أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - عبد الناصر صديق الكرد














المزيد.....

عبد الناصر صديق الكرد


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2078 - 2007 / 10 / 24 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال ان السفير التركي دخل على عبد الناصر لينقل احتجاج بلاده على بث الاذاعة الكردية من القاهرة، فرد عليه ناصر باستغراب: "على حد علمي لايوجد اكراد في تركيا" ملمحاً الى الازدواجية والتناقض في المواقف التركية، فمن جهة تحارب تركيا الكرد دون هوادة، ومن جهة اخرى تنكر الوجود الكردي على اراضيها، تلميح عبد الناصر دفع السفير التركي للخروج غاضباً خائباً وبخفي حنين من لقاء الرئيس المصري الراحل، لتستمر الاذاعة الكردية في البث من القاهرة لعشرة اعوام متواصلة ولمدة ساعة يومياً. ويقال، ان عبد الناصر طالما نصح الرئيس العراقي السابق عبد السلام عارف ولاحقاً اخيه الرئيس عبد الرحمن عارف، بالتعامل مع الكرد بود وحل قضيتهم بشكل سلمي وعادل، وبالفعل اعلن جمال عبد الناصر في اكثر من مناسبة، عن رفضه واستنكاره لقصف الجيش العراقي لقرى كردستان العراق في الستينات من القرن المنصرم، كما استقبل الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني في القاهرة عام 1958 معرباً عن تعاطفه وتضامنه مع القضية الكردية وحقوق الكرد العادلة.
قيل الكثير في المواقف الايجابية والمسؤولة لعبد الناصر تجاه الكرد، فمنهم من اعتبرها مجرد تصفية حسابات اقليمية مع حلف السنتو، اراد عبد الناصر حينها استخدام الكرد كورقة رابحة، اما البعض الاخر، فيرى في عبد الناصر الابن الفذ لحقبة التحرر الوطني، وقد عرف عنه دعمه وتأييده لحركات تحررية عديدة، وموقفه من الكرد وقضيتهم كانت مبدئية صادقة، والرأي الاخير هو الارجح والاقرب الى الصواب.
جمال عبد الناصر بوقوفه مع الكرد كان يتبنى في الحقيقة المصلحة العربية العليا، فقد تميز بنظرة سياسية ثاقبة ادركت ان الصراع العربي ــ الكردي لن يصب الا في مصلحة دول وقوى اخرى لها اجندتها الخاصة بها ومتاخمة للدول العربية، وعلى رأس تلك القوى ايران بالاضافة لتركيا واسرائيل، كما ان التصعيد والاستمرار في النزاع العربي ــ الكردي لن يكون الا مصدر ضعف للعرب، وعلى العكس، ايجاد حل عادل وسلمي للقضية الكردية سيكون في مصلحة العرب قبل الكرد، واليوم بعد مرور ما يقارب خمسة عقود من ثورة يوليو الناصرية، اثبتت التجربة العراقية ان جمال عبد الناصر كان محقاً في الدعوة الى ايجاد حل سلمي عادل للقضية الكردية، فكل ما حل بالعراق من ويلات ومصائب هي محصلة للسياسات العنصرية والشوفينية التصفوية التي اعتمدتها الحكومات العراقية المتعاقبة في حل المشكلة الكردية.
موقف جمال عبد الناصر من القضية الكردية، ان دل على شيئ فهو يدل على فطنة الرئيس المصري الراحل وذكائه السياسي وحرصه الحقيقي على المصالح العربية، فلولا اتفاقية الجزائر المشؤومة بين ايران والعراق، التي وقع عليها صدام حسين مع شاه ايران في عام 1975 باشراف ورعاية امريكية وبتخطيط وتزكية من هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق، والتي تنازل بموجبها العراق عن شط العرب لايران، مقابل تخلي الاخيرة عن دعم ثورة الكرد، لولا تلك الاتفاقية لما اقدم صدام حسين على حماقة حرب دموية لمدة ثماني سنوات ضد ايران، ليطالبها بشط العرب بعد ان تنازل عنها بهدف تصفية الكرد، ولولا تلك الحرب الخاسرة لما اقدم صدام على غزو الكويت ليعوض عن خسائره الاقتصادية الهائلة، ولولا غزوة الكويت لما وقعت حرب الخليج الاولى ومن ثم حرب الخليج الثانية ولما تدخلت امريكا في العراق.
ماحل بالعراق من حروب وكوارث لعقود طويلة من الزمن، ترتبط بشكل او بأخر بالمشكلة الكردية، وسياسة الحديد والنار التي اعتمدها حكام العراق بحق الكرد، تسببت بجلب الشقاء لاهل العراق، ولو اخذ هؤلاء الحكام بنصيحة جمال عبد الناصر في طريقة التعامل مع الكرد وقضيتهم، لتجنب العراق واهل العراق سلسلة الازمات المتعاقبة ولكان للعراق شأن اخر تماماً.
رحل عبد الناصر لكن موقفه من الكرد سيبقى خالداً في الذاكرة، اعترف الرجل بوجود الكرد وحقوقهم في ظروف واوضاع تاريخية صعبة، لم يكن للكرد فيها حول ولاقوة، الا الجبال وعزيمة البقاء والله عز جلاله.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرغماتية الكردية ضرورة ملحة
- الفوضى واللامسؤولية على الطريقة الكردية
- المملكة السورية الدستورية
- اتق الله في ارقامك يا فيصل القاسم !!
- هل تفعلها المملكة ؟
- التذكير بالارهاب الاسلامي الخطير
- عراق الطوبة ام عراق الحروب؟؟
- الاسد والاشهر المقبلة
- في ذكرى رجل شهيد
- حقيقة فوز الديمقراطية في تركيا
- الفوضى السورية اللاخلاقة
- دكاترة ام قوم لا يفقهون ؟
- سوريا بين نفاق النظام والمعراضة
- المطلوب قوى 14 سورية
- الوقت الضائع من الزمن السوري
- اصل علمانية اتاتورك وفصلها
- سوريا حرة.....مسألة وقت ليس الا
- بعيداً عن متاهات السياسة
- نعم مسألة شخصية ولما لا؟
- افضل انتخابات في تاريخ سوريا


المزيد.....




- تحذير -أسود- من هطول أمطار غزيرة.. هونغ كونغ تتعرض لموجة جدي ...
- بأسماء جديدة تماما.. الإعلان عن أعضاء لجنة تحكيم الموسم الجد ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: نتنياهو.. -إسرائيل الكبرى- بأهداف متعد ...
- الاستيطان الإسرائيلي: هل تسعى إسرائيل إلى منع إمكانية إقامة ...
- باريس سان جيرمان بطل السوبر الأوروبي.. كيف قلب النتيجة ضد تو ...
- الشرطة المصرية تقبض على شبان طاردوا فتيات بسياراتهم وتسببوا ...
- غضب عربي وإسلامي من حديث نتنياهو عن -إسرائيل الكبرى-
- بين مشيد ومنتقد... جدل واسع في المغرب حول قانون مجلس الصحافة ...
- -الناس يموتون من الجوع-... أحد سكان شمال دارفور في السودان ي ...
- الحكومة السورية ترحّب بنتائج التحقيق الدولي في أحداث الساحل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - عبد الناصر صديق الكرد