أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - أمثال من بلادي - 3















المزيد.....

أمثال من بلادي - 3


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 06:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إذاً فعملية الأخذ والعطاء أوسع وأغزر , وعملية التلقيح الفكري أخصب وأسرع وأذكى وأرقى جمالية وفناً وعلماً , وهذا يعني أننا حين نأخذ ما هو ناجز فإننا نكون قد أخذنا ما لم ينجز بعد , ففي الناجز تربض النوبات الجنينية للقادم , وإن كان الشئ حين يسافر في المكان والزمان لا يبقى كما هو على الإطلاق , والشئ مسافر على الدوام , والسفر عبور في التلاوين إلى ما لا نهاية ..

إن وارث الفكر والثقافة لا يستحق الوراثة ولا ينالها إلا بقدر حيازته على الطاقات الإشتقاقية الخلاقة منها . فهو دوماً يستنبط أو يشتق ما لم يكن بعد مما هو كائن بالفعل , تماماً كما تستخرج القابلة كائناً جديداً من رحم الوالدة الناجزة , وإلا فهو هابط أو في الإنحدار , وكل ما ينحدر لا يورّث , لأن الوارث هو الصاعد على الدوام .
وبأسلوب اّخر ....., الفكر والإبداع لم ولن يتوقف في نقطة وزمن معين , سيستمر عبر الأجيال والمفكرين الجدد وعبر امتداد وتراكمات الإرث الثقافي القديم وهو وليد طبيعي للموروث الذي سيتكون عبر موروثات أخرى هنا وهناك بعد حقب تاريخية مقبلة هي مساوية لها في ثقلها ووزنها وقيمتها .. بعد أن تظهر تقاليد وموروثات أرقى وأحدث وأجمل تولد من رحم الأحداث والتجارب المعاشة , حاملة معها معالم المجتمع ومعطياته الجديد ة ومعايشته في عطائه النوعي المميز دون أن يفقد الينبوع تدفقه حاملا معه السائد بملامحه وبصماته وقوة تجدّده ونبضه , وهذا هو الديالكتيك والجدل الماركسي وسر الحياة وتطورها الدائم نحو الأفضل رغم قشور السلبيات التي ترافقه وتحاول أن تخنقه أو تطفو على السطح بين الحين والاّخر سيتجاوزها التيار العام في تقدمه في كل لحظة وثانية ..
إذاً , فنتيجة لما تقدم , أصبحت مسؤولية الإنسان الذي يعي موقعه وتاريخه مسؤولية مزدوجة :

1 – المهمة الأولى :
تتمثل عبر قراءة واطلاع وهضم وأخذ كل شئ جديد وخارجي وعالمي وإنسانسي وكوني ... والإستفادة بما يتلاءم ويخدم تطوير , وتحرير , وتبديل واقعنا ومجتمعنا نحو الأسمى والأنقى والأفضل .

2 – المهمة الثانية : التفتيش و التنقيب عن الماضي ودراسته جيداً , وأخذ الأفكار الجيدة الملائمة والمضيئة فيه والتركيز عليها وبلورتها للقارئ بنكهتها الخاصة وربطها مع الحداثة والتطور ضمن الإطار الجمالي الخاص , لإخراج هذه المادة للنور بثوب جديد مزركشة بفن العصر وفكره الشاب دوماً , دون تقديس .. أو جمود نمطي .
ومن ثم وضعها في مكانها الطبيعي وما تستحق من تقدير واحترام لتكمل الأجيال الجديدة من بعدنا هذه المهمة التاريخية البناءة , وتضيف من تجاربها النوعية الخاصة ..


.... ولا بد لي هنا من الأعتراف أمام القارئ , والضمير , بأنني مررت ككثيرين غيري ممن اعتنقوا الأفكار اليسارية أو الإشتراكية العلمية , وحصلوا على التعليم بمرحلة رفض كل ما هو قديم دون نقاش , سواء كان فكراً أو عادات أو أزياء أو أعمال يدوية أو فنون أو غير ذلك ...
وفهمنا التحرر. .. بكسر وتهديم بناء و قيود الماضي والثورة عليه , وتجاوز كل ما هو غير عصري وغير حديث , أو إلغائخه نهائياً .
وعندما كانت والدتي – رحمة لروحها – تشتري لي أشياءاً أو للمنزل , أو تحتفظ بملابس أو تحف أو مجوهرات , وتردد , أو تمارس بعض تقاليد وعادات ومفاهيم وقواعد شعبية ,, ..... كانت هي تحبها وتعيش معها أو فيها – وهي بالفعل جميلة ومفيدة - كنت أرفضها رفضاً باتاً دون نقاش أو حوار , ودون دراسة السلبي منها والإيجابي وقيمتها التراثية والإجتماعية أو الجمالية أو التربوية فيها !؟

.....

إن تحليل ما هو رجعي ومتخلف وتجاوزه ونبذه , وما هو إنساني وتربوي إجتماعي وعلمي يمكن الإستفادة منه وتطويره نحو الأفضل لتخدم التقدم الإنساني .. و مبادئ الإشتراكية الحقيقية التي تطمح الشعوب إليها , وخدمة للنضال الوطني , والقومي الذي نساهم فيه بشكل أو باّخر الذي هو بدوره محرَك التاريخ ...... إن هذا الإدراك الثوري والعلمي والثقافي فعلاً أتى متأخراً مع الأسف !؟
.... لأن معظم الحركة السياسية في سورية بدورها كانت أيضاً متخلفة عن الفهم العلمي لتراث شعبنا مع الأسف , ونتاج أرضنا وإنساننا العربي الخلاق وتوظيفه في عملية البناء والتطوير .. كيف لا وهو إبن التجربة الخصبة الفياضة المتراكمة منذ اّلاف السنين , كيف لا يكون ذلك .. وهو إبن الحضارات الأولى في بلاد الشام ووادي الرافدين ووادي النيل ووو ؟

لهذا نهجت في هذا الكتاب تقديم جانب مهم من التراث الذي يعكس الواقع الذي عاشه الأجداد والجدات حياة البساطة والتواضع حياة الكد والعمل والصراع , صراع مع الطبيعة والطغاة والمستغلين من أجانب ومحتلين غزاة وجلاوزة محليين صغار , وإن كان وضع المواطن والحكام اليوم لم يختلف كثيراً عن الماضي , بل أضحى الشرخ بينهم أوسع والجرح النازف من صدور الأكثرية الساحقة المظلومة أكبر .

ولم تكن مهمتي تصوير هذا الواقع المر من خلال الأمثال فقط , بل تركت الباب مفتوحاً على مصراعيه لأجيالنا جيل الحاضر والمستقبل لهم حرية الإختيار , إختيار الأفضل , لمعرفة اللوحة عن قرب , و لتبديل هذا الواقع جذرياً مهما غلا الثمن والتضحية ...
إن الفكر هو إبن المجتمع الشرعي , والواقع الإقتصادي والسياسي والإجتماعي .. وهناك عشق أزلي بين الفكر والواقع , وعلاقة جدلية وتأثير متبادل دائم ديمومة الحياة على هذه الأرض .


_ ولا بد لي من الإعتراف أيضاً , ما كان لإطلاعي الواسع على ثقافات وتقاليد واّثار ومتاحف الشعوب المختلفة في الشرق والغرب , من أثر كبير على النضوج الفكري والثقافي والتاريخي عندي , باتجاه إحياء وتسجيل هذا الجانب من التراث , وغيره من المواضيع الهامة – التي نشرتها على هذا الموقع المحترم - الغني دوماً من التجارب وخبرات الناس في وطني , الذين أبدعوا " الحكمة " المختصرة , وعبّروا عن التمرد والثورة بالأمثال , أو النكتة الجارحة التي تفعل فعل النار في الهشيم عبر ما قدمه شعبنا من دموع ودماء .

إن أي سلوك أو عمل فردي لا يتحول إلى إختبار وتجربة جماعية في الضمير والوجدان البشري و يعيش في الصدور والذاكرة يفقد قيمته ولو دفع ثمنه عرقاً ودماً .. وحرق أعصاب .

- إن التجربة الذاتية , يجب أن تقدم للغير لا ( للأنا ) , سواء دفعنا ثمنها من حياتنا ب ( بالعملة الصعبة ) : سجون , إضطهاد , منافي , أمراض , تشريد , أحزان , معاناة الخ ... ... أو حصلنا عليها مجاناً , من ملاحظة ومعايشة حياة الناس وطموحاتهم المشروعة وغير المشروعة التي تحمل التناقض بين الخير والشر , والإنتهازية أوالثورية , الشوك والورد .
إن الشعب وممارسته العملية ينبوع المعرفة والحكمة باستمرار ينبوع للخير والحب والبركة والجمال ... والتقدم .
.........

- إنني إذ ألملم .. وأدوَن ما تبقى في الذاكرة من شذرات وما جنيته من حدائق الغربة ( إذا صحَ أن تكون لها حدائق ) من أمثال وحكم ومواقف وأقوال هي الزاد الفلكلوري الذي تركته لنا عبقرية الأجداد وحياتهم المرة والحلوة , اّملة أن أكون قد قدمت باقة من أزاهير بلادي , لأبنائي الطلاب والطالبات ولأبناء وبنات شعبي أينما كانوا على مختلف ميولهم ومشاربهم وانتماءاتهم .. بالإضافة إلى ما قرأته ودرسته ونقلته من الكتب والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أو المكتوبة والمقروءة ..

تاركة لهم حرية النقد وبيان الملاحظات , لأنني أتعلم دوماً من الشعب , ولا وطن حر إلا بمواطنين أحرار وديمقراطيين .
كما لا بد من التنويه , أن هذه الأمثال التي أقدمها للقراء الكرام تحوي كل الألوان . منها العبودي , الرجعي , والشعبيى التحرري . منها عن عبودية المرأة , وأخرى تحررها , الخضوع للسلطان والطغاة , والثورة والتمرد عليهم . الزحف خلف المال والمصلحة الشخصية , أوالتضحية في سبيل الوطن والشعب . منها عن التربية , والعمل والعلاقات الإجتماعية , العلم والجهل , النفاق والصدق الشرف أو المال , الإنحطاط والرجعية أو التقدم والوعي التربية التقليدية والتربية الحديثة –
عن الطبيعة , المناخ , الطقس , الصحة الغذاء وغيرها وغيرها من مواضيع تضمنتها حياة شعبنا عبر التاريخ والصراع ... تاركة للقارئ والناقد حرية النقد والإطلاع والفائدة لإملاء سلته من هذا البستان ...

بقية الأمثال عن الوطن والأسرة :
1- " الوطن أساس الحياة " .
2- المواصلات ما تركت شيئاً بعيد " .
3- " فلانة .... قطعتها الغربة !؟ " .
4- " كنا عايشين في جنة , ومانا دريانين " .
5- " عم نترحَم عا تلك الأيام " .
6- " البلاد , ما بحررها غير أهلها " .
7- " البلاد طلبت , نادت أهلها , والأرض بدها فلاحها " .
8- " يا ما التراب بيلمّ " .
9- " من طوّل الغيبات , جاب المغانم " .
10- " من ها الأرض وما تلاقينا !؟ " .
11- " الصبر على ما نلقى , خير من التسكع بين غرباء سيكرهوننا " .
12- " الدفَ والمزمار , لا يصنعوا انتصار " .
13- " كل وطن وله أبطاله " .
14- " الغربة نقمة , ونعمة " .
15- " المعجزات لا تصنعها الأفراد , بل تصنعها الشعوب " .
16- " بدون رجالات دولة , ما في دولة " .
17- " الحرب بالنظارات سهلة " .
18- " إبن الجندي حين تتوقف الحرب , يفتش على دفاتر والده القديمة " .
19- " في الحرب بينسى الإنسان البكاء " .
20- " البركة بالسكان , لا بالمكان " .
21- " كل غريب لبلاده راجع " .
22- " الدول تذهب , والفلاّح باق " .
23- " البيدر جيّد ولو محل " .
24- " الإنسان مكان عمله , وطنه " .
25- " الوطن , حياة " . " الوطن عزّ " .
26- " البريّة .. حرية " .
27- " من انقسم على نفسه , ضاع واندثر " .
28- " كرامة وطني ولا مال الدنيا " .
29- "كلما جاءت أمة , لعنت أختها " .
30- " من لا يخلص لوطنه فهو خائن " .
31- " الوطن ... أمانة " .
32- " أي دولة تأكل من صحن غيرها , تبقى جائعة للأبد " . إن دولة تلبس من ثوب غيرها , تبقى عريانة حتى العظم , تبقى شبه دولة " .
33- " الحياة التي تقضى بالغربة , ليست بحياة ".
34- " الحياة بالغربة غير محسوبة , أو العمر في الغربة غير محسوب " .
35- " لا ألفيتك ثاوياً في غربة ... إن الغريب بكل سهم يرشق " .
36- " بفضّل كون الأول في مدينتي , ولا كون الثاني في العاصمة ".
37- " ثوب لابس , وثوب عالوتد , ويقول : أنا أحسن أهل البلد ".
38- " كل شخص وطنه جميل عنده " .
39- " الأرض ...عافية " .
40- " الوطن .. فرح " .



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساور للوطن .. كل يوم لك مني بريد !؟
- عندما يتمزق الفجر في يوم ما .. ستقرأ كلماتي !؟ - 17
- مشهد التناقض الدامي ..!؟
- أناشيد الليل .. أغنية للشعوب ؟
- اليوم قد بلغوا العشرين , اليوم قد بلغوا الستين ؟ سنرجع إلى ح ...
- تجارب إشتراكية لتحريرالمرأة ؟
- من خواطر زوجة معتقل سياسي - 15 مهداة إلى إبنتي سمر , يوم الت ...
- رسالة حب إلى أطفال فلسطين ( الإنتفاضة ) ..
- أمثال من بلادي .. المقدمة - 2
- حبّات .. متناثرة ..
- حتى أنت يا بروتوس ..!؟
- من خواطر زوجة سجين سياسي - 14 - ليلة العيد ؟
- الحوار المتمدن في عامه السابع : - خميرة صغيرة تخمَر العجين ك ...
- أمثال من بلادي - المقدَمة
- من خواطر زوجة سجين - 13 - حوار
- يوم لا ينسى !؟ من خواطر زوجة معتقل سياسي - 12
- من كل حديقة زهرة - 22
- المرأة ضحية نظام الإستهلاك والموضة , ومصادرة حرية الإختيار ! ...
- من كل حديقة زهرة - 21
- محطات , باريس مدينة النور ..؟


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مريم نجمه - أمثال من بلادي - 3