لأن الدكتور الشاب لم يكن لديه مشروع سياسي لسورية. وبعد مرور سنوات قليلة، فشل رهان السيد جاك شيراك والجميع يعرف ما حدث بعد ذلك. السؤال الآن بسيط يمكن لنا أن نستقيه، من سياق الأحداث التي أدت إلى قطيعة بين القيادة الفرنسية في عهد شيراك، وبين النظام السوري، وعودة الحرارة ساركوزيا إلى هذه العلاقة، تستدعي منا سؤالا بسيطا، إما أن الرئيس ساركوزي لم تعد تعنيه الاغتيالات التي جرت في لبنان، أو أنه يبرئ النظام السوري منها. وإلا كيف نستطيع تفهم هذه السرعة في التحول السياسي، والانعطاف الكبير والكرنفالي في قمة المتوسط. حضور أولمرت والمفاوضات بين النظام السوري وإسرائيل هذا عنوان كبير، لكنه لا يفسر كل الدوافع التي دفعت باتجاه هذا التحول! من أبجديات سياسة الدول الباحثة عن نفوذ، أنها تبحث في الحقيقة عن مواطن ضعف في المنطقة التي تريد فيها نفوذا. هذا بالحالة العامة، أو تبحث عن تحالفات مع دول قوية تؤمن شيئا من نفوذ متبادل، يحكمه ميزان القوى داخل هذا التحالف، إسرائيل وفرنسا على سبيل المثال، أما موضوعة النفوذ الصرف الذي يكون ميزان القوى فيه راجحا بوضوح لا يحتمل التردد بين طرفي أية علاقة بين دولتين، والمثال هنا فرنسا وسورية. قبل أن ندخل في هذا المثال ونتحدث عنه، لا بد لنا أن نميز أيضا، أن الدول تقيم فيما بينها علاقات طبيعية، أو هكذا يستخدم المصطلح بشكل عام، علاقات طبيعية، كأن نقول علاقة المملكة العربية السعودية أو مصر مع تركيا على سبيل المثال. السؤال الآن ووفق هذا المنظور، هل العلاقة الفرنسية السورية الآن بعد مهرجان باريس من أجل المتوسط، هي علاقة طبيعية بين دولتين؟ بداية لا بد أن نقر أن منطقة الشرق الأوسط هي مناطق نفوذ، وسلطات تحد من هذا النفوذ عندما لا يتقاطع مع مصالحها، واستمرارها على رأس هرم السلطة في بلداننا. كله قابل للنقاش، ماعدا القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية! عندها يخرج إعلام هذه السلطات ليقول: هذا شأن داخلي ممنوع التدخل به. هذا الخط السياسي، مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن السلطات الإقليمية. هذا ما عبر عنه الرئيس السوري بشار الأسد، في كل لقاءاته الصحافية، من أن على أوروبا أن تقبلنا كما نحن، في قضايانا الداخلية المتعلقة بحقوق الإنسان، نعتقل من نريد ونفرج عنه متى نريد. ستكون فرنسا، هي الجهة الأقوى في المعادلة، حيث ان لمجرد دعوة فرنسا لرئيسنا الشاب، لا أحد من السوريين يعرف حتى اللحظة ما الذي قدمته الحكومة السورية لفرنسا؟ فرنسا التي يريد السيد ساركوزي وضعها في نسيج جديد من العلاقات الدولية، نسيج يدعي التقارب الشديد مع السياسة الأميركية في المنطقة، بينما هو يسعى لمزيد من إرباك هذه السياسة، والإدارة الأميركية، تعرف هذا الأمر جيدا ولكن مأزقها في المنطقة عموما والعراق خصوصا، يمنعها من بناء إستراتيجية جديدة للتعامل مع المنطقة. ما الذي لدى فرنسا الآن لتقدمه للنظام في سورية؟ فك العزلة الدولية، وهنالك من يتحدث عن صفقة بشأن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الراحل رفيق الحريري. والسؤال الآن: ما الذي لدى الرئيس السوري لكي يقدمه لفرنسا؟ بلد منكوب، واقتصاد سوري شبه منهار، ولوحة سوداء في سلوك السلطة في قضايا حقوق الإنسان، وعلاقات سيئة مع محيطه العربي، هل يعقل أيضا أن الرئيس الفرنسي لا يعرف أن سبب انتخاب رئيس لبنان كان لإيران الدور الرئيسي فيه، ولولا إيران لما استطاع النظام في دمشق حل هذه العقدة، إذن إيران هي الهدف الفرنسي، الهدف الإسرائيلي، أيضا، احتواء إيران بوساطة سورية، يعني ببساطة، حصر المنطقة إقليميا بكفي كماشة إسرائيلي إيراني، ومدعوم بغطاء دولي اسمه الاتحاد من أجل المتوسط. لهذا لم يتوان السيد ساركوزي على أن يطلب من الرئيس الأسد أن يكون وسيطا مباشرا بين رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي وبين طهران. ثمة أمر آخر، عقدان ونصف من تراكم العلاقة الثلاثية ين إيران ونظام دمشق وحزب الله، ونفوذ هذه الأطراف في لبنان والمنطقة، من الصعب للمتابع لأبسط الأمور، أن يرى في خطوة ساركوزي ـ الإسرائيلية، بأن الطرفين يريدان فك الارتباط بين إيران والنظام في دمشق، هذا التعاطي يشبه إلى حد ما، تعاطي إسرائيل مع الملف الفلسطيني، كثير الكلام عن السلام، وكثير من بناء المستوطنات، وعزل الفلسطيني عن الفلسطيني. ونحن لا نعتقد أن السيد ساركوزي بهذه السذاجة لكي يصدق ما يقوله للرأي العام: من أنه استقبل الأسد من أجل لبنان، ومن أجل فك ارتباط الأسد مع طهران، كيف يريده ساركوزي أن يفك ارتباطه بطهران ويكلفه في نفس الوقت بلعب دور الوسيط الفاعل بين إيران وفرنسا؟ ساركوزي يريد أن يدخل التاريخ بتخليص فرنسا من إرثها الديغولي كما يقال، ولكنه من جهة أخرى حول السياسة الفرنسية ليس إلى ذيلا للسياسة الأميركية، كما يتوهم بعض المراقبين العرب، بل ذيلا للسياسة الإسرائيلية­ وهنالك فارق بين السياستين­ التي عنوانها التالي:
ـ إبقاء إيران فزاعة لدول المنطقة، دون أن تصيب أو تخيف إسرائيل، إبقاء النظام السوري ضعيفا، وعدم المس بقواعد سلطته الداخلية، ثم إبقاء لبنان رهينة اللعبة الإقليمية، كلما أرادتها إسرائيل تجدها بؤرة للتوتر، وكل ذلك من أجل يمين إسرائيلي، يريد القضاء على آخر فلسطيني. ولكن السؤال هنا: ماذا ستستفيد فرنسا من هذه السياسة، إذا لم توافق عليها أميركا؟ ربما يكون هذا السؤال عنوانا لمقال قادم. لكننا مع ذلك نقول ان فشل إسرائيل أن تتحول إلى دولة طبيعية، إنما يعود إلى أسباب تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي بالدرجة الأولى، وهذا ما سيبقي المنطقة حتى إشعار آخر، في خضم الحاجة، لأنظمة مثل النظام السوري، ومثل الصراع الإيراني­ الإسرائيلي، ومثل لبنان بؤرة توتر.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!
- غسان المفلح يحاور ياسين الحاج صالح في الشأن السوري.
- علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية ...
- ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟
- المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟
- الخروج من إيران-العامل الخارجي سوريا.
- حزب الله« يتخلى عن حمولته العربية- غزوة بيروت
- سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟
- الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - غسان المفلح - فرنسا ونظام الأسد والشرق الأوسط