أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - غسان المفلح - سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.














المزيد.....

سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2299 - 2008 / 6 / 1 - 07:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إسرائيل تدخل على الخط السوري، مواجهة هذه المرة، دون غطاء دولي واضح حتى! إسرائيل تدخل وفي جعبتها رهان أزمة، وفي ديدنها حمولة تدفع ثمنها من دم الفلسطيني، ومن خراب السوري واللبناني، وما تبقى من الشعوب المحيطة بهذا الكيان المقدس. قداسته هي نفسها كما كانت حال تأسيسها، لم تأتي من التوراة أو من التلمود، بل أتت وتأتي من سياق دنيوي غربي له امتياز المحرقة، والتخلص من نفايات الانتقال الرأسمالي- والذين هم يهود الغرب- عندما كان اليهود يسيطرون على النظام الربوي، الذي يمد الملوك والأمراء، بأسباب المجون في عالم ارستقراطي لا يعيش سوى نهابا. الخلاصة بسيطة: إسرائيل تدعم نظاما قمعيا وفاسدا، ليس معنى ذلك أنه نظاما لا شبيه له في عالمنا، بل المسألة فرادة الحاضر في أزمته، التي أدخل فيها سورية شعبا أولا، في مخاض المجهول الذي حول المواطن السوري، إلى سفير سيء لبلاده، في بلاد الله الواسعة التي يهاجر أو يحاول الهجرة إليها. سفير سيئ لأنه بات يلعب نفس لعبة السلطة، لخوفه من المجهول يدافع عن حاضر مأفون. هو لا يخاف من المجهول بل يخاف من سيد هذا المجهول، عراقيا كان، أو أن يأتي الإمام الغائب في شكل سلة تفاح تغري الرجال على قلتهم. أو يأتي كحجاج آخر، لا يستطيع العالم استيعابه أبدا، فتضرب سورية نزعات التشظي والتقاسم الملون بالدم، لأمراء طوائف ينتظرون دورهم على قارعة سؤال بسيط: أين ومتى تبدأ لحظة انهيار النظام؟ أمراء يجلسون على موائد حفنة من الرجال ولدتهم الطوائف ولم تلد غيرهم بعد. يتقاسمون دماء شعب، لم يكن في حاجة لهم قبلهم، ولن يكون في حاجتهم مستقبلا. تستطيع سورية العيش بدون هذه الحفنة من الرجال، حتى منهم من يلبس لبوس الاعتراض السياسي، في قبعة طائفية أو دينية أو أثنية. أكثر ما استطعنا أن نقوله: بيضوا أموالكم وفسادكم، ولكن خففوا من جشعكم، لهذا عندما اختلفنا، قلنا نقبل الحوار مع نظام فاسد وقمعي. واكتشفنا خيبتنا مرة أخرى، أن الفساد والقمع لا يقبل غير لغة القوة. ولكن هل نصبح مثله نحمل عنوان العنف ونمضي، سواء مستنجدين بالخارج أو مستنجدين بالداخل، الذي أصبح يتحرك على نار الانتظار للحظة انفلات غير محسوبة. إسرائيل بفتحها باب التفاوض الأخير عبر إسلاميي تركيا، حماة الحجاب والدولة الدينية! مرفوعة على أس التمسك بالسلطة، والخوف من عسكر العلمانية، لهذا يريدون خدمة إسرائيل مجانا. لم تكن وليس في نيتها إعادة الجولان، بل في نيتها فقط، حماية الخراب واستمراره، لأن حربا أهلية في سورية، تساعدها على قضم الجولان بالتقادم الدموي. واختباء بوش تحت عباءة العراق المدمي بالطائفية والإرهاب والنفط الأمريكي المجلجل، ذو الصوت الأكثر ارتفاعا، في أروقة الإدارة الأمريكية، تمخض عن فأر فيما حدث في لبنان، من اجتياح طائفي وسياسي لبيروت الجريحة أبدا. إنها لوحة تشبه التعاليم السرية في الكتب غير المقروءة إلا لمن يتبعها، ألم يزل اليهودي يعيش على فتات هذه السرية! يعتقد نفسه كما العرب معه، أنه يقود العالم من خلف حجاب لا يرى. في ظل هذه اللوحة ما العمل في سورية؟
دون التواء علماني أو إسلامي أو سلطوي، الديمقراطية وتداول السلطة بين الفاسدين مؤقتا هو الحل. وتتحول أموالهم إلى أموال قانونية جنوها بعرق جباههم أو ورثوها عن أجدادهم. ليصبح رئيس أي جهاز استخبارات أو أي مسؤول سابق، وزيرا في حكومة ديمقراطية، أو نائبا هو أو واحد من أحفاده أو أبناءه، يدافع عن مصالح الشعب السوري من على قبة البرلمان! الذي أنشأته فرنسا. وعلى المعارضة التي دفعت من حياتها وحياة أبناءها ولازالت سجونا، وخاصة من هي موجودة في الداخل، أن تقبل بأن دورها يأتي، لإنهاء الفساد لاحقا بعد الديمقراطية، التي ستبدأ حتما مريضة بكل أمراض المجتمع الحالي، إن بدأت؟ علما أننا نعرف أن السلطة لن تقبل بهذا الحل مطلقا، لن يقبل أي رجل من رجالاتها التنافس علنا وعبر صندوق الاقتراع مع رجل آخر من نفس الطينة الفاسدة والقمعية والتي حمت نفسها بإفساد المجتمع كله من ألفه إلى يائه. إنهم تعودوا على تقاسم الثروة المنهوبة تحت الطاولة وفي العتمة الطائفية. لا يريدوا أبدا أن يستثمروا وطنا، بل يريدون نهب مزرعة لا يحميها حتى الله. هل كل هذا لا تعرفه إسرائيل؟ أعتقد أن الموضوع بات أكثر من واضح: لن يحمي الله سورية. لأن السؤال الأساس والذي نهرب منه جميعا، إذا افترضنا أن الديمقراطية هي الحل: كيف نصل لكي يقتنع الفاسدين، بأن الديمقراطية هي الحل لهم ولنا ولسورية بكل أبناءها؟ وإن لم يقتنعوا وهذا هو الواضح حتى اللحظة، كيف نصل إلى تلك الديمقراطية؟ وجدت نفسي لا أستطيع الكتابة عن جواب سؤالي ما العمل؟ لأنني ببساطة لا أعرف ما هو الجواب!
ليس يأسا لكنه جواب بحجم هذه الفجيعة.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟
- الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.
- العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي
- جرائم الشرف ثقافة المشهد.
- حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟
- الاعتقال والتخوين تعبير عن ميزان قوى.
- فسحة بين إقصائين.سماح إدريس وفخري كريم.
- الليبرالية والمشروع الأمريكي، فك ارتباط أم التصاق آني؟
- إنه العار المطلق!
- إعلان دمشق في ميزان ذو كفة واحدة!
- على الحكومة اللبنانية تسليم سلاحها إلى حزب الله.


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - غسان المفلح - سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.