أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاكم كريم عطية - ظاهرة التزوير في العراق- الحلقة الرابعة















المزيد.....

ظاهرة التزوير في العراق- الحلقة الرابعة


حاكم كريم عطية

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أنتهت أيام البيض والبطاطا المسلوقة لصنع أختام التزوير وحلت محلها برامج تصميم ألكترونية لصنع الأختام ولوازم التزوير وكذلك أستخدام برامج الفوتوشوب والكوريل في أنجاز الوثائق المطلوبة وبسرعة قياسية وباعداد ضخمة وبدقة متناهية يصعب أكتشافها من دون أستعمال اجهزة متطورة وقياسا لما تطرقت له حول ظاهرة سوق مريدي كظاهرة تعتبر بدائية مقارنة بما يمارس اليوم من تزوير ومن أستعمال تقنيات عالية تتطلبها المهنة لما تدره من عوائد ربحية عالية كما أنها تضمن للكثيرين سبل جمع أموال طائلة على حساب القانون وظروف العراقيين الأقتصادية الصعبة وتتصدرعمليات التزوير اليوم شركات وشخصيات تحت واجهات عديدة ومسميات عديدة لتوفير الغطاء اللازم لممارسة هذه المهنة وتشير التقارير ألى أن هذه الظاهرة لم تقتصرعلى الأفراد فقط وانما تمارسها كتل وكيانات سياسية ودينية ورغم أنه لا توجد أحصائية دقيقة حول عدد الشركات التي تمارس التزوير الا أن تقارير كثيرة تشير ألى أن هذه الظاهرة تقف ورائها اعداد ضخمة من الشركات والشخصيات والكتل والأحزاب السياسية وقوى الأحتلال وبقايا النظام السابق وظاهرة التزوير في العراق تلاقحت!! مع الخبرة و المهارة الخارجية التي دخلت العراق كوثائق جاهزة حيث تشير التقارير ألى أن اعداد كبيرة من المصريين الذين حلوا محل الهيئات التدريسية في الجامعات والمعاهد العراقية خلال الحرب العراقية الأيرانية يحملون شهادات مزورة في أختصاصات متعددة ( مئات الألاف من المصريين يحملون شهادة لسانس تجارة) وهذا ما ساعد على تلاقح السوق الداخلية مع السوق الخارجية للتزوير من بلدان متعددة مجاورة ومن بلدان أجنبية وعربية حيث يوجد الكثير من الجامعات الأجنبية التي تزود شهادات عالية لقاء مبالغ مالية معينة وهذه السوق الخارجية تعرف عليها العراقيين قبل وبعد سقوط النظام السابق ولكن الظاهرة أستفحلت بعد سقوط النظام ودخول القوات الأمريكية وحلفائها وكذلك دخول العناصر المسلحة أو ما يسمى بالمليشيات التابعة لبعض الأحزاب العراقية ونتيجة الفوضى العارمة التي أجتاحت البلاد آنذاك .ويكفي أن أشير ألى مثال واحد على الشهادات المزورة من الخارج حيث نشرت صحيفة(spokes manReview) الأمريكية قائمة بأسماء عشرة آلاف شخص وضعتهم وزارة العدل الأمريكية في قائمة المجرمين السوداء لشرائهم شهادات دراسية مزورة من( متجر للشهادات) في العاصمة واشنطن وذكرت التقارير أن هذه الشهادات تتراوح قيمتها ملايين الدولارات حيث وصل سعر شهادة الدكتوراه ألى 8000 دولار وتحمل القائمة أسماء من دول عديدة ومنها دولا عربية وخليجية وبلغ عدد المزورين من دول الخليج والبلدان العربية 180اسم ولا يعرف أن كانت وزارة العدل الأمريكية ستلاحقهم قضائيا وأخطر ما في هذه القائمة التي تحفظت وزارة العدل على نشر أسمائهم موظفون في دوائر امريكية حساسة وفي دوائر الجيش الأمريكي وفي وكالة الأستخبارات الأمريكية وتقدر التقارير وجود 300 موظف أمريكي على هذه القائمة وكان زوجين من واشنطن قد أعترفا عند التحقيق معهم ومحاكمتهم عام 2008 بتزوير الاف الشهادات وجمع مبلغ 7 ملايين دولار ما بين سنة 1999 وسنة 2005 وأعترف الزوجان أنهما أختلقا 121 جامعة مزيفة كما وفرا شهادات مزيفة من معاهد حقيقية ويقول المتحدث بأسم المدعيين الفدراليين العامين في مدينة سبوكاين الأمريكية أنهما كانا يعملان على مبدأ!!(أدفع المال تحصل على الشهادة)!! وفي بلد مثل الولايات المتحدة هناك مخاوف كبيرة من الدوائر الأمنية الأمريكية من تمكن الأرهاب من أستعمال هذه الوثائق لدخول الولايات المتحدة الأمريكية ويذكر أن معظم هذه الشهادات قد أستعملت لغرض الحصول على درجات وظيفية أعلى أو على علاوات او فرص عمل جيدة .
وعلاوة على هذا المثل من الممكن أن اعدد لكم عشرات البلدان الأجنبية والعربية التي توجد فيها هذه الأنشطة والتي وصلت ألى درجات من الدقة المتناهية في التزوير ترى في العراق سوقا مربحة لترويج بضاعتها وممارسة نشاطها وهذا ما خلق ركائز مهمة وواسعة في العراق تحت مسميات عديدة ومتنوعة منها شركات وهمية ومنها منظمات مجتمع مدني ومنها جمعيات خيرية ومنها مؤسسات حكومية الى مجاميع الأرهاب ورموز القاعدة وأعوان النظام السابق والكثير من المستفيدين من هذه الظاهرة.
