مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 2477 - 2008 / 11 / 26 - 09:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تدعو الأناركية للدفاع عن الحريات الفردية , أولا و بشكل رئيسي الحرية من الحاجة و حرية التفكير . لذلك لا يمكنها إلا أن تدافع عن الحرية الدينية للفرد .
إن كل رجل و امرأة يحتفظ بارتباطه بالروابط الدينية يخلق مشكلة لكل المجتمع . إنها مشكلة لا يمكن حلها بطريق سلطوية أو تسلطية بل فقط ببذل الجهود لخلق الظروف التي جعلت من الضروري أن يربطوا أنفسهم بهذه الطريقة في المقام الأول . بفعل ذلك جزئيا على الأقل تبقى هناك هوامش من الحرية الفردية تعني أنه من المستحيل منع أي شخص من الإيمان بأي دين . القيد الوحيد على حرية الاعتقاد هذه يمكن أن تكون حرية الآخرين . في مجتمع يتألف من أفراد أحرار و متساوين لا يمكن للدفاع عن الحرية الدينية الفردية أن يكون خاضعا لقواعد مختلفة عن تلك التي تدافع عن الحريات الأخرى . بالنسبة للأناركية لا توجد و لا يمكن أن توجد حقوقا خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن المشاعر الدينية الفردية سوى تلك التي توجد في كل الأحوال داخل مجتمع ما و التي تكفل أقصى حرية ممكنة . بالنسبة للأناركية فإن أي شكل من الترتيبات الخاصة أو "الاتفاقات" , أي تمييز في الوضعية أو المنزلة لأسباب دينية غير وارد و هذا يضع الأناركية بشكل راسخ في تناقض مع أي شكل من الإدارة الثيوقراطية ( الدينية ) للمجتمع .
هذا المفهوم للحرية الفردية الدينية هو جزء من مشروع بناء نظام جديد للقيم الذي هو في تطور مستمر , و الذي يمكن تحسينه باستمرار , و الجاهز دائما للمواجهة الديالكتيكية و لخلق ظروف حياة أفضل للجميع في إطار التضامن و المساواة على مستوى عالمي . تتضمن الأناركية إدراك أن الطريق إلى مجتمع أناركي هو اقتراب مستمر , عملية تنزع إلى أن تتميز بالجدل بين النساء و الرجال , سواء كأفراد أو في اتحاداتهم . أما فيما يتعلق بفعلها تأخذ الأناركية الحاجات و المتطلبات التي تنشأ عن المجتمع بعين الاعتبار , و لكن لتكون قادرة على القيام بذلك , بشكل حر من أية اشتراطات بسبب الفشل في تلبية الحاجات المادية و من السلطة التي تنشأ من الاستيلاء على وسائل الإنتاج , فإنها تتنبأ بالفعل الثوري لكبح الملكية الخاصة و بدء عملية ثورية سياسية , على أنهما معا بداية و نهاية لعملية التحويل , التي تعتمد و التي تتغذى على النمو المتواصل للصراع الطبقي .
المؤتمر الخامس للفيدرالية الشيوعية الأناركية ( إيطاليا ) – فلورنسا 1997
ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.fdca.it/fdcaen/press/AL/apr05.pdf
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