أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد علي محيي الدين - ضياع المعلمين بين التهميش والارتخاء الوطني















المزيد.....

ضياع المعلمين بين التهميش والارتخاء الوطني


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:36
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    



كان للمعلم العراقي الدور الكبير في بناء المجتمع من خلال تربية الجيل وتعليمه أو من خلال عمله النضالي بين صفوف الشعب ،وعبر عقود من الزمن الصعب أخذ المعلم على عاتقه نشر الفكر الوطني بين القطاعات الشعبية المختلفة وعمل جمهرة كبيرة منهم في نشر الوعي في أقاصي الريف العراقي وكانوا عماد الحركة الوطنية والبناة الفاعلين لها منذ الحكم الملكي وحتى الثمانينيات من القرن الماضي عندما خلت الساحة من المعلمين التقدميين وهيمن الطفيليين منهم على مقدرات النقابة والمنظمات التعليمية الأخرى فكان الفكر البعثي الشمولي سببا مباشرا لأنها أي جذوة وطنية بين صفوف المعلمين وتحولوا من رجال تنوير وتحرير الى تقرير وتخدير وأنصرف جلهم للعمل بعد الدوام في أعمال لا تتناسب ومكانتهم الاجتماعية لتامين سبل العيش لعوائلهم التي أضناها الفقر ومزقها الجوع والحرمان،فقل وعيهم ونضبت مداركهم فانصرف القسم الأكبر منهم الى الفكر الغيبي ألما ورائي وغرقوا في متاهات الشعوذة المؤطرة بأطر دينية فكان إعلان خيبتهم في الحياة لجوء الى ما خلفها متخيلين أن في ذلك الخلاص والهروب من واقعهم المعاش،فأصبحوا غارقين في دياجير الجهل بعد أن كانوا مشاعل التنوير.
وما أن انهار النظام البعثي ألصدامي تحت بساطيل أصحاب العيون الزرق وأخوة مونيكا حتى طفت على السطح تجمعات أخذت أسماء مختلفة أدت الى شق وحدة المعلمين وهيمن عليها النفعيين والمرتزقة ونهازي الفرص من أصحاب المواخير في العهد السابق فأطالوا لحاهم ولبسوا المحابس الفضية واختبئوا خلف العمائم الوافدة من دول الجوار الشريفة ليلعبوا بمقدرات المعلم بما يخدم مصالحهم الذاتية وإنهاء الحس الوطني المتبقي لدى البعض ممن لا زالوا يحتفظون بشيء من عقل وتراكمات مسبقة من فكر وضاء ولكن هؤلاء المتنورين لم يجدوا لهم مكانا في السيرك الجديد لعدم تعلمهم على أساليب النطز والقفز فهيمن على مقدرات المنظمات التعليمية نهازي الفرص ومن تعلموا القفز على المبادئ فكان تأثير نقابتهم مشلولا في الأوساط التعليمية والسياسية ولم تتمكن النقابة من أيجاد مكان لها في زحمة الأحداث فأصابها الشلل ،ولم تتمكن من تحقيق أي منجز يذكر لمصلحة المعلم ،ساعد في ذلك الارتخاء الوطني لمن كنا نتوسم فيهم القدرة على الفعل والسير بقافلة المعلم الى أمام .
وأصدرت السلطة في العراق قراراتها المجحفة بحق النقابات عندما صدرت الأوامر الجعفرية بوضع الحجز على أرصدت المنظمات الجماهير فأصاب الشلل هذا القطاعات المهمة وجعلها عديمة الجدوى والفائدة ،ساعد في ذلك عدم وجود التنظيم الفاعل المؤثر لجماهير المعلمين والعمال والطلبة والفلاحين والأدباء وغيرهم في فرض أرادتهم على السلطة العراقية التي تدخلت في شأن مدني يتعارض ومبادئ الدستور التي تفصل بين العمل الجماهيري والسلطة الحكومية،ولكن لأن الهيمنة السلطوية فوق القانون وضعف أدارة هذه النقابات أدى الى تفعيل القرار وبالتالي تمكنت السلطة العراقية من تمرير أجندتها في قمع أي معارضة لقانون ضار بمصالح الجماهير مما يستدعي أن تقوم هذه النقابات بتنظيم أنفسها مجددا والعمل بمهنية عالية لإعادة بناء النقابة المدعومة من الجماهير ليكون تأثيرها فاعلا في اتخاذ أي قرار أو معارضة أي هجمة سلطوية الغرض منها بسط الهيمنة وترسيخ دكتاتورية السلطة في العراق.
ويبدو أن النقابة عادت الى وعيها هذه الأيام ولمست النتائج الكارثية التي أحاقت بالأسرة التربوية فقد أصدرت النقابة بيانا الى جماهير المعلمين والنقابات والاتحادات الأخرى رأيت أدراج نصه هنا للقيام بحملة عالمية لمساندة النقابات العراقية التي تهاوت تحت مطارق القرارات الحكومية داعيا شغيلة اليد والفكر الى العمل الجاد من أجل بناء نقابات حقيقية تأخذ دورها التحريضي في الشارع العراقي لمواجهة أي تحرك يهدف الى غمط حقوق الجماهير وسلب مكتسباتها وأن يكون تحركهم في الأوساط المهنية المختلفة وفق أسس مدروسة وفاعلة لاستقطاب هذه الشرائح والسير بها في طريق التحرر والبناء وأن يكون لتحركهم الجماهيري ثقله في أرغام السلطة على سماع شكاواهم ومطالبهم بما يخدم هذه الشرائح في الوقت الذي يعيش دهاقنة السلطة ورموزها حياة الملوك والأباطرة وجلهم لا يملكون أي مؤهل علمي أو ثقافي يميزهم عن أبناء الشعب،وأن الثورة الوطنية السلمية المستندة للقاعدة الجماهير سيكون لها أثرها الكبير في تغيير مسار السلطة في العراق ويدفعها لاحترام الرأي العام العراقي الذي ضاع بين لعلعة الرصاص وهدير المدافع ،ولابد لصوت الشعب أن يعلوا لأن الشعب حي لا يموت.

