أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - درويش محمى - الازمة على الحدود العراقية التركية















المزيد.....

الازمة على الحدود العراقية التركية


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2095 - 2007 / 11 / 10 - 11:30
المحور: القضية الكردية
    


العبارة التي اطلقتها بعض وسائل الاعلام ـ الازمة على الحدود العراقية التركية ـ للاشارة الى النزاع القائم بين اقليم كردستان وتركيا مؤخراً، تعتبر تسمية موفقة وقريبة جداً الى الواقع، فالازمة متشعبة ومتداخلة لدرجة كبيرة، سواء من حيث الاهداف او المصالح والدوافع، وما يجعل من الازمة الحالية عصية الفهم على العديد من اصحاب الاختصاص والاحتراف بالاضافة الى عامة الناس، هو تعدد الاطراف المشاركة واختلاف اجندتهم الى حد كبير وتداخلها في نفس الوقت .
الصراع التركي الداخلي يلقي بظلاله على الازمة الحالية، ويتذكر الجميع المعركة الحامية التي جرت قبل واثناء الانتخابات الرئاسية التركية الاخيرة، ودعوة العسكر التركي لغزو الاراضي العراقية "اقليم كردستان"، تحت ذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني عقب عملية عسكرية قام بها الاخير، والموقف الحازم للحكومة الاسلامية حينها تجاه نوايا العسكر التركي تجنباً لتحقيق اي انتصارات قد تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح الجيش واليمين القومي التركي، والحالة نفسها تتكرر اليوم في محاولة جديدة لقادة الجيش التركي لانقاذ ما يمكن انقاذه، وربما هي صدفة او خطوة غير مدروسة او مدروسة والله اعلم، ان يقوم حزب العمال الكردستاني بعمليات عسكرية نوعية تسهل من مهمة العسكر التركي للعودة الى الواجهة مجدداً، بعد تأجيج الشعور القومي لدى الشارع التركي، والحكومة الاسلامية التركية تمتلك بما فيه الكفاية من الدهاء وتدرك جيداً ان العمليات الاخيرة لحزب العمال الكردستاني ستصعد من نجم الجيش التركي، وستجد الحكومة نفسها في موقف صعب لا يحسد عليه، ان هي اعلنت عن رفضها للقيام بعملية عسكرية ضد العمال الكردستاني، وتماشياً مع نبض الشارع التركي، اعطت الاغلبية البرلمانية الاسلامية الضوء الاخضر للجيش التركي للقيام بعملية عسكرية في اقليم كردستان العراق .
اختلاف المصالح والاهداف بين جنرالات الجيش التركي والحكومة الاسلامية ما زالت قائمة والتحدي لم ينتهي بعد، وما شاهدناه من خصام شرس بين الطرفين قبل الانتخابات لم يكن سوى جولة من الصراع المرير بين اتباع الاتاتوركية والقوميين الترك بقيادة الجيش التركي من جهة، وخصومهم في الحكومة الاسلامية وانصار تركيا المدنية الديمقراطية من جهة اخرى .
لا يمكن تجاهل الاختلاف والتناقض التركي ـ التركي الداخلي وفصله عن مجريات الازمة الحالية بين تركيا واقليم كردستان العراق، كذلك الامر بالنسبة الى التناقضات الكردية ـ الكردية، فهي لا تقل اهمية عن التناقضات التركية ـ التركية لفهم الازمة الحالية، فاشكالية تواجد حزب العمال الكردستاني على اراضي اقليم كردستان العراق، وفشل الحزب المذكور خلال حربه المتقطعة الطويلة ضد الجيش التركي في الانتقال الى الطرف التركي من كردستان، تبقى اشكالية قائمة تؤرق العديد من الاطراف، ولعبة الشد والجذب السياسة بين حكومة اقليم كردستان وتركيا في عملية استخدام حزب العمال الكردستاني كورقة ضغط رابحة يمكن استخدامها من قبل هذا الطرف او ذاك في الوقت المناسب، يبدو انها قد وصلت الى نهاياتها وتشبه كثيراً الحالة السورية ـ التركية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي في طريقة التعامل مع حزب العمال الكردستاني، حيث كان يتلقى هذا الاخير الدعم الكامل من السلطات السورية على مدى عقدين من الزمن، بهدف استخدام الورقة الكردية التي انفرد حزب العمال الكردستاني بتمثيلها للضغط على تركيا في مسألة مياه الفرات، وفي الطرف التركي كان لحكام تركيا اجندتهم الخاصة في تلك المرحلة، حيث تم افراغ الاف القرى الكردية من سكانها، وتم تشكيل مجموعات مسلحة من الكرد سميت "بحماة القرى" لتبقي على الصراع المسلح كردياً خالصاً في معظم الاحيان، واستمرت الحالة لنهاية التسعينات حيث انتهت اللعبة بعقد صفقة ثنائية بين الطرفين التركي والسوري، اوقفت بموجبها جميع نشاطات العمال الكردستاني على الاراضي السورية، وتم ابعاد زعيمه الاوحد "عبد الله اوجلان" ليتم اعتقاله لاحقاً في عملية استخباراتية دولية غامضة .
بقدر ما تحمله الازمة الحالية بين اقليم كردستان وتركيا من تعقيدات، فهي تتعدى كذلك ما يصرح به في العلن، وتتجاوز بكثير قضية تواجد بضعة الاف من عناصر العمال الكردستاني في اقليم كردستان العراق، الانجازات المختلفة لكرد العراق من فدرالية كردية دستورية وتفعيل حقيقي للدور الكردي في الحكومة المركزية والمشاركة الكردية الفعالة في اتخاذ القرارات المصيرية على الساحة العراقية، تلك الانجازات تشكل محور الازمة التركية الكردية القائمة، والهاجس التركي هذا لا يقتصر على تيار او طرف تركي دون اخر، على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم السياسية، لكن في نفس الوقت من السذاجة وضع كل الترك في سلة واحدة، فقيم تركيا الكمالية لم تعد وبالاً على الكرد فقط، فبمرور الزمن اصبح احفاد اتاتورك انفسهم يعانون من الاتاتوركية المترهلة وسطوة العسكر التركي وتدخلهم الفظ في السياسة وانقلاباتهم العسكرية المتكررة بحجة الحفاظ على قيم الجمهورية الاتاتوركية الاولى، لكل تلك الاسباب واسباب اخرى عديدة، ظهرت قوى تركية تؤمن بضرورة القيام بتغيير حقيقي في الحياة السياسية التركية، والحكومة الاسلامية الحالية تحسب على تلك القوى وربما تكون اكثرها اختلافاً مع الاتاتوركية، والتغييرات الدستورية التي كان من المتوقع الشروع في القيام بها من قبل الاكثرية النيابية الاسلامية لولا حدوث الازمة الاخيرة، انما كانت خطوة على الطريق الصحيح في بناء الجمهورية الثانية، وابعاد الجيش الى الابد عن الشأن السياسي التركي، فبين انجازات كرد العراق وبين تناقضات تركيا الداخلية، تثار اليوم قضية تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في اقليم كردستان العراق، لتكون حجة لاهداف ضمنية غير معلنة .
لا يختلف اثنان ان للاقليم الكردي مصلحة حقيقية في تجنب الوقوع في صراع مع تركيا" قدر الامكان"، خاصة بعد فوز الاسلاميين الاكثر تفهما ومرونة في التعامل مع الملف الكردي من اليمين القومي المتطرف وجنرالات الجيش التركي، اما حزب العمال الكردستاني التركي اجندته كانت ومازالت تختلف مع حكومة ومصالح كرد العراق، سواء قبل اعتقال اوجلان او بعد اعتقاله وسواء في سياساته القديمة الداعية الى استقلال وتوحيد كردستان او الجديدة الداعية لتحرير الزعيم او تحسين ظروف اعتقاله .
الامر المحير في الازمة الناشبة على الحدود العراقية التركية، هو توجه حزب العمال الكردستاني التركي الى التصعيد النوعي من عملياته العسكرية ضد الجيش التركي في فترة حرجة للغاية، فمن له مصلحة في ادخال اقليم كردستان في حالة حرب مع دولة تتربص بالاقليم الكردي وتسعى جاهدة للنيل من مكتسبات كرد العراق؟ ومن له مصلحة في تأجيل مسألة كركوك ؟ ومن له مصلحة في اثارة النزعة القومية التركية في فترة حساسة وقاسية تمر بها الكمالية القومية التركية المتعصبة مني انصارها بهزيمة شنعاء؟ والاهم من كل هذا وذاك، من له مصلحة في التأخير من التغييرات الدستورية التي كان من المتوقع القيام بها من قبل الحكومة التركية وممثليها في البرلمان ؟ ومن له مصلحة في التأخير من كتابة الدستور التركي من قبل مدنيين منتخبين لا عسكر متسلطين لاول مرة في تاريخ تركيا، واخيرا وليس اخرا، من له مصلحة في اجهاض الجمهورية التركية الثانية اللااتاتوركية والتي ربما قد يكون للكرد فيها شأن يذكر ؟



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الناصر صديق الكرد
- البرغماتية الكردية ضرورة ملحة
- الفوضى واللامسؤولية على الطريقة الكردية
- المملكة السورية الدستورية
- اتق الله في ارقامك يا فيصل القاسم !!
- هل تفعلها المملكة ؟
- التذكير بالارهاب الاسلامي الخطير
- عراق الطوبة ام عراق الحروب؟؟
- الاسد والاشهر المقبلة
- في ذكرى رجل شهيد
- حقيقة فوز الديمقراطية في تركيا
- الفوضى السورية اللاخلاقة
- دكاترة ام قوم لا يفقهون ؟
- سوريا بين نفاق النظام والمعراضة
- المطلوب قوى 14 سورية
- الوقت الضائع من الزمن السوري
- اصل علمانية اتاتورك وفصلها
- سوريا حرة.....مسألة وقت ليس الا
- بعيداً عن متاهات السياسة
- نعم مسألة شخصية ولما لا؟


المزيد.....




- أوامر التوقيف بحق نتنياهو.. رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسا ...
- السيسي وبايدن يبحثان هاتفيا التصعيد العسكري في مدينة رفح ووق ...
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- الخارجية الأميركية تتهم 5 وحدات إسرائيلية بانتهاكات جسيمة لح ...
- اعتقالات بتهمة -التطرف-.. حملة جديدة على الصحفيين في روسيا
- من إسرائيل وأميركا.. محاولات لمنع -أمر اعتقال نتنياهو-
- إسرائيل تلوح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة
- -من أجل فلسطين-.. حملة اعتقالات تعصف بالجامعات الأميركية
- الخارجية الأمريكية: حددنا 5 وحدات إسرائيلية ارتكبت انتهاكات ...
- مصدر إسرائيلي يحذر: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - درويش محمى - الازمة على الحدود العراقية التركية