أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - حرام عليك سعادة السفير-الازدواجية التركية- 2 3














المزيد.....

حرام عليك سعادة السفير-الازدواجية التركية- 2 3


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 03:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بحكم إقامته الطويلة في مدينة جدة السعودية، والعمل في احدى بنوكها لمدة ثماني سنوات او اكثر، كان من الطبيعي جداً ان يقع الرئيس التركي عبد الله غول ضحية للمودة والاحترام للمملكة وملكها، حاله في ذلك حال الرئيس الراحل رفيق الحريري وحال الكثير ممن عمل ويعمل في المملكة السعودية، وربما تلك العقدة دون غيرها، دفعت الرئيس التركي غول للذهاب بنفسه للقاء جلالة الملك عبد الله في محل اقامته في احد فنادق انقرة المرموقة، خلال الزيارة الاخيرة للملك السعودي الى تركيا .
تصرف "غول" خلافاً للاعراف والبروتوكلات الرئاسية الرسمية، تؤكد نبل الرجل ووفائه من "وجهة نظرنا"، لكن الاتاتوركيين والقوميين الترك من ساسة كبار وجنرالات وكتاب وصحافيين وربما سفراء، كانت لهم وجهة نظر اخرى مختلفة، فقد اقاموا الدنيا ولم يقعدوها في وسائل الاعلام التركية الرسمية منها وغير الرسمية ،احتجاجاً وتنديداً بتلك الزيارة، حيث اجمع الجميع على اتهام عبد الله غول الرئيس المنتخب ديمقراطياً بشتى الاتهامات، وصلت الى حد وصف الرجل بالرئيس الراكع امام الملك العربي"الغني"، وتجاوز احدهم حدود الوقاحة الفجة حين وصف الملك عبد الله "بالملك ابو عقال" .
"اراب ساجنة دوندو" عبارة تردد بكثرة في الاعلام التركي، ويطلقها الساسة وكبار رجالات تركيا بمناسبة وبدونها، كما يرددها العامة من الترك مراراً وتكراراً في حياتهم اليومية، كلما واجهت احدهم ظاهرة او حالة من الفوضى والهمجية، وهي تعني" كالشعر العربي الاجعد"، كما ان التركي لا يتوانى على اطلاق كلمة "اراب" على كل ماهو اسود وقاتم، فيقول التلميذ لزميله مثلاً، هل ناولتني قلمك العربي !!!
التقليل من شأن الشعوب الاخرى، ظاهرة تأصلت لدى الاتراك، بفعل الفكر الكمالي الاستعلائي المتعجرف المناهض لكل ما هو شرقي، في المقابل نجد عبارة "باتلة لاشما" التركية، والتي تعني التغرب، هذه القاعدة الهامة جداً من الارث الاتاتوركي، والمبدء الثابت والمقدس لدى اتباع اتاتورك، وواحدة من اهم القيم الاساسية للفكر الكمالي القومي، الذي يقوم على تقليد الغرب وتقديسه من جهة، والتقليل من شأن شعوب منطقتنا من جهة اخرى، على ضوء تلك القاعدة فقط لا غير، يمكن للمرء فهم ظاهرة العجرفة التركية العلنية المتبعة اليوم في تركيا .
لا يعرف العديد من القراء الاعزاء، ان صورة العربي في الصحافة التركية هي اسوء بكثير منها في الصحافة الامريكية والغربية، فعلى سبيل المثال لا الحصر وفي فترة تواجد عبد الله اوجلان في حضن سوريا الاسد في فترتي الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم، عندما كانت الحالة متأججة بين الطرفين التركي والسوري حول مياه نهر الفرات وغيرها من القضايا، واستخدم في وقتها السيد اوجلان كورقة ضاغطة من قبل النظام السوري على الطرف التركي، وقبل ان تصبح العلاقة بين سوريا وتركيا علاقة صداقة مفرطة، وقبل ان تتنازل سوريا عن لواء اسكندرون في عهد الاسد الابن بشار، وقبل ان يطرد اوجلان وترفع عنه الوصاية السورية، كانت الحملات الاعلامية التركية في اوجها ضد العرب، هذا الامر دفع بالبعض القليل من اصحاب "النشامة والنخوة العربية"، للاحتجاج الخجول لدى بعض الاوساط التركية، لكن الحجة التركية كانت اقوى بكثير من الاحتجاج العربي نفسه، فقد قيل للمحتجين، ان صحافتنا التركية حرة ولا يمكن توجيهها او تقييدها، وليست كمثيلاتها في العالم العربي، ولا يجوز مقارنتها بجريدتي البعث والثورة السوريتين .
