أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟














المزيد.....

حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2198 - 2008 / 2 / 21 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يمكن التأسيس على انقطاع؟ أم يمكن القطع تماما مع فكرة التأسيس هذه التي يطرحها ياسين الحاج صالح في مقاله في «الحياة» تحت عنوان «المعارضات العلمانية العربية... مسألة فكرية أولاً» (10/2/08)؟
فكرة التأسيس عند ياسين فكرة دائمة وملحة في ما يطرح من نقد جاد للمعارضات العربية، التأسيس الذي يمكن وهي المتشرذمة تشرذاً متأصلا وشنيعا، وناتجاً، في رأيه، عن أساس فكري يتصل بضحالة القيم والرؤى التي تفعم بالحياة صورة مجتمع ناهض ومتحرر أو إرادة قطاعات أوسع من الناس لبنائه. ويؤكد ياسين أن القيم/ المثال أو النموذج الاجتماعي غير محسوم وغير واضح، وبالطبع غير ممأسس. سنبقى في حوارنا هنا في سورية، حيث يركز دوما على أن المعارضة السورية تعاني من نزعة سياسوية مفرطة، ومن عدم وجود عمق معرفي خاص، ونموذج اجتماعي تعمل عليه له قوة جاذبة. من ثم يأخذ عليها أنها وريثة لأنساق أيديولوجية هرمة، على كافة الصعد. ولهذا يشكك بمفهوم المعارضة أصلا.
سؤال التأسيس الدائم الذي يطرحه ياسين، هو في الحقيقة سؤال اعتادت عليه النخب العربية عموما، وبات مفهوما يحمل دلالات متباينة بتباين مواقع الذوات المثقفة التي تطرحه، تباين مواقفها من الواقع العربي والإسلامي وقراءته، ومن الغرب ومشروعه الكوني. زاوية النظر للموضوع المنقود، وموقع الناقد، لهما دور في فهم العملية النقدية التي تجري منذ ما يسمى بالنهضة العربية الأولى المجهضة في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في مصر. وبعدها حدث ما يشبه الانقطاع النهضوي كما يجمع الكثير من المثقفين العرب. بقاؤنا في سورية هو الذي يطرح علينا سؤال: لماذا تمت النهضة في مصر، وليس في دولة أخرى كالعراق أو سورية مثلاً، رغم أن المثقفين النهضويين اللبنانيين والسوريين وجدوا أنهم قادرون على طرح ما يريدونه ونشره في مصر وليس في سورية؟ هنالك عدة أسباب ليس المجال لذكرها هنا، ولكن هنالك سببا مركزيا برأيي وهو أن مصر كانت في حينها واحة ديموقراطية بالمعنى النسبي للكلمة، وكانت هنالك إمكانية مفتوحة لنقاش موضوعة التأسيس المعرفي والأيديولوجي لاستلهام مشروع الغرب ودولته التي هزمتنا في مقاربة خلدونية واضحة- تمثل نموذج الغالب- وانقطعت هذه الصيرورة المفتوحة وأغلقت ولا زلنا نعيش على أطلالها.
من هذه العودة السريعة نسجل ملاحظتنا الأولى حيث التأسيس المعرفي والفكري، يحتاج إلى ركيزتين أساسيتين: الأولى حرية التفكير والممارسة، والثانية حرية الوصول والإيصال. ثم من الملاحظ هنا أيضاً، أن انقطاع النموذج المصري تم بعد خروج الاستعمار الإنكليزي. وهذه حساسية خاصة للمعنى الذي نحاول دوما الهروب منه، في رؤيتنا للغرب. والإستراتيجية الانكليزية تختلف عن الفرنسية في تلك الأيام في أشكال ووسائل التعاطي مع مستعمراتها. هذا الفارق أيضا لعب دورا ليس قليلا في تمايز مجتمعاتنا العربية القطرية عن بعضها.
