أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد علي محيي الدين - ألي أين وصل الفساد














المزيد.....

ألي أين وصل الفساد


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:28
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قيل في المأثور من القول المهجور أن الفساد إذا وصل القضاء فقد عم البلاء وتفشى الوباء وانطبقت الأرض على السماء،ووصل القضاء العراقي إلى أدنى مستوياته في العهد المقبور،فكانت طائرات الاحتلال تنقض كأنها البواشق لتدك الآمنين من العراقيين وتدمر البني التحتية فيما سلم الفاسدين وزادوا فسادا وإفسادا بما يمتلكون من إمكانيات وقدرات على الاستفادة من التغيرات الجديدة بما يمتلكون من وجوه مختلفة صالحة لكل زمان ومكان،وقد رضينا بفساد القضاء وانهيار التعليم وفساد أجهزة الدولة لآن هذه الأجهزة بعيدة عن العقائد والأديان والعاملين فيها من العلمانين الذين لا يتقيدون بأوامر الشرع الشريف أو يلتزمون بالنواهي الشرعية ولكن أن يصل الفساد إلى هيئات الأوقاف التي يديرها أول القوم أسلاما وأكثرهم أيمانا،وأشهرهم ورعا فهذا من العجيب المريب الذي لا يستساغ مع شربت الزبيب،فان فسدت هيئة الحج فذلك تقربا إلى الله تعالى وسعيا مشكورا وحجا مبرورا،ولكن عند الأوقاف تقف سفينة المساكين وأسئلة المتسائلين وعلامات التعجب للمتعجبين.
فقد "اصدر مكتب المفتش العام في ديوان الوقف الشيعي التقرير السنوي لعام 2008 الذي تضمن إحالة 12 قضية فساد إلى هيئة النزاهة.وقال مصدر مسئول في الديوان لـ"الصباح": إن التقرير السنوي الذي تم إعداده ركز بشكل كبير على النقاط الايجابية والسلبية في عمل الديوان بغية الإفادة منها في تطوير عمله خلال العام الحالي، مشيرا إلى تنفيذ 91 زيارة وجولة تفتيشية إلى المؤسسات التابعة للوقف في بغداد والمحافظات. وأوضح المصدر إن التقرير تضمن تدقيق جميع العقود والمناقصات التي ابرمها الديوان، لافتا إلى إحالة 12 قضية فساد إلى هيئة النزاهة بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية بشأنها، إلى جانب التحقيق في 59 قضية من أصل 66 مازالت سبع منها قيد الانجاز، منوها بأن عدد المشمولين بالعقوبات الإدارية لمنتسبي الوقف بلغ 12 منتسبا. وأضاف انه من خلال التدقيق المالي والفني بلغ إجمالي الأموال التي وفرها مكتب المفتش العام إلى ميزانية الدولة أكثر من مليار دينار" وما خفي كان أعظم فالتحقيق طال الرؤوس الصغيرة وحاشى الكبيرة القادرة على النطاح .
نعم كنا نعلم بأن وزارة الأوقاف السابقة طيلة عهودها الملكية والجمهورية بؤرة للفساد والتلاعب بأموال المسلمين وبيوت العبادة وكانوا يأخذون الرشا في المزايدات لتأجير الأوقاف والمباني العائدة إلى الوزارة والتلاعب بالأنفاق وسرقة الهدايا والتبرعات المقدمة للأضرحة المقدسة ،وكان تغيير النظام وإلغاء الوزارة القديمة والعمل على أنشاء هيئات جديدة للأوقاف مقسمة حسب الطوائف والملل وتكليف رجال دين من الطائفة المعنية سيحد من الفساد المستشري في الوزارة لأن هؤلاء هم رجال الله ودينه والمسئولين عن أمواله بالحفاظ عليها فهم سدنة المال ومعقد الآمال وخيرة الرجال ممن لا تلهيهم تجارة عن ذكر