أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الهنداوي - قمة الوجاهة العربية














المزيد.....

قمة الوجاهة العربية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قمة الوجاهة العربية
جمال الهنداوي
عندما تسعى إحدى بلدان العالم المتقدم لإثبات وجودها وإشهار دخولها عالم القوى العظمى فأنها أما أن تقوم بإنشاء صرح معماري شديد التكلف وخارج عن المألوف أو أن تقوم بتفجير نووي تجريبي أو بتنظيم دورة الألعاب الاولمبية.
أما بالنسبة للبلدان العربية ,فلتعذر الفعاليات والممارسات المذكورة أعلاه ,ولعدم رغبتهم-أو بالأصح صلاحيتهم- في دخول نادي الدول الكبرى ,فأن الوجاهة عندهم لا تتجاوز بناء المساجد الواسعة أو تنظيم مؤتمرات القمة.
وعراقياً قد يتذكر الكثير منا الإمكانات الهائلة التي سخرت لبناء المساجد المتورمة في ضخامتها وفي الأرقام المرصودة لها والمبالغ التي سفحت من اجل استضافة قمة عدم الانحياز في بغداد ,حيث تكلف بناء فندقا واحدا ميزانية بعض الدول الشقيقة والصديقة المدعوة للمؤتمر مجتمعة,فمن المعروف أن لا شيء يرضي شغف الحاكم-أي حاكم- بالوجاهة أكثر من وقوفه المتسم بتواضع الزهاد خلف إمام مسجد الدولة الكبير في خشوع منقول تلفزيونياً على الهواء,أو مؤتمرات القمة-الاعتيادية أو الطارئة منها-حيث تتكامل كل عناصر الأبهة والوجاهة للحاكم وهو يتوسط المجلس وينثر أصحاب الجلالة والسيادة والسمو ذات اليمين وذات الشمال و فليسمح لنا سيادة الرئيس ونرجو من سيادة الرئيس, وتصل الأمور إلى الذروة في حالة وجود من لا ينطق الضاد من الضيوف فمنظر الحاكم وهو يرتدي سماعات الإذن ويرسم صورة الاهتمام الصارم على وجهه الملتمع من وميض كاميرات الصحافة الأجنبية تمثل قمة طموح السياسي العربي وما لا يستطيع أن يقاومه أي حاكم في المنطقة.
وقد يكون هذا- اللوك –بالذات ما دعا قمة الدوحة إلى الإصرار وبعناد على الاستعانة بالرئيس الإيراني احمدي نجاد ليكمل نصاب القمة رغم التبرم والامتعاض المعلن وبأعلى الأصوات لهذا الأمر من قبل بعض الدول الذين يمثل حضورهم أو عدم حضورهم ودرجة تمثيل هذا الحضور من اشتراطات إنجاح أي قمة .
وخصوصاً هذه القمة التي تتميز عن سابقاتها باعتبارها عطلة نهاية أسبوع مريحة للمشاركين لانعدام التحديات الخارجية التي غالبا ما تواجه مثل هذه المناسبات ,فكل مشاكل العرب الآن تحمل صفة الداخلية التي من الممكن أن تحل تحت بند المصالحة العربية ,أما مشاكلهم مع العالم الخارجي فهناك من يكفيهم تبعاتها ومؤونة تكدير خاطر القمة بها.
فمشكلة فلسطين بيد اللجنة الرباعية ومشكلة إيران تحددها الترجمة الصحيحة لرسالة اوباما من الفارسية إلى العربية أما مشكلة لبنان وسوريا والسودان فتتولاها مناصفة المحكمة الدولية و المحكمة الجنائية الدولية و أما الصومال والعراق فلهم رب كريم ومشكلة الصحراء نائمة في أدراج الأمم المتحدة ولن يضرها أو ينفعها سطر في البيان الختامي الذي من الممكن كتابته- بالاستعانة بكاتب ضليع باللغة الدبلوماسية الرفيعة -بالاعتماد على بيان القمة السابقة بتعديل طفيف بالألفاظ وفي تسلسل الفقرات.
ولا يمكن أن ينغص هذه القمة إلا مسألة حضور الرئيس البشير ,والتي يمكن أيضا أن تحل بواسطة علاقات الشيخ حمد رئيس الوزراء القطري وبنفس قصة وأسلوب المكالمة الهاتفية العجيبة بينه وبين الرئيس عباس وعرضه أن يحصل له على تصريح خروج من إسرائيل .. أذن فمن الممكن,وبنفس الطريقة الحصول على تصريح دخول هذه المرة للبشير لتكتمل الأفراح ويتم السرور ويتحقق الهدف الأسمى من الموضوع وهو إظهار حاكمية الدولة المضيفة بمظهر الدولة المفصلية والمركزية في المنطقة .
ولن يحس القادة هذه المرة بأي ضغط من قبل الشعوب العربية, ,ولن تكون هناك أي مظاهرات ولا مصادمات ولا إضرابات ممكن أن تكلف الحكام عبء قمعها, لأنها-أي الشعوب-فاقدة الاهتمام والأمل سلفاً وغير معولة مطلقاً على أي ما يمكن أن يصدر عنها ولن يحركها فشل القمة أو نجاحها ولكن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يصيب العرب بالخيبة هو تخلف الأخ العقيد عن الحضور وحرمانهم من خطابه السنوي الذي يمكن اعتباره الحدث الأبرز في كل تجمع عربي وخصوصاً إنها أول قمة يحضرها كرئيس وملك ملوك في آن واحد لقارة إفريقيا .
لذا فستنعقد القمة العربية كالعادة.. ولن يعدم القادة العرب وسيلة لتمرير بيانها الختامي .وستنعقد التي بعدها والتي بعدها.وستتلقى الدولة المضيفة باستمرار الإشادة والامتنان على الرعاية الكريمة وكرم الضيافة والدقة الفائقة في الإعداد للقمة العربية..وهذا هو المهم. وسيستمر السيد الامين العام عمرو موسى في تكرار أن الوضع لا يمكن السكوت عليه في خطاباته الافتتاحية.
وسينجح الإعلام الرسمي في تحميل كل إشارة أو إيماءة أو مصافحة من قبل هذا المسؤول أو ذاك بتفاؤل أن نتائج هذه القمة قد حققت اختراقا ما في قضية ما ,وسيعود كل مسؤول إلى بلاده مصحوبا بتكرار مستمر لبث كلمته في القمة وكيف أنها وضعت الإصبع على الجرح النازف في خاصرة الأمة وكيف حققت مداخلات ولقاءات المسؤول العربي وحتى حضوره المآدب العامرة دفعاً هائلاً للمصالحات العربية التي لا تنتهي إلا عند خلاف آخر يستدعي مصالحة جديدة. وهكذا دواليك حتى يوم الوقت المعلوم.. فلقد قال احد العقلاء قديما أن الزمن من العناصر الأساسية في الوجود... وهو الكفيل وحده بإظهار النتائج .



