أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - لا تسجد














المزيد.....

لا تسجد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2551 - 2009 / 2 / 8 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا تسجد , و لو منحوك قصورا على الرمال في علياء المجهول , أتذكر حين كنا نجوع , أتذكر عندما كنا نبحث في القمامة عن شيء من الحياة و الكرامة نقتات عليه , لا تسجد و لو ضربوك , لا تسجد و لو عذبوك , و لو رموك في صحراء مكة و قالوا صبأ عن دين آبائه , لا تسجد و لو هددك أبو الحكم و أبو سفيان بالموت و العذاب , ما أنت فيه موت , ما أنت فيه عذاب , لا تسجد , فمن هذا الإله الذي يملك أن يطعمك و يحكم عليك بالجوع , أي إله هذا الذي لا يصير إلها إلا إذا كنت عبدا ذليلا , الذي يملك ضرك و نفعك فيختار تعذيبك دون هوادة و دون رأفة دون جريرة ارتكبتها , أي إله هذا الذي يتفرج على أطفال غزة و هم يذبحون , و ماذا بمقدوره أن يقول لو سألته موءودة غزة و حلبجة وقانا , بأي ذنب قتلت , هل يكره أطفالنا لهذا الحد , من مجلس الأمن إلى قصور بيضاء و سوداء بلون الدم , دمنا نحن , إلى معقل الآلهة في جبل الأولمب , أي آلهة هذه الذي تحكم على شعبي بالموت , أي آلهة هذه التي تتلذذ بأصوات الأطفال و هي تنشدها بلا جدوى شيئا من الهواء و الماء و شيئا من الحياة , ألا يسمع صرخاتهم تشق عنان سمائه و هم يحترقون , و دبابات القتلة تدوس قلوبهم الصغيرة , أي إله هذا الذي يستمتع بدمنا و جوعنا و عرينا و مهانتنا , أي شيء خطر له و هو في وحدته القاتلة في الأزل و ليس معه أحد , هذا الواحد الأحد , ليخلق كل هؤلاء البشر لغاية واحدة , أن يتسلى بدمائهم و عذاباتهم , ليحرقهم في جحيم دنياه و من ثم في جحيم آخرته , أي إله هذا يا أخي ؟ لماذا لم يخلق ورودا أكثر , ألوانا أكثر , حبا أكثر , عيونا أكثر جمالا , ما الذي يعنيه له دمنا , نحن الذباب الذي لا يستطيع صراخه و لا رعبه اليومي الذي لا ينتهي أن يقلق نومه و لا سكينة نفسه , كيف أمكنه خلق رعب مجنون مثل جنكيز خان و باراك و أي جنون دفعه ليسميهم آلات انتقام شخصية من البشر الذي لا يمارسون السجود لسمائه ليل نهار , انتقام ممن ؟ من الفقراء , من المساكين , من الأطفال , العاصين , أو المتمردين , ألا يرعبه ما الذي يفعله هؤلاء بالبشر باسمه , باسم الانتقام لسمائه منا , و أي رب هذا الذي ينتقم من ذباب , فيأمر القتلة باجتياحهم من كل الاتجاهات و يغلق عليهم كل المعابر , و يحكم عليهم و هو مالك كل شيء ألا يملكوا حتى خبز يومهم و خبز أطفالهم , ألأنه لا يعرف معنى الجوع , هل لأنه لا يعرف الألم , هناك ما يكفي من الطعام للجميع , لكن هذا الإله لم يخلق ما يكفي من العدالة ليأكل و لو عشر هؤلاء , هناك ما يكفي من الأرض للجميع , ما يكفي من الحياة للجميع , لكن هذا الإله خلق من السجون و الأسوار ما يفوق تلك الأرض و حاصرها من كل اتجاه , لا تسجد للجوع و للموت , لا تسجد لسجنك , لا تسجد لمن يحكمك , لا تسجد لمن يأمرك , لا تسجد لسجانك , لا تسجد لمن يقتلك , لا تسجد لمن يجوعك , لا تسجد لجورج بوش , لا تسجد لحسني مبارك , لا تسجد لستالين , لا تسجد لصدام حسين , لا تسجد لطيار حلق لثوان فوق هيروشيما و بغداد و حلبجة و الفالوجة فأغمضت عيون الأطفال و هي معلقة بالسماء , لا تسجد , لا تسجد لرب هذا العالم الذي لا نملك فيه إلا عذابنا و أحزاننا و موتنا , لا تسجد لرب الجحيم , لا تهرب من جحيمك إلى جحيمك , أنت المحكوم بالجحيم قبل أن تولد و حتى بعد أن تموت , أنت المحكوم بالموت قبل أن تولد و مهما فعلت , احمل صليبك , صليبي , على ظهرك , و امش بصمت , نحو حتفك على درب الآلام , لكن لا ترفع عينيك إلى السماء و لا تنظر إليها , هذه السماء التي لم تعطنا خبزنا و لا حياتنا , السماء التي تنتظر موتنا , سقوطنا , سجودنا , بتشف........

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل مع مقال الأستاذ ياسين الحاج صالح عن المجتمع المكشوف
- في مديح الديكتاتور مهداة للرفيق ستالين
- محمود درويش من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( ...
- المعارضة الليبرالية الديمقراطية للأناركية
- عن هويتنا كبشر
- تعليق على دفاع الأستاذ غياث نعيسة عن الماركسية الثورية
- لا دولة واحدة و لا دولتين , بل لا دولة
- وا معتصماه ! : أمجاد الجنرالات و عالم الصغار
- ملحمة غزة
- استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي
- بيان أممي شيوعي أناركي عن الوضع في غزة إسرائيل
- مولاي قراقوش
- الحقيقة عن غزة
- أموت خجلا يا غزة
- أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية : مقاربة
- لقطات من الحرب على غزة
- موت الليبرالية العربية
- الطريق الثالث بين الاستسلام و مقاومة تدعو إلى شهداء بالملايي ...
- السمع و الطاعة
- حقائق بسيطة جدا عن الحرب على غزة


المزيد.....




- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - لا تسجد