أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - و. السرغيني - الوجه الآخر للنقابات والنقابيين في المغرب















المزيد.....

الوجه الآخر للنقابات والنقابيين في المغرب


و. السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 2556 - 2009 / 2 / 13 - 08:01
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


فجٌرت بعض الصحف المعروفة بولائها للنظام ولقوى الرأسمال في المغرب، جريدة "الصباح" من خلال عددها 2496، فضيحة جديدة عرٌت عن واقع وعن حقيقة النقابات والنقابيين المغاربة، التي لا تبتعد في شيء عما يشير إليه العديد من المناضلين العماليين الشرفاء في تصريحاتهم ومقالاتهم التشهيرية التي تحاول قدر ما استطاعت وما تمكنت منه من معطيات، فضح العديد من الممارسات المشينة الغادرة والخيانية التي انخرطت فيها القيادات النقابية المتسلطة منذ زمان على رقاب القواعد النقابية المناضلة وعلى مستقبل النضال النقابي بشكل عام.
فبالرغم من سياسة الدٌس والتمويه عن الحقائق الفاضحة التي فاحت رائحتها للحدود التي تزكم النفوس، فما زالت مسرحيات العنترية الجوفاء لم تنهي حلقاتها وما زال النقابيون اليساريون يعاندون بتعميق الحفر للسقوط فيها مستقبلا دون أن تمتد يد أحد لإنقاذهم.
ما زالت خطابات "سنتخذ الإجراءات اللازمة.." و"سنبقى ملتزمين ومتشبثين بمصالح الشغيلة.." في الوقت الذي لن يتردد فيه عاقل بالإجابة وبالطريقة الحاسمة بأن لا خيار ولا سلاح للطبقة العاملة ولسائر فئات الشغيلة والموظفين الصغار.. سوى الإضراب، وشكل الإضراب الأمضى والأكثر فاعلية لن يكون سوى الإضراب العام وغير هذا فلا هو "بالتاكتيك" ولا "بالأسلوب الحضاري"..، بل هي مهادنة وانتظارية وتدرير للقوى.. وخيانة في آخر المطاف، خيانة وجبن لن تنفع معها ديماغوجية من شاكلة "احترام قواعد الحوار"، والادعاء بأن الحوار يستدعي توقيف الإضرابات لكي لا تتهم النقابات بالابتزاز! مردود على أصحابه الظرفاء.
فجٌرت الصحيفة المذكورة إذن خبرا مفاده أن النقابات توصلت بمليار و 300 مليون قبل بدء الحوار، دون أن تفصٌل وتُدقق في كيفية التوزيع واكتفت بالإشارة لمصادرها "مصادر نقابية من مكناس" أفادتها بأن المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية المشاركة في الحوار الاجتماعي قد استفادت من منحة مالية وصلت إلى 13 مليون درهم، توصلت بها قبل انطلاق جولات الحوار، الإجراء الذي كان مقصودا حسب تعبير المصادر!. وإذا كان الخبر/الفضيحة بالنسبة لمناضلي اليسار الثوري وبشكل خاص التيار العمالي الماركسي اللينيني، لا يشكل جديدا بل وعاديا وطبيعيا لحد الانسجام مع طبيعة الأحزاب والتيارات السياسية المهيمنة على هياكل النقابات، يبقى من واجبنا أن نستمر في عملية الفضح والتشهير لهاته الممارسات بالنظر لتأثيراتها السلبية، لا محالة، على مستقبل النضال النقابي في المغرب.
فلا أعتقد بوجود يساريين، ثوريين متشبثين بمشروع الطبقة العاملة وبرسالتها التاريخية لقيادة التغيير من أجل التحرير والتحرر، ما زالت بحوزتهم ذرة شك في أهمية النقابات والنضال النقابي، كذلك الشأن بانعدام الشك في صفوفهم فيما يخص أزمة العمل النقابي وما يرتبط به من أسئلة وإشكالات لها مصداقيتها وراهنيتها إذا كان الجذريون يعتزمون فعلا تجاوز الأزمة.
فليس المطلوب الآن الاستمرار في التباكي والتشكي من حالات النقابات ومن ممارسات زعمائها النافذين المتنفذين الذين لا يسقطوا من عروشهم إلا بالهراوات والحصارات والاقتحامات "الانقلابية والتصحيحية".
