أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - التغيير بين سلطة الفكر وميزان السياسة.















المزيد.....

التغيير بين سلطة الفكر وميزان السياسة.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2590 - 2009 / 3 / 19 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دمشق أسيرة لغوها، والسجان ليس سلطة تمثيلة، نحتاج معها لجهد تحليلي، يستنبط السر في استمرار اللغو، والحرب الكلامية بين لا فاعلين في الحقل السياسي. لكل فكر سلطته، ولكل سلطة فكرها، الذي يتعامل مع الوقائع والأرقام، والأسماء، مع الأمكنة والأزمنة، مع التاريخ كدرس لاستمرار القاعدة الاساسية المنتجة لهذا الفكر. عندما يكون الفكر سندا لشخص السلطة، يصبح الأمر أقل تعقيدا، ولكن عندما نجد أن شخص السلطة، محاطا بفكر مؤسسي له هامشه المستقل، يصبح هذا فعل رقابي، من الصعب تجاوزه، مهما كانت قدرات شخص السلطة خارقة، نحن لا فاعلين بالحدود التي يعترف بها ميزان القوى السياسي. ويصبح السؤال الملح، لماذا كل هذا اللغو من أجل الانخراط بلعبة اللافعل، حتى نصل في كل مرة إلى معركة تنتهي باللاجدوى، لأن أساسها لغو، اللغونة الفكرية في مكان، والفعل السياسي في مكان آخر. نعبأ صفحات لا تحصى من كلام يتيه بين سلطته وبين رمزيته، التي تريد إخفاء سلطة الكلام ذاتها. النطق سواء كان صوتا أو كلمة مكتوبة يريد تمرير سلطته عبر رسالته، لاهم له مهما تلحف بفنتازيا الكلمات، وأبهة المصطلح، وتفخيم المفهوم. يغيب عن بالنا سلطة الوسيلة، وسيلة إيصال السلطة إلى هدف الرسالة ذاته. لماذا نحن نكتب في صحف خليجية ولا نكتب في صحف سورية؟ لماذا نكتب أحيانا في صحف مصرية، ونهاجم في صحف أخرى النظام السياسي في مصر؟ لم يسألنا أحد عن سر اللغو في صحف الخليج، ولم يسألنا أحد عن وسائلنا في إيصال الكلمة نحو هدفها، أليس في تحليل هذا قدر كبير من العقل المتشيئ؟ الوطن لا يتسع لمساحة نريدها حرة، ولكنه يسمح لنا كما لم يسمح من قبل ان نصدر لغوناتنا عبر وسائل لا تصل إلى مواطننا الكريم الذي لا يعيش، الفقر، ولا يعيش التمييز بكل أنواعه، القومي والديني والطائفي والحزبي، لا ينثر الفساد فوق عقله رجال مخابرات، أو حرمان من حق الحياة. بعث وأخوان ويسار ومفكرين وكتاب وباحثين، هم من الاستقلالية معركة يخوضنها وكما وجدوا أنفسهم قريبين منها يجدونها بعيدة عنهم. السلطة عندما تكون قانونية تكون عمياء في التمييز، لا تميز أبدا بين إنسان وآخر إلا وفق نصها الأساس وهو القانون، ولكن سلطتنا تبصر دوما، لهذا هي تمتلك القدرة دوما على نشر التمييز هذا مهما كانت وجهته، طائفية أم دينية أم قومية أم حزبية. القانون لا يسألك أنت كردي أم عربي؟ ولا يسألك أنت شيعي أم سني؟ ولا يسألك أنت بعثي أم ليبرالي؟ لهذا لا يوجد قانون لدينا. كل هذا الجمع يريد التغيير، جبهة خلاص وإعلان دمشق وكتاب ومثقفين ومنهم من هم يمكن أن نطلق عليهم آخر المثقفين الشموليين. والتغيير عملية في كل مقاييس الفكر السياسي، منذ بدء الخلق وحتى الآن، تصطدم في النتيجة بميزان القوى" عندما تتحول الكلمة إلى قوة مادية" كيف نعالج هذه البداهة كما عالجتها الأديان والدعوات من ليبرالية وماركسية ومن دار بينهما؟ سأضرب مثالا ربما يكون خارج سياقنا هذا لكنه يشير إشارة ما نحو سلطة الكلمة" قناة الجزيرة وقناة العربية تجتمعان على مادة إعلامية واحدة ومهمة هي تناول الوضع السياسي في مصر" لا يمضي يوما إلا وتجد هذين المنبرين فيهما موادا عما يدور داخل مصر، يستقبلان ضيوف غالبيتهم ممن هم معارضون للنظام في مصر! الجزيرة غير معنية بالوضع السوري، وغير معنية بالوضع الليبي، ولا بالوضع اليمني..الخ القائمة العربية الحزينة. الحرية في مصر هي التي تسمح بذلك. سألني أحد المهتمين الأجانب عن جانب من هذه المسألة" لماذا قناة العربية تتناول الأوضاع في مصر رغم أن العلاقة طيبة بين القيادتين في مصر والسعودية، بينما لاتتناول القضايا السياسية في سورية، رغم أن الخلاف السوري السعودي على أشده؟ طبعا قبل المصالحة العربية جاءني هذا السؤال؟
قلت له لا أعرف أن قناة العربية تدار تماما من قبل السياسة السعودية!
*****
المجتمع المرتبط بالسلطة عبر الدولة، والتي تحولت بفعل الزمن الاستبدادي المتكرر، إلى دولة السلطة وليس دولة المجتمع ومؤسساتها تدور في عجلة إعادة إنتاج السلطة ذاتها، لايوجد مؤسسات مستقلة عن السلطة الاستبدادية، ولنلاحظ أن مصر في ذلك تعطي درسا نسبيا، استقلال القضاء المصري عن السلطة المصرية استقلالا، يعطي رسالة ما وإن كانت نسبية، بأن الدولة المصرية ليست دولة السلطة السياسية هناك،وهذه بذرة أساسية من أجل دولة القانون والديمقراطية. هنالك مسافات بين النقابات في مصر وبين السلطة، بين المجتمع المدني وبين السلطة السياسية، وبين المجتمع الأهلي والسلطة السياسية، بين الأحزاب والسلطة السياسية، المصرية هوية تحمي لحمة المجتمع في حال انهارت السلطة، ولكن لنلاحظ أن المصرية تتهاوي عند الإخوان المسلمين المصريين، ورغم ذلك مصريتهم تتضح عندما نتحدث عن هيمنتهم على التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لم يخرج مرشد عام واحد من خارج مصر. سلطة الدولة السياسية تتصارع مع المشروع الإيراني، والإخوان المسلمين المصريين بشخص مرشدهم العام حتى، يضغطون من أجل تحالف وثيق مع المشروع الإيراني.
هل هذه المسافة الاستقلالية التي ذكرناها بين فاعلية المجتمع المصري وبين نظامه السياسي، موجودة في سورية؟
مصر خاصرة ديمقراطية رخوة في جسد الاستبداد العربي المتكلس أقله ثقافيا، واجتماعيا.
*****
المعارضة الديمقراطية العربية وقعت بين فكي كماشة، ضعفها وعدم قدرتها على مواكبة التغيير من جهة، وقوة إرادة السلطة من جهة أخرى، في مصر والمغرب وتونس وبعض دول الخليج، إرادة السلطة تحاول أن تفتح ثغرات ديمقراطية في الجدار العربي. إرادة السلطة عندنا في سورية، تحاول إجهاض أي ملمح ديمقراطي ليس في سورية وحسب بل في المنطقة في حال يريد التأثير على وضعها الديكتاتوري شبه الملطق. من الواضح أنه في حال عدم وجود إرادة سلطة للانفتاح على المجتمع السوري، فإن المعارضة السورية ودون عوامل ضغط ستبقى ترواح بين تجميد نشاط وتعليق معارضة، وهجوم لفظي بعيد عن متناول أجهزة الأمن، وكله لا يحسب له حساب في ميزان القوى السياسي، لهذا نبقى نتفلسف عن قضية التغيير والسلطة تحلق بالمجتمع هزيمة تلو الأخرى. وكلما مر الوقت كلما وجدت المعارضة السورية نفسها، منقطعة حتى عن قدرتها على إيصال صوتها إلى مجتمعها، فكيف يحدث التغيير إذن؟




