مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 09:24
المحور:
الادب والفن
– أمَاه ... !؟
أماه ..؟
أسألك أماه ..؟
أسألك ... يا أماه
بأي بحر نضال تعمَدت ..؟
وقلبي ..
كم تنورة أرجوانية ألبسته ؟
من يراني في النهار يقول :
بأنني وحيدة الرداء .
ولكن المناضلة .. الكادحة
لها ألف غطاء أحمر
يغطي قلبها المتقد ..
...
كم وريقة لزهرة الفل ؟
هل زرعتها في قلبي ..؟
أماه :
ما أروع حليب الطهارة .. والصمود
الذي غذيتني به , لكي أصمد أمام
أعنف الرياح .. والعواصف ..!؟
ما أروع مساكب الحقول .. وخمائل الخزامى
التي ترعرعت طفولتي بها
لكي أهدي حبي كل أريجها .. وعبقها .. وألوانها .. و جمالها
خبأتها في اضلعي
وفاء الإبنة .. وحنان الأم .. وإخلاص الزوجة .
...
أماه :
لو تدرين بأن إبنتك ستلاقي وستلملم و تحضن كل هذه الصعوبات
لكنت خففت ( الشامات ) في وجهها ..؟
ولو كنت تدرين بأن عيونها ستسكب كل ذاتها
كل قطرات دمائها
لما أنجبتني بوساعة العينين .. وبسمتهما !؟
هل كنت تدرين
بأن إبنتك ستزرع الحب الإنساني .. أينما وجدت
حاملة في قلبها وفكرها الأهداف و الاّمال اللامحدودة ..؟
إبنتك التي روَضت البؤس .. والجوع
وقاومت الإضطهاد والظلم
وتصدَت للسجون .. والزنازن .. والمؤامرات ..!؟
إبنتك الطموح
إبنتك مسحت كل الجروح
سارت وسط الجموع
تحث الفتيات للنهوض ...
أماه
شكراً .. لتربيتك
مدينة أنا لنشأتي .. لبيئتي
لبلدتي .. لقريتي
حياتي بسمة .. ودمعة
حياتي الاّلام .. والاّمال
حياتي .. إخفاق .. ونجاح .. ورود وأشواك
صدام .. وتحدَ .. وإقدام
حياتي .. كره .. وحب .. وحنان
كلها أفراح وسعادة .. وجروح
حياتي , حياة شعبي
حياة وطني
منعطفات .. سهول .. وجبال
جروح تشرد و ونضال ..
حياتي امتداد لطفولتي
طفولة النشاط والعمل .. والإنتاج
طفولة الحب و البراءة .. والجدية
طفولة الحقول .. والكروم
والثلوج ..
وتسلق الصخور والجبال ..! ...... من مؤلفي : خواطر زوجة معتقل سياسي - 19
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