أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - دكاترة ام قوم لا يفقهون ؟














المزيد.....

دكاترة ام قوم لا يفقهون ؟


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما خانتني الذاكرة ولم تسعفني كما يجب، لكنني لم ولن انسى ابداً يوم الحادي عشر من ايلول سبتمبر عام 2001، ليس لهول ما جرى من حدث رهيب صباح ذلك اليوم، ولا لفظاعة المشاهد الحية التي بثت عبر الفضاء وعلى شاشات التلفاز، فقد شاءت الصدفة ولسوء حظي، ان يكون الاجتماع التقييمي الشهري الذي كنا نعقده نحن الزملاء في العمل مرة كل شهر في مساء ذلك اليوم، وكوني المسلم الوحيد بين جموع الحاضرين، ادركت منذ اللحظة الاولى انني سأكون نجم الامسية والاجتماع دون منازع، وبالفعل كان في انتظاري العديد من الاسئلة والاستفسارات الفضولية، ووجدت نفسي بالرغم من المعرفة المسبقة لزملائي بتوجهاتي الليبرالية في موقع لايحسد عليه، فأنا مسلم وقادم من الشرق الاوسط، حالي كحال منفذي الجريمة الانتحاريين، وشعرت حينها بنظرات الجميع تتجه نحوي وتبحث عن اجوبة فورية، ولحسن الحظ كنت قد حضرت نفسي جيداً لمثل هذا الموقف، وما كان علي سوى المبالغة في ابداء اسفي وتعاطفي مع ضحايا الحادث الارهابي، وفي الوقت نفسه حاولت قدر جهدي نقل صورة مشرقة ومشرفة عن حقيقة الاسلام والمسلمين، وبينت لزملائي اننا نحن معشر المسلمين بعيدين كل البعد عن الافعال الشنيعة وارهاب الانتحاريين القتلة المنحرفين، والقيت بلوم على السياسات الغربية التي دعمت كل الطغاة في منطقتنا وامدتهم بالقوة والسلاح حتى كان نصيب شعوبها الجهل والجوع والاستبداد، واتذكر جيداً انني قلت حينها عن مرتكبي جرائم 11 ايلول انهم مجرد جهلة وقوم لايفقهون، وحتى اثبت اننا نحن ابناء الجالية الاسلامية سفراء سلام للاسلام المسالم في بلاد المهجر والغربة، غادرت الاجتماع وانا القي التحية على الجميع بلغة القرأن الكريم، وقلت لزملائي فردا فردا وانا اصافحهم "السلام عليكم" .


اليوم وبعد مرور ستة اعوام تقريباً على حوادث 11سبتمبر الارهابية، وتصاعد وتيرة الارهاب الاسلامي وتفجيرات مدريد ولندن، وماجرى ويجري في العراق من قتل بشع للمدنيين من قبل الجماعات الاصولية، ومشاهد الذبح القاسية على ايدي الملثمين من القاعدة، والعمليات الانتحارية في مشارق الارض ومغاربها، والسيارات المفخخة، وبعد ان اصبحت الحوادث الارهابية هاجس لا يفارق مواطني الغرب وحديثهم اليومي، اجد نفسي كبقية المغتربين العشرين مليون مسلم في اوروبا وامريكا، في حيرة من امرنا مع حدوث كل عملية ارهابية، كما نجد انفسنا في موقع الاتهام وفي افضل الاحوال الاشتباه في بلاد الغرب، بعد ان فتحت تلك البلاد ابوابها لنا ولاولادنا، وعاملتنا بالمعروف والطيبة والضيافة الحسنة، واغدقت علينا بكرمها وخيراتها وامنها وحصانتها، ومعوناتها الاجتماعية والمادية، ومنحتنا حقوق المواطنة والجنسية وجوازات سفر محترمة، وعاملتنا معاملة الابناء مثلنا مثل غيرنا من اصحاب البلاد الاصليين .


العمليات الارهابية التي تستهدف المدنيين في عواصم الغرب، فتنة شديدة "ما بعدها فتنة"، ان لم تتوقف ستكون نتائجها وخيمة ومؤلمة علينا نحن ابناء الاقلية المسلمة في اوروبا وامريكا، اما بالنسبة لي شخصياً وعلى خلاف اقراني من المهاجرين، العملية الارهابية الفاشلة الاخيرة في لندن والتي كان ورائها سبعة اطباء لا سامحهم الله، بالرغم من احباطها كانت اشد وقعاً من غيرها من العمليات في حياتي وربما مستقبلي، وكلما شاهدت زملائي في العمل احاول ان اتجنبهم، بعد ان اكتشف الجميع حقيقة الانتحاريين وحقيقة حديثي في تلك الامسية اللعينة، واتذكر بحسرة ماقلته عن انتحاريي يوم الحادي عشر من سبتمبر ووصفي لهم بالجهلة والاميين، والسلام عليكم وعلينا .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين نفاق النظام والمعراضة
- المطلوب قوى 14 سورية
- الوقت الضائع من الزمن السوري
- اصل علمانية اتاتورك وفصلها
- سوريا حرة.....مسألة وقت ليس الا
- بعيداً عن متاهات السياسة
- نعم مسألة شخصية ولما لا؟
- افضل انتخابات في تاريخ سوريا
- الصراع الداخلي التركي واقليم كردستان
- الكرد والعرب واليهود والسلطان العادل
- نانسي بلوسي في ديارنا !
- مرشحي لانتخابات الرئاسة السورية
- الديمقراطية التي اتى بها المحتل هي الحل
- سجون وشجون السيادة الوطنية
- أسوء كارثة في العالم
- صراع قيم الاستبداد وقيم الديمقراطية
- زيارة شيمون بيرز الى دولة قطر و الاتجاه المعاكس
- الجنرال قوس قزح
- حالة شاذة غير طبيعية
- انعدام الخيارات والفرصة الاخيرة


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخضع -ميتا- للتحقيق.. ويوضح السبب
- مدينة طنجة المغربية تستضيف يوم الجاز العالمي
- ?? مباشر: آمال التوصل إلى هدنة في غزة تنتعش بعد نحو سبعة أشه ...
- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - دكاترة ام قوم لا يفقهون ؟