|
أحلام وكوابيس إسلامية...!؟
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
وقف عددٌ كبيرٌ من المفكرين في العالم حائراً عند ظاهرة التفخيخ الذاتي والانتحار في أي موقع يحدده شيخ المنظمة ( الجهادية )..!؟ وقد كانت مقاربات الكثيرين لهذه الظاهرة ملتبسة ومغرقة في التنظير أيديولوجياً وسايكولوجياً..! ورأينا صنف من تلك المقاربات ترجع الظاهرة بكليتها إلى عامل الفقر المادي الذي تستثمره قيادات المنظمات العنفية تلك ومشايخها.!؟ وقد قيل الكثير، وسيظل هناك ما يقال عن الأسباب والدوافع الكامنة خلف وجود رغبة جامحة واستعداد دائم للموت عند الإسلاميين ( الجهاديين ).!؟ أثناء الحرب العراقية الإيرانية كان ألاف الجنود الإيرانببن يهرولون بحماسة غريبة وسط حقول الألغام العراقية من دون تردد، طلباً للموت، والانتقال الفوري من أرض المعركة وويلات الحرب الطويلة، إلى إحدى الجنان الخالدة..!؟ وحين تمَّ افتتاح مكاتب في طهران لتسجيل المتطوعين الراغبين بتنفيذ عمليات انتحارية للانتقال إلى الجنان الخالدة تدفق آلاف الرجال لنيل الفرصة الاستثنائية.!؟ ولا يختلف الأمر في أي بلد إسلامي فأينما يتم افتتاح مكتب للمتطوعين سيهرول الآلاف لاغتنام الفرصة بغض النظر عن التنويعات المذهبية والتشكيلات العرقية فالمدرسة العقائدية واحدة في مرجعيتها المتمثلة بالنص القرآني وما تلاه..! ففي هذه المدرسة يوجد الأس الذي يعتمده جميع الدعاة، و الفقهاء، والمشايخ، والمؤسسات التربوية الدينية، والتعليمية الشرعية، ودور العبادة من مساجد، وتكايا، وقادة التنظيمات بمختلف أنواعها، بهدف تزيين الموت عند الجموع فتفيض عند بعضهم حلاوته وتصل حدَّ العشق والاستعجال وهؤلاء هم الأدوات الناضجة والصالحة للاستثمار من قبل التنظيمات الجهادية. يسمع المسلم ويتعلم منذ الصغر في هذه المدرسة أنه هناك سبع جنان فتتوقد أحلامه بإمكانية الفوز بالانتقال إلى واحدة منها.! ويقدِّم الأساتذة لجمهورهم لائحة بأسماء تلك الجنان التي تبدأ بجنة الخلد فجنة دار الجلال وجنة دار السلام وجنة المأوى وجنة النعيم وجنة الفردوس وجنة عدن. ثمَّ لائحة بأسماء ومواصفات الأنهار في كل جنة فسعيد الحظ سيجد هناك أنهار الرحمة والكوثر والكافور والسلسبيل والرحيق واللبن والعسل والخمر.!؟ ولكي يكتمل هذا المشهد الساحر فإنه لا بد من أن يعرف الجمهور بجاهزية الحور العين وانتظارهن للعبيد المؤمنين حيث تعانق الحورية العبد المؤمن فور وصوله وتأخذه إلى منزل الأحلام.!؟ ثم إن جماهير هذه المدرسة يسعدون ويندهشون حين يسمعوا ويتعلموا بأنهم سيبقون على مرِّ الأيام والسنين جرد مرد مكحلون ينبت لهم شوارب خضر فلج بلج..!؟ ثمَّ وثمّتينَ فهم لن يعودوا يتمخطون ولا يبزقون لأن هذا لا يصح في أرض الجنة المقدسة..!؟ وبعدها فلن ينبت فوق عاناتهم شعر بالمرة ثم إنهم إذا ضرطوا فستعبق في الأجواء روائح العنبر والفل والياسمين ..! وسبق أن قال أبو هريرة ( إن أهل الجنة يزدادون في كل يوم جمالاً وحسناً وهو ما يعطي الرجل قوة مائة في الأكل والشرب والجماع فيجامعها كما يجامع أهله في الدنيا حقباً والحقب ثمانون سنة لا مني ولا منية وهم يأكلون ويشربون ثم يخرج من أجسادهم ريحٌ كريح المسك وهكذا إلى أبد الآباد ) وتشهد ـ أم علي ـ على واقعة انسحاب جميع أعضاء حزب الكلكة من الحزب فور معرفتهم بهذه المعلومات الهريرية.!؟ ثم في المقلب الأخر، كيف لن يرتعب أعضاء حزب الكلكة وكافة عبيد الله جلَّ جلاله وتصطك أسنانهم وهم يسمعون ويتعلمون بأنه يؤتى بجهنم يوم القيامة وحولها سبعون ألف صنف من الملائكة فيساق أعداء الله إلى النار، فتسود وجوههم، وتزرق أعينهم، وتختم أفواههم، فإذا انتهوا من أبوابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال والسلاسل ويأخذونهم بأيديهم وأرجلهم لأنهم يعملون بأرجلهم كما يعملون بأيديهم فيأخذ الواحد منهم عشرة آلاف كافر بيد واحدة وعشرة آلاف بيد أخرى وعشرة آلاف بكل رجل من رجليه فيلقي في النار أربعين ألف كافر دفعةً واحدة.!؟ ثم وأيضاً يتعلمون ويسمعون أن أهل النار سود الوجوه مظلمة أبصارهم ذاهبة عقولهم شعورهم كالقصب لكل واحد منهم سبعون جلداً من الجلد إلى الجلد سبع طبقات من النار وفي أجوافهم حيات من النار وفي جهنم جبال يصعدونها على وجوههم ألف عام حتى إذا صعدوا قذفتهم الجبال في قعر جهنم خاسرين..! وهم إذا استغاثوا بالمطر تمطر عليهم حجارة من نار تقع على رؤوسهم ثم تخرج من أدبارهم وهذا معنى ( زدناهم عذاباً فوق عذاب )..!؟ وهم إذا شربوا انقطعت أمعاؤهم وإذا جاعوا يقدم لهم الزقوم فإذا أكلوا منه فإنه يغلي في بطونهم وأضراسهم وهم يلبسون ثياباً من قطران...!؟ وروى الطبراني وأحمد أن الرسول صلعم قال ( في جهنم واد فيه حيات كل حية ثخن رقبة البعير تلسع تارك الصلاة فيغلي سمها في جسمه سبعين سنة وفي جهنم واديا اسمه جب الحزن فيه حيات وعقارب كل عقرب بقدر البقل لها سبعون شوكة في كل شوكة راوية سمّ ثم تضرب الزاني وتفرغ سمّها في جسمه فيجد مرارة وجعها ألف سنة ثم يتهرى لحمه ويسيل من فرجه القيح والصديد ). ثم يأتي، وسيظل يأتي.! من يتساءل عن أسباب نجاح الاستقطاب التعبوي الجهادي ( قاعدياً ) كان أم ( حمساوياً ) أم ( الله واياً ) أم شيطانياً في هذه الساحة الإسلامية أم تلك..!؟ حرفياً من: دقائق الأخبار في ذكر الجنة والنار للإمام عبد الرحيم بن أحمد القاضي أبو هريرة أبو الدرداء تفسير الجلالين للحلي والسيوطي
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية الناقصة...!؟
-
خرافات دائرة النفوس الإسلامية...!؟
-
العقلنة المتبادلة...!؟
-
الروافع المقصِّية...!؟
-
مساجد.. وسجون...!؟
-
فيما خص السماحة الإسلامية...!؟
-
هذيان وعواطف وشعارات...!؟
-
من حصار الخارج إلى حصار الداخل...!؟
-
الحق في البهجة...!؟
-
الحلال والحرام في مسألة التعدد...!؟
-
في أن الحوار المتمدن ( مسبَّع الكارات )...!؟
-
إبليس والعبيد...!؟
-
المضطهد مرة والمضطهدة ثلاث مرات...!؟
-
معضلة التقدم في المجتمعات العربية...!؟
-
تهافت التهافت
-
كأس رعايا جلالته...!؟
-
هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا...!؟
-
فتاوى مجانية...!؟
-
تحالف جماعات الاستثمار...!؟
-
أوباش بلا حدود...!؟
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|