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدايا عيد متميزة لايران
- دفاعاًعن الحوار...دفاعاً عن التمدن
- صدام حسين والبشير...وليل السودان الطويل
- علمانية الصحابة..سقيفة بني ساعدة نموذجاً
- الديكتاتورية العلمانية..حرية الرأي من فولتير الى المنسي القا ...
- فقه النكوص...الخطر على مستقبل الاسلام كحضارة وتأثير
- انه الاقتصاد..يا لغبائنا
- فقه الطغيان.. تداخل التاريخي بالمقدس
- لك الله يا غزة..
- فقه الانحراف..شرعنة النخاسة
- الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء
- العراق الخليجي
- الاخلاق والتكنو لوجيا
- قطر ..بين التجنيس وعشق القرضاوي
- اعمار الانسان يجب ان يسبق اعمار البنى التحتية
- ما احوجنا الى ارساء ثقافة التعايش؟
- الرئيس الامريكي المثالي
- هنيئاً لكم اوباما
- قراءات خاطئة
- الماركسية الامريكية


المزيد.....




- قتلى وجرحى جراء غارات إسرائيلية على سجن إوين في محافظة طهران ...
- مكتب نتنياهو يعلن قصف موقع رادار بإيران بعد سريان وقف إطلاق ...
- ماذا دار بين أمير قطر ورئيس إيران بأول اتصال بعد الهجوم الصا ...
- ماذا حدث بين إسرائيل وإيران بعد دخول وقف إطلاق النار حيز الت ...
- كيف طورت إيران برنامجها النووي؟
- تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلت ...
- تعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا ...
- إيران تؤكد احترام وقف إطلاق النار إذا قامت إسرائيل بالمثل
- ترامب ينتقد إسرائيل بسبب هجماتها على إيران بعد وقف إطلاق الن ...
- امتعاض في إسرائيل بعد انتقادات ترامب


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الهنداوي - قمة الوجاهة العربية