أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - الغايات و الوسائل لإيريكو ماتاليستا















المزيد.....

الغايات و الوسائل لإيريكو ماتاليستا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2507 - 2008 / 12 / 26 - 09:48
المحور: الارشيف الماركسي
    



الغاية تبرر الوسيلة . لقد جرى إساءة استخدام هذا القول كثيرا , لكنه في الواقع الدليل الشامل للسلوك . لكن سيكون من الأفضل القول : كل غاية تحتاج إلى وسائلها الخاصة . بما أن الأخلاق يجب أن تحفظ في الغايات فإن الوسائل حتمية .
ما أن يتم تحديد الهدف الذي يتطلع إليه المرء , بشكل واعي أو بحكم الضرورة , حتى تصبح المشكلة الكبرى في الحياة هي إيجاد الوسائل التي , ضمن الظروف المعطاة , ستقود إلى تلك الغاية بشكل أكيد و اقتصادي . طريق حل هذه المشكلة يعتمد على , حتى الآن , على الإرادة البشرية , فيما إذا كان فردا ( أو حزب ما ) سيصل أو يفشل في الوصول إلى هدفه , فيم إذا كان مفيدا لقضيته أو أنه يخدم قضية العدو بشكل غير مقصود . بإيجاد الوسائل الصحيحة , يكمن هنا كل سر الرجال و الأحزاب العظام الذين تركوا بصمتهم على التاريخ .
بالنسبة للصوفيين , فإن هدف الجيزويت ( اليسوعيون , أعضاء جمعية دينية مسيحية – المترجم ) هو مجد الإله, أما بالنسبة للآخرين إنها سلطة جماعة يسوع . لذلك فعليهم القيام بكل جهد لوحشنة ( أو توحيش : جعلها متوحشة أو همجية ) و إرهاب و إخضاع الجماهير .
هدف اليعاقبة , و كل الأحزاب السلطوية , الذين اعتقدوا في أنفسهم أنهم يملكون الحقيقة المطلقة , هو فرض أفكارهم على الجماهير الجاهلة . لذلك فعليهم بذل كل جهد للاستيلاء على السلطة , إخضاع الجماهير , و جعل الإنسانية تلائم سرير بروكروست لأفكارهم .
أما مشكلتنا فهي مختلفة , لأن أهدافنا مختلفة جدا , لذلك يجب أن تكون وسائلنا مختلفة كذلك .
إننا لا نمارس نضالنا لكي نضع أنفسنا مكان مستغلي و مضطهدي اليوم , و لا حتى نناضل في سبيل انتصار تجريد فارغ . لا يجمعنا أي شيء مع ذلك الوطني الإيطالي الذي أعلن :" ما الذي يهم جميع الإيطاليين أن يموتوا من الجوع ما دامت إيطاليا عظيمة و ماجدة !" , و لا حتى مع ذلك الرفيق الذي اعترف أنه لا يكترث فيم إذا فنى ثلاثة أرباع البشرية أثناء جعل العالم حرا و سعيدا .
في رأينا كل عمل موجه نحو تدمير الاضطهاد الاقتصادي و السياسي , و يخدم رفع المستوى الأخلاقي و الثقافي للشعب , و الذي يمنحهم وعيا عن حقوقهم الفردية و قوتهم , و يقنعهم أن يتصرفوا بأنفسهم لصالحهم الخاص , ( و بكلمة ) كل نشاط يحفز كراهية الاضطهاد و يوقظ الحب بين البشر , و يجعلنا أقرب إلى أهدافنا و بالتالي هو شيء جيد ( هذا يتوقف فقط على الاعتبار الكمي : للحصول على أفضل النتائج من القوى المتوفرة بتصرفنا ) . من جهة أخرى أي نشاط يجنح إلى أن يحفظ الحالة الراهنة للأوضاع , التي تميل للتضحية بالإنسان ضد إرادته في سبيل انتصار عقيدة , هو سيء لأنه نفي لأهدافنا . إننا نسعى إلى انتصار الحرية و الحب .