هذا عن صورة العربي في الذاكرة التركية اما صورة الكردي فهي ولله الحمد لا وجود لها في تلك الذاكرة، لان الكردي التي الحقت بلاده بتركيا، يعتبر تركياً جبلياً رغماً عن انفه، ولايعترف به كثاني اكبر قومية في البلاد، ويسحق او يرمى به في السجن اذا اصر على كرديته وطالب بحقوقه، فالهوية الوحيدة المعترف بها في العرف الاتاتوركي هو التركي الفخور بتركيته، اما بقية الشعوب فهي اقل شأناً ومكانة من احفاد اتاتورك .
عام 2003 زرت الجمهورية التركية من اقصاها لاقصاها، من غربها التركي لشرقها الكردي، وكانت الغاية التعرف على هذا البلد عن قرب وبالعين المجردة، ففي مدينة اسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا واكبر مدنها تجد في بعض مناطقها وخاصة في الضواحي الفقر المدقع والمجتمع الشرقي، وفي مناطق اخرى تجد مظاهر الرفاهية والتغرب، اما الفارق الشاسع بين الشرق الكردي والغرب التركي، تلاحظه بمجرد الاقتراب من مدينة اورفة، حيث تتكاثر البيوت الطينية والانتشار الواسع للعسكر التركي والجندرمة المدججة بالسلاح، التناقض تجده في كل مكان في تركيا، ويتجاوز الفروقات الطبقية والقومية، فالاسلامي التركي تجده اكثر تنوراً واعتدالاً عن غيره من اسلاميي المنطقة، و"علمانيها" من الاتاتوركيين تجدهم يختلفون عن العلمانيين في الغرب والشرق، متزمتين بفكرهم القومي الفاشي حتى العظم، اما اكثر صور التناقض التركي على الاطلاق، فهي الرغبة التركية الجامحة في الدخول الى الفلك الاوروبي، في الوقت الذي تتمسك بالفكر الفاشي الاتاتوركي، وتضهد ثلث سكانها من الكرد .
الشعور الدائم بعدم الانتماء التاريخي للمنطقة الذي يتملك التركي، ربما تكون احد العوامل المهمة التي تقف وراء لازدواجية التركية التي نشاهدها اليوم، فتركيا تتأرجح بين التاريخ والمستقبل، وهي لاتنتمي في الحقيقة لا للشرق كما انها لا تنتمي للغرب، لكن من المؤكد ان افكار وقيم مصطفى كمال باشا اتاتورك الفاشية، التي سبقت افكار اودولف هتلر ولا تزال تفعل فعلها في المجتمع التركي، هي دون غيرها تشكل السبب الرئيس لازمة الهوية التي تعصف بتركيا، ومصدراً لمعظم مشاكلها .
لا شك ان سعادة السفير فاكيلي عاش فترة في الكويت، لكنه للاسف لا يعرف بعد ان الكويت بلد يضرب به المثل في الحريات، وهي متقدمة على تركيا في الصحافة الحرة والكلمة المتزنة، ولسعادة السفير التركي نقول : حرام عليك سعادة السفير الكيل بمكيالين، فصحافتكم عندما تتجاوز كل الحدود، تتحججون بحرية الرأي، اما صحافتنا اذا كتب فيها كلمة حق تطالبون باسكاتها .





#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرام عليك سعادة السفير -حرية الرأي- 1/3
- حرام عليك سعادة السفير - الارهاب ليس من طبعنا- 3 3
- مرسي كتير ساركوزي
- الخطيئة الكبرى
- أمثلة سورية من الجريمة السلبية
- الخيانة الوطنية على الطريقة اللبنانية
- نصر يعلن الحرب على لبنان
- وسنبقى نغني
- في رحيل احمد الربعي
- الصراع بين الكمالية والديمقراطية في تركيا
- فيروز...لإشعار اخر
- ياعيب الشوم يانظام
- الكويت ولبنان...أوجه الشبه والاختلاف
- لقاء سوري لبناني عابر
- الغايات الامريكية من خطف عبد الله اوجلان
- انحطاط الدبلوماسية السورية
- الازمة على الحدود العراقية التركية
- عبد الناصر صديق الكرد
- البرغماتية الكردية ضرورة ملحة
- الفوضى واللامسؤولية على الطريقة الكردية


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - حرام عليك سعادة السفير-الازدواجية التركية- 2 3