أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مازن كم الماز - تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان النامية















المزيد.....

تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان النامية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 10:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من وثائق الأممية الموقفية
تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان النامية

1
ينحصر الدور الثوري ذائع الصيت للبرجوازية في أنها أدخلت الاقتصاد في التاريخ بطريقة حاسمة لا يمكن عكسها . كسيد مؤمن بهذا الاقتصاد , كانت البرجوازية منذ ظهورها السيد الحقيقي ( رغم أن ذلك أحيانا كان يتم بشكل غير واع ) "للتاريخ العالمي" . للمرة الأولى توقف التاريخ العالمي عن أن يكون وهما ميتافيزيقيا ما أو عملا ما للروح الكونية و أصبح حقيقة مادية ملموسة مثل الوجود التافه لأي فرد . منذ نشوء الإنتاج السلعي لم يتمكن أي شيء من النجاة من هذا القدر الجديد العنيد , العقلنة الاقتصادية غير المرئية : منطق السلعة . و لأنها شمولية و إمبريالية في الجوهر , فإنها قد طالبت بكل الكوكب كمجال خاص لها و كل الإنسانية كخدم لها . حيثما توجد السلعة لا يوجد إلا العبيد .

2
في سبيل التماسك الاستبدادي للبرجوازية لإبقاء البشرية في مرحلة ما قبل الإنسانية , احتاجت الحركة الثورية – المنتج المباشر و غير المقصود للسيطرة البرجوازية الرأسمالية – لأكثر من قرن لوضع مشروع مضاد للتماسك التحرري الذي هو عمل كل فرد , التدخل الحر و الواعي في خلق التاريخ : الإلغاء الفعلي لكل الانقسامات الطبقية و إخضاع الاقتصاد .

3
في أي مكان نفذ إليه – الذي هو كل مكان تقريبا في العالم – لم يتوقف فيروس السلعة عن الإطاحة بأكثر البنى الاجتماعية - الاقتصادية تحجرا , ممكنا ملايين البشر من أن يكتشفوا , من خلال الفقر و العنف , الزمن التاريخي للاقتصاد . حيثما حل كان ينشر خاصيته المدمرة , مدمرا آثار الماضي و دافعا بكل التناقضات إلى أقصاها . بكلمة فإنه قد سرع بالثورة الاجتماعية . محطما كل أسوار الصين في سيره , و مقيما نفسه في الهند فقط عندما تفسخ كل شيء حولها و انفجرت الثورات الزراعية في بومباي و البنغال و مدراس . لقد انضم الحزام ما قبل الرأسمالي إلى الحداثة البرجوازية لكن من دون قاعدتها المادية . هناك أيضا , كما في حالة البروليتاريا , فإن القوى التي ساهمت البرجوازية بتحريرها , أو حتى خلقها , تستدير الآن ضد البرجوازية و خدامها الأصيلين : تصبح ثورة الدول المتخلفة واحدة من الفصول الرئيسية في التاريخ المعاصر .

4
إذا كانت مشكلة الثورة في البلدان النامية تفرض نفسها بطريقة خاصة فإن هذا بسبب تطور التاريخ ذاته : لأن التخلف الاقتصادي العام في هذه البلدان – الذي ترعاه الهيمنة الاستعمارية و الطبقات الاجتماعية التي تدعمها – و تخلف القوى المنتجة قد أعاق تطور البنى الاجتماعية – الاقتصادية التي كانت ستجعل النظرية الثورية التي جرى تفصيلها في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة قبل أكثر من قرن قابلة للتطبيق . و هي تدخل الصراع ليس لدى أي من هذه البلدان صناعة ثقيلة معتبرة و البروليتاريا بعيدة عن أن تكون طبقة الأغلبية . الفلاحون الفقراء هم من يلعبون دورها هنا .

