أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - مقتل عراقي برىء!!














المزيد.....

مقتل عراقي برىء!!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 783 - 2004 / 3 / 24 - 07:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كلمات -49-
صورة الرجل الذي مزقته الجموع الغاضبة في البصرة بالسكاكين، بُعيد انفجار السيارة المفخخة في الأسبوع الماضي (نشرتْ الصورة في صحيفة المنارة في عددها 68 الذي يصدر غدا)، صورة مؤثرة فعلا، واسمحوا لي بأن أقتطع جزءا من افتتاحية المنارة، بقلم رئيس تحريرها الدكتور محمد المنشدي: (ذلك الرجل هو مواطن عراقي من الناصرية وصل إلى البصرة للتطوع في الشرطة، وكان سوء حظه قد قاده ليكون في الزمان والمكان الخطأ عندما حدث الإنفجار، وكالعادة في أحداث من هذا النوع نجد من يتطوع بإصبعه لهذا الرجل أو ذاك!!).
إذن تضعنا صورة الرجل المقتول بالسكاكين أمام تساؤلات عدة، من بينها تساؤل عن ثورة النفس الغضبية، وهي بطبيعتها همجية غير متحضرة بل وغير سوية بالمرة، طالت للأسف مجاميع من العراقيين، ومن نتائجها هيجانهم وتهورهم واستهتارهم بحياة الأفراد في المجتمع العراقي، وهنا تكمن الخطورة التي رعاها النظام الهمجي البائد في بنية المجتمع العراقي، وعرف كيف يزاوجها بالعنف وطبيعته المتأصلة في النفس العراقية.
إن أي إنسان في العراق وخارجه ليسحقه الألم سحقا، وهو يرى إلى صورة الرجل المأساوية بين الجموع من أبناء بلده، تتلاقفه القبضات بلارحمة قبل قتله ببضعة دقائق، وكان مدمى الأنف مذهولا، لايعرف كيف يخلص نفسه في نزوعها الأخير!! مشهد لايمر عليه قلم روائي أو مؤرخ أو شاعر إلا ويشعر بالسخط والمرارة، لأن بلدا نتحدث فيه وعنه إلى أجيالنا والأجنبي في المنافي، بأنه بلد الملك حمورابي وأول الشرائع الإنسانية والقوانين العادلة، يصل المطاف ببعض من أهله إلى مهاوي الهمجية والرعونة والحمق والإجرام!!، وكأني بالشارع العراقي يطبق بعضا من أمثالنا الشعبية المخزية وعارنا من مثل : كَطان جني صرت مابين عجلة فال.. واحد للآخر يكللََّه هو ولك توحه!!، فليس من المعقول أن تهوي كل تلك القبضات اللعينة على مواطن عراقي وإنسان!!
ولاشك أن القتل في الشارع بعد سيطرة النفس الغضبية على الجموع، تعيد سمعة مجتمعنا العراقي لاإلى العصور المتأخرة، حيث شريعة الغاب والقوي يأخذ الضعيف، بل إلى ضياع الكثير من القيم التي تربى عليها مجتمعنا، وفي مقدمتها الرحمة بمعناها الإنساني الذي يسع السموات والأرض، وتقديم المذنب إلى محكمة عادلة وكان المرحوم بريئا كما قال الشهود، لكن النفوس كانت ميتة والضمائر في إجازة!!
عندي أمل هو أن لايكون الشارع العراقي حاكما وشهودَ زور ومنصة إعدام، ثم ينفض القتلة المجرمون إلى بيوتهم بدون وازع من ضمير أو أخلاق، ليخلو الشارع بعد قليل، وكان للتو مسرحا للذبح على الطريقة البعثية المجرمة، وليس ثمة من قانون يأخذ بثأر الضحية ويقدم القتلة إلى محكة عادلة، ويضيع الدم بين قبضات الحمقى ومافيات التدمير.
لكن أي مجتمع هذا الذي أصبح فيه مجرد إشارة البعض من المارة إلى إنسان، أي إنسان بريء مثل ذلك الرجل يرحمه الله من أبناء بلده، كافية لطعنه بالسكاكين والعصي والحكم عليه بالموت السريع، أي مجتمع أصبح فيه عصاب القتل سمة لازمة،
هل يستند وعي المجرم الجديد في بلدنا على إرث من الحروب إلى المقابر الجماعية، فشكل وعيه الراهن!؟
في معتقدي وطالما أن القتل واحد وإن اختلفت أغراضه ودوافعه، وهي بشعة مأساوية مرفوضة جملة وتفصيلا، فإن هذه الجريمة المروعة لاتختلف عن جرائم التفجيرات بحق الأبرياء، في الكاظمية وكربلاء وأربيل وبغداد وغيرها من بلادنا الحبيبة، أليس المقصود بالقتل هو المواطن العراقي الذي أصبح لنوازع الشر والعدوان هدفا سهلا، سواء جاء العدوان من أبناء البلد أنفسهم، أو على شكل لحية قذرة من وراء الحدود!
وربما لسنوات طويلة إبتداء من اليوم، تؤكد هذه الجريمة البشعة على قلة حظوظ الأمل، في إعادة وتأهيل فئات من الشعب العراقي، ممن زرع النظام المجرم البائد في نفوسهم،كل مايشير إلى رخص النفس البشرية، بمعنى أن فئات من المجتمع العراقي الذي عاش تحت حكم دموي وإرث من تعذيب البشر والحروب وغيرها، يحتاج إلى تدريب وتعليم أن الحياة التي وهبها الله تعالى للإنسان هي مقدسة وذات قيمة ومعنى.
www.tarikharbi.com
23.3.2004



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا المجازر ضد شعبنا!
- استلمنا موافقة ملك الأردن على رسالتنا!!
- كلمات-43- 44
- ماذا بعد مجزرة كربلاء والكاظمية المقدستين يامجلس الحكم!؟
- تفجيرات ارهابية مروعة ومتوقعة في العاشر من محرم الحرام!؟
- صفحات من انتفاضة آذار 1991 الباسلة في الناصرية
- لكن كم 19 مليار دولار توجد في عراقنا اليوم!!؟
- أمة عربية واحدة وقصائد أخرى
- متى يتناول العراقيون كعكتهم الوطنية!!؟
- فوائد محاكمة صدام العلنية
- قراءة في صورة صدام الأخيرة
- لكل طاغية حفرة حتى يلقى فيها القبض عليه!
- صحافة التسلية ردا على مقال* سمير عطاالله - البحث عن الدوري
- خابت صواريخ البعثيين ضد شعبنا وبلادنا
- محنة الدينار العراقي
- من أين يأتي عمرو موسى بأيتام النظام للطعن بمجلس الحكم؟؟
- ظافر العاني إلى الوراء درّ
- في ذكرى انقلاب 17-30 تموز المشؤوم
- حرب
- شرعية مجلس الحكم وشرعية الأنظمة العربية


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طارق حربي - مقتل عراقي برىء!!