أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - و. السرغيني - عن الحزب والنقابة والمؤسسات.. و-النهج الديمقراطي-















المزيد.....



عن الحزب والنقابة والمؤسسات.. و-النهج الديمقراطي-


و. السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 2398 - 2008 / 9 / 8 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقديم:
في سياق الصراع الفكري الذي نخوضه كخط بروليتاري ماركسي لينيني من داخل الحركة اليسارية والاشتراكية، دفاعا عن مصالح الطبقة العاملة ودودا عن رسالتها التاريخية. وفي إطار الردود التي نساهم بها ضد الخطوط التحريفية والانحرافية الانتهازية، سنحاول من خلال هذه المساهمة الرد على بعض ما جاء به حوار "مصطفى براهمة" العضو القيادي بحزب "النهج الديمقراطي" والعضو القيادي كذلك بالمركزية النقابية "الكنفدرالية الديمقراطية للشغل"، مع جريدة "النهج الديمقراطي" العدد 124.
وبالنظر لما حمله الحوار من أفكار ومفاهيم ومواقف.. ارتأينا الرد من جديد على خصوم ومشوهي الماركسية، دحضا لكل الأفكار المدٌعية الانتماء للحركة اليسارية الجذرية، ودفاعا عن مرجعيتنا الاشتراكية الماركسية اللينينية التي لا تقبل اللبس والتضبيب..الخ

توطئة تاريخية:
فـ"الرفيق" يُعتبر من رواد الجيل الثالث في تراتبية ومسيرة تنظيم "إلى الأمام" الماركسي اللينيني، جيل أواخر السبعينات وبداية الثمانينات، وهو الجيل الذي حمل على عاتقه مهمة التنفيذ لتقاييم ومراجعة الخط الثوري للمنظمة، بما فيها إعادة البناء الفكري والتنظيمي، الفاشلة والمفلسة.
و"الرفيق" ساهم وبدون شك في التنظيم والتأطير لنضالات الحركة التلاميذية والحركة الطلابية أواسط السبعينات، إضافة لمساهمته القيمة في حملة النضال من اجل رفع الحظر عن المنظمة الطلابية "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، وفي النضال من اجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بمن فيهم مناضلي ومسؤولي إوطم..
ساهم كذلك في التأسيس لحركة "الطلبة القاعديين" إلى جانب تيارات وفعاليات أخرى لم تكن تشاطره الرأي في مجموعة من التقاييم والتصورات والمواقف.. التي كان يدافع عنها "الرفيق".. مواقف روٌجت لها بشكل كبير مجلة "أمفي" الصادرة آنذاك عن جمعية طلبة المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط.
فمنذ التأسيس لحركة "الطلبة القاعديين" أو "النهج الديمقراطي القاعدي" أواخر السبعينات، التأسيس الذي جاء كاستمرارية خطية ونوعية للتيار "الجبهوي" السبعيني ـ "الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين" التي جمعت في تحالف طلابي مناضلي ومتعاطفي منظمتي "إلى الأمام" و"23 مارس" الماركسية اللينينية ـ برزت الخلافات وسط "الطلبة القاعديين"، وهي خلافات ناتجة عن تعدد وتنوع التقاييم المرتبكة في أغلبها.. الارتباك، والتردد، والتسرع، والانتظارية أحيانا.. الناتج عن ظروف النشأة، السياسية والقمعية، وعن جنينية الحركة وهشاشتها التنظيمية، مما أفضى لتقاييم تراوحت في جلها من القطيعة إلى التشبث الحرفي والدغمائي والنوستالجي بأطروحة وتجربة "الجبهة".
آنذاك برز "الرفيق" كأحد زعماء ومتزعمي تيار القطيعة والتصفية للإرث السياسي والفكري ليسار السبعينات، مدشنا الساحة الطلابية بتصورات "العمل الوحدوي" مع الأحزاب السياسية الإصلاحية ـ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية ـ كخيار إستراتيجي لا مندوحة عنه، وبالدعوة لعدم ممارسة العداء تجاهها، أي بعدم نقد سياستها وبعدم الترويج للأفكار الاشتراكية الثورية داخل الساحة الجامعية على اعتبار أن إوطم لا تعدو سوى منظمة نقابية وليست سياسية، وبأن اليسار السبعيني الذي تبوء رأس القيادة الطلابية صيف 72 من خلال المؤتمر الوطني الخامس عشر، أخطأ التقدير حين خلط بين النقابي والسياسي، وبين العدو الرئيسي والأعداء الثانويين.. بل لم يراعي التنوع الطلابي والسياسي الموجود داخل الجامعة والحركة الطلابية وإوطم حين تسرٌع بإعلان الموقف المبدئي الماركسي اللينيني الخاص بحق الشعوب في تقرير مصيرها في إطار معالجة قضية الصحراء الغربية..
لم يكن تيار "الرفيق" يمثل التيار اليميني الوحيد بل نافسته في ذلك تيارات تصفوية أكثر انبطاحية وتطرف، تيارات اختارت لنفسها مهمة التصفية والاستئصال لما ادعته بـ"الورم السرطاني الخبيث الذي عانى منه جسم الحركة الطلابية طيلة فترة السبعينات.. والذي لا بد من استئصاله..".
فمنذ انطلاق حملة إعادة البناء الإوطمي عبر خلق اللجان التنسيقية للمطالبة برفع الحظر وبإطلاق سراح مناضلي ومسؤولي إوطم، سنتي 77 و 78، مدٌت الأيادي للأحزاب الإصلاحية، بل تصافحت وتم الاعتذار عن أخطاء الماضي من طرف التيارات المراجعة، والانخراط بحماسة في صفقات "العمل الوحدوي" التي راهنت من خلاله على أوهام لا أساس لها، وعلى تقديرات طوباوية مناقضة لواقع ومعطيات التحولات السياسية الجارية آنذاك بالمغرب، أساسا المنظومة السياسية التي أطرت لشعارات "الإجماع الوطني" و"المسلسل الديمقراطي" و"السلم الاجتماعي و"تمتين الجبهة الداخلية" و"الدفاع عن الوحدة الترابية"..الخ وهي شعارات انخرطت فيها الأحزاب الإصلاحية بحمية غير مسبوقة إلى جانب النظام وأبواقه الرجعية الأخرى..
فبالرغم من حالة التدهور التي عرفها الكادحون المغاربة وضدا على انتفاضات الطلبة والتلاميذ والبؤساء والفلاحين.. وضدا على كل النضالات العمالية المنجمية والسككية، وبمعامل السكر والسيارات والنسيج..الخ وضدا على واقع الاختطافات والاعتقال والاغتيالات وإضرابات المعتقلين السياسيين وما خلفته من عاهات واستشهادات.. انتصبت هذه الشعارات وتوالت الصفقات إلى أن انتهى الأمر والمطاف باليسار الإصلاحي لأعفن الاصطبلات وأنتن المزبلات.
بسبب هذا الرهان الفاشل، رهان "العمل الوحدوي" مع أحزاب انتهت مدة صلاحيتها في معارضة نظام القمع القائم بالمغرب.. تعذر على المنظمة الطلابية إوطم إنجاز محطاتها بالشكل المطلوب، حين فشلت لدورتين متتاليتين المؤتمر 16 والمؤتمر 17 في تثبيت الخيار الديمقراطي القاعدي من حيث البناء ومن حيث القيادة والخط السياسي.. الشيء الذي سهل مأمورية القمع والتصفية في حق العديد من مناضلي وفعاليات "النهج الديمقراطي القاعدي" ومن وضع اليد على المنظمة إوطم والحجر عليها في حالة حظر عملي منذ فشل المؤتمر الوطني السابع عشر وما تركه من تداعيات.
مع الإشارة، وبدون إغفال لتضحيات "الرفيق" الذي عانى الاعتقال منذ تجاربه الأولى، إذ لا بد من التذكير بحجم المعانات التي عرفها خلال اعتقالات 85 التي اجتثت المنظمة "إلى الأمام" قيادة وقواعد ومتعاطفين.. من خلال الترهيب والنفي والاقتياد للمعتقل السري الرهيب "درب مولاي الشريف" حيث سقط المناضل "التهاني أمين" شهيدا وشاهدا على تعذيبه وتعذيب رفاقه داخل مكان أبدعت خلاله الآلة القمعية لسنوات في فنون الجلد والكي بالسجائر والكهرباء، والاغتصاب والتقتيل..الخ
لقد تحمل "الرفيق" مسؤولية المساهمة في قيادة المنظمة "إلى الأمام" في نسختها الجديدة، كما لعب الدور الكبير في الدعوة لتأسيس "منتدى اليسار" بداية التسعينات وفي التحضير للعديد من ملتقيات وندوات "اليسار" التوحيدية ببوزنيقة وغيرها.
وكما هو في علم الرفاق فالتجربة لم تنجح في تجميع وتكتل "المجددين الجذريين"، وهو تجمع استوعب في البداية جل قدماء وبقايا اليسار السبعيني على مختلف تياراته ومنظماته، بعد حالة الذهول الفكرية والسياسية جراء الصدمة التي أحدثها تهاوي جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، وكذا بعد استفادة أطر اليسار المعتقلين والمنفيين من العفو الشامل.. فشل التجميع.. مما دفع بـ"الرفاق" من قدماء منظمة "إلى الأمام" إلى جانب العديد من خريجي التجربة الطلابية القاعدية وبشكل خاص "أنصار كراس 84"، والعديد من النقابيين والجمعويين المتعاطفين.. لبناء تجربة "النهج الديمقراطي" الحزب والحركة والجريدة.
وبعد التأسيس لم تزد خلافاتنا مع "النهج" إلا تعميقا، فإلى جانب مناضلينا داخل الخط البروليتاري انتفض العديد من المناضلين من شباب الحملم ضد الأطروحات "التجديدية" التي دعا وما زال يدعو لها أقطاب ومنظري "النهج الديمقراطي"، الشيء الذي دفع بنا لمتابعة كل الإنتاج النظري الذي يروج له "الرفاق" من داخل الجريدة ومن خارجها، دفاعا عن التراكم النوعي في تجربة المنظمة والحملم وخطها البروليتاري بشكل خاص.
فللأمانة التاريخية، ما زال الحزب أو الحركة ـ"النهج"ـ يعج بالمناضلين والطاقات التي لا تقل عطاء وإخلاصا عن غيرها، وما زالت الساحة بين الفينة والأخرى تشهد على ميدانية العديد من مناضلي ومناضلات "النهج".. إلا أن حالة التضبيب النظري الخانقة التي يعيشها الحزب، أثرت وستؤثر لا محالة على مسيرته ومسيرة الفعاليات الجذرية داخله.. وبالتالي فمسؤولية التواصل لم تستنفذ إمكانياتها، خاصة مع المناضلين الشباب وكذا مع العديد من الأطر الميدانية المكافحة.
والنموذج الذي هو بين أيدينا يفقأ الأعين، من حيث تناقضاته البينة والصارخة مع الماركسية اللينينية التي يدعي الحزب، من داخل مؤتمراته ومقرراتها، اتخاذها مرجعية له.. ومن حيث التنكر للعديد من النقاط المضيئة التي سبق وأن نوٌرت أدب المنظمة "إلى الأمام" وأنارت درب كل مناصريها والمتعاطفين معها.

دواعي الرد:
فمواضيع مثل النضال النقابي، والنضال السياسي اليساري، وموقع الكنفدرالية الديمقراطية للشغل في الصراع ضد الباطرونا وضد سياسة الدولة، ودور مؤسسات الديمقراطية البرجوازية..الخ شكلت وما زالت مواضيع عصية احتد حولها النقاش والصراع بالنظر لحمولتها وللمفاهيم المرتبطة بها وللإطار المرجعي الذي تحتكم إليه شتى الآراء والتصورات المدافعة عنها.
ومن جهتنا نحن أنصار الخط البروليتاري، الخط الماركسي اللينيني الذي لا زال متشبثا ومقتنعا برسالة الطبقة العاملة التاريخية وبمشروعها الثوري، مشروع الثورة الاشتراكية التي ستقضي بالقوة على علاقات الإنتاج الرأسمالية القائمة، بحيث لا يمكن لأية طبقة اجتماعية داخل المجتمعات الرأسمالية بما فيها المجتمع المغربي، أن تقوم بهذه الثورة سوى الطبقة العاملة، ولا يمكن للطبقة العاملة المغربية أن تنجح، حسب قناعاتنا، في هذه الثورة إلاٌ إذا اقتنعت جميع الطبقات الكادحة والمتضررة من وجود واستمرارية نمط الإنتاج الرأسمالي، بهذا المشروع الثوري وبمشروعية قيادة الطبقة العاملة لعموم الكادحين، فبدون هذا الدعم وهذه المساندة لن يكتب لمشروع التحرير والتحرر، النجاح، وبدون توفر الطبقة العاملة على منظماتها الطبقية المستقلة ـ الحزب، النقابة، الجمعيات، النوادي.. ـ وكذا على وعيها بقدراتها السياسية والفكرية.. لن يتقدم مسلسل الثورة أبدا، كما لن تتقدم الجماهير الكادحة قيد أنملة، في نضالاتها إذا لم تنظم نفسها وتنخرط إلى جانب الطبقة العاملة في الصراع ضد الرأسمالية وطبقتها البرجوازية وحلفائها.
فعلى هذا الأساس وهذه الخلفية قدمنا وسنقدم، للتأكيد من جديد، وجهة نظرنا في هذه المواضيع لما لها من علاقة وتأثير على ممارستنا النضالية والثورية بشكل عام.

النقابة والنضال النقابي:
سبق وأن قدمنا الرأي في العديد من المناسبات والردود على تصور خصومنا داخل الحركة اليسارية الاشتراكية بهذا الصدد، إذ يحظى التصور بإجماع القوى الإصلاحية على أن النقابة لا تتعدى إطار الجمعية المهنية التي تدافع على مصالح منخرطيها من أجل تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية دون المساس بسياسة الدولة وتوجهاتها الاقتصادية العامة، فالنقابة في نظرهم إطار فئوي أكثر مما هو طبقي، إطار يمكنه أن ينظم العمال، التقنيين، المهندسين، رجال التعليم، الأطباء والممرضين، الطلبة والأساتذة الجامعيين، الفلاحين، أرباب المقاهي، صغار التجار والمقاولين، أرباب العمل، المحامين..الخ كما يمكنه أن يجمع الجميع في نقابة أو مركزية نقابية واحدة، وتتمثل ضمن قيادتها مختلف فئات ومكونات النقابة ليصبح الخليط الفئوي والطبقي الذي لا حول ولا قوة له، ولا مستقبل له سوى في إنتاج المساومين والوصوليين الانتهازيين، متحكم في حال ومستقبل "النضال النقابي" بشكل عام.
أما النقابة، في تصورنا، فتندرج في إطار التنظيمات العمالية الطبقية كإطار يختلف جوهريا عن الاتحادات والإطارات الجماهيرية، وعن الجمعيات والنوادي المهنية، إطار أفرزته النضالات العمالية الطبقية ضد الرأسمالية وطبقتها البرجوازية، إطار ككل الإطارات له ماضيه وله حاضره، ولا بد أن يكون له مستقبله الذي ينسجم مع تطلعات الطبقة العاملة من أجل التغيير والقضاء على نظام الاستغلال والاستبداد، نظام المِلكية الفردية والخاصة المتعفن.
وهو التصور الذي يختلف جذريا وجوهريا عما صرٌح به "الرفيق" "مصطفى البراهمة" في دفاعه عن النقابة وعن أدوارها تمييزا لها عن التنسيقيات المناهضة للغلاء، فالنقابة في نظره "تؤطر الأجراء والعمال والموظفين في أماكن عملهم وهدفها الدفاع عن مطالبهم المهنية والمتعلقة بالعيش". و"النقابات" على حد قول الرفيق وعلى خلفية هذا التصور وأهدافه "تظل هي الفاعل الرئيسي والوحيد فيما يخص تنظيم الطبقة العاملة".
فبالإضافة لضحالة واهتزاز التصور الذي لا تنقصه الدقة والوضوح وفقط.. بل أذهلنا وصدمنا الخلط الفظيع الذي اعترى مجموعة من مفاهيمه، حيث التناقضات الصارخة بين منطلقاته النظرية وبين نتائج أطروحته العملية..الخ فـ"الرفيق" لوٌح باكتشافاته الغير مسبوقة، ولغاية في نفس يعقوب، في تمييز "النقابة" عن "التنسيقيات المناهضة للغلاء" دون أن يتوفق في ذلك، فالفرق واضح وجلي، لكن التعريفات التي قدمها كانت ضعيفة للغاية.
فـ"التنسيقيات" حسب رأي وتعريف "الرفيق" "تعمل على تأطير المواطنين، عاطلين، أرباب أسر.. من أجل هدفين: مواجهة غلاء المعيشة ودفاعا عن الخدمة العمومية.." وهو ما ادٌعى أنه يميزها عن النقابة والنقابات، الشيء الذي لم يشفي غليلنا ولم يقنعنا حتى نلاحظ هذا الفرق، لسبب بسيط هو أن جميع "النقابات" تطرح في جدول أعمالها، أو على الأقل يفترض فيها مواجهة غلاء المعيشة والدفاع عن الخدمة العمومية.. وما تؤطره من أجراء وعمال وموظفين هم كذلك مواطنين وأرباب وربات أسر.
لقد كان حريا بـ"الرفيق" بأن يدافع عن النضال النقابي الجذري وعن نضالات التنسيقيات سواء بسواء، دون أن تتحكم فيه خلفية الدفاع عن الهياكل المهترئة لبعض المركزيات التي لا هوية طبقية لها ولا مستقبل نضالي لها، مركزيات تخضع قراراتها وتوجهاتها في غالب الأحيان للمزاجيات المخبولة لزعماء انتهت مدة صلاحيتهم وفاعليتهم النضالية، كتلك التي عايشناها وعايناها خلال شهري أبريل وماي الماضيين.
فالمركزية التي ينتمي لها "الرفيق" ـ كدش ـ والتي يتحمل المسؤولية في مكتبها التنفيذي كقيادي بدون حقيبة ولا قطاع، سبق وأن صرٌح قائدها "نوبير الأموي" لتبرير رفضه للإضراب خلال الفترة المذكورة أعلاه، رافعا شعار "لا نريد أن نبتز الحكومة" لأنه، حسب تصريحه، وإلى جانب رفاقه في الكدش "راعوا وقدروا المرحلة ومعيقاتها التي لا تحتمل الدعوة إلى إضراب خاص أو عام.." مشيرا على المركزيات النقابية الأخرى بأنها "انتهازية تريد الركوب على الأحداث" ومفصحا عن وصفته الحكيمة بـ"أن هناك أشكالا نضالية أكثر حضارية يمكن عبرها التعبير عن الاحتجاج الذي لا يجب بالضرورة أن يكون عبر الدعوة إلى الإضراب" دون أن يفصح طبعا عن هذه الأشكال.. في الوقت الذي لم تكن مطالب المركزيات، عن مبدأ أو لغاية في نفسها، الداعية للإضراب تتجاوز المطالبة بالرفع من الأجور، تمتيع الفئات الدنيا في الوظيفة العمومية من الحد الأدنى للأجور، فتح الحوار حول سبل الترقي والتنقيط، تفعيل السلم المتحرك للأجور، تسوية ملفات المتصرفين والتقنيين والمهندسين والمجازين، التراجع عن الزيادات الأخيرة في المواد الغذائية الأساسية .
وعلى خلفية هذه التصريحات لم ينخرط "الأموي ونقابته" في الإضراب.. لينتفض بعد شهرين أو ثلاثة معلنا عن الإضراب العام من أجل نفس الملف المطلبي، ومتهما خصومه ممن لم يسايروا قراره، بالانتهازية والخيانة.. أي بمن فيهم مناضلو ومناضلات "النهج الديمقراطي" و"اليسار الديمقراطي" المنخرطين بمركزية "الاتحاد المغربي للشغل"!
للإشارة، وبدون أن يفهم من هذا أننا نساند هذا الطرف أو ذاك من مكونات "الحركة النقابية" في المغرب، فالمركزيات النقابية بالشكل الذي هي عليه، تتطلب من التيارات العمالية الاشتراكية والثورية المزيد من الكفاح والتضحية والتفاني في العمل والنضال وفق منظور عمالي طبقي يسترشد بالتجارب العمالية في بلدنا وفي سائر البلدان الرأسمالية المتقدمة والمتخلفة..الخ تجارب جعلت من النقابات "مدرسة للشيوعية" وفضاء لنشر المبادئ والأفكار الاشتراكية وسبل ووسائل التحرر والانعتاق من نظام العمل المأجور وليس التفاني في الدفاع عنه، نقابات "لا تحصر مهامها بمسائل الأجور ويوم العمل، بل عليها أن تتعلم فضلا عن ذلك كيف تنشط بوعي كمراكز تنظيمية للطبقة العاملة في سبيل انعتاقها الكامل".
فمن واجبها التأسيس لتيار نقابي عمالي يراعي أوضاع المركزيات ومحدودية مفاهيمها وأهدافها ليس لتأبيدها والتباهي بها، بل لتجاوزها بالمراكمة النوعية في اتجاه خلق التنظيمات الطبقية البروليتارية ذات الفاعلية الثورية، من حزب ونقابة وجمعيات ونوادي..الخ
أما أن نتحول لأبواق ننشر بها زبالة اللبرالية العمالية وسط العمال والمستخدمين والتجار والموظفين الصغار على أنها "الجذرية" و"الكفاح" و"التضحية".. وأن نتحول لزبانية مسخرة تحمي ظهر "الأموي" و"بن الصديق" وأشباههما.. فليس هذا بالكفاح ولا بالجذرية، بل هي فقط الذنبية المهينة والمذلة لمناضلين ضحوا لسنوات وقاوموا التعذيب والاعتقال والسجن.. دفاعا عن الطبقة العاملة وعموم الكادحين، ليخرجوا بعدها طيعين مطيعين، متفانين في الدفاع عن "النقابة" ورموزها قبل أن يدافعوا عن قاعدتها المفترضة.
فواجب اليساريين الجذريين هو الانخراط في النضال النقابي بجميع أشكاله وآلياته، وليس السجود أمام هياكل "نقابية" مهترئة والركوع "لزعماء الكارطون" الذين لم تعد لهم القدرة على قتل ذبابة.. فالانخراط في النقابة أو المركزية النقابية بشكلها الحالي ليس سوى شكل من أشكال النضال النقابي، لكنه ليس الوحيد، الذي يمكن تنويعه والإبداع فيه من طرف الطلائع النقابية العمالية بمعية مناضليها الجذريين وبسند من القواعد الجماهيرية المناضلة من داخل وخارج هياكل النقابات. ولنا في إضرابات مراكش، الحسيمة، الناظور وتطوان سنة 84 وبوعرفة 2006/2007 وسيدي إفني 2008.. العبر والدروس التي توضح بالملموس تعدد أشكال النضال النقابي وما تتخذه من سبل للمقاومة ونشر قيم التضامن والدعم المتبادل بين العمال والشغيلة والحرفيين والتجار الصغار والطلبة والتلاميذ والشباب العاطل والمعطل..الخ
فليس من مهمة اليساريين الجذريين إقامة التعارض ما بين التنظيمات النقابية وتنسيقيات مناهضة الغلاء، بل على المناضلين الجذريين أن يعيدوا الارتباط بين النقابات والتنسيقيات لأن مناهضة الغلاء لا بد وأن تكون من الملفات المحركة لنضالات النقابات، وبما أن وضع النقابات في المغرب وفي جميع البلدان الرأسمالية وضع لا يحسد عليه من حيث الانخراطات والتأسيس وإعادة الانتشار.. فمهمة الارتباط باتت بالتالي فرصة لإعادة الاعتبار للنقابة والعمل النقابي الذي لا بد لقياداته أن تأخذ العبر والدروس من إبداعات الجماهير الميدانية والجريئة.
فلا أحد منا سينسى فتوحات وتوجيهات "الأموي" الخارقة والخرقاء، التي ألغت لجن الإضرابات ولجن اليقظة.. منذ تسعينيات القرن الماضي، مدجنة بذلك الفعاليات النقابية بمطالبتهم بالمكوث في منازلهم وأكواخهم خوفا من الاستفزازات البوليسية، ودفاعا عن الأشكال النضالية "الحضارية" وعن "النقابة المواطنة" التي تراعي ظروف و"محن وسمعة الوطن" و "وحدته الترابية" "المهددة" و"الظرفية الدولية وشروط التنافسية".. التي لا تسمح بالإضرابات، بل لا تقبل سوى بالمزيد من الصبر والتضحيات من طرف "الطبقة العاملة البطلة"..الخ
فالتهويل الحاصل الآن بقوة التنسيقيات وأمام تقدم عملها، وانتشارها وتطوير حركيتها وآلياتها.. لا يمكنه أن يأتي من الجذريين، بل يجب مباركته من الجميع، نقابيين وغير نقابيين، فعاليات ومتفرجين.. لأن شروط الصراع الطبقي الآن، لا تجبرنا على المنافسات الواهية والواهية التي لا أساس لها، فكل أشكال النضال الاحتجاجي مطلوبة الآن ولا مجال لمعارضة "النقابي" بـ"السياسي"، و"السياسي" بـ"الحقوقي" و"الحقوقي" بـ"الاجتماعي"..الخ فكل التخوفات التي أبداها العديد من مناضلي "النهج الديمقراطي" في ما يخص تجربة التنسيقيات لا تعدو سوى حسابات سياسية ضيقة أساسها المنافسة والاكتساح الذي بدأت تعرفه بعض الحركات الاجتماعية داخل ساحة النضال ـ التلاميذ، الطلبة، المعطلون، العمال بدون نقابات، الحركة المناهضة للغلاء..ـ وما تشكله من مجال لانتشار القوى الثورية وأفكارها الاشتراكية وسبل عملها المناهضة للشرعية والقانونية..الخ
ليس الوهم هو أن يحاول المرء تعويض النقابة بالتنسيقية أو العكس، وهو هراء لا أقل ولا أكثر، فالوهم هو أن يتخيل المرء بأن المناضلين البروليتاريين وكافة الثوريين سيظلوا مكتوفي الأيدي ينتظرون استفاقة "الأموي" وأشباهه من سباتهم العميق ليشفقوا ويقرروا متى يجب الدفاع عن القدرة الشرائية للجماهير العمالية والكادحة، ومتى يجب الدخول للبرلمان، ومتى يجب الانسحاب منه..الخ
فمن مسؤولية قادة ومناضلي اليسار الجذري تجنيد جميع منخرطي النقابات والاتحادات الطلابية والشبابية والجمعوية.. للارتباط بالحركة المناهضة للغلاء والانضمام لقيادة تنسيقياتها المحلية والوطنية دون تردد ولا انتظار.. فما كان يوما وضع اليسار الجذري بهذا الشكل الذي هو عليه وبهذه الضحالة الفكرية التي يتمتع بها الآن.. ما كان من اليسار أبدا بأن ينتظر الضوء الأخضر من القيادات النقابية اللبرالية لتشير عليه بفتاوي الالتحاق أو عدمه، بحركة مناهضة الغلاء.. فإذا كان من تقدم لتنسيقيات الحركة على النقابات فالعيب في النقابات وليس في التنسيقيات، وإذا كانت هناك من نية للبحث في عيوب النقابات والعمل النقابي فيجب تولية وجهة البحث في اتجاهات أخرى.

عن المؤسسات والنضال المؤسساتي
وفي نقطة أخرى تتعلق بالموقف من مؤسسات الديمقراطية البرجوازية وبالنضال المؤسساتي بشكل عام، سنعيد ما ذكٌرنا به في العديد من المحطات والمناسبات، والتي أبدينا فيها الرأي حول الانتخابات والمشاركة في البرلمان وحول مدى فاعلية "النضال البرلماني".. ليس اعتمادا على رجعية ولا على طريقة الوصول إليه والتي تتم في الغالب عن طريق التزوير المباشر الذي تمتهنه أجهزة الداخلية، أو بالاعتماد على التزوير عبر الجاه والمال وشراء الأصوات..الخ
حاولنا تقديم الرأي حول دواعي المقاطعة الإيجابية للانتخابات، بحكم طبيعة مؤسساتها التي تبتعد كل البعد عما أسسته البرجوازية الأوروبية في إطار ديمقراطيتها النيابية، وبحكم طبيعة النظام الاستبدادي القائم في المغرب الذي يهيمن على جميع مناحي الحياة السياسية وبتدخله في جميع مجريات "اللعبة السياسية" التي لم تسمح قط لدعاة الجذرية والاشتراكية بالتعبير عن آرائهم وعن مرجعياتهم وعن أهدافهم الصغرى والكبرى.
لقد اعتبر اليسار الماركسي اللينيني المشاركة في البرلمان أو عدمها، موقفا ينبني على التحليل الملموس للأوضاع الملموسة وبأن "البرلمانية كشكل للنضال لا يختلف عن الصحافة وبأن مضمونهما معا يجب أن يكون شيوعيا إذا كان أولئك العاملون في كلا المجالين شيوعيين حقيقيين، أعضاء فعليين في حزب جماهيري بروليتاري".
فما يجب الإجابة عنه والفصل فيه هو سؤال كيفية الكفاح ضد هذا الشر المعترف به من لدن الجميع.. كما طرحه لينين قبل حوالي القرن.
فالمؤسسة، مؤسسة رجعية ولا أحد يشك أو يشكك في كونها منبوذة وأعضائها منبوذون، باعتبارهم مرتزقة ومنافقين ومصاصي دماء الفقراء والكادحين.. مؤسسة لهذه الأسباب ولأسباب سياسية أخرى.. يمقتها جميع الفقراء والكادحين.. لكننا لن نرفض الاشتراك فيها على خلفية ما ذكره "الرفيق" أي بناءا على اعتبارها "مؤسسة لا صلاحية فعلية لها ولا دور فاعل لها في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون هي مكان لتمثيل المأجورين من جهة والباطرونا من جهة أخرى، بمراقبة الحكومة وسن قوانين متوافق عليها".. على هذا الأساس صفق "الرفيق" لانسحاب أعضاء المركزية النقابية ك.د.ش من الغرفة الثانية ويطالب الآن درعها السياسي "حزب الكنفدرالية" وحلفائه في تجمع اليسار الديمقراطي ـ تيد ـ من الانسحاب من الغرفة الأولى دون أن يجهد النفس ويطرح السؤال لماذا انسحب "الرفاق" في "حزب الكنفدرالية" من الغرفة الثانية دون الأولى؟ ولماذا انخرطوا أصلا في "اللعبة السياسية"؟.
حقيقة، لا يمكن أن نحاسب من انخرط في هذه اللعبة السياسية القذرة، إلاٌ بقدر ما يدٌعيه، وبمدى ارتباطه بالطبقة العاملة وبمشروعها الاشتراكي، لأنه وانسجاما مع ما طرحناه، أي انسجاما مع مرجعيتنا الاشتراكية الماركسية اللينينية، فالتيار البروليتاري يستعمل ويوظف جميع وسائل النضال مع الأخذ بعين الاعتبار وسائل النضال الرئيسية والوسائل الثانوية الأخرى التي لا بد من إخضاعها للرئيسي منها، فبدون نشر الاشتراكية وأفكارها الثورية، وإخضاع هذه الوسائل لتأثيراتها التربوية والتنظيمية.. لا يمكن الكلام عن اليسار ولا عن جذريته، بل لا يمكن التطلع للارتباط بالطبقة العاملة بوصفها طبقة، لأنها ستتميع وستنهار قدراتها على الاتحاد والتنظيم وستتعطل عن مهمتها التاريخية لقيادة عموم الكادحين في معركة التحرير والتحرر..
لقد نبٌهتنا الماركسية اللينينية والتجربة العمالية الثورية منذ سنوات وأوضحت بما فيه الكفاية على أن "البرلمان ليس سوى بيتا للدعارة تتاجر فيه عصابة من الساسة البرجوازيين بالجملة والمفرق بـ"الحريات العامة" و"اللبرالية" و"الديمقراطية".. وبأنه على الحزب الاشتراكي الثوري بـ"ألاٌ يخشى من الوقوف إلى جانب الديمقراطية البرجوازية في محاربة العدو المشترك ولكن شرط ألا يُقدم في أي حال من الأحوال على دمج تنظيمه بالتنظيمات الأخرى.. لنسر على حدة ولنكافح معا. ولا نخفي الاختلاف في المصالح، ولنراقب الحليف بقدر ما نراقب العدو".
فهذا هو توجيهنا وهذه هي خلاصتنا، فالمطلوب من مناضلي اليسار الحقيقي، اليسار الجذري فعلا، مناضلي ومناضلات الحملم أن يوحدوا الشتات وينظموا صفوفهم كقوة مؤثرة فاعلة في جميع حقول الصراع، المطلوب الانخراط بقوة في النقابات وخلق الأنوية العمالية داخلها، المطلوب تشكيل الجمعيات الموازية التي من مهمتها التثقيف الاشتراكي وسط الشباب، التلاميذ، الطلبة، العمال والعاطلين.. وتطوير جمعيات الاحتجاج الشعبي وكل حركات المناهضة للعولمة الرأسمالية والغلاء والبطالة وتهشيش الخدمات..الخ

حزب الطبقة أم حزب الطبقات
خلاصة "الرفيق" بعد إشارات التنبيه والتحذير من التنسيقيات ومن خطر سرعتها الفائقة التي تجاوزت الكدش "التي قادت النضالات الاجتماعية ببعدها السياسي طيلة العقود الأخيرة وهي اليوم تعيد عقارب الساعة إلى مكانها لتقود من جديد النضال الاجتماعي ببعده السياسي".. إلاٌ أنه، وحسب الخلاصة نفسها، و"في غياب حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين وفي غياب جبهة الطبقات الشعبية القادرين على قيادة وتأطير نضالات الطبقة العاملة من أجل أهدافها السياسية في التغيير الجذري بأفق اشتراكي".. فعلى "تجمع اليسار" اتخاذ المبادرات واستثمار هذا الزخم النضالي"..الخ
فلاحظوا معي فظاعة التناقضات كيف عوٌضت فكر التناقض، ولاحظوا معي مستويات التيه النظري الذي يعيشه ماركسيو الأمس.. فالكدش تخلفت، ولا بد أن تعود مرة أخرى لمواقعها القيادية، وهذه خلاصة أولى، إضافة للغياب التاريخي والأبدي لحزب لا نعمل على بنائه ونستحلي الوضع بدونه، ألا وهو حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين بما يعنيه من حزب الطبقات كخلاصة ثانية، ثم الخلاصة الثالثة والغريبة هي في غياب جبهة الطبقات الشعبية التي لا بد من إضافتها، وتخيلوا معي، إلى جانب حزب الطبقات "لتؤطر وتقود نضالات الطبقة العاملة من أجل أهدافها السياسية في التغيير الجذري بأفق اشتراكي" دون الإفصاح عن طبيعة هذا التغيير حتى نعرف هل بإمكانه أن يقود للاشتراكية أم سيعيد الرأسمالية ويثبتها من جديد كما وقع في العديد من التجارب في بلدان أخرى؟
فهل فعلا يمكن أن نبني حزبا عماليا يقود الثورة نحو الاشتراكية دون أن تكون هويته الطبقية العمالية واضحة ومستقلة عن باقي الطبقات الثورية الأخرى؟
أعتقد أن الإجابة موجودة وواضحة في بياننا الشيوعي الذي حسم الأمر بعد أن اعتمد التحليل والدرس والتشريح للنظام الرأسمالي وطبقاته، مستفيدا من الخبرة الثورية التي قدمتها آنذاك كافة الطبقات الثورية في الميدان.
صحيح أن العديد من التيارات الشيوعية نادت، قبل وبعد ماركس، بثورات اشتراكية معتمدة ومراهنة في دعايتها على فئات وطبقات اجتماعية أخرى، من رعاع وقطاع طرق وعاطلين وحرفيين وفلاحين.. إلى أن امتد "الاجتهاد" عصر الإمبريالية، إلى الاعتماد على كل الطبقات المعادية للاستعمار لتجنيدها في حركات التحرير التي ادعى بعض القادة الشيوعيين تحويلها من ثورة وطنية إلى ثورة ديمقراطية شعبية مفتوحة على الآفاق الاشتراكية.. لكن التيارات الشيوعية الماركسية اعتمدت في منطلقاتها على العلم وعلى الاشتراكية العلمية بكل ما راكمته أدبياتها وتجاربها الميدانية، فإذا كان "البيان الشيوعي" قد حسم الأمر في نوع الاشتراكية التي نريد، وفي طريقة الوصول إليها، وفي أي من الطبقات التي ستقوم بها وأي من الطبقات الكادحة والمضطهدة ستدعم هذه الثورة..الخ؟ فما الداعي إذن، للعودة إلى أطروحات شاخت وماتت منذ أزيد من قرن ونصف.. وتقديمها على أنها اكتشاف وتجديد؟!.
فلا وجود إذن لثورة اشتراكية بدون حزب الطبقة العاملة المستقل عن الطبقات الشعبية الأخرى بمن فيها "عموم الكادحين"، حزب مستقل بفكره ومنطلقاته النظرية، أي الماركسية، بتنظيمه المعتمد على خلاصات "بما نبدأ؟"، "ما العمل؟"، "رسالة إلى رفيق".. والتجربة البلشفية اللينينية، وبخطه السياسي الثوري المستفيد من خبرة كل التيارات الشيوعية العالمية ومن خبرة كل النضالات العمالية والجماهيرية التي أنتجها المغاربة.
فالماركسيون المغاربة لم يدعون قط أن بإمكان الطبقة العاملة المغربية النجاح في نضالاتها وفي ثورتها دون أن تكون مسنودة من الطبقات الشعبية ومن عموم الكادحين، على العكس، فبرنامج حزب الطبقة العاملة لا بد وأن يعبر عن مصالح عموم الكادحين بمن فيهم المالكين الصغار من تجار وحرفيين وفلاحين.. ولا بد للطبقة العاملة عبر حزبها الماركسي اللينيني وبواسطة برنامجها وشعاراتها ومبادراتها.. أن تأخذ بزمام الأمور وأن تقود وتؤطر نضالات الطبقات الشعبية، قبل وخلال وبعد الثورة.. وليس العكس.
فمن خلال التجربة المغربية وتجارب أخرى، حاولت "جبهة الطبقات الشعبية" من خلال "حزب الطبقات الشعبية" لسنوات، أن تقود نضالات الطبقة العاملة من أجل "التغيير الجذري" وبعض الأهداف السياسية الأخرى.. لكن الأمور اتجهت لمصلحتها هي وليس لمصلحة الطبقة العاملة، والأفق الاشتراكي الذي كانت تدعيه لم يكن يعني تطلعات الطبقة العاملة في شيء، ولن يفضي أبدا للاشتراكية التي نريد، الاشتراكية التي ستحرر جميع المضطهدين والمسحوقين من طرف نظام الملكية الفردية والخاصة المتعفن، اشتراكية "البيان" التي تقدمت عن باقي الاشتراكيات البرجوازية الصغيرة، بوصفها نظرية الحركة البروليتارية وبرنامجها في جميع البلدان التي يسود داخلها نمط الإنتاج الرأسمالي.
فمن لم يفهم الجوهري من مذهب ماركس "الذي هو تبيان دور البروليتاريا التاريخي العالمي، بوصفها بانية المجتمع الاشتراكي"، فلن تكون له القدرة على استيعاب الماركسية ولا على الارتباط بالطبقة العاملة وبمشروعها، وطبيعي جدا أن يجتهد في الانتقاء والتزييف وفي تنميق الشعارات والمصطلحات لا لتوضيح نظريته بل لتضبيبها أكثر فأكثر، فمثلا صيغ "عموم الكادحين" و"التغيير الجذري بأفق اشتراكي" و"اليسار الجذري" و"جبهة الطبقات الشعبية" كلها مصطلحات فضفاضة تعني كل شيء ولا تعني شيئا.
"إننا نقف على أرضية نظرية ماركس.. علمتنا أن نرى.. النضال الطبقي. النضال بين مختلف أصناف الطبقات المالكة وبين سواد غير المالكين والبروليتاريا التي تسير على رأس جميع غير المالكين، وأوضحت مهمة الحزب الثوري الحقيقية إن هذه المهمة لا تقوم في اختلاق المشاريع لإعادة بناء المجتمع، ولا في وعظ الرأسماليين وأذنابهم بتحسين أوضاع العمال، ولا في حبك المؤامرات، بل في تنظيم نضال البروليتاريا الطبقي وقيادة هذا النضال الذي هدفه النهائي هو ظفر البروليتاريا بالسلطة السياسية وتنظيم المجتمع الاشتراكي".. والكلام هنا للينين كأحد المناضلين الأكثر إخلاصا للماركسية ولجوهرها، أحد القادة والمنظرين الذين اقتنعوا برسالة الطبقة العاملة التاريخية دون رجعة ولا تراجع، وطوروا أطروحتها الثورية بالدراسة والعلم والبحث ومراكمة الخبرة الميدانية..الخ
لم نكن نتصور أن تتطور شطحات "الرفيق" براهمة إلى هذا الحد، فقيادة نضال الطبقة العاملة وتأطيره أصبحت موكولة الآن لـ"حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين" ولـ"جبهة الطبقات الشعبية" ولـ"نقابة الأموي كدش" ولـ"اليسار الجذري عموما" ولـ"تجمع اليسار الديمقراطي خاصة"..الخ واللائحة لن تنتهي.. فأية جذرية هذه، وأية ماركسية هذه التي تفوض وتستعير القيادة من هذه الطبقة لتلك ومن هذا التيار إلى ذاك؟
أهذا ما علمتنا إياه حكمة ومنهجية "التحليل الملموس للوضع الملموس"؟ فحسب قناعتنا نحن الماركسيون، فالبروليتاريا هي الطبقة الثورية الوحيدة حقا، من بين جميع الطبقات المهددة بالانهيار والاندثار من جراء نمو الصناعة الحديثة ومن سيادة نمط الإنتاج الرأسمالي وهيمنة طبقة البرجوازية على المجتمع.. هي الطبقة الوحيدة المؤهلة التي تستطيع ويتوجب عليها أن تتولى مهمة تحرير جيش الكادحين، لأنها الطبقة التي تتجسد فيها جميع شرور وبؤس المجتمع البرجوازي المعاصر، وهي الطبقة التي تحتل أدنى المراتب داخل السلم الاجتماعي، وهي الطبقة المحرومة من كل ملكية، عكس الطبقات الأخرى التي يقوم وجودها على الملكية الفردية، هي الطبقة الوحيدة التي تناضل ضد مجتمع الطبقات واعدة جمهور الكادحين بمشروعها المجتمعي الذي سيلغي الاستغلال والاستبداد والطبقات، أما الطبقات الوسطية الأخرى فلا تطمح سوى إلى تغيير ملكية بملكية أخرى، وحكم طبقي بحكم طبقي آخر.
فالماركسية هي مذهب البروليتاريا بدون منازع، والبروليتاريا كطبقة، نتاج لنمط الإنتاج الرأسمالي، "منتوج البرجوازية الأصيل"، فأول ما أنتجته، أي البرجوازية، "أنتجت حفاري قبرها" حسب تعبير ماركس/انجلس، الدقيق، من خلال "البيان".
فحقيقة "اليسار الجذري" و"تجمع اليسار الديمقراطي" لا تتبين إلا من خلال مواقفه وتطلعاته التي يعكسها برنامجه والعديد من مبادراته وشعاراته، فالانسحاب من المؤسسات أو مقاطعة الانتخابات من أصلها.. ليست بالجذرية في شيء.
فـ"اليسار الجذري الحقيقي" يعني التيارات العمالية الثورية المتشبثة بمشروع الطبقة العاملة الاشتراكي، والتي حسمت ومنذ مدة طويلة جدا، في موقفها من المؤسسات والنقابات والجمعيات والشرعية والنضال السلمي..الخ وطبقت بتمحيص تاكتيكات المشاركة في حين والمقاطعة في حين آخر، جمعت بين أشكال النضال الشرعية وغير الشرعية، والبرلمانية وغير البرلمانية، والعلنية والسرية، والسلمية والمسلحة..الخ وحين كانت تقاطع البرلمان، لم تكن تدين "النضال المؤسساتي" من أصله، بل كانت تناهض مؤسسة بعينها كما هو الحال بالنسبة لتجربة مقاطعة الماركسيين الروس "لدوما بوليغين"..
كان النضال في الواجهة البرلمانية تكتيكا للشيوعيين وللتيارات العمالية الماركسية ليس "لخلق التوافق مع الباطرونا لمراقبة الحكومة" كما ادعى ذلك "الرفيق" الشيوعي سابقا، بل لفضح كل المخططات الجهنمية التي تطبخ من لدن الطبقة البرجوازية وحلفائها من داخل المؤسسات التشريعية، ونقلها للجماهير العمالية والكادحة عبر الصحافة والمنشورات والمهرجانات الخطابية والندوات..الخ حيث شكلت قاعات البرلمان فضاء مناسبا للخطباء العماليين والشيوعيين من أجل الفضح والتشهير والمحاكمة للسياسة البرجوازية.. لقد حولوا الفضاء بنضالاتهم واحتجاجاتهم وتضحياتهم إلى مكان للتعبير عن أفكارهم ومشاريعهم الثورية، فمن داخله نادوا بإسقاط البرجوازية، ونادوا بمصادرة أملاك العائلات المَلكية المستبدة، ورفعوا حينها شعار "الحيتان الثلاثة" ـ الجمهورية، المصادرة، ويوم العمل من ثماني ساعات ـ ومن داخل البرلمان طالبوا بإيقاف الحروب الإمبريالية وطالبوا كذلك بحق الشعوب في تقرير مصيرها بما فيها الاستقلال وإعلان الدولة..الخ
المشكل في المغرب هو أن البرلمان ليس ببرلمان، بما في الكلمة من معنى وحمولة، وبما للمؤسسة من احترام في إطار الديمقراطية البرجوازية، فالمشاركة في "برلمان المغرب" تجردك من شتى الأمور المبدئية وعلى رأسها مبدأ الجمهورية اليساري وما يتطلبه من فضح وتشهير بميزانية القصر وحالات البذخ والثراء الفاحش الذي تعيشه العائلة الملكية ومحيطها، ثانيها الموقف من الصحراء الغربية وما يتطلبه كذلك من فضح للتكالب الرجعي الإمبريالي على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وثالثها مناهضة الاستبداد القائم في المغرب بما تشكله سياسته من طقوس قروسطية وقدسيات تمنع توجيه النقد والانتقاد لتصريحات الملك بما هو رئيس للدولة، وبما هو أميرا للمؤمنين ورمزا لوحدة الأمة والبلاد..الخ
فاليسار إذا كان يسارا فعليا، فلا بد له من الارتباط بجميع النضالات العمالية بغض النظر عن المركزيات المؤطرة لها دون اللجوء للابتكارات الرجعية والانتهازية لتاكتيك "يوم العمل" ردا على "يوم الإضراب" الذي تقوم به المركزية أو المركزيات المنافسة! وهو تاكتيك متداول بقوة في تجربة النقابات منذ الإعلان عن ميلاد الكدش أواخر السبعينات.. اليسار إذا كان يسارا حقيقيا، فيجب عليه قيادة الاحتجاجات الجماهيرية الميدانية ضد الغلاء، وضد تهديم المساكن، وضد البطالة، وضد الحرمان من التعليم والتطبيب.. وحين نقول القيادة فنعني بها القيادة المسؤولة، القيادة المحرضة والمنظمة والمؤطرة، قيادة لها من القواعد ما يكفي لتوزيع المنشورات وتنظيم الوقفات والمسيرات الاحتجاجية والشرح عبر البيان والخطابة لكافة المؤامرات..الخ أما الهروب إلى الأمام عبر الدعوة للانسحاب من المؤسسات، فهي دعوة أصبحت غير ذي موضوع على اعتبار أن الجماهير الكادحة تمقت بشدة وبقوة المؤسسات وما يأتي من المؤسسات.

خلاصة وإشارات
فواجبنا الآن كيسار عمالي اشتراكي هو إعادة الاعتبار للعمل السياسي الذي يبتدئ بالانفصال والابتعاد عن دهاقنة العمل السياسي المنافق وعن الوصفات اللبرالية المغلفة بالاشتراكية، للارتباط أكثر بجماهيرنا الكادحة عبر دعوتها للاحتجاج والتظاهر بالشارع ومن قلب الأحياء الشعبية وبمواقع الإنتاج في المدن والأرياف.. عبر تنظيم الإضرابات والعصيانات..الخ فحاجتنا الآن للجماهير الكادحة المعنية بالتغيير، كبيرة أكثر من أي وقت خاصة مع هذه السلسلة التصاعدية من الاحتجاجات والانتفاضات التي لن تكون "سيدي إفني" آخر محطة فيها.. فالطامة الكبرى التي تقف في وجه اليسار الحقيقي والجذري هي مقت الجماهير الكادحة واحتقارها للسياسيين وللعمل السياسي من أصله.
حاجتنا لنقابة عمالية تنشر الفكر الاشتراكي على أوسع نطاق وتعد الجماهير العمالية لمعركة القضاء على الاستغلال والرأسمال وليس التحالف معه كما هو الحال بالنسبة "لنقابة الأموي" الكدش، الذي لم يستحي أحدا حين أعلن في إحدى خطبه العصماء بأنه "يشد على أيادي حلفاء نقابته من تجار وحرفيين وأرباب مصانع.. لاستجابتهم لدعوة الإضراب العام.. مشيرا إلى أن أحد أطر الكنفدرالية يملك 17 مصنعا بحي ليساسفة الصناعي بالبيضاء اضطر إلى إغلاق وحداته الإنتاجية يوم الإضراب إسوة بأرباب عمل أجانب استجابوا لرغبة العمال في خوض الإضراب وأغلقوا بدورهم مصانعهم".
تصورا معي هذه الكفاحية التي لا كفاحية بعدها وهذه اليسارية التي لا يوجد يسار على يسارها.. تصوروا أن يكون هذا الخطيب قائدا وزعيما لنا، تصوروا أن ننخرط بحمية لإقناع الطبقة العاملة وعموم الكادحين بأهمية قيادة الكدش لنضالاتنا نحن الكادحون.. تصوروا كيف سينتهي الأمر بنا وأي مستنقع سيحتضننا.. أليس هذا بالحضيض، أليس انتحارا مع سبق الإصرار؟!
بهذه الخلاصة نكون أنهينا المقال وليس الموضوع، فالقضايا التي تناولناها بالنقاش في إطار هذا الرد تتطلب إعطاء الرأي من طرف الجميع، تيارات ومجموعات وفعاليات اليسار الاشتراكي داخل الساحة السياسية طيلة الأربعين سنة الأخيرة، غير كافي إذا لم تواكبه النقاشات النظرية والفكرية، وغير مجدي إذا لم نلتمس انعكاساته التنظيمية، وغير ذي موضوع إذا لم يؤثر في وعي الجماهير العمالية والكادحة المرابطة بميادين الاحتجاج والتظاهر والإضراب والعصيان..الخ
و. السرغيني
ماي 2008



#و._السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أطاك النضال والاحتجاج إلى أطاك التهجير والسفريات
- تضامنا مع معتقلي مراكش
- في ذكرى الشهيد عبد الحق شباضة
- عن أية جبهات وعن أية أهداف تتحدثون؟
- عودة الانتفاضات للواجهة
- راهنية -البيان الشيوعي-
- دفاعا عن الحركة المناهضة للغلاء... تنسيقياتنا وتنسيقياتهم
- همجية القمع تنهزم أمام المقاومة الطلابية بمراكش
- الحركة من اجل مناهضة الغلاء في مواجهة التقييمات الانتهازية
- على هامش المعركة الطلابية الأخيرة بمراكش
- إلى صاحب ربطة العنق الحمراء
- الطبقة العاملة المغربية تخلد يومها الأممي للنضال ضد الرأسمال
- توضيح خاص للأوساط اليسارية التقدمية المغربي
- الحركة المناهضة للغلاء بالمغرب
- ضرورة الإضراب الوطني بين الحق والمزايدة السياسية
- حتى لا نعارض -التسيس الفج والاعتباطي- بالسياسة الانتهازية ال ...
- -ندوة وطنية- أم ملتقى ثالث ونصف لتنسيقيات الحركة المناهضة لل ...
- وجهة نظر في تجربة التنسيقيات المناهضة للغلاء
- تجربة حركة مناهضة الغلاء بين القتل المفضوح والقتل الرحيم
- محاولات خسيسة لإجهاض عمل التنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء بط ...


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - و. السرغيني - عن الحزب والنقابة والمؤسسات.. و-النهج الديمقراطي-