بيان / أين الدستور ومبدأ فصل السلطات يا حكومتنا المنتخبة


شعبنا العظيم ...
زملاؤنا المعلمون ..
الاتحادات والنقابات في عراقنا الحبيب ..
الاتحادات والنقابات العربية والأجنبية ..
السلطة التشريعية العراقية ..
السلطة التنفيذية العراقية..
العجب أن نشهد في ظل دستور يعزز الديمقراطية وفصل السلطات الممارسات المستوحاة من ثقافة وأدبيات الديكتاتورية البغيضة ، فنقابتنا ذات التاريخ العريق وبما تكتنز من قيمة معنوية مستمدة من المهنة المقدسة لأعضائها ومواقفها المبدئية في الدفاع عن حقوق المعلم والتعليم وبناء المجتمع والدولة العراقية وبما ينسجم مع ثقافة النظام الديمقراطي ، ودورها الواضح في انتزاع بعض حقوق المعلمين كما حصل في اعتصامها السابق يوم 16 / 12 / 2007 ، انبرت اليوم لتقف بصلابة أمام ثقافة الديكتاتورية وأدبياتها التي خرجت مع الطاغية المقبور من الباب لتعود ألينا اليوم من الشباك ، فمن الواضح إن النقابات والاتحادات وجميع مؤسسات المجتمع المدني مستقلة تماما عن السلطة التنفيذية وهذا ما كفله الدستور وأعراف الديمقراطية السائدة في العالم المتحضر ، وما محاولات اللجنة الوزارية العليا المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الحكم الفاقد للشرعية الانتخابية في الإشراف والاستلام والتعيين والإدارة للنقابات والاتحادات ما هي إلا تدخل سافر وهيمنة مرفوضة وخرق فاضح للدستور العراقي ، وعلى ذلك فأن نقابة المعلمين ستلجأ إلى جميع الوسائل والفعاليات التي كفلها الدستور من اعتصام وتظاهر وإضراب ضد الإجراءات والآليات المستوحاة من ثقافة الديكتاتورية ، ولا يفوت النقابة إن تستهجن و تستنكر ممارسة القوة الأمنية هذا اليوم في ساحة الفردوس المفتقرة للسلوك الحضاري في تجاوزها على معلمي العراق و وسائل الإعلام .
(( سيبقى المعلم الشمعة التي تضيء الدرب نحو البناء والديمقراطية ودولة القانون ))
اللجنة الإعلامية
نقابة المعلمين العراقيين
21 /3 / 2009






#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي العايلة وهي التجور
- هل هي مصالحة أم مناكحة
- كامل شياع ....الدم المضاع
- المفوضية المستغلة للأنتخابات!!!!
- إلى الناشطات الديمقراطيات في مجال المرأة
- تمثيل المرأة لا يتحقق بالكوتا
- (أبو الهول في بغداد)
- جريدة صوت الفرات ...
- بالغار ورجلك تومي أعليه
- ملاحظات أولية حول نتائج الانتخابات المحلية (1)
- البزون يفرح بعمه أهله
- أبو مهيدي تجاوز الثمانين ولا زال شيوعيا في العشرين
- صويحب ما يموت ومنجله إيداعي
- أنصاف ماكو
- حي ميت هندال ويانه
- جوهر يزناد الشامية
- وفهد بذي قار له راية تعلو
- عيش يا عراقي لمن تجيك الكهرباء
- ذي كربلاء وذي أبنائها النجبا
- وتآخت الحدباء رغم جراحها


المزيد.....




- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1794 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب ...
- لو الفلوس مش بتكمل معاك اعرف موعد زيادة المرتبات الجديدة 202 ...
- المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببني ملال يندد بالتجاو ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة
- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد علي محيي الدين - ضياع المعلمين بين التهميش والارتخاء الوطني