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية بين التعليق الفكري والسياسي لنشاطها.
- ما الجديد في المصالحة العربية؟
- قرار جلب البشير لايمس السودان
- الحوار مع النظام لا يؤسس على اتهام المعارضة.
- غزة على حدود نفاقنا!
- قضية الحذاء العراقي الخصاء المعرفي والقيمي ينتج التبجح
- المعارضة السورية والذكرى ال60 لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن وفسحة المعنى.
- خواطر حول المعارضة السورية- عدنا للبث.
- متعة ألا ترد على صديق ولكن الشأن سوري.
- سورية خلف قضبان الممانعة.
- السيد ساركوزي والحكم على مناضلي إعلان دمشق.نحن لا نتهم بل نس ...
- تغيير المعارضة أم تغيير المعارضة والنظام معا؟
- لماذا النظام في مأزق لا فكاك منه؟
- الديمقراطية السورية داء ودواء.
- الماركسية بين الهداية والغواية- ثورة أكتوبر في ميزان البدايا ...
- خصوم الديمقراطية في سورية.
- المعارضة السورية اسمحوا لنا أصدقائي.
- تشويش أم تذكير؟ نلاحق في الأثير..
- السياسة الأميركية في مرحلة بوش


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - التغيير بين سلطة الفكر وميزان السياسة.