أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - التحدي، الأستجابة ،القرار














المزيد.....

التحدي، الأستجابة ،القرار


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


تحديات كبيرة ما بين الطموح والواقع في الساحة الفلسطينية، ومساحة كبيرة، بل تكاد تكون مستحيلة في بعض الأوقات، كما يحدث الآن تماما بعد الحرب الإسرائيلية العنيفة ضد قطاع غزة، المطالب الفلسطينية كثيرة وحقيقية وعادلة، ولكن الطريق لتحقيق هذه المطالب موصدة، مسدودة بشكل كامل ولكنها للأسف الشديد أغلقت بأيدي فلسطينية، والسدود التي بنيت في الطريق بنيت بحجارة فلسطينية بالإضافة إلى حجارة الأعداء وسدودهم،
فالطموح الفلسطيني كان يختصر في اذماج كل القوى الفلسطيننية في نظام سياسي واحد ،قائم على التعددية ،مؤهل لخوض صراع تحقيق دولة فلسطينية ،ويكون قادرا على لعب دور ايجابي في المنطقة .
واستجابة وتحت سقف هذا الطموح، جرت انتخابات تشريعية في الخامس والعشرين من العام 2006، وكان أمام الفلسطيني نن امتحان صعب جدا، والذي كان جوهره كيف يحافظ الفلسطينيون على ديمقراطيتهم، وذلك من خلال الاعتراف بنتائج هذه الديمقراطية، وكيف يكون سلوك الناس عقلانيا متفتح العقل، ومرن، وديناميكي، بحيث لا يجد الشعب الفلسطيني نفسه محاصرا من العالم،
وفي هذه الفترة أي من 25 يناير 2006 وحتى الرابع من حزيران، 2007 خاض الفلسطينيون غمار تجربة بمرحلتين مرحلة حكومة شكلتها حماس بمفردها، وتم بموجبها تقسيم الأدوار بشكل منفرد، ثم مرحلة تشكيل حكومة وحدة وطنية لم تستطيع وضع برنامج سياسي يقنع العالم، فانتهت بانقسام حزيران، والذي أطلقت عليه حماس الحسم العسكري، وكلا المعنيين يشير إلى أزمة كبرى، حيث انه لا يوجد فرق بين المعنيين، لان حدوث الانقسام السياسي، قد تحول إلى انقسام جغرافي، وإداري، واجتماعي ونفسي، وتم استغلاله إسرائيليا بابشع الطرق، حيث جعلته إسرائيل ذريعة لفرض الحصار، ومن ثم تم استغلاله دوليا بطريقة لا تقل بشاعة، حيث أن العالم فرض العزلة من جهته والمقاطعة السياسية، وكانت النهاية الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وهي حرب خططت لها إسرائيل وإرادتها منذ فترة طويلة، وبطريقة هادئة كانت تهدف من وراء ذلك نتائج كثيرة، اكبر بكثير مما تعلنه، وهنا أريد أن أشير إلى واحدة من هذه النتائج المستهدفة، وهي الاتفاقية الأمنية التي وقعتها ليفني مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس قبل لحظات من إنهاء الإدارة الأمريكية السابقة، وهذه الاتفاقية انضم إليها أيضا الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو، أي أنها جعلت المنطقة كلها من باكستان وإيران إلى المغرب تقع موضوعيا تحت الحظر والمراقبة، وليس قطاع غزة فقط.
ولكن النتيجة الأكثر خطورة فلسطينيا لهذه الحرب أن إسرائيل أعادت قطاع غزة مرة أخرى ليكون جسما مستأصلا من القضية الفلسطينية والوطن الفلسطيني، وعندها يصبح منطقة دون يدير نفسه منفردا ومعروفا سلفا أن ذلك غير ممكن، ويكون الجزء المتبقي لا يصلح أو غير مؤهل أن يكون وطنا ودولة مستقلة.
وهنا يبرز التحدي الجديد، التحدي الأخطر، بشروطه وظروفه وعناصره الأكثر صعوبة، فكيف سنتصرف، ؟فقد حاول الفر قاء الفلسطينيون طيلة ثلاث سنوات الاختفاء تحت مظلة الخلاف الداخلي ولكن المفاجأة أنهم وقعوا في حالة الخلاف الأشد، ووقعوا أيضا تحت أخطار موضوعية تهدد وجودهم السياسي،
والآن كيف نتصرف فلسطينيا ؟