5
حركات التحرير الوطني المختلفة التي ظهرت بعد هزيمة الحركة العمالية الناتجة من هزيمة الثورة الروسية , التي تحولت فورا بعد انتصارها إلى ثورة مضادة في خدمة البيروقراطية التي تزعم أنها شيوعية . لذلك فقد عانت – إما بشكل واعي أو عن طريق الوعي الزائف – من كل نواقص و نقاط ضعف الثورة المضادة تلك , مع العبء الإضافي لظروفها المتخلفة عموما , لم تكن قادرة على التغلب على أي من قيودها التي فرضت على الحركة الثورية المهزومة . و لهذا السبب بالتحديد كان على البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة أن تحارب الإمبريالية بنفسها . لكن لأنهم حاربوا الإمبريالية فوق جزء فقط من المجالات الثورية فإنهم قد تمكنوا من طردها جزئيا فقط . إن الأنظمة الاستبدادية التي نصبت نفسها في كل مكان اعتقدت ثورات التحرر الوطني أنها قد انتصرت فيها هي فقط واحدة من المظاهر الكاذبة التي عاد من خلالها المستبدون .

6
لا يهم ما هي القوى التي شاركت فيها , و بغض النظر عن راديكالية قادتها فإن حركات التحرر الوطنية قادت دوما المجتمعات المستعمرة سابقا إلى أشكال حديثة من الدولة و إلى مزاعم التحديث في الاقتصاد . في الصين الرمز الأكبر لثوريي البلدان النامية , انتهى صراع الفلاحين ضد الإمبريالية الأمريكية , الأوروبية و اليابانية بسبب هزيمة حركة العمال الصينيين في 1925 – 1927 بإيصالها إلى السلطة بيروقراطية على النمط الروسي . ليست الدوغمائية الستالينية – اللينينية التي تموه بها هذه البيروقراطية إيديولوجيتها – و التي اختزلت مؤخرا في الكتاب الأحمر لماو – إلا كذبة , أو في أحسن الأحوال وعي زائف يرافق ممارساتها المضادة للثورة .

7
إن الفانونية ( نسبة لفرانز فانون أحد منظري الثورة الجزائرية ) و الكاسترو – غيفارية هي وعي زائف ينجز الفلاحون من خلالها المهمة الهائلة لتخليص المجتمع قبل الرأسمالي من بقاياه شبه الإقطاعية و الاستعمارية و يستحضرون مجدا وطنيا داسه من قبل الاستعماريون الرجعيون و الطبقات الحاكمة . أفكار بن بلا , الناصرية , التيتوية و الماوية جميعها إيديولوجيات تشير إلى نهاية هذه الحركات و الاستيلاء عليها من قبل البرجوازية الصغيرة أو الطبقة المدينية العسكرية : إعادة بناء المجتمع الاستغلالي مع سادة جدد و بالاستناد إلى بنى اجتماعية – اقتصادية جديدة . في كل مكان قاتل فيه الفلاحون بشكل مظفر وأوصلوا إلى السلطة طبقات اجتماعية أدارت و وجهت نضالها , كانت هي بالذات أول من يعاني من عنفها و من يدفع الثمن الباهظ لسيطرتها . البيروقراطية الحديثة , مثل سلفها ( في الصين مثلا ) أقامت سلطتها و رفاهيتها على الاستغلال المفرط للفلاحين : لا تغير الإيديولوجية أي شيء في هذا الموضوع . في الصين أو كوبا , مصر أو الجزائر , لعبت نفس الدور في كل مكان و أخذت على عاتقها ذات الوظائف .

8
في عملية التراكم الرأسمالي قامت البيروقراطية بإنجاز الغاية غير المنجزة فقط من قبل البرجوازية . ما احتاجت البرجوازية لقرون لتقوم به "من خلال الدم و الوحل" , أرادت البيروقراطية أن تحققه بشكل واعي و "عقلاني" في عدة عقود . لكن لا يمكن للبيروقراطية أن تراكم رأس المال دون أن تراكم الأكاذيب : ذلك الذي شكل الخطيئة الأصلية أو الأولى للثروة الرأسمالية يشار إليه بشكل شرير على أنه "التراكم الاشتراكي الأولي" . كل شيء تستخدمه البيروقراطية في البلدان النامية ليمثلها أو تتخيل أنه اشتراكي ليس إلا مركنتيلية جديدة منجزة . "الدولة البرجوازية من دون البرجوازية" ( لينين ) لا يمكنها أن تذهب أبعد من المهام التاريخية للبرجوازية , و قد بينت الدول الصناعية المتقدمة للبلدان الأقل تطورا الصورة التي سيأخذها تطورها القادم . ما أن وصلت إلى السلطة لم تجد البيروقراطية البلشفية شيئا أفضل لتقترحه للبروليتاريا الروسية الثورية من أن "تتبع دروس رأسمالية الدولة الألمانية" . كل ما يسمى بالسلطات "الاشتراكية" ليست إلا محاكاة متخلفة للبيروقراطية التي سيطرت على , وهزمت , الحركة الثورية في أوروبا . كل ما تستطيع البيروقراطية أن تفعله أو تجبر على فعله لن يؤدي سواء إلى تحرير الجماهير العاملة أو تحسين ظروفها الاجتماعية بشكل هام , لأن أهدافها لا تعتمد فقط على القوى المنتجة بل أيضا على الاستيلاء عليها من قبل المنتجين . في كل الأحوال ما لن تعجز البيروقراطية عن عمله هو خلق الظروف المادية لتحقيق كليهما . هل فعلت البرجوازية أقل من ذلك ؟

