أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - درويش محمى - الصراع الداخلي التركي واقليم كردستان















المزيد.....

الصراع الداخلي التركي واقليم كردستان


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1895 - 2007 / 4 / 24 - 08:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رئيس مجلس النواب العراقي السيد محمود المشهداني، خرج عن المألوف والمعهود، وانتهك التقاليد العريقة المتبعة بين بغداد وانقرة، القائمة على التعاون المفرط في العداء المزمن للكرد العراقيين وقمعهم، تلك العلاقة التي استمرت لعقود طوبلة ولم تتغير الا في نيسان عام 2003، حيث تحولت من الطابع العنفي المعلن قبل سقوط النظام العراقي السابق، الى الصمت الغريب للنخبة السياسية العراقية حيال التهديدات التركية المتكررة لاقليم كردستان العراق، وعلى عكس الاخرين الذين اثروا الصمت على الكلام، متأثرين بالثقافة العدائية االتقليدية بحق الكرد، وكأن الكرد ليسوا جزءاً لا يتجزء من العراق، والاقليم الكردي ليس ذلك الحبيب المسمى شمال العراق، كان السيد المشهداني متميزأً في الحقيقة عن النخبة السياسية الحاكمة في بغداد، وقال صراحة وبصوت عراقي اصيل "ان اي يد تمتد للتدخل في شؤون العراق ستقطع ان لم يكن اليوم فغداً"، جاءت تصريحات المشهداني عقب التصريحات التهديدية التركية باجتياح الاقليم، والتي بدورها جاءت عقب التصريحات الاخيرة لرئيس الاقليم مسعود البارزاني على شاشة قناة العربية .
الموقف التركي تجاه مايشهده الاقليم الكردي العراقي من تطورات، لا يدعو للاستغراب والتعجب، قياساً على الطريقة التركية في التعامل مع القضية الكردية داخل حدودها، رغم التحسن الطفيف الذي حصل مؤخراً تجاه حقوق الكرد، تلك التغيرات الظاهرية البحتة، جاءت في سياق العمليات التجميلة التي قامت بها السلطات التركية مؤخراً، لتحقيق المواصفات الخاصة الكفيلة بدخولها الى الاتحاد الاوربي، الا ان المنطق الطوراني القديم مازال سائدا ومهيمناً على العقلية التركية، وانقرة تحرص على اتباع السياسة القمعية القديمة نفسها، كحل للمعضلة الكردية .
في ظل الحقائق المستجدة على الوضع العراقي، كالمشاركة الكردية الفعالة في صنع القرار السياسي في العاصمة بغداد، وحقيقة وجود اقليم كردي دستوري يتمتع باستقلالية كبيرة عن المركز، بالاضافة لعدم استقرار الاوضاع في العراق، وضبابية المستقبل العراقي، وحقائق اخرى عديدة على الساحة الاقليمية والدولية، تثير الشهية لدى صناع القرار في انقرة، للتدخل في شؤون الاقليم الكردي الوليد، وللحد من سقف المطالب الكردية وتحجيمها قدر الامكان، مستغلة الوضع العراقي الهش، كما ان تركيا تدرك ان العراق يشهد حالة ولادة حرجة، ولن تقف موقف المتفرج دون ان يكون لها دور في تشكيل وصناعة العراق الجديد، وخاصة الاقليم الكردي وتركيبته النهائية .
في مقابل الصمت المريب للنخبة السياسية العراقية"العربية طبعاً"، ومواقفها اللاوطنية تجاه التهديدات التركية باجتياح اقليم كردستان العراق، تبقى النخبة العسكرية التركية هي الاكثر تطرفاً حيال الاقليم الكردي، ولاتزال تتصرف بالعقلية الطورانية القديمة، بالرغم من المستجدات الهائلة التي حدثت خلال الاعوام الاخيرة، اقليمياً ودولياً، والعسكر التركي المتنفذ في الحياة السياسية التركية يتعامل مع الاقليم الكردي العراقي، وكأنه ولاية من ولاياتها المسحوقة بالفقر والجهل والتمييز العنصري في"شرق الاناضول"، ويستخدم قضية حزب العمال الكردستاني التركي، والتواجد التركماني في كركوك، كورقة رابحة في صراعها مع الحكومة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء التركي الحالي رجب اردوغان، الحكومة المتميزة التي اثبتت خلال الخمس سنوات الماضية من حكمها، انها الافضل من بين سائر الحكومات المتعاقبة التي شهدتها تركيا، منذ الخمسينات من القرن الماضي، كونها حكومة تتمتع بالنزاهة، حيث تمكنت وللمرة الاولى في تاريخ تركيا باجتثاث الفساد والقضاء على التسيب والمحسوبية، التي تميزت بها جميع الحكومات التركية السابقة دون استثناء، وتم بالفعل تنظيف دوائر الدولة من ظاهرة ما تسمى"بالخرطوم"، وهي كلمة عربية ماتزال الذاكرة العثمانية التركية تستخدمها في الاعلام التركي، وتطلق على طريقة رجال الدولة التركية في النهب، باستغلال مناصبهم الحكومية في شطف الاموال العامة بطرق غير مشروعة، كما تمكنت الحكومة الاسلامية التركية التعامل بدهاء مع قضية الدخول التركي الى جنة الاتحاد الاوربي، وتمكنت كذلك كحكومة اسلامية ان تكون مثالاً نموذجيا للاسلام السياسي المعتدل، لذلك ليس من المستغرب ان تجد نفسها في موقع الخصم القوي للعسكر العلماني التركي، وان تحظى بشعبية واسعة لدرجة جعلتها تطمح في كرسي الرئاسة، اعلى المناصب في الدولة التركية .
