أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الهنداوي - قراءات خاطئة















المزيد.....

قراءات خاطئة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقيناً أن القيادة العراقية السابقة- وبكامل طاقمها- لو كانوا قارئين جيدين للمتغيرات المتسارعة التي كانت تعصف بالعلاقات الدولية في بداية التسعينيات , او كانوا على الاقل مستمعين جيدين لنشرات الأخبار, حتى المحلية منها , لما تجرؤا على مجرد التفكير بحل مشاكلهم مع الجارة الكويت عن طريق التوغل العسكري في داخل الاراضي الكويتية,ناهيك عن ضمها واعتبارها قضاء تابع لمحافظة البصرة, ولكانوا تجاهلوا حتى المناجاة الشخصية فيما بينهم حول الموضوع .ولربما اعتقل كل من تحدث بالفرع او الاصل. ولكن التفرد المتزمت في القرار العراقي حينها,وانعدام مناقشة القرارات السامية, شجع القيادة على ارتكاب تلك الحماقة وما تبعها من إخراج بائس للموضوع والإدارة الكارثية للازمة .مما جعل غزو الكويت يتبؤا الصدارة كأكثر مواقف سوء التقدير مأساوية في القرن العشرين ..
سوء الفهم هنا هو ان القيادة العراقية السابقة تعاملت مع موضوع الكويت بروحية الحرب الباردة في اوج تطرفها,وفي اوج التوتر الساخن بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة ... ولم تدرك بان بريجنيف قد غادر الكرملين منذ زمن بعيد وان خلفه غوربا تشيف يفاوض على أتعاب تفكيك الإمبراطورية الحمراء,منتهية الصلاحية, بصورة سهلة ومرنة وحضارية.
ان القيادة العراقية السابقة لم تهتم بالانصات الى نبوءة كيسجز . ولم تستوعب مدى تلهف الولايات المتحدة لكي تغسل أقدام جنودها بمياه الخليج الدافئة المشمسة, كشرط أساس لتبوء مركز القوة الأولى في العالم .. ولم تسمع أيضا بسقوط جدار برلين رغم مرور عام كامل على ذلك .. ولم تفهم أهمية ذلك .. وبالتأكيد أن النتيجة التي خلصت أليها القيادة بان المكلف ببناء الجدار قد يكون غشاشاً او أن السبب قد يكون الأرضة او الرطوبة, وأكيد انهم استغربوا لماذا لا يعاد بناءه ..ولكن الأكثر تمزيقاً للقلب .. هو أن القيادة لم يخطر على بالها . رغم أنها كانت قيادة ملهمة . هو ان العالم يتغير وان التاريخ قد انتهى.. وان الثوابت قد تحطمت ..
ولم تعلم القيادة أن الأيديولوجيات والمبادئ والشعارات تم إعادة تقييمها وتخضع لمراجعة شاملة, وان الحرب الباردة قد أخذت بالدفء لتتحول إلى نظام عالمي جديد تكون فيه مملكة الشر حليفاً ستراتيجياً وعلاقات الصراع السابقة أصبحت علاقات تعاون ....وكل هذا يحصل وهي تجتر في أحلام يقظتها صدى طرقات خروتشيف على منبر الأمم المتحدة وتتنسم بنشوة النسيم القادم من ربيع براغ .. وترنو من بعيد لرايات حلف وارسو وهي تهرع لتقديم العون للقائد الضرورة , ليس لأيمانها بمبادئ الحزب والثورة القوميةوالتقدمية , بل نكاية بالولايات المتحدة والإمبريالية العالمية .. وان عجز الأمم المتحدة تجاه احتلال الضفة والقطاع لن يكون حالة استثنائية .. والنتيجة هو دخول مغامرة عسكرية اعتماداً على نظام دولي في حالة موت سريري ووضع العراق والمنطقة تحت أنياب نظام دولي منفلت العقال وقاتل الشهوة لابراز انتصاره الكبير ويبحث عن مثال بسيط فقط لترسيخ هذا النصر في الأذهان ... ومن ثم ,وبعبقرية لافته استطاعت القيادة العراقية السابقة تقديم الخليج كله والعراق إلى الولايات المتحدة بمباركة ومساندة وتمويل وزغاريد وهتافات ودعاء العرب للمنقذ الكبير.المتفضل علينا باحتلاله