الله والعمل لمرضاته ،ولكن الأمور زادت سوءا والفساد أصبح سمة دالة وعلامة واضحة وزاد عما كان عليه في العهد السابق حيث أنفرد هؤلاء بالتصرف بأموال العتبات وتعيين الأقارب والأصهار والمريدين ليقتسموا بينهم الفيء وكأنهم حراس الله على أمواله لا يناقشهم أو يحاسبهم أحد وأصبح الأعمار واجهة كبرى للفساد لعدم خضوعه لأي أشراف فني أو قانوني ولخشية الآخرين من التدخل خوفا من رميهم بالكفر والعقوق والخروج عن الشرائع المقدسة فكان الأعمار العشوائي في العتبات المقدسة مما يستوجب الكثير من علامات الاستفهام فما أن يقوموا بتجديد الأرضيات أو تغليف الجدران بمليارات الدنانير حتى يقوموا في العام التالي بهدم ما شيدوه ليعيدوا تشييده مجددا تحت واجهة التطوير والأعمار فترى الأعمال دائرة على قدم وساق ليس لها بداية أو نهاية فيهدمون ما أشادوه ليعيدوا البناء مجددا وكأنها دورة الماء في الطبيعة لتنتفخ الكروش وتكبر الحسابات وتتضخم ممتلكات المهيمنين على مقدرات هذه العتبات،ورغم إننا لا يحق لنا محاسبة الأمناء المخلصين ،إلا أن الأمور بدأت تتكشف وتظهر روائحها مما دفع بلجان النزاهة لكشف جزء من الفساد وإحالة المفسدين إلى القضاء وما خفي كان أعظم لعدم وجود حسابات مضبوطة لما يرد من هدايا ونذور فيذهب أكثرها إلى رجال الرحمن،الذين أثبتوا أنهم أكثر فسادا ممن سبقهم،لأنهم مصونون غير مسئولون بما يمتلكون من حصانة تقيهم شر حاسد إذا حسد وحساب فاسد إذا فسد.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تهاون مع البعث أيها الشيوعيون
- الحزب الشيوعي العراقي يسعى إلى تغيير نهجه
- ضياع المعلمين بين التهميش والارتخاء الوطني
- هي العايلة وهي التجور
- هل هي مصالحة أم مناكحة
- كامل شياع ....الدم المضاع
- المفوضية المستغلة للأنتخابات!!!!
- إلى الناشطات الديمقراطيات في مجال المرأة
- تمثيل المرأة لا يتحقق بالكوتا
- (أبو الهول في بغداد)
- جريدة صوت الفرات ...
- بالغار ورجلك تومي أعليه
- ملاحظات أولية حول نتائج الانتخابات المحلية (1)
- البزون يفرح بعمه أهله
- أبو مهيدي تجاوز الثمانين ولا زال شيوعيا في العشرين
- صويحب ما يموت ومنجله إيداعي
- أنصاف ماكو
- حي ميت هندال ويانه
- جوهر يزناد الشامية
- وفهد بذي قار له راية تعلو


المزيد.....




- المصرف الوطني السويسري يزيد في متطلبات الاحتياطي النقدي للبن ...
- أرباح -بنك وربة- الكويتي تنمو 10.3% في الربع الأول من 2024
- أرباح -جنرال موتورز- الأميركية تقفز 25% بالربع الأول من 2024 ...
- شركة هونغ يوان دينجلي للطاقة الجديدة بالصين تحضر القمة العال ...
- التنمية الاقتصادية الروسية تقدم توقعات جديدة لأداء الاقتصاد ...
- مصر تعلن حجم الأموال من صفقة رأس الحكمة في خزانة الدولة
- السيارات الكهربائية تغزو شوارع الأردن.. ما مصير محطات الوقود ...
- كيف غيّر ميسي وجه الاقتصاد الرياضي الأميركي بانتقاله إلى إنت ...
- بعد 200 يوم من حرب غزة.. الاقتصاد الإسرائيلي يواجه صعوبات وت ...
- كبير الاقتصاديين ببنك إنجلترا: خفض الفائدة قد لا يزال بعيدا ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد علي محيي الدين - ألي أين وصل الفساد