أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - الرأسمالية الافتراضية














المزيد.....

الرأسمالية الافتراضية


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:10
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يعيش العالم في ظل التأزم المالي والاقتصادي الكارثي الذي اصاب الماكنة الاقتصادية الامريكية تحت هاجس السؤال اليومي عن صورة مستقبل الرأسمالية بعد تدهور نشوة الانتصارالمدوي للاسلوب المغرق بالليبرالية‏ الذي فرض كلمته على الاسواق منذ تبخر النمط الاشتراكي ولحد الآن,‏ وخصوصاً بعد ان استيقظ الأمريكيون على حقيقة انهم اكبر بلاد الارض مديونية ‏,‏ يعيش فيها الجميع علي الاقتراض ‏..‏ وما يزيد من قلق الامريكيين فشل الخطط الترقيعية السابقة حتى في محاولة تصحيح التفاوت الطبقي والانحراف المتزايد في توزيع الدخل في الولايات المتحدة والذي كان السبب الرئيسي في كارثة القروض السكنية واضطرارالحكومة الفيدرالية ان تضخ‏700‏ مليار دولار معظمها يأتي من دافعي الضرائب الى اسواق المال والعقار والتأمينات‏,‏ تشتري بها ديونا سيئة تراكمت في هذه المؤسسات‏,‏ اضافة الي مستحقات ديونها السابقة .
هذه الازمة تطرح علينا بالضرورة حتمية الوعي باننا نعيش في ظل هيمنة رأسمالية متوحشة منفلتة من عقالها وغير منضبطة , والخلل الاساسي الذي يحول دون تصحيح إخفاقات السوق هو العقيدة الفاسدة السائدة في عقلية المتحكمين في صميم مفاصل و آليات الاقتصاد ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وما اعتمد كنهاية احتفالية للتاريخ ، إذ تم التحول من عقلية المصارف التجارية المشكلة على أساس مخاطر الائتمان فقط إلى عقلية مصارف الاستثمار المشكلة على أساس مخاطر بيع وشراء المديونية. واصبحت الآليات المفصلية هي آلية الاقراض أو الاستدانة . وتم التحول من الاقراض للإنتاج وتحسينه والانفاق المعتمد على تطوير وسائل وتقنيات العمل إلى الاقراض للاقراض فقط أو لمزيد من الاقراض. ولعبت تقلبات وصعود وهبوط الاوراق المالية وأسعارالفائدة والصرف دورا بالغ الفاعلية والتأثيرفي الهستيريا المالية التي اصابت اسواق المال في مختلف دول العالم.
وبرزت المضاربة ليست بوصفها نشاطا ثانوياً لرأس المال يتحرك بهدف تنويع مصادر الدخل كما كانت بواكير المضاربة، وإنما كنشاط اساسي لكبار الشركات بهدف الكسب والمزيد من الكسب لرأس المال. ومن ثم فإن رأس المال هذا الذي يتوسع افقياً وعمودياً يتولى إعادة تدوير الفائض الذي ينتجه المنتجون المباشرون وإعادة توزيعه بين مختلف قطاعات رأس المال لاطلاق قوانين سوق تعمل بصورة مشوهة عن ذي قبل تدعمها خطوات بل قفزات متقدمة وغير عادية في قطاع المعلومات والاتصالات ساعدت في جعل الأسواق المالية تأخذ صفة الكونية وصارت نطاقاً واحداً بعيداً تماماً عن أي رقابة وطنية. ولقد نمت هذه السوق خلال القرن الماضي حتى صارت المدفوعات الدولية المتعلقة بالمعاملات المالية تتفوق بارقامها على تلك المدفوعات الدولية المتعلقة بالمعاملات التجارية. ولقد صارت سوقا دوليا تتداول نوعا جديدا من رأس المال هو رأسمال بالغ القوة والعنف والذكاء شعاره الأساسي أن الديون محرك للنمو الاقتصادي. . ومعنى ذلك في الحقيقة أن حركة رؤوس الأموال لم تعد مرتبطة عضويا بحركة السلع والخدمات. وصارت تشكل دورتها المستقلة، بل تشكل اقتصادها الافتراضي المستقل. لقد أصبح النظام المصرفي الدولي الجديد هو ملتقى كل المشروعات المالية الضخمة. هو النظام الوحيد القادر على استيعاب وإعادة تدوير الفوائض النفطية وإطلاق عملية إقراض الدول النامية. ونجح بذلك في تحويل السيولة الدولية والتمويل الدولي للبلدان النامية إلى عملية خاصة غير خاضعة للرقابة الحكومية. وبنشأة هذا النظام بدأت معالم الاقتصاد الافتراضي او الاسمي في الظهور، فبدأت في الظهور تلك الرأسمالية غير المرتبطة بالإنتاج، أي تلك الرأسمالية ذات الطبيعة الطفيلية. فقد بدأ في التكوين رأسمال اسمي يتمثل في الأوراق المالية لا في الإنتاج، ويجني الريع لا الربح. ويعني الاقتصاد الافتراضي حركة رؤوس الأموال بما في ذلك تقلبات أسعار الفائدة وتدفقات الائتمان، بينما يعني الاقتصاد الحقيقي حركة السلع والخدمات.. ومع تركيز رأس المال وتزايد نشاط المصارف وتقديمها الائتمان الكبير لكبار الرأسماليين أمكن لقلة قليلة العدد من الاحتكاريين أن تُخضع لإشرافها مجموع العمليات التجارية والصناعية في المجتمع، ومع التراجع المضطرد في دور المنظمات الرسمية الدولية، فإن النظام النقدي الدولي أصبح نظاما خاصا يتولاه رأس المال الخاص المتعدد الجنسيات.
إن البلدان الرأسمالية المتقدمة تقوم الآن بإعادة النظر في أساليب إدارة وتنظيم الاقتصاد الرأسمالي على المستويين الدولي والمحلي وهدفها تصحيح أسلوب عمل قوانين الاقتصاد الرأسمالي لغرض اكتساب قدرة على التعايش مع التناقضات وتطويعها والتحكم فيها.وقد تنجح في ذلك وبوقت قياسي. ولكن ينبغي الإشارة إلى ما يمكن تسميته بحدود امكانيات المعالجة والتصويب للازمات، حيث إن قدرة البلدان الصناعية المتقدمة على التكيف مع الأوضاع الاقتصادية الجديدة في العالم، والتغلب على العديد من الآثار السلبية لعمل قوانين الاقتصاد الرأسمالي لا تعني بالضرورة قدرتها على التخلص إلى ما لا نهاية من الأزمات الاقتصادية الممتدة والتي قد تنفجر في كل حين.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن القطب الثاني


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - الرأسمالية الافتراضية