بنفس العقلية الستراتيجية وفي نفس الشهر - ولا نعلم ما دلالة تأثير الشهر على الموضوع – اقدم الرئيس الجورجي سيكا شفيلي على مغامرة لا تقل رعونة عن ما قام به النظام البائد , فلقد قام وبتهور منقطع النظير بنكأ خراج مؤلم في جنب الدب الروسي المملوء غيظاً من أزمة الشيشان وسنوات الانكفاء الاقتصادي الكبير ومضاعفات التفكك والانفصال. معتمداً على سياسة أميركية هجومية استمرت طوال فترة الرئيس بوش ولكنه لم يحسب بأنها تمر ألان في وقت مستقطع .. وتلك السياسة في حالة تحليل ومراقبة وابتعاد عن كل ما يمكن أن يفسد سنة الانتخابات. ... وفات سيكاشفيلي بان عصربوتين قد جب ما قبله , فروسيا ما قبل بوتين لم تكن قادرة على المواجهة، ولم يكن وضعها الاقتصادي والسياسي مؤهلا لمواجهات كبرى ذات تداعيات اقتصادية وسياسية من النوع الثقيل، ولكن فترة بوتين التي لم تتجاوزها روسيا بعد حتى مع وجود ميدفيديف، أيقظت من جديد نزعة الثأر للقومية الروسية و كان التدخل السريع والحاسم من قبل الجيش الروسي في الأزمة بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية، واستخدام سلاح الطاقة ضد أوكرانيا وأوروبا، والتصريحات النارية ردا على شبكة الصواريخ التي تخطط أميركا لنشرها في بولندا وتشيكيا. لكي تكون جورجيا عبرة لغيرها من دول الاتحاد القديم من جهة إذا مضت تلك الدول في التقرب من الغرب على حساب المصالح الروسية، ورسالة لمن يهمه الأمر أن الروس لا يطلقون تهديدات شفوية بل هم على استعداد لتحريك القوة العسكرية الضاربة عندما تلوح في الأفق نذر تهديد لأمنهم القومي.
وفات سيكاشفيلي ان لا أحد يرغب في الولايات المتحدة في دخول مواجهة مفتوحة مع دولة كبرى قوية مثل روسيا لصعوبة تكوين ائتلاف دولي عريض يمكن ان يسير معها في هذا الدرب الشائك .. ولم يأخذ الرئيس الجورجي في الاعتبار بان الصين رغم أنها انشغالها الاقتصادي لا تخفي تأففها من الدور المتفرد للولايات المتحدة .. وان أوربا تتعامل سياسياً ببراغماتية اقرب إلى المصلحية البحتة وتعتمد حسابات الربح والخسارة تماماً في تحديد اتجاهاتها السياسية وغير راغبة باي شكل بتهديد استقرار ورفاهية شعوبها .. وروسيا طرف رئيس في هذه الرفاهية .. ومعاداتها معناها غاز أغلى وتكاليف مجابهة لا معنى لها .. وخصوصاً وان روسيا لا تطرح نفسها كقوة أيدلوجية ولا تحمل أي أفكار تدعى أنها تصلح للإنسانية عموماً .. بل تتصرف من من منطلق وطني وقومي ومصالحة دولة عليا وتجلى الموقف الاوروبي بجلاء من خلال الرفض الالماني لانضمام جورجيا الى حلف الاطلسي .
وان كان الاستفزاز الجورجي مثل فرصة للولايات المتحدة لانعاش آمالا أميركية بصمود الحلف الأطلسي وبقائه تحت السيطرة الأميركية بحجة العودة الدرامية للحرب الباردة على تخوم الحدود القديمة المتجددة بين المعسكرين .ويظهر ذلك بوضوح من خلال الجولة الاستعراضية لنائب الرئيس الامريكي.
والنتيجة التي خرج بها سيكاشفيلي هو منح روسيا فرصة لإثبات الوجود وإظهار نفسها بصورة القطب الثاني في العالم .. وكناتج عرضي ردت روسيا صفعة كوسوفو للغرب باعترافها باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا .. ولم يحصل سيكا شفيلي وجورجيا من وراءه ألا على فقدان ثلث أراضيه ان كان كمناطق منفصلة او مناطق عازلة .وكل هذا كان ايضاً بسبب سوء الراءة للمتغيرات الدولية.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية الامريكية
- الرأسمالية الافتراضية
- البحث عن القطب الثاني


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الهنداوي - قراءات خاطئة