بسقوط النظام العراقي السابق، فقدت تركيا احد اهم حلفائها في مسيرة عدائها للكرد، لذلك نجد من الطبيعي جداً ان تقوم تركيا بجهود اضافية لملئ ذلك الفراغ الكبير، على الرغم من كون التدخل التركي في الشأن الداخلي العراقي، والتصريحات المتكررة لجنرالات تركيا، التي وصلت الى حد التذكير بلواء موصل العثماني، لا يختلف اثنان على اعتبارها تصريحات متعجرفة وعدوانية، وتتميز بالنزعة القومية الكمالية بحق الكرد خاصة والعراقيين عموماً، وفي المقابل التصريحات الاخيرة لرئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، لا شك انها محقة وعادلة على اساس مبدأ التعامل بالمثل، لكنها للاسف، تزامنت مع فترة حرجة يمر بها العسكر التركي، وجاءت في خضم الصراع الجاري على منصب رئاسة الجمهورية التركية، والايام القليلة القادمة وبالتحديد 25 من الشهر الحالي، هو اليوم الحاسم لتقديم اسم مرشح الرئاسة للبرلمان التركي، وفي منتصف الشهر المقبل ستعلن تركيا عن اسم رئيسها الجديد، واغلب الظن ان يكون رئيس الوزراء الحالي اردوغان، هو الرئيس المقبل لتركيا، وقد تردد مؤخرا اسم نسائي اسلامي كبديل لاردوغان، وان صح الخبر فهي تعتبر خطوة سياسية بالغة الدهاء من قبل الاسلاميين، للالتاف على رفض الجنرالات وكل من يدور في فلكهم، وبحصول الاسلاميين المتوقع على رئاسة الجمهورية، سواء كان شخص اردوغان او احداً اخر، تسقط اهم قلاع العسكر التركي، ويتم بذلك تدشين حقيقي للتراجع التدرجي للجنرالات وفقدانهم لنفوذهم، امام الحكومة الاسلامية المعتدلة في انقرة، وتكون تركيا قد دخلت منعطف جديد، بعودة الجنرالات الى قلاعهم العسكرية والحد من تدخلهم في الشأن السياسي التركي واتخاذ القرارات المصيرية .
التصريحات الاخيرة لرئيس اقليم كردستان، تشكل مادة دسمة للصراع التركي الداخلي، ومن المؤكد ان النخبة العسكرية التركية ستعمد الى استغلال تلك التصريحات، للمزاودة وكسب ود وتعاطف الشارع التركي، ومن غير المستبعد ان يلجأ الجيش التركي الى القيام بعمليات عسكرية واسعة في اقليم كردستان العراق، للحد من نفوذ خصومها من الاسلاميين وكسر شوكتهم، معتمدة على الهيجان القومي لدى الجمهور التركي، في المقابل الادارة الكردية مجبرة للدفاع عن الاقليم، ولامجال امامها لتبرير اي هزيمة امام الجيش التركي، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل الادارة الكردية قادرة فعلا على تحمل مسؤلياتها في الدفاع عن المكتسبات التي حققها الاقليم خلال السنوات الماضية ؟ وهل حضرت نفسها للتعامل مع التهديدات التركية اذا وقعت الواقعة ؟




#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد والعرب واليهود والسلطان العادل
- نانسي بلوسي في ديارنا !
- مرشحي لانتخابات الرئاسة السورية
- الديمقراطية التي اتى بها المحتل هي الحل
- سجون وشجون السيادة الوطنية
- أسوء كارثة في العالم
- صراع قيم الاستبداد وقيم الديمقراطية
- زيارة شيمون بيرز الى دولة قطر و الاتجاه المعاكس
- الجنرال قوس قزح
- حالة شاذة غير طبيعية
- انعدام الخيارات والفرصة الاخيرة
- لو ولو ......يا عرب
- بيكر - هاملتون .. خطة فرار أميركية
- من قال ان دراكولا روماني الاصل
- الخطير في خطاب نصر الله الاخير
- الاسد والمعركة المصيرية
- حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز
- القانون السوري لا يحمي المغفلين ولا المبدعين
- صدام وحكم الاعدام
- النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - درويش محمى - الصراع الداخلي التركي واقليم كردستان