فالمطلوب، أمام حالة التردي هذه، فتح النقاش بين مجموع مناضلي اليسار الثوري حول أهمية النضال النقابي، وحول سبل اختراقه، وتقويمه، تأسيسا لعمل نقابي يساري يراعي مبادئنا ومنطلقاتنا العمالية الاشتراكية.
فأمام هذه الفضيحة التي لا تضاهيها فضيحة على طول وعرض تجربة النضال النقابي المغربي، يتضح بجلاء مستوى السفالة والحقارة التي وصلت إليه القيادات، ففي ظل شروط استنهاض الفعل الاحتجاجي الجماهيري وما عرفه من اتساع وانتشار في الزمان والمكان اتضح بما لا يدع الشك تخلف النقابات عن المشاركة الميدانية في الدفاع عن القدرة الشرائية بالاحتجاج ضد الغلاء وضد ارتفاع الأسعار وضد الاستمرار في تهشيش الخدمات عبر التفويت والخوصصة ومشاريع التدبير المفوض.
وبالرغم من المساهمة القيٌمة لبعض النقابيين اليساريين عبر مبادراتهم الخاصة في التأسيس والانخراط في الحركة المناهضة للغلاء، وبالرغم كذلك من مساهمة بعض النقابات في تقديم مقراتها كمكان للتأسيس والاجتماع لهياكل التنسيقيات المحلية.. فقد لوحظ، وبجلاء، تهاون وتهرب القيادات النقابية المحلية والمركزية من أي التزام يربطها بالتنسيقيات وبقرارات جموعاتها العامة، إضافة لتملصها الملحوظ والبيٌن من أي اختيارات تضع القيادات النقابية في موقع المواجهة والمجابهة مع السياسة العامة للدولة، الشيء الذي يتطلب بالطبع استشارة وعدم تجاوز القيادات السياسية المربوطة بقوة بحوارات ومواثيق "اجتماعية" تجاه الرأسمال وحماة الشركات المتعددة الجنسيات.. وإذا كانت المواجهة مشروطة ومنذ انطلاقاتها الأولى بانخراط جميع الكادحين والعمال ذوي الدخل أو الأجور الضعيفة والمحدودة.. فلا غرابة إذن من هذا التملص الذي لا يخرج عن الطبيعة الحقيقية لهذا النوع من القيادات المدجٌنة، والتي لا يمكنها وبأية حال من الأحوال، أن تنخرط في معركة مناهضة الغلاء التي هي في العمق معركة ضد الرأسمال وضد حروب الرأسمال على القدرة الشرائية للغالبية الساحقة من الكادحين.
فما أطلقناه من دعوات لتأسيس منظمات عمالية تضمن للطبقة العاملة استقلاليتها ووجودها كطبقة، ليس بالسابقة التاريخية ولا هو بالاكتشاف، فالموقف والدعوة هي من صميم ماركسيتنا ورؤيتنا وفهمنا للرسالة التاريخية للطبقة العاملة حسب التصور الماركسي، الذي يعتبر أن الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة المؤهلة تاريخيا لإنجاز مشروع التحرير والتحرر، والتحقيق بالتالي للنصر ضد الرأسمال.
وما استنتجناه عن الحالة التي أصبحت عليها التيارات العمالية المدجٌنة ليس سوى تكرار لاستنتاجات تم التعبير عنها من خلال تناول تجارب عديدة ومتعددة في العديد من البقاع بما فيها تجارب بن الصديق، أفيلال والأموي داخل النضال النقابي المغربي.
فحالة التذييل والذنبية التي تعيش عليها قيادات العمل النقابي المغربي لن تغير من واقعها شيء، خطابات الديماغوجية العنترية، وبيانات التهديد بالإضرابات العامة، وسياسة المزايدة والاستزادة فيما بين المركزيات.
وبحكم ارتباط جميع القيادات النقابية بمعركة الانتخابات، فمن الطبيعي جدا محاكمة جميع قراراتها من زاوية التوظيف السياسي الانتخابي لهذه القرارات.. دون هذا لن يمكننا تفسير الشطحات البهلوانية التي صاحبت قرارات المركزيات النقابية التي بدت، ومنذ انطلاقها، عارية من أي خيط ناظم. فمرة هي مع الإضرابات، ومرة مناهضة لها، مرة متضامنة مع المناهضين للغلاء، ومرة مترددة في مؤازرتها، إلى حين..
إضافة للغموض الذي تركته مشاركة المركزيات النقابية التابعة لأحزاب الحكومة، الاتحاد العام/حزب الاستقلال والفدرالية/الاتحاد الاشتراكي، في الإضرابات و"الحوارات الاجتماعية".. التي وضعت الغالبية من النقابيين وقواعدهم في حالة من الذهول، فهل يمكن إقناعنا بنقابات تحاور نفسها؟! هل يمكن الاستمرار في الضحك على الدقون، وبهذه الطريقة الاستبلادية المقيتة، لإقناعنا بالفرق بين مواقف وتطلعات القيادة السياسية وما بين مواقف تطلعات القيادة النقابية؟! ولن نذكر الرفاق الماركسيين بالقوانين الديالكتيكية التي تحكم وتؤطر العلاقة فيما بين الاقتصادي والسياسي، والمتضمنة أصلا داخل ما تمارسه قيادتها السياسية من داخل الحكومة البرجوازية، كحامية للرأسمال المحلي والإمبريالي، وكمنفذة لكل السياسات الطبقية المجهزة على مكتسبات الكادحين، والماسة بحقوقهم وبقدراتهم على العيش والشراء والتمكن بالتالي من أبسط متطلبات الحياة.
فموقفنا كماركسيين لينينيين وكتيار عمالي اشتراكي، لن يكون طبعا، بعد الفضح والتشهير ضد القيادات السياسية الانتهازية، سوى بالانخراط في جميع الحركات الإضرابية والاحتجاجية التي تنطلق من بؤس وحرمانات الكادحين كأرضية لها، فمعركة مناهضة الغلاء لا بد وأن تشمل مطالب تحسين أوضاع الشغيلة، وعبر الإضرابات سيكون دخول الطبقة العاملة ميدان معترك النضال من بابه الواسع، وستتوفر لها الإمكانية كطبقة، لقيادة النضال، وللالتفات لنقط ضعفها، المتمثلة في عدم استقلاليتها التنظيمية السياسية والفكرية كطبقة، لا بد لضمان قيادتها لمجموع الكادحين من أن تتوفر على منظماتها النقابية، السياسية والجمعوية.. المستقلة، لا مناص من توفير الشرط "الذي لا بد منه"، حسب تعبير ماركس وحسب اجتهادات لينين، حزب الطبقة العاملة المستقل في التنظيم وفي الخط السياسي وفيما يخص مرجعيته الفكرية النظرية.. دون هذا لن تتحقق القيادة ولا المشاركة الحازمة والمبدئية في مثل هذه النضالات.
يبقى بعد هذا التذكير، وأمام هذه الأوضاع، لا يمكن لعمل الماركسيين المغاربة أن يتجنب المشاركة وأن ينعزل عن النضال، إلى حين توفر الطبقة العاملة على آلياتها وعلى قياداتها النقابية والحزبية الجاهزة.. بل يجب الاشتراك وبقوة وحزم، متميزين في كل النضالات والإضرابات والاحتجاجات مع الأخذ بعين الاعتبار لمنطلقاتنا ولمرجعيتنا ولأهدافنا الاشتراكية العامة، التي اتخذناها ونتخذها كبوصلة موجهة لممارساتنا الحالية والمستقبلية.
وإلى جانب الحضور الميداني لغالبية مجموعات وتيارات وفعاليات الحملم خلال جميع المعارك الإضرابية والاحتجاجية الذي، لا يشكك فيه أحد، يجب فتح النقاش السياسي والنظري بين جميع المكونات الفاعلة، بل وإشراك المجموعات المترددة والمتخلفة، وتوسيعه ليشمل جميع فرقاء الحركة اليسارية الاشتراكية من اجل التأسيس لفعل نقابي يساري، سيساهم، لا محالة وبدون شك، في تطوير وعي الطبقة العاملة برسالتها، وفي تمكينها من آلياتها ومنظماتها المستقلة، كضمانة لتبوءها موقعها في قيادة النضال الطبقي لمجموع الكادحين ضد الرأسمال والإمبريالية وعملائها في السلطة، وعبر الصناديق المالية والشركات..الخ فهلاٌ التزمنا مرة أخرى بالموعد؟ وهلاٌ جنٌبنا خلافاتنا إلى حين؟ في هذه اللحظة التاريخية التي تعالت فيها أصوات الكادحين بحثا عن القيادة الحازمة المبدئية التي لا تباع ولا تشترى بالملايين ولا بالملايير.