9
في الثورات الفلاحية – البيروقراطية فقط البيروقراطية تسعى بشكل واعي و واضح إلى السلطة . الاستيلاء على السلطة هي اللحظة التاريخية التي تضع فيها البيروقراطية يدها على الدولة و تعلن استقلالها في مواجهة الجماهير الثورية قبل أن تقضي على بقايا الاستعمار و تحقق الاستقلال الفعلي عن القوى الأجنبية . عند دخولها الدولة تقمع الطبقة الجديدة كل استقلالية للجماهير بالتظاهر بقمع استقلاليتها هي نفسها و تكريس نفسها لخدمة الجماهير . كمالك حصري لكل المجتمع تعلن نفسها الممثلة الوحيدة لمصالح المجتمع العليا . بفعلها هذا تكون الدولة البيروقراطية هي تحقق الدولة الهيغلية . بانفصالها عن قبول المجتمع و في نفس الوقت انقسام المجتمع إلى طبقات متناقضة : فإن الوحدة المؤقتة للبيروقراطية و الفلاحين هي وهم خيالي فقط ينجزان من خلاله المهام التاريخية الهائلة للبرجوازية الغائبة . السلطة البيروقراطية التي تبنى على أنقاض المجتمع الاستعماري قبل الرأسمالي ليست إلغاء التناقضات الطبقية , إنها فقط تستبدل طبقات جديدة , ظروف جديدة للاضطهاد و أشكال جديدة للنضال مكان القديمة .

10
فقط الشعوب المتخلفة بالفعل هي التي ترى قيمة إيجابية في سلطة سادتها . يبقى الاستعجال للحاق بالرأسمالية أفضل الطرق نحو تعزيز التخلف . لا تنفصل قضية التطور الاقتصادي عن قضية من هو المالك الحقيقي للاقتصاد , السيد الفعلي لقوة العمل . كل شيء آخر ليس إلا ثرثرة متخصصين .

11
حتى الآن حاولت الثورات في البلدان النامية فقط أن تقلد البلشفية بطرق مختلفة . من الآن فصاعدا فإن القضية هي في تجاوزها من خلال سلطة السوفيتيات .

مصطفى خياطي ( 1967 )

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.bopsecrets.org





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل بولاني و العولمة لغيريش ميشرا
- من وثائق الأممية الموقفية ما بعد التصويت
- إعادة توزيع الثروة ؟ نعم ( لكن ليس كما يقترح أوباما ) بقلم ب ...
- إننا نتهم
- من سيدي إفني إلى المحلة إلى بغداد إلى السكرية
- عن حل الدولتين و حل الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة
- عن الحملة ضد ما يسمى بجرائم الشرف
- خطة إنقاذ وول ستريت لن تفعل الكثير لمساعدة الاقتصاد المريض
- الشيوعية التحررية لسيباستيان فاور
- أممية الفيدراليات الأناركية : تسعى إلى حركة أناركية أممية في ...
- بين الشكل الشمولي لرأسمالية الدولة و الشكل النيو ليبرالي
- الثورة المضادة و الاتحاد السوفيتي لماكسيموف 1935
- كيف ظهر الإمام أبو حنيفة في مسلسل أبي جعفر المنصور
- البيروقراطية و الفن
- أحياء دمشق الفقيرة كمنتج للثورة
- الاقتصاد السوري و أزمة النظام الرأسمالي و رأي الحكومة
- قتل فيل
- 1958 : الثورة الهنغارية
- ما هو جبد لوول ستريت جيد لوول ستريت فقط
- تضامنا مع إبراهيم عيسى


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مازن كم الماز - تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان النامية