الولايات المتحدة الأمريكية بلد محتل ما يزال يملك قوات على أرض العراق تتصدره هذه الفضائح وكذلك ما عشناه كتجربة حقيقية في أنتشار اعمال نصب وأحتيال بمشاركة مسؤولين عراقيين خصوصا فيما يخص أموال أعادة الأعمار ولكم ان تتيخلوا حجم الوثائق المزورة التي أستعملت للحصول على هذه الأموال وكذلك الخبرة التي اكتسبها الكادر العراقي المدرب على ايدي هؤلاء في عمليات النصب والتزوير والسرقةونشر الفساد وفي بلد لا وجود لهيبة للقانون فيه وتنخر فيه أمراض المحاصصة والطائفية والمافيات من كل أنواعها.
واذا ما تعدينا مثال الولايات المتحدة الأمريكية لنصل ألى الدول العربية والخليجية منها وايران وتركيا فأننا محاطون بخبرات كبيرة جدا خبرات أنتقلت ألى العراق وبطرق مختلفة مما خلق تكاملا مهما في ظاهرة التزوير في العراق بعد أن كانت شبه محلية لتستعير الخبرة العربية والأجنبية في هذا المجال وخصوصا في مجال تزوير العملة وغسيل الأموال ومزادات البنك المركزي لبيع الدولار الأمريكي بأعداد مخيفة مع غياب أي شكل للرقابة ألى اين تذهب هذه الملايين من الدورات والتي يباع يوميا منها الملايين بالمزاد العلني ومن البنك المركزي العراقي.أما المثال الأخر الذي بودي ذكره فهو مصادر الشهادات الدينية التي دخلت العراق بعد سقوط النظام وما هي المعايير الحقيقية للتأكد من صحتها وقد ذكرت الصحف العراقية بعض النماذج منها و لا أدري أن كان للطرفة أم الحديث الجاد ذكر أن أحدى الشهادات العليا لأحد المسؤولين كانت أطروحة موسومةبأسم( الساعات الأخيرة لأستشهاد الأمام الحسين) مواضيع أخرى كثيرة لشهادات عليا من الصعب أثبات صحتها ومتابعة الجهة التي أصدرتها بل كان لتعاون أجهزة الأمن الأيرانية وتدريب عناصر كثيرة لكي تتبؤ مناصب في الدولة العراقية الجديدة مع دعمها بوثائق مصدقة من جهات أيرانية تعليمية تعمل في هذا الأتجاه ورغم ذلك كان نصيب التزوير في هذا الجانب كثيرا وهذا ما ابرزته تجارب الأنتخابات سواء كانت المحلية منها أم البرلمانية أو أشغال مناصب حكومية ووظائف تحت مسميات عديدة وبشهادات مزورة باتت تكتشف يوما بعد يوم في الدولة العراقية ألا أن ما اكتشف منها يعتبرنسبة ضئيلة لعدم وجود الوسائل التي تضاهي مستويات التزوير وطرقه أضافة ألى عدم تطبيق القانون الرادع لوقف هذه الظاهرة وهو ما سأتطرق له في الحلقات القادمة عندم سأتطرق ألى سبل المعالجة والقانون وموقف الدولة والكتل السياسية من هذه الظاهرة .
أن ظاهرة وجود الشهادات العليا في بلد مثل العراق ليس غريبا ولكن الغريب هو ظهور الأعداد الكبيرة منها خصوصا بعد تعميق الأتجاه الطائفي ووجود الكثير من الكتل السياسية الدينية التي بنيت على هذا الأساس و الخطير في هذا الجانب هو عدم وجود الأليات للتحقق من صحة هذه الشهادات وقد تعددت الأختصاصات في مجال هذه الشهادات في الدراسات الدينية والسياسية والأدارية ونظم المعلومات ومن معاهد وحوزات وجامعات لا يعرف مدى الأعتراف بها من المجتمع الدولي ولا تعرف القيمة العلمية الحقيقية لها وهي ظاهرة تزامنت مع التغير الذي حصل في العراق وبدء بناء الدولة الجديدة على أنقاظ الأنهيار الذي حصل على أيدي قوات التحالف والملاحظ أتساع هذه الظاهرة وغياب وسائل التحقق منها ووقوف أجهزة امنية لدول ورائها كان سببا في انتشارها أضافة ألى الأسباب التي تطرقت لها في الحلقات السابقة والتي ساعدت في أنتشار هذه الظاهرة وما برز جليا في هذه الظاهرة هو وجود أمتدادات سياسية مع دول الجوار مثل أيران لتوفير الشروط المادية للتعين وتبوء مراكز المسؤولية في الدولة العراقية.
أن ظاهرة التزوير لم تتوقف عند مظهر معين من مظاهر الحياة في العراق ولم تقتصر على قطاع محدد في الدولة العراقية ومؤسساتها ولم تتوقف على قطاع التعليم أو للحصول على فرصة عمل بل تعدى ذلك ليصل قطاعات واسعة في العقود النفطية وقطاعات الأستراد والتجارة والتصدير والعملة ووثائق الملكية وصلاحية المواد والأدوية وعقود التدريب والكثير الكثير الذي سأتطرق له مدعوما بالأمثلة والأحصاءات في الحلقة القادمة.