ليس من السهل على الفلسطينيين انتظار تصفيات التجاذبات الإقليمية، وخاصة وان إيران وحلفائها من جهة، وبقية النظام الإقليمي من العربي من جهة أخرى، وهنا لا بد من ذكر حقيقة هامة وهي أن تصفية الننجاذبات الإقليمية ليست في يد دول الإقليم وإنما هي في يد القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، واعتقد أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لم يتفقوا على إنهاء هذا التجاذب، حيث أن الفوضى البناءة مفيدة لهم، والتجاذب الإقليمي هو احد أساسات هذه الفوضى، ولهذا لو قرر الفلسطينيون انتظار الحد الأدنى من الوفاق الإقليمي سينتظرون طويلا، وقد ينتظروا بلا نهاية.
إذن كيف سنتصرف ؟
من الصعب أيضا أن يعيش الناس في هذا الإقليم الذي يسوده الاضطراب والمليء بالخلافات والرهانات والادعاءات والرهانات دون أن ينعكس ذلك عليهم ودون أن يتأثروا بها، فقد شاءت الأقدار أن تكون ساحتنا نقطة الاشتباك التي تتزاحم الأطراف ليكون لها تأثير ما عبرنا، تستفيد منها بعيدا عن حدودها الجغرافية، والآدمية
هنا لا بد من معادلة،
ولا بد من إيجاد معادلة جديدة، تقلل الخسائر إلى اقل حد ممكن، وهذا لن يكون إلا بالحصول على حصة فلسطينية، نحاول انتزاعها من إسرائيل، ومن المجتمع الدولي، ومن بين ضراوة التجاذبات الإقليمية، فان الأمر يبدوا وكأنه لغز صعب الحل، وهنا قد يكون كمون السر، فمن الذكاء الفلسطيني عندما تتوافر الإرادة السياسية الحرة، الإرادة الواعية التي لا تنجر وراء صدامات الآخرين ودون أن تخوض عنهم معارك مكشوفة، حيث التجربة أثبتت أن حضورهم السلبي موجد فينا بقوة، فالمقاومة يجب أن تظل موجودة، ولكن بإدارة جديدة، وتوافق أوسع، ورؤى مختلفة، والمفاوضات لا نستطيع أن نرفضها، ولكن نريدها بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وبمصارحة كبيرة.
وبصراحة فان ما يحدث الآن ليس إلا هروبا سلبيا من استحقاقات الخروج من المأزق، وهذا يقودنا للسقوط في مأزق جديد، بالضبط كما حاولنا الهروب ممن استحقاقات التهدئة التي كانت شروطها مجحفة للفلسطينيين، لنجد أننا دخلنا في معركة غير متكافئة، وألان نحاول الهروب من استحقاقات المصالحة الوطنية، إلى تدمير وإزالة وإنهاء المرجعية الوطنية، وخسارة وحدانية التمثيل، فبدل أن نعالج الجراح نهرب إلى الموت.
ادعوكم بدل الاستمرار في الهروب الذي لا يؤدي إلا لإنهاء كل الأطر.
وليس أمامنا الآن سوى الاستجابة للتحدي وانبثاقنا بصورة فلسطينية جديدة، حتى لا تحملنا أجيالنا فيما بعد، وتسجل علينا بأنه كانت لدينا قضية عادلة، معجزة الشعب المشرد، فعجزنا عن حمل أعبائها،
فأضعناها............................فهل تستطيعون تحمل ذلك ؟.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين ياتي الامل من اين يحدث الاختراق
- الاعلام العربي والحرب غزة نموذجا
- غزة تحت نار العدوان الاسرائلي والاستغلال الاقليمي
- دعوة لرؤية المستقبل
- عين من الداخل
- التهدئة بين المطالب والامنيات
- المراة والمشاركة في القرار السياسي
- جردة حساب
- عيد وفراش
- الحوار المتمدن في مواجهة الركود الثقافي
- العودة الفلسطينية الى الذات والا
- امريكا تبحث عن الافضل
- لقد جاء الذئب فعلا
- المناشدات الأخلاقية جدل طويل الامد
- هل نصل الى التدويل
- اختبار الارادة الوطنية
- انتظار
- أوباما بين نموذج كندي و ظاهرة برادلي
- الى اللقاء الاحد
- فتح ومؤتمرها السادس


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - التحدي، الأستجابة ،القرار