أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - القبضاي الطيب اردوغان














المزيد.....

القبضاي الطيب اردوغان


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إثر انسحابه الغاضب من الندوة التي ضمته وشمعون بيريس والسادة بان كي مون وعمرو موسى بالاضافة الى مدير الندوة أغاناتيس دافيد الصحافي من "واشنطن بوست", صرح السيد رجب طيب أردوغان في مؤتمره الصحافي الذي عقده عقب انتهاء الندوة المذكورة مباشرة, ان بيريس رفع صوته وهو يتوجه اليه بالكلام أما هو فلم يرفع صوته كما فعل بيريس لان الاخير يكبره سناً, وقبل المؤتمر الصحافي وفي الندوة نفسها توجه اردوغان بحديثه لشمعون بيريس ليقول له كلاماً مشابهاً, وبعد عودته الى مدينة اسطنبول التركية وفتحه المبين في دافوس السويسرية كرر السيد أردوغان الكلام نفسه .
رغم ظهور سيادة رئيس الوزراء التركي على العلن لمرات متتالية, وهو يفصح عن اسباب انفعاله ودوافع ثورة غضبه, لم يمنع ذلك الكثير من خلق الله في عالمنا العربي من الدلو بدلوهم في "موقعة دافوس", حيث تعددت الاراء واختلفت على حقيقة غضبة اردوغان الشهيرة, فمنهم من اعتبرها "ضربة معلم" ستدر عليه وعلى حزبه المزيد من الاصوات في معركة الانتخابات المحلية القريبة المقبلة, ومنهم من اعتبرها عملاً بطولياً وموقفاً مشرفاً لرجل مسلم مفعم بالانسانية لم يتحمل ما جرى في غزة, ومنهم من اختلطت عليه الامور و"تخربطت" فاوصل اردوغان لمقام فاتح القدس ومحررها صلاح الدين الايوبي .
ما لا يعرفه القارئ الكريم, وما لا يعرفه الكثيرون ممن تعرضوا لملحمة دافوس الاردوغانية,ان"قاسم باشا قبضايا" اسم يطلق على احد الاحياء غير العادية في مدينة اسطنبول التركية, حي لا يدخله الغريب الا وهو يحبس انفاسه, ويعرف عن ابنائه وقاطنيه شدة بأسهم وحماستهم و"عنترياتهم", وما لا يعرفه القارئ الكريم ايضاً, ان السيد اردوغان الذي ينتمي لعائلة فقيرة مكافحة وكان بائعاً جوالا للكعك في زمانه, ويعتبر اليوم واحدا من افضل رؤساء الوزراء في تاريخ تركيا, نشأ وترعرع في ذلك الحي وتشبع بمفاهيم وعادات "قاسم باشا قبضايا", يعرف الاصول والعادات ولا يرد على كبار السن .
اعتقد والله اعلم, ان غضبة اردوغان الدافوسية لم تكن سوى غضبة قبضاي ايام زمان لا تقدم ولا تؤخر, لكن ومن منطق الانحياز للحقيقة وانصافاً للرجل ولان الحق يقال, لا بد من التذكير بأمر في غاية الاهمية, الا وهو صدق أردوغان رئيس وزراء تركيا ونزاهته, فمن المستبعد تماماً ان تكون الحالة العصبية التي اصابت الرجل في دافوس مفتعلة وغير حقيقية كما ذهب البعض, والجميع يعلم ما تعرض له السيد أردوغان من تصرفات اسرائيلية غير لائقة, تصرفات كانت كفيلة باثارة أي كان, فما بالكم برجل قبضاي مثل "الطيب"اردوغان, اوقفوه على احد مداخل رام الله لاكثر من ثلاثة ارباع الساعة وهو في ضيافتهم, ولم يقدروا جهوده في اطلاق سراح الجندي شاليط ولا جهوده على المسار السوري ـ الاسرائيلي, ولم يخبروه بغزوتهم على غزة وهو الصديق الحميم لاسرائيل .
ثورة أردوغان في دافوس كانت عادلة من دون ادنى شك, والسيد اردوغان كان محقاً في غضبه من الصحافي اغاناتيس الذي اجحف بحقه ولم يعامله معاملة بيريس, وكان محقاً كذلك في غضبه من السيد بيريس الذي استفزه وتجاوز حدوده, لكن يبقى السيد طيب أردوغان رجلاً سياسياً من الطراز الاول, ولن يقدم على المخاطرة بعلاقات بلاده الحميمية مع الصديقة والحليفة القوية اسرائيل, ومن "عمل من الحبة قبة" وفهم الامور على عكس حقيقتها, فذنبه على جنبه ولا يلوم الا نفسه .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر عظمة أمريكا
- لاتظلموا الوزير أبو الغيط
- كل عام وأنتم على ثقافة
- الثقافة العربية للقندرة العراقية
- رحمة الله عليك يا ابو محمد
- الزمان والمكان غير المناسبين!
- باسيسكو...تشاوشيسكو
- عرينا...وعريهم
- كركوك بالتأكيد مدينة عراقية ولكن....
- الدراما السورية الحقيقية
- الاسد وضيفه
- صبرا اهل سورية
- الثقافة البوليسية .........وصناعة الخبر
- العظمة وجنونها
- حرام عليك سعادة السفير-الازدواجية التركية- 2 3
- حرام عليك سعادة السفير -حرية الرأي- 1/3
- حرام عليك سعادة السفير - الارهاب ليس من طبعنا- 3 3
- مرسي كتير ساركوزي
- الخطيئة الكبرى
- أمثلة سورية من الجريمة السلبية


المزيد.....




- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...
- إلى أين وصلت خارطة الطريق الأممية الخاصة بليبيا؟
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يرهن وقف الحرب في غزة بإطلاق سرا ...
- سردية -معاداة السامية- تجبر جامعة كولومبيا على تسوية مع إدار ...
- الحكومة البريطانية تعين صحفيا من -ذا صن- رئيسا للاتصالات
- لامي: استهداف منتظري المساعدات في غزة -مقزز-
- معاريف تكشف عن تغير -لافت- في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
- فيديو يظهر لحظة مداهمة فيضانات مفاجئة منزلًا في نيويورك.. شا ...
- آلاف الزوار يتدفقون لالتقاط الصور.. ومزارعون إيطاليون يردّون ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - القبضاي الطيب اردوغان