أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي














المزيد.....

استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لم تؤسس المستعمرة في جيمس تاون دولة انكلترا إنما أسستها شركة ساعية للربح" ( جون ستيل غوردون , إمبراطورية الثروة , التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكية , مكتبة الشروق الدولية , ترجمة هشام طه , يناير 2008 , ص 23 ) , هكذا منذ فترة مبكرة جدا جرى غرس الربح كأساس أو كقاعدة في حضارة الرجل الأبيض هناك في ما سمي بعالم جديد , حيث لم تتمكن عيون المستكشفين و من بعدهم الآباء الأوائل و أخيرا منظري الليبرالية الأمريكية من رؤية سكان البلاد الأصليين , سيكتفي رأس المال الأمريكي في وقت لاحق باستخدام بعض رموزهم كأسماء لبعض أنواع السيارات الأمريكية المعروفة كشيروكي مثلا و بونتياك ( زعيم قبلي هندي أحمر قاوم تمدد مستوطنات البيض في مناطق الهنود ) , لكن هذا "العالم الجديد" كان يحمل للقادمين "البيض" خاصة وعدين أساسيين : أولا بالثراء , الذي عادة ما اتخذ شكل البحث عن الذهب و الاستيلاء على أرض جديدة , و وعد آخر بالحرية , الدينية خاصة أو على الأقل في البداية...."تأسست نيويورك , مثل مستعمرات نيو انكلاند و فيرجينيا , من قبل مؤسسة ساعية للربح" ( غوردون , إمبراطورية الثروة , ص 53 ) , في مطلع الأربعينات من القرن 17 "كان تقريبا كل المواطنين الألف ( في نيويورك ) جاءوا إلى هناك من أجل المال" ( نفس المصدر , ص 54 )..هذا "التلازم" بين الحرية و بين الربح , الارتباط الغريب و الساذج و غير المنطقي كان يجب منطقته أمريكيا , أو على الأصح هكذا فعلت الظروف الفعلية في الواقع الأمريكي عند تحديد العلاقة بينهما , بإلحاق أحدهما بالآخر , كانت الحرية هي ضحية الربح , عندما أخضعت لمنطق الربح بحيث أصبحت حرية السعي وراء الربح هي الحرية الأساسية , بل و أصبحت الحرية نفسها شيئا قابلا للبيع , مصدرا للربح , سلعة جالبة للربح , حتى منذ البداية كانت هناك حالة غريبة جديدة من تبعية الحرية لمنطق الربح التي أدت لظهور نوع جديد من البروليتاريا المؤقتة , كان الكثير من الوافدين الجدد لا يملكون حتى تكاليف الرحلة البحرية إلى أمريكا , "و كي يوفروا تكاليف الرحلة البحرية , كان هؤلاء الأشخاص مستعدين لقبول فترة محدودة من العبودية في شكل خدم مرهونين بعقد ... بمجرد انتهاء المدة التي ألزمهم بها عقد الخدمة المرهونة , كانوا على الفور يهجرون أسيادهم و يحصلون على مساحة أرض...و بالطبع لم ينطبق هذا الازدهار على العبيد ( نفس المصدر السابق , ص 66 – 67 ) ( هذا هو بالضبط واقع معظم القادمين الجدد اليوم أيضا إلى أمريكا ) , يعتبر أبراهام لنكولن هنا مثالا توضيحيا هاما , فهذا الرئيس الأمريكي قاد واحدة من أكبر المجازر في الغرب الأمريكي ضد الهنود الحمر , في نفس الوقت الذي قام فيه بإلغاء العبودية مغامرا بنشوب حرب أهلية مع الولايات الجنوبية , كان هذا بكل بساطة في سبيل الربح و إن استخدم الحرية , حرية العبيد , كمبرر و كشعار أخلاقي لسعي النخبة المهيمنة نحو المزيد من الأرباح , لقد هدف ذلك بالفعل إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي من أيدي أصحابها الأصليين و توفير يد عاملة رخيصة للمصانع البرجوازية , مستبدلا بذلك العبودية المباشرة للعبيد في المزارع الجنوبية بعبودية العمل المأجور الذي يبيع قوة عمله "بحرية" , هكذا كانت النخبة المهيمنة في أمريكا تدفع بشعبها من حرب إلى أخرى باسم الحرية و في سبيل الربح , و آخرها العراق , إنها من جهة تريد أن تجعل من الحرية مرادفا لهذه الهيمنة , و هي في نفس الوقت تحول الحرية إلى سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب العادية , سلعة لم تنفق حتى اليوم , كان هذا هو التشويه الرأسمالي للحرية , المختلف , و الأكثر تقدما , بالتأكيد عن التشويه العبودي الذي اعتبر انقسام البشر إلى سادة و عبيد انقساما "طبيعيا" على لسان منظره أرسطو معرفا الديمقراطية بالتالي على أنها حرية ملاك العبيد , هذا بالتحديد هو المضمون الرمزي و الفعلي لعملية انتخاب رئيس أسود , لا يمثل هذا الحدث نهاية للتمييز العنصري بقدر ما يمثل دخوله مرحلة جديدة , أرقى , أكثر تمويها لكنها مؤقتة بانتظار صعود جديد للعنصرية عندما يتطلب ذلك هدف بحث النخبة المسيطرة عن الربح و إمكانية ترويج الحرية , بمعناها السائد الخاضع لشرط الربح , بنجاح بين الناس , إنها صورة جديدة لمحاولة بيع الحرية , لمحاولة إعادة إنتاجها كسلعة رائجة و مقنعة للباحثين عنها و مصدر للربح بالنسبة لمن يسيطر على المجتمع , هنا يمكن بالفعل الموافقة على أن تنصيب أوباما هو جزء من حلم لوثر كينغ , الذي كان بالأعم محاولة لإدخال السود في النخبة السائدة , لا في تحريرهم الفعلي من سطوة الربح و الباحثين عن الربح , أي كجزء من النظرة السلعية للحرية , أي كسلعة يجب إعادة تحسينها و إعادة تسويقها بصورتها الجديدة باستمرار , لكن مفهوم المضطهدين عن الحرية مختلف , يقول مالكولم إكس في إحدى مقابلاته التلفزيونية :
المذيع : .... و لكن هدف الدكتور كينغ هو المساواة الكاملة و الحقوق الكاملة لجميع المواطنين في الولايات المتحدة .. أليس كذلك ؟
مالكولم إكس : كلا ! هدف الدكتور مارتن لوثر كينغ هو مجرد السماح للنيجروز ( الزنوج ) بدخول مطاعم الفصل العنصري , و الأكل بجانب الرجل الأبيض الذي عاملهم بوحشية طيلة 400 سنة ! هدف الدكتور مارتن لوثر كينغ هوالعمل بجد على إقناع النيجروز لكي يصفحوا عن الرجل الأبيض الذي جعلهم يكابدون الجحيم منذ مئات السنين ! إنه يريدنا أن نصفح ببساطة , ثم نذهب إلى النوم .. هكذا ببساطة ! ( النصوص المحرمة و نصوص أخرى , مالكولم إكس , ترجمة وتعليق حمد العيسى , المؤسسة العربية للدراسات و النشر , 2007 , ص 45 ) .



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان أممي شيوعي أناركي عن الوضع في غزة إسرائيل
- مولاي قراقوش
- الحقيقة عن غزة
- أموت خجلا يا غزة
- أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية : مقاربة
- لقطات من الحرب على غزة
- موت الليبرالية العربية
- الطريق الثالث بين الاستسلام و مقاومة تدعو إلى شهداء بالملايي ...
- السمع و الطاعة
- حقائق بسيطة جدا عن الحرب على غزة
- نحو موقف يساري تحرري من الحرب على غزة
- ما وراء النقد
- يسقط يسقط حسني مبارك
- من الصحافة الإسرائيلية , عن حرب غزة
- مجزرة غزة
- لا نحتاج إلى شهيد آخر , بيان أناركي أممي عن أحداث اليونان
- الخبز الثوري لأميل بوجيه
- الغايات و الوسائل لإيريكو ماتاليستا
- الكنيسة و المدرسة
- عن جذاء منتظر الزيدي


المزيد.....




- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي
- برلماني روسي يعلق على تصريحات روبيو بشأن حدود أوكرانيا الحال ...
- -واشنطن بوست-: خبراء يتحدثون عن مشاكل بتنفيذ اتفاقية الموارد ...
- محللون: نتنياهو يخطط لاحتلال غزة دون تحمل مسؤولية سكانها
- رحلة إلى عاصمة السفاري


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي