أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ديمقراطية العرب هل هي كرها أم طواعية














المزيد.....

ديمقراطية العرب هل هي كرها أم طواعية


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ديمقراطية العرب
هل هي كرها أم طواعية؟

لماذا تبدو الهياكل السياسية العربية ،الرسمية أو الأهلية ،حكومات أو معارضين ،بل حتى على مستوى هيئات المجتمع المدني،والجمعيات الخيرية ،أو حتى منظمات حقوق الإنسان ،لماذا تبدو ضعيفة الحراك والتأثير وكأنها تعيش خارج زمانها ،تشبه إلى حد كبير تلك المعرشات الصيفية على شاطئ البحر حين يداهمها الشتاء ،كما يقول احد الكتاب العرب ،؟

الكثيرون يقولون أن السبب الرئيسي وراء ذلك كله ،هو غياب الديمقراطية في العالم العربي،وإنها حين تتم ممارسة أشكال من هذه الديمقراطية ،فإنها تكون ممارسة شكلية أو سطحية وغير حقيقية ،لأنها غالبا ما تكون استجابة لضغط من الخارج وليس تلبية لاحتياج ملح ،ديمقراطية العلب الفارغة ،الخالية من كل مضمون ،أشبه بالاحتفالات التقليدية الباردة ،التي تقام في المناسبات ،ويساق إليها الناس كرها تحت سياط الترغيب أو سياط الترهيب.

ففي ثقافتنا العربية كساميين ،فان صورة الملك الاله عميقة الجذور ،وبما أن الملك هو الاله في آن واحد ،فلا يجوز أن ينتقد ،ولا يجوز أن يتغير ،ولا يجوز أن نفرض عليه احتياجاتنا بل هو الذي يفرض علينا إرادته،وعندما تغرقنا المشاكل الكبيرة ،فهذا مرده لان إيماننا المطلق بما هو قائم قد اعتراه الضعف،وليس لان الملك الاله قد قصر أو خانه فهم ما يجري ،أو انه لم يستخدم الأدوات الملائمة .

فالديمقراطية تنطلق في الأساس من ثقافة عميقة مؤداها أن الناس سواء كانوا شعبا في دولة ،أو مجموعة صغيرة في مؤسسة أو جمعية ،هم لهم الحق في اختيار من يدير حياتهم بطريقة أفضل ،لتعود عليهم بالمنفعة ،مهما كان شكل هذه المنفعة ،سواء الرخاء الاقتصادي ،أو الأمن الداخلي والخارجي ،أو حرية الاعتقاد والتفكير ،أو الحرية الفردية ،وحرية السوق ،أو تحقيق الطموحات القومية ....الخ

وتتم عملية الاختيار لمن يديرون حياة الناس عن طريق المنافسة المفتوحة أمام الجميع ،ومن خلال إتاحة الفرص لكي يعرض كل طرف طريقته التي يراها الأمثل في إدارة حياة الناس .

هذه الفكرة الجوهرية ،فكرة البحث عن الأفضل في إدارة حياة الناس ،ولكنها الفكرة الغائبة في العالم العربي ،لان الحاكم في بلادنا ،سواء كان ملك أو رئيس أو شيخ قبيلة أو رئيس حزب أو حتى رئيس جمعية صغيرة ،ينطلق من فكرة معاكسة تماما ،وهي انه ليس المدير بل هو المالك ،وبعد ذلك يأتي بالمسوغات التي تجعله مالكا بامتياز ،ابتداء من استعارة بعض الصفات المقدسة ،مثل :”ظل الله على الأرض ،وثوب الحكم الذي البسه الله له ،والولي الفقيه المعصوم من كل خطا ،والدماء التي تسري في عروقه دماء عريقة ،والعائلة والعرق "...والخ


ولذلك فان هذه الثقافة العميقة الجذور ،تظهر بأشكال وتجليات عدة ،نجدها لدى الأب على رأس عائلته الصغيرة وصولا إلى الحاكم الأول على رأس شعب أو امة كبيرة ،وهذه الثقافة تعيد إنتاج نفسها ولكن بأشكال عصرية مخادعة ،كما شاهدناها في الحالات التي يورث فيها رئيس الجمهورية الحكم لابنه ،أو حين يتم استصدار قرار من الهيئات التشريعية بان هذا الحاكم أو الرئيس يحق له أن يبقى على رأس الحكم حتى الموت ،أو حين يعطى هذا الحاكم الحق في اختيار الهيئة التشريعية التي يستمد منها حكمه الدائم ،أو حين تعلو مصلحة حزب فوق مصلحة الشعب ،وطبقا لذلك القانون فان مصلحة رئيس الحزب تعلو على مصلحة الحزب نفسه ،وهكذا دواليك.

والمشكلة الطارئة والإضافية :

إن الضغوط التي تمارس من قبل هذا المركز الدولي أو ذاك من اجل ممارسة الديمقراطية في العالم العربي ،هي ضغوط تستند إلى معاير وشروط خارجية ،طارئة ،ليست ملتصقة بمصالح أغلبية الناس ،بالعكس فهي تحمل معايير مزدوجة في اغلب الأحيان ،ولعل الولايات المتحدة هي النموذج الأوضح في سياساتها الرامية إلى فرض الديمقراطية ،لذا نراها تستخدم معايير مزدوجة في هذا الخصوص ،فتحارب الطائفية هنا وتناصرها هناك ،أو تستخدم الحافز الديني في بلد وتحاربه في بلد آخر ،أو تحارب الفساد في مكان وتغض النظر عنه في مكان آخر ما دام أهل الفساد ينفذون سياساتها .

ولذلك فان تجارب فرض الديمقراطية قسرا أتت لنا في عالمنا العربي على وجه الخصوص بنتائج مشوهة ،تزيد من قهر الناس ،وفي اغلب الأحيان أفقدتهم الإيمان بالديمقراطية نفسها .

ولكني اعتقد : أن المثقفين في بلادنا ،يمكن أن يقوموا بدور هام جدا ،في عملية تأسيس ،لخلق ثقافة ديمقراطية صحيحة ،وخاصة عندما يبتعدوا عن الصفقات السياسية ،ويقدمون عبر تسليط الضوء بشكل مسئول ووعي عميق الإطارات التي تصلح أن تدير حياتهم كنموذج للديمقراطية التي يدعون إليها ،أقول هذا وأنا استشعر الصعوبات الكبرى التي يمكن أن يواجهونها ،وخاصة عندما يجدون أنفسهم أمام تلك الدوائر المغلقة من أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية ،والدينية ،والذين يتحالفون مع بعضهم في كثير من الأحيان ،ومن ثم يضيقون الخناق على الثقافة والمثقفين .


ولكن وفي النهاية :

يجب أن نتذكر ،انه رغم خصوصياتنا العربية ،فان ما نعاني منه على صعيد ضمور الثقافة الديمقراطية ،فقد عانى منه الآخرون من قبلنا في الغرب ،وفي أوروبا على وجه التحديد .حين كانت السلالات الحاكمة تستند إلى المؤسسات الدينية في تكريس سلطة الحكم المطلق ،وان المثقفين هم أول من طرحوا الأسئلة ،وأول من طرق الأبواب المغلقة ،وبداوا عصر التنوير الديني والسياسي والاقتصادي والثقافي ،واعتقد انه ليس في حياة المثقفين العرب قضية تتقدم على قضية الديمقراطية ،فقد ثبت انه حتى في قضايا التحرر الوطني ،والاستقلال ،فانه ليس لها من باب واسع تتقدم منه سوى باب الديمقراطية .





#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانوراما الفشل
- النظام الاقليمي هل يستطيع استعادة الدور والقرار؟
- الفضائيات العربية جدلية الوعي ،اتساع المعرفة،خلق للراي العام
- استعادة الدور الفلسطيني
- التحدي، الأستجابة ،القرار
- من أين ياتي الامل من اين يحدث الاختراق
- الاعلام العربي والحرب غزة نموذجا
- غزة تحت نار العدوان الاسرائلي والاستغلال الاقليمي
- دعوة لرؤية المستقبل
- عين من الداخل
- التهدئة بين المطالب والامنيات
- المراة والمشاركة في القرار السياسي
- جردة حساب
- عيد وفراش
- الحوار المتمدن في مواجهة الركود الثقافي
- العودة الفلسطينية الى الذات والا
- امريكا تبحث عن الافضل
- لقد جاء الذئب فعلا
- المناشدات الأخلاقية جدل طويل الامد
- هل نصل الى التدويل


المزيد.....




- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...
- جبران باسيل لـRT: الهزيمة ستكتب لإسرائيل في حال انتقالها إلى ...
- ?? مباشر: بايدن يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح ...
- بايدن: لن نزود إسرائيل بالأسلحة إن دخلت رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - ديمقراطية العرب هل هي كرها أم طواعية