تفاصيل التاريخ هذه تعيدنا دوما إلى إشكالية التأسيس المطروحة دوما لدى الفكر العربي. لنلاحظ أن الطيب تيزيني لديه مشروع تأسيس، وكذلك حسن حنفي، ومحمد عابد الجابري، وحسين مروة، وبرهان غليون، وجورج طرابيشي..الخ. ما الذي يجمع هذه المشاريع التأسيسية، ولكل مشروع نموذجه الاجتماعي المثالي؟ نعتقد أن هنالك تقاطعا مهما هو أن الجميع يقتربون من بعضهم في التأسيس هذا على مقولة الحرية. الحرية من السلطان أو من الغرب، أو من كليهما معا. أعطوا المعارضة السورية لحظة التقاط أنفاس واحدة وفي ما بعد نتحدث عن قصور معرفي، وإن لم يكن النموذج الاجتماعي للدولة الموجودة الآن في التاريخ المعاصر نموذجا تفضله غالبية المواطنين العرب. بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن نموذج اجتماعي متقدم على الموجود حالياً. أعتقد أنْ هنا جوهر الخلاف الدائم مع ياسين. هل التأسيس المعرفي هو مع الحرية أو قبلها أو بالترافق معها أو بالتزامن معها خلال المعركة المفتوحة بكل هذه الشراسة من أجل منع الحرية؟ أوافق على الترسيمة النقدية التي يصيغها بين فترة وأخرى حول مشهد المعارضة السورية وأطرح معه أيضا الحاجة لهذا التأسيس، ولكنني اختلف معه من حيث أننا بحاجة لتأسيس سياسي بالدرجة الأولى حول فكرة الحرية من أجل الوصول إليها في مجتمع محدد بالزمان والمكان، وبعدها تدخل قوى المجتمع في تنافس وفي تأسيسات معرفية لنماذجها الاجتماعية التي تريد، سواء منها الماركسوي أو الليبرالي أو الإسلاموي المدني، وكل هذا يتم تحت مظلة التعاقد مع الحرية وفي فضائها. فالتأسيس الذي يطرحه ياسين منمذج على طريقته النقدية، إلى درجة استحالة تحقيقه، والاستحالة تكمن في أزمته النقدية ذاتها التي تتجلى في أننا نعاني أزمة نقد لنقد الأزمة ذاتها. لأن النقد يأخذ على عاتقه هنا مفهوما خلاصيا ذا بعد رسالي مخلص! يمنع عنه شيئا من العقلانية ذات الجوهر السياسي الآن بامتياز! هذا البعد الرسالي غير موجود في تفاصيل تاريخنا التي تلتهمه السلطة عندنا من ألفه إلى يائه. فأنا كمواطن سوري، أريد أن يصبح لدي دولة كجارتنا تركيا، فهل هذا كثير ويحتاج إلى تأسيس معرفي كالذي يطرحه ياسين؟ هل مشكلة عدم جماهيرية المعارضة عموما، والعلمانية خصوصا، التي يتحدث عنها بالجملة، تكمن، بالتفصيل، في أن هذه المعارضة لا تملك عمقا معرفيا؟ مع ذلك نتمنى أن تتاح للمعارضة فسحة لبدء هذا التأسيس، ولكن من أين لها هذه الفسحة وكيف تستطيع الحصول عليها؟ المعارضة السورية تختنق كلما عقدت اجتماعا صغيرا، فكيف إذا حاولت أن تبني مؤسسة؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتقال والتخوين تعبير عن ميزان قوى.
- فسحة بين إقصائين.سماح إدريس وفخري كريم.
- الليبرالية والمشروع الأمريكي، فك ارتباط أم التصاق آني؟
- إنه العار المطلق!
- إعلان دمشق في ميزان ذو كفة واحدة!
- على الحكومة اللبنانية تسليم سلاحها إلى حزب الله.
- العقلانية واللاعقلانية، هل السلطة حيادية؟
- أغنياء سورية، رفقا بها. إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه.
- المعارضة السورية بين التنوير والبراغماتية!
- أكرم البني هل لديك شمعة وزجاجة؟ كي لا ننساهم!
- دمشق توأم فيروز، فلا تترددي سفيرتنا إلى النجوم.
- حوار السلطة أم سلطة الحوار؟
- رسالة صريحة إلى الدكتور برهان غليون.
- اليسار اللبناني ومطلب الدولة البرجوازي! إلى سمير قصير ورفاقه ...
- خواطر: إلى راشد صطوف.
- عقلية أمنية، من تحاور إذن؟حوار مع هيثم مناع.
- إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-2 و3-
- إننا خونة!وطن بلا مواطنين- تداعيات في ضوء إعلان دمشق-1-
- خوف على النظام لا خوف من أمريكا-إعلان دمشق في مرمى النيران.
- لا احتلال بريء ولا استبداد قاض! ديمقراطيون بعباءة بن لادن، ع ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