و. السرغيني
20 أبريل 2008





#و._السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية بين واقع التفتيت، وطموحا ...
- عن الحزب والنقابة والمؤسسات.. و-النهج الديمقراطي-
- من أطاك النضال والاحتجاج إلى أطاك التهجير والسفريات
- تضامنا مع معتقلي مراكش
- في ذكرى الشهيد عبد الحق شباضة
- عن أية جبهات وعن أية أهداف تتحدثون؟
- عودة الانتفاضات للواجهة
- راهنية -البيان الشيوعي-
- دفاعا عن الحركة المناهضة للغلاء... تنسيقياتنا وتنسيقياتهم
- همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش
- الحركة من اجل مناهضة الغلاء في مواجهة التقييمات الانتهازية
- على هامش المعركة الطلابية الأخيرة بمراكش
- إلى صاحب ربطة العنق الحمراء
- الطبقة العاملة المغربية تخلد يومها الأممي للنضال ضد الرأسمال
- توضيح خاص للأوساط اليسارية التقدمية المغربي
- الحركة المناهضة للغلاء بالمغرب
- ضرورة الإضراب الوطني بين الحق والمزايدة السياسية
- حتى لا نعارض -التسيس الفج والاعتباطي- بالسياسة الانتهازية ال ...
- -ندوة وطنية- أم ملتقى ثالث ونصف لتنسيقيات الحركة المناهضة لل ...
- وجهة نظر في تجربة التنسيقيات المناهضة للغلاء


المزيد.....




- ما هي شروط منحة البطالة للمتزوجات بالجزائر 2024 +طريقة التقد ...
- الجامعة الوطنية للصحة تعلن استئناف برنامجها النضالي بمواصلة ...
- فريق الاتحاد المغربي للشغل يدعو لجعل القطاع الثقافي قاطرة اس ...
- موعد نزول مرتبات الموظفين المستحقة لشهر أبريل 2024 وكم يبلغ ...
- “قبل الإيقاف”.. كيفية تجديد منحة البطالة كل 6 أشهر عبر الوكا ...
- Completion of the 3rd Congress of the TUI Pensioners and Ret ...
- متقاعدو الفوسفات يُصعّدون إجراءاتهم ويعتزمون الاعتصام أمام ا ...
- مكتب نقابي جديد على رأس النقابة الأساسية لأعوان الإدارة الجه ...
- بحث سبل تنقية المناخ الاجتماعي بمعمل الخراطيم المطاطية بباجة ...
- الضمان: 3612 دينارا الحد الأعلى لأجر المؤمن عليه الخاضع للاق ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - و. السرغيني - الوجه الآخر للنقابات والنقابيين في المغرب