هل علينا لهذا السبب أن ننكر استخدام الوسائل العنيفة ؟ كلا على الإطلاق . إن وسائلنا هي تلك التي تسمح بها الظروف و تفرضها .
بالطبع فنحن لا نرغب في أن نضع إصبعا على شخص ما , إننا نريد أن نجفف كل دموع الإنسانية لا أن نكون مسؤولين عن دموع أكثر . لكن علينا إما أن نناضل في العالم كما هو أو نبقى حالمين عاجزين . سيأتي اليوم , نحن مقتنعون بهذا , الذي سيكون فيه ممكنا خدمة قضية البشرية دون إلحاق الأذى بالنفس أو بالآخرين , لكن هذا غير ممكن اليوم . حتى أنقى الشهداء و أكثرهم لطفا , أولئك الذين يسمحون لأنفسهم بأن يجروا إلى المشانق في سبيل انتصار الخير , دون مقاومة , و يباركون قاتليهم , كما فعل مسيح الأسطورة , سيتسببون بالأذى . إضافة إلى الضرر اللاحق بشخوصهم , التي يجب ملاحظته أيضا في النهاية , فإنهم سيتسببون بدموع مريرة سيذرفها كل من يحبهم . لذلك ففي كل أفعال الحياة هناك دائما قضية السعي نحو إحداث اقل أذى لتحقيق أكبر خير ممكن...
من الواضح أن الثورة ستكون نتيجة للكثير من المآسي و الكثير من المعاناة , لكن حتى لو أدت إلى مائة مرة أكثر , فإنها ستكون دوما نعمة مقارنة بالمعاناة التي توجد الآن في العالم نتيجة للتنظيم الظالم للمجتمع . ( إن ديرهوس , 17 أغسطس آب 1892 ) .
هناك , و قد وجد دائما في كل النضالات الاجتماعية السياسية , نوعان من المنومين :
هناك أولئك الذين يعتبرون أننا لسنا ناضجين أبدا بما فيه الكفاية , و أننا نرجو الكثير جدا , و أنه علينا أن ننتظر , و أن نكون راضين بأن نتقدم قليلا في وقت ما بمساعدة إصلاحات صغيرة يتم الفوز بها و خسارتها دوريا دون أن تحل أي شيء . و هناك أولئك الذين يشعرون بالازدراء نحو الأشياء الصغيرة , و ينادون بكل شيء أو لا شيء , و يقدمون مشاريع , ممتازة ربما لا يمكن إنجازها بسبب نقص الدعم الكافي , و تمنع , أو تسعى لمنع , البقية من فعل القليل الذي يمكن فعله .
بالنسبة لنا ما هو أكثر أهمية ليس ما نحققه ... بل كيف نحققه .
إذا , لكي يضمن تحسنا في الوضع , قام المرء بالتخلي عن برنامجه الأساسي و التوقف عن الترويج له أو النضال لتحقيقه , و إذا حث المرء الجماهير على أن تعلق آمالها على القوانين و الإرادة الطيبة للحكام عوضا عن أفعالهم المباشرة , إذا قام المرء بخنق الروح الثورية , و توقف عن تحريك السخط و المقاومة – عندها ستكون كل فائدة وهمية و سريعة الزوال , و في كل الأحوال سوف تعترض الطرق نحو مجتمع المستقبل .
لكن إذا عوضا عن ذلك لم ينس المرء أهدافه النهائية و شجع القوى الشعبية , بالإضافة إلى تحفيز العمل المباشر و التمرد , فقد ينجز فقط القليل جدا لبعض الوقت , لكنه قد قام بخطوة نحو التحضير المعنوي لجماهير الشعب , و نحو تحقيق مناخ اجتماعي أكثر ملائمة .
يقول القول الشائع " إن الدرجة القصوى عدوة الخير " : دعونا نفعل ما نستطيع , مفترضين أننا لن نستطيع فعل كل ما نريد , بل فعل شيء علينا فعله . ( أومانيتا نوفا , 25 يونيو حزيران 1922 ) .
مناقشة أخرى ضارة يقدمها الكثيرون , لكