مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 06:24
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
من المؤكد أن حرب تموز يوليو 2006 ما تزال تلقي بظلالها على الإعلام الإسرائيلي , كما هو حال الساسة و كبار الضباط الإسرائيليين , كتب رون بن يشاي في إيديعوت أحرونوت ( في 29 – 12 – 2008 ) تحت عنوان "لمنع نصر إلهي" في إشارة لحرب ذلك الصيف بين مقاتلي حزب الله و بين الجيش الإسرائيلي , يرى الصحافي الإسرائيلي أن الحملة العسكرية على غزة تتواصل كما خطط لها و أن أوضاع سكان غزة قد أصبحت أكثر سوءا رغم أن حماس , كما يقول , ما زالت تعتقد أنها قادرة على فرض ثمن باهظ على إسرائيل مما سيسمح لها بإدعاء أنها لم تهزم . إضافة إلى عدم وجود أي طرف عربي أو دولي قادر و راغب بلعب دور الوسيط للعمل على التوصل لاتفاق قد يضع حدا للقتال . فيم تؤخر مصر و السعودية انعقاد قمة عربية قد تعمل على إيجاد مخرج لحماس من ورطتها , فيم مجلس الأمن مجمد وسط ثلوج أعياد الميلاد و نهاية السنة . لهذه الأسباب , كما يقول رون , لا يتوقع للحملة أن تنتهي في الأيام القادمة . و كما قال وزير "الدفاع" و معاون رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي فإن القتال سيتصاعد و يتسع . يرى رون أن الهجوم الصاروخي المميت بصواريخ غراد على أسدود صباح يوم الاثنين و الهجوم على كيرات سيفر كان بالضبط ما تريده حماس . تعتقد قيادة المنظمة ( أي حماس ) أنه ما يزال بمقدور شعبها و مؤيديها في غزة و الضفة و على امتداد العالم العربي تحقيق انعطافة في القتال مما سيسمح لها بإنهاء المواجهة من موقع القوة . يقول رون أن القتلى و الجرحى في ذلك الصباح إضافة إلى المظاهرات في الشوارع العربية هي إثبات لحماس أن هذا التغيير ممكن .
إن أمل حماس ليس دون أساس كما يقول صحفي الإيديعوت أحرونوت , فبرأيه تلقت معظم أجزاء المؤسسة العسكرية للمنظمة ضربات جدية , لكن حماس ما تزال قادرة على إيقاع حجم كبير و مميت من نيران الصواريخ في هذه الأيام , و حتى أن ترسل خلايا "إرهابية" إلى حدود غزة . في هذه الأثناء تحاول قيادة حماس في دمشق أن تحث فرعها في الضفة الغربية على تنفيذ عمليات انتحارية .
تحليل البيانات التي أعلنها المتحدثون باسم حماس تشير إلى أن أمل المجموعة بإحداث تحول يقوم على واحد من السيناريوين :
- توقع أن حماس و شركاءها في غزة سيكونون قادرين على استخدام الصواريخ التي لم يسبق أن أصابت إسرائيل للقيام بهجوم كبير , ربما في عدة موجات . سيكون الهدف منه إيقاع أقصى ما يمكن من الإصابات و الضرر , و كما فعل حزب الله في ما تسميه إيديعوت أحرونوت بحرب لبنان الثانية , و سيكون إثباتا أن الهجوم الإسرائيلي المدمر لم يشل أو يهزم المنظمة .
- غزو واسع النطاق للجيش الإسرائيلي إلى داخل قطاع غزة . إن عملا كهذا , في تقديرات حماس , سيسمح للمجموعة و حلفائها بإيقاع ثمن باهظ بالجيش الإسرائيلي عن طريق الألغام الأرضية , العبوات المتفجرة , الصواريخ المضادة للدبابات , و الأنفاق المعدة في القطاع , و أيضا باللجوء إلى العمليات الانتحارية من قبل أعضاء كتائب عز الدين القسام , الجهاد الإسلامي , لجان المقاومة الشعبية , و بقية الفصائل المسلحة .
نقلا عن http://www.ynetnewscom/home/0,7340,3083,00.html
أما في الجيروزاليم بوست يكتب الميجور جنرال غيور إيلاند , مستشار الأمن القومي السابق في مكتب رئيس الوزراء و الرئيس السابق لفروع التخطيط و العمليات في الجيش الإسرائيلي , في العدد الصادر في 29 – 12 – 2008 في تحليله لهدف الهجوم الإسرائيلي على غزة : هدوء طويل الأمد .
بعد البداية الناجحة للعملية , بحسب إيلاند , فإن السؤال الآن : ما هي المرحلة التالية ؟
هذا , كما يقول , يعتمد على الهدف من العملية.
فإذا كان على الإسرائيليين أن يرضوا بتحقيق هدوء مستقر طويل الأمد , و حل قضية جلعاد شاليط , الجندي الإسرائيلي مع احتمال حل قضية التهريب من مصر على غزة , عندها يمكن تحقيق هذا الهدف , برأي إيلاند , دون الحاجة لعملية كبرى على الأرض و ضمن وقت قصير نسبيا .
لتحقيق ذلك , يجب القيام بالتالي , وفقا لإيلاند :
- على الإسرائيليين تحديد العدو بشكل صحيح . العدو ليس "منظمة حماس الإرهابية" كما يقول الكثيرون على نحو خاطئ . إنها بالأحرى , "دولة غزة" . إذا تحدثنا عن "منظمة حماس الإرهابية" , سيكون الجواب الدولي لنا : "حسنا , قاتلوا تلك المنظمة , لكن لماذا على سكان غزة أن يعانوا ؟" .
- علينا الاستمرار بهجمات كبرى من الجو و ألا يوقفنا العدد المتزايد من المدنيين الفلسطينيين الذين سيصابون و لا الضغط الدولي . كلما زاد الضغط الدولي كلما كان التوصل لوقف إطلاق نار أسرع . و كلما زاد عدد اللاعبين المختلفين , بما في ذلك الدول العربية , الراغبة بالتوصل لوقف إطلاق نار , كلما كان وقف إطلاق النار هذا أكثر إجبارا لحماس و كان صموده أطول .
- علينا أن نصر أن وقف إطلاق النار هو أقصى ما إسرائيل مستعدة للقبول به – و بالمقابل إلزام مشابه من الطرف الآخر . بعد التوصل لوقف إطلاق نار ستبقى هناك قضيتان يجب حلهما : تبادل السجناء و فتح المعابر الحدودية .
إذا قبلنا بفتح المعابر كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار , فإننا سنخسر ورقة تفاوض هامة نحو حل مقبول لقضية جلعاط شاليط . إن استعداد إسرائيل حتى الآن لفتح جزئي للمعابر الحدودية بسبب "القلق الإنساني" خطأ . إذا كان الوضع الإنساني في غزة جدي إلى هذه الدرجة , فهناك طريق لحله : أولا التوصل إلى وقف إطلاق نار و احترامه و بعد ذلك مناقشة كل القضايا الإنسانية – حاجات غزة من جهة , و أزمة السجناء من جهة ثانية .
- نحتاج لفتح نقاشات مع مصر على الفور عن ترتيبات الحدود الضرورية في معبر فيلادلفيا . تحتاج إسرائيل للقول أن استعدادها للقبول بإمداد المواد الضرورية مشروط بترتيبات أمنية أكثر فعالية على الجانب المصري من حدود غزة مع مصر .
إن التوصل لوقف إطلاق نار مستقر , و وضع ترتيبات لإدخال المؤن عند نقاط المعابر و تبادل السجناء ,
سيكون إنجازا محدودا لكنه كاف , خاصة إذا أمكن تحقيقه في وقت قصير و كلفة منخفضة نسبيا .
لكن إذا لم نعتبر أن هذا كاف , و أردنا تدمير كل قدرة حماس العسكرية , و حتى إسقاط حكمها – كما اقترح
عدة وزراء – عندها فإن عملية أرضية واسعة لاحتلال كل أو معظم قطاع غزة تصبح ضرورية .
هذا ممكن بالطبع من وجهة النظر العسكرية , لكنه يعني ثمنا أعلى و خطورة أكبر . الثمن يتعلق بالخسائر بشكل أساسي . أما الخطورة فهي زيادة الشك فيما يتعلق بتحقيق الهدف دون الوقوع في تعقيدات إضافية , بما في ذلك تصاعد القتال إلى جبهات إضافية .
نقلا عن http://www.jpost.com/servlet/Satellite?cid=1230456521&pagename=JPArticle%2FShowFull
ترجمة : مازن كم الماز
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