#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التزوير في العراق- الحلقة الثالثة
- باقة ورد من الشهيد دكتور أبو ظفر لرفيقاته النصيرات
- ظاهرة التزوير في العراق الحلقة الثانية
- ظاهرة التزوير في العراق
- يوم الشهيد الشيوعي
- نحو المؤتمر الخامس والمهرجان الثقافي الثالث لرابطة الأنصار ا ...
- النداء الأخير لمن يتوجه لأنتخاب أعضاء مجالس المحافظات
- ما هي الضمانات لأنتخابات نزيهة لمجالس المحافظات العراقية
- ثنائية المحاصصة والفساد الأداري والمالي
- لا مغريات ولا أمتيازات صوتوا لعراق يحفظ كرامة العراقيين
- ظاهرة فجج الرؤوس هل تتناسب مع المجتمع الحضاري
- من أجل أن لا يلدغ العراقيين من صناديق الأقتراع مرة أخرى
- محاكمة أعوان النظام في جرائم قتل وتعذيب
- المحاصصة داء يسري داخل الكتل السياسية
- يا أهل بغداد أرجعوا مجدها
- مؤتمرات لجذب الكفاءات العراقية
- أنتخبوا العراق
- المرأة العراقية ضحية الصراع الحالي في العراق
- -أوباما- من -الأوتاد- التي تظهر قبل ظهور المهدي المنتظر!!!!! ...
- نعم أيها العزيز عدنان الظاهر سنطأطيء رؤسنا للنصيرات ولكن ليس ...


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاكم كريم عطية - ظاهرة التزوير في العراق- الحلقة الرابعة