أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - المدرسة الرحبانية خالدة , شامخة كالأرز .. وداعاً العبقري منصور الرحباني ؟















المزيد.....

المدرسة الرحبانية خالدة , شامخة كالأرز .. وداعاً العبقري منصور الرحباني ؟


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


المدرسة الرحبانية خالدة , شامخة كالأرز .. وداعاً العبقري منصور الرحباني ؟
برحيل و غياب الفنان منصور الرحباني , ستبقى المدرسة الرحبانية خالدة زاهية خضراء شامخة كأرز لبنان ..
أزهرت في فصول المدارس مناهجاً .. وعلى الأوابد مسارحاً .. وفي الأفواه أناشيداً وغناء .
رحل عنا في هذا الشهر العامود الثاني في فرقة الرحبانية .. و رمز من رموز الفن اللبناني الأصيل .
رحل المعلم الثاني في مدرسة الرحابنة , الفنان العبقري الكبير منصور الرحباني , ولا يسعنا إلا وأن ننحني أمام ذكراه لما قدم من عطاء لا ينضب في تاريخ الفن اللبناني الراقي الجميل ..

تعازينا الأخوية الحارة نقدمها لعائلته وأبنائه وأهله وكل أصدقائه ومحبيه في لبنان والوطن العربي والعالم .
في بداية هذا العام 2009 / 1 / 1 1– توقف هذا القلب النابض بالحب والإيمان الفائض بالوطنية والجمال والفكر المشع بالإبداع وفلسفة التاريخ وتجديد الفن برؤية حديثة متألقة معجونة بممارسة عملية جماهيرية شعبية حية هي النبع الذي لا ينضب حباً وكرامة وعنفوان ..

لم تخسره عائلته ولا الفن والمسرح اللبناني فحسب , بل خسره وطنه لبنان والبلاد العربية والإنسانية كلها التي تؤمن بالكلمة والجمال والحرية , التي تؤمن بالثقافة والسلام وحب الأرض والإنسان ..

نحن أمام قاموس فني زاخر بالمعرفة والوعي والتجارب والخبرات , ترجمها لنا في أغاني فيروز كلمات ترصف كلمات بعد أن مرت على المعلم العبقري عاصي , لتطلقها الفنانة السيدة فيروز على شفاه الملائكة أناشيدا وتراتيلاً وموشحات واسكتشات ومسرحيات ملأت الدنيا وسافرت عبر المحيط البعيد لتحط في اّخر تضاريس الأرض قناديل ثلج ومناديل بحارة وسنابل قمح للمتعبين ووردة حمراء للمحبين , تنقلها أمواج البشر أناشيداً وطنية وأغاني للحب والحرية والأرض ليعم ويغمر السلام قلوب البشر ....... . . ما أروعك يا منصور ؟
ما أروعك يا عاصي .......؟ الخلود للأخوين .... الحب للأخوين
البركة في الفنان الشقيق الياس أطال الله عمره و الأبناء .. الأجيال الفنية الفتية الجديدة التي حملت إرث الاّباء والمعلمين وجددت وأبدعت الياس... زياد .. جاد مروان غادي والبركة والعمر الطويل للأم فيروز أم وسيدة الأسرة الفنية الرحبانية ..
لقد رافق الفرقة الرحبانية في كل أسفارها إلى أصقاع المعمورة , ورافق عاصي وفيروز في كل أعمالهم من البداية حتى رحيل أخيه عاصي وبقي حتى اّخر حياته يعطي للمسرح والأغنية والفن اللبناني المتجدد ..
أطلق الرحابنة ثورة في المسرح الغنائي – زار القدس مع أخيه عاصي وفيروز وغنوا لها الأغاني الخالدة : يا قدس يا مدينة الصلاة , سنرجع يوماً إلى حينا , يا جسر العودة ... وغيرها .
مهما كتبنا عن عاصي الفنان الإنسان لا نعطيه حقه ويبقى القلم خجولا وصغيرا أمام العبقريات وما كتبت في الدراسة عن الفنانة فيروز على هذا المنبر في تاريخ 22 / 6 / 2006 من يقرع الجرس ؟ وغيرها من الدراسة بعنوان المكان في أغنية فيروز -.. هو يخص الأخوين رحباني أيضاً للتذكير فقط أستعيد بعض المقاطع :
" بعد السيل الذي قيل وكتب عن الفنانة فيروز , والرحابنة , عن الفرقة الفنية الثلاث ( عاصي , منصور , فيروز ) عن الرموز الثلاثة .. والقمم الثلاث , وعن كل واحد منهم , وسيرتهم الذاتية . عن المدرسة الرحبانية ككل , والخط , والنهج , والأسلوب , والأغنية الفيروزية , عناصرها , ومقوماتها..
عن الأسطورة , عن الصوت والجمال واللحن والكلمة والأداء والعبقرية . عن الحب والشعر .... ماذا بقي لي لأقوله ؟ وماذا بعد سأكتب ؟ ماذا علي أن أقول؟ لم يعد شيئاً بعد ليقال أو يكتب ويصور ويوصف ....... أقف حائرة , مندهشة , خاشعة .
خاشعة أمام هذا الرمز الوطني الفني , المتواصل المتدفق في أعصاب السنين وشرايين الفصول ومفاصل المحطات , والحقب ومروج الأعياد ومسامات الأيام وخلايا العمر النامية المتجددة حياة .. ونشاطاً .. وعطاء .
الصادحة نغماً وأريجاً ولوناً وعاطفة إنسانية شفافة في مسار خطواتنا اليومية وطرقاتنا وشوارعنا وبيوتنا ومدننا وعواصمنا .... في علاقاتنا وطقوسنا وفرح أحلامنا ومواسم غلالنا وأعيادنا .. لنشرب منها الندى , وعسل الورد , وقهوة النشاط في كل فجر ويوم جديد على برامج الإذاعات المحلية والعربية .. وأحياناً الأجنبية , ودمعة حبر تلون صفحات الصحف والمجلات والكتب .... لنسمع ونشاهد ونقرأ عن الصوت الذي لا نمل ولا نتعب إلا حين نفتقده أو يغيب ,,,,,, .....من أجل هذا فالأغنية الرحبانية وحدت الوطن العربي وحدته بالمشاعر والفن الراقي والوطني ........ , فأنا عندما أتكلم عن الأغنية الفيروزية أعني تحديداً الأغنية الرحبانية الأغنية الغنية بالقيم والأخلاق والحرية والصور الشعرية النابعة من قلب الطبيعة المشبعة بتضاريس الأرض .. وألوان الوجود .. وحب الإنسان .. تستنهض فيها كل عناصر الطبيعة.... ومن جذور التربة الإنسانية من كدح وعرق الفلاحين والعمال والمنتجين ......."
.....................

الأغاني المحببة ترافقنا في يومنا بالكلمة النابعة من القلب والوجدان .. خالدة في كلمات وألحان الأخوين عاصي ومنصور الرحباني , سألملم بعض عناوين أشعاره هي باقة من روائع بستان الشعر الرحباني الخالد =

- بحبك يا لبنان يا وطني بحبك
بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك .. بتسأل شوبني وشو اللي ما بني .. بحبك يا لبنان يا وطني ...."
- بعلبك : بعلبك أنا شمعة على دراجك .. وردة على سياجك .. أنا نقطة زيت بسراجك
- بعلبك يا قصة عز علياني .. وبالبال حلياني .. يا معمرة بقلوب وغناني .. هون نحنا هون لوين بدنا نروح .. يا قلب مشبك بحجارة بعلبك.. عالدهر عاسنين العمر .. هون نحنا هون وضو القمر مشلوح .. عا أهلنا الحلوين عابيوت غرقانين.. بالعطر بغمار الزهر .. هون رح نبقى ونسعد ونشقى .. نزرع الشجرة وحدّا الغنية .. وللدني نحكي حكاية إلهية .....
- أنت معي سراجنا مضاء .. ليلاتنا ملاح وكوخنا يموج ..
- بكتب إسمك يا حبيبي ع الحور العتيق .. بتكتب إسمي يا حبيبي ع رمل الطريق ....
- اطلعي يا عروسة ع الكرم نقي عنب ...
- بعدوا الحبايب بيعدوا بعدوا الحبايب ...
- يا جبل اللي بعيد خلفك حبايبنا ... بتموج مثل العيد وهمك متعبنا
- يا رايح عا كفار حالا .. مروق بسوق العنلب ..
- يا ناطور القمرية بدي وصيك وصية ..
- بترا مش رح تركع ..... ... مسرحية
- عنبية القمطة عنبية .. من عشية لبستها الصبية .. وغمزة الصبية عنبية ...
- جبلية النسمة جبلية والملقى طيب وطايب ردّي الجدايل يا صبية ... وصلوا وصلوا الحبايب .
- كيف حالك يا جار لو تعرف شو صار.. سرقنا من ورداتك وردة وشكلنا الزنار ..
- حبيبي بدّو القمر والقمر بعيد والسما عالية ما بتطالا الإيد ..
- شتي يا دنيي تا يزيد موسمنا ويحلا ... وتدفق ميه وزرع جديد بحقلتنا يعلا ....."
- قمرة يا قمرة لا تطلعي عالشجرة والشجرة عالية وإنت بعدك زغيّرة ...
- هلي ع الريح يا رايتنا العلية .. عز وتلويح أرزتنا اللبنانية
- اسوارة العروس :
- إسوارة العروس مشغولة بالذهب, وإنت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب .. وبتولع حروب وبتنطفي حروب وبتضلك حبيبي يا تراب الجنوب , الحامل ع كتافو زيتون وسنابل , قلعة بحر صور صخرة جبل عامل , وشو ما اجا شعوب وشو ماراح شعوب, كلن رح بفلوا وبيبقى الجنوب ...... . "
........

... بستان الرحابنة واسع يموج بالجمال , له في أغنية فيروز المكانة الأولى , حجر الزاوية التي تبتدئ بها الأغنية , الكلمة , العبقرية , الشاعر , نحن أمام حكاية , أمام عائلة , أمام قصة , موهبة , ومثابرة , واجتهاد , براءة جمال أصالة . ... تاريخ قديم وتجديد وتحديث , وثورة في الأغنية اللبنانية والعربية عامة .
وأنا أكتب هذا الموضوع سمعت على فضائية المستقبل اللبنانية القرار الجرئ الذي أصدرته : وزيرة التربية والتعليم العالي السيدة بهية الحريري تشكر عليه ويتضمن : إدخال إنتاج مدرسة الرحبانية الفنية في المناهج المدرسية اللبنانية .
إنها خطوة رائدة وطنية متقدمة و حضارية تقديرا للفن المسؤول , وتخليداً للرمز الفني الوطني عاصي ومنصور وفيروز .. شكراً مرة أخرى للوزيرة الحريري على هذه المبادرة الطيبة والتي ستكون تقليداُ لأشياء أخرى وبداية لتكريم كل من يعطي للوطن والإنسانية كلمة صادقة ولحناً عذباً ينعش الروح وينشط الفكر ويبني الإنسان . لأن الدول الراقية تقاس بدرجة تقدم الفنون , جميع أنواع الفنون لديها ..

سوف يبقى هذا الوتر يعزف مع صوت الملائكة صوت فيروز كل صباح لنتناوله مع قهوة الصباح يبعث الأمل لليوم الاّتي لمستقبل أفضل وإنهاء التهجير والتشرد وفقدان الأوطان . إنه غذاؤنا اليومي في إشراقة كل فجر على شفاه فيروز تعيد الكلمة لتزهر الحياة نغما وحرية وفنا راقيا تخلده الشعوب ..

الرحمة والخلود لروحك الطاهرة يا عاصي , ستبقى ذكراك الطيبة في حناجر الطلاب , في كل نشيد وأغنية فيروزية , في عبير ربى أنطلياس , وموج بحر بيروت العتيق , و خلود أرز لبنان والجنوب ... هولندا / 25 / 1 / 2009



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذا يحمل وجه أميركا ( الأسمر ) الجديد ؟
- أمثال من بلادي - 3
- أساور للوطن .. كل يوم لك مني بريد !؟
- عندما يتمزق الفجر في يوم ما .. ستقرأ كلماتي !؟ - 17
- مشهد التناقض الدامي ..!؟
- أناشيد الليل .. أغنية للشعوب ؟
- اليوم قد بلغوا العشرين , اليوم قد بلغوا الستين ؟ سنرجع إلى ح ...
- تجارب إشتراكية لتحريرالمرأة ؟
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - 15 مهداة إلى إبنتي سمر , يوم الت ...
- رسالة حب إلى أطفال فلسطين ( الإنتفاضة ) ..
- أمثال من بلادي .. المقدمة - 2
- حبّات .. متناثرة ..
- حتى أنت يا بروتوس ..!؟
- من خواطر زوجة سجين سياسي - 14 - ليلة العيد ؟
- الحوار المتمدن في عامه السابع : - خميرة صغيرة تخمَر العجين ك ...
- أمثال من بلادي - المقدَمة
- من خواطر زوجة سجين - 13 - حوار
- يوم لا ينسى !؟ من خواطر زوجة معتقل سياسي - 12
- من كل حديقة زهرة - 22
- المرأة ضحية نظام الإستهلاك والموضة , ومصادرة حرية الإختيار ! ...


المزيد.....




- تحت الركام
- ألعاب -الفسيفسائي- السردية.. رواية بوليسية في روايات عدة
- لبنان.. مبادرة تحول سينما -كوليزيه- التاريخية إلى مسرح وطني ...
- MAJID TV “تثبيت تردد قناة ماجد 2024” .. نزلها في خطوة واحدة ...
- الروائية ليلى سليماني: الرواية كذبة تحكي الحقيقة
- -الرجل الذي حبل-كتاب جديد للباحث والأنتروبولوجي التونسي محمد ...
- شارك في -صمت الحملان- و-أبولو 13?.. وفاة المخرج والمنتج الأم ...
- تحميل ومشاهدة فيلم السرب 2024 لـ أحمد السقا كامل على موقع اي ...
- حصريا حـ 33 .. مسلسل المتوحش الحلقة 33 Yabani مترجمة للعربية ...
- شاهد حـ 69 كامله مترجمة .. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 69 بجود ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - المدرسة الرحبانية خالدة , شامخة كالأرز .. وداعاً العبقري منصور الرحباني ؟