أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فاطمه قاسم - المدرسه والبيت قطبي منظومة التربية














المزيد.....

المدرسه والبيت قطبي منظومة التربية


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:38
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


جدلية البيت , بمعنى العائلة , والبيئة الأسرية , والحاضنة الأولى , والمدرسة بصفتها قاعدة التعليم والتعليم المنهجي الأولي , هذه الجدلية مستمرة منذ قرون , من أيام الحضارة الإغريقية حين كان الفلاسفة الكبار أمثال سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم , يفتحون أبواب الحوار على مصارعيها مع تلاميذهم , وطلابهم , وجمهورهم , بل كانوا يجوبون الأسواق العامة , وأروقة المعابد , وساحات الاحتفالات , ويمرون على الدكاكين الصغيرة لصانعي الأواني الفخارية ’ والآلات الموسيقية , والحدادين والنجارين وصانعي السفن , يسألون عن الحقيقة , عن المعرفة , عن الوعي متى يبدأ , وكيف يتكون , ومن هو الأولى البيت أم المدرسة ؟

منذ قرون والمشكلة مستمرة:
بل إنها تزداد تعقيدا مع تعقيدات الحياة المعاصرة , لأن البيت بمعنى العائلة والأسرة هو الحاضنة الأولى , وهو الذي يعلم الفرد الثوابت التي تكاد تصبح جينية في ثباتها , ونقلها , ووراثتها , مثل مفاهيم الجمال والقبح , الخير والشر , الفضيلة والرزيلة , الحلال والحرام , الصح والخطأ .... الخ
ولكن العائلة أو الأسرة , تشكل في كثير من الأحيان عزلة عن تيار الحياة نفسها , فيكتشف الفرد حين يخالط المجتمع الأوسع أن المفاهيم التي حملها من أسرته الصغيرة , ومن بيئته العائلية الأولى , ليست هي السائدة في المدى الأوسع , في المجتمع الأكبر , وحتى لو كانت العائلة تقدم للفرد الخبرات والمهارات المطلوبة , فإن هذه الخبرات والمهارات تظل بحاجة إلى اختبارها وسط مجالها الحيوي , وهو المجتمع , والحياة بكل حيويتها وحيثياتها, ومن هنا ربما نشأت فكرة المدرسة ’ وهي أن يتولى أناس مختصون بتربية الأجيال , وإمداد هذه الأجيال منهجيا بقدر مطلوب من المهارات والخبرات ’ ليس فقط في العلوم النظرية أو التطبيقية , ولكن المهارات والخبرات الاجتماعية نفسها , لأن الإنسان لا يحقق ذاته إلا بالشراكة مع الآخرين , وهؤلاء الآخرين من الضروري أن يكونوا مختلفين في الجنس أولا , رجل وامرأة , وفي العمر , صغير وكبير , وفي اللون ابيض وأسود , وفي الرغبات والطموحات والرؤى والأهداف , والمدرسة هي البيئة المخطط لها بدرجة عالية من الإتقان , لنقل هذه المهارات والخبرات – نظريا وتطبيقيا – وأجتماعيا , بشقيه السلوكي والنفسي , لكي يتمكن الإنسان من تحقيق ذلك , بأكبر قدر من المشاركة الإيجابية , أي الأخذ والعطاء , الانفعال والتأثير , والإرسال والتلقي , قبول الأخر والتعامل معه بوحدة المشاركة .

الأمم الأكثر تطورا وقوة ورخاء , نجدها أكثر اعتناء بهذه الجدلية بين البيت والمدرسة , ومساحة المجال الحيوي لكل منهما في منظومة التربية التي هي عماد التنمية البشرية , وهذا أمر طبيعي , لأنه حين يحقق المجتمع شروط الحد الأدنى للحياة , من أمن واستقرار وقدرة على الحياة الكريمة بتلبية احتياجات المأكل والملبس أي الاحتياج المادي , فان هذا المجتمع تتطور لديه الطموحات بنحو ما هو أفضل , ولذلك يعطي جهدا للحياة الديمقراطية وتتطويرها , ويعطي جهدا للتربية على اعتبار أن منظومات التربية والتعليم هي استثمار في أثمن ماتملكه المجتمعات وهو الإنسان , لذلك نرى جدية البيت والمدرسة تأخذ أشكالا وتجارب تطبيقية متعددة , ابتداء من تحديد السن الإلزامي للمدرسة الأساسية , وصولا إلى الحياة المدرسية وإثرائها بأنماط من الأنشطة اللامنهجية بالإضافة إلى تطوير المناهج المدرسية والتربوية .

في الوطن العربي بشكل عام :
تجرى محاولات متقطعة بين وقت وأخر لإطلالة على هذه الجدلية , البيت والمدرسة , وأولويات كل منها في المنظومة التربوية , ولكن هذه المحاولات ليس لها صفة الثبات والاستقرار , بل هي مجرد اضاءات سرعان ماتنطفيء , على اعتبار أن جدول الأولويات في الوطن العربي مازال مختلفا عنه في أمم وشعوب أكثر تقدما , فنحن مازلنا مع في حروب مع الأمية , حيث الملايين لا يذهبون إلى المدرسة أصلا , وبالتالي لا مجال أن يكونوا جزءا من جدلية البيت والمدرسة , كما أن معدلات الفقر وافتقار القوانين , وغياب الحكم الرشيد , كل ذلك يشكل عوائق أمام الاهتمام الحقيقي بالمنظومات التربوية وتطويرها , والإجابة عن تساؤلاتها المتعددة , كل ذك بالإضافة إلى الصراعات الداخلية طائفية أو عرقية أو عشائرية أو سياسية التي تؤدي إلى تأكل مجتمعاتنا العربية وتجعل التفكير في جدلية البيت والمدرسة نوعا من الكماليات البعيدة عن السؤال اليومي .

ولكن في نهاية المطاف :
فإننا جزءا من العالم, ولا يمكن أن نظل بعيدين عن تفاعلاته, واعتقد أن التنمية البشرية وقاعدتها المنظومات التربوية تظل أكثر الموضوعات إلحاحا في زماننا الحاضر. وقد أسعدني كثيرا أن موقعا إعلاميا ، يهتم إلى درجة انه يعطي الأولوية لموضوع حيوي، وملح كهذا الموضوع ،مما دفعني للمشاركة في تقديم رؤيتي الخاصة.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي يا أحلى الأسماء وأجمل الينابيع
- العرب تراجع أم وفاق
- الوفاق العربي ضرورة برغم ما حدث
- الكوتة الانتخابية للمراة رشوة ام تعويض
- أحتلال فوق القانون
- ديمقراطية العرب هل هي كرها أم طواعية
- بانوراما الفشل
- النظام الاقليمي هل يستطيع استعادة الدور والقرار؟
- الفضائيات العربية جدلية الوعي ،اتساع المعرفة،خلق للراي العام
- استعادة الدور الفلسطيني
- التحدي، الأستجابة ،القرار
- من أين ياتي الامل من اين يحدث الاختراق
- الاعلام العربي والحرب غزة نموذجا
- غزة تحت نار العدوان الاسرائلي والاستغلال الاقليمي
- دعوة لرؤية المستقبل
- عين من الداخل
- التهدئة بين المطالب والامنيات
- المراة والمشاركة في القرار السياسي
- جردة حساب
- عيد وفراش


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فاطمه قاسم - المدرسه والبيت قطبي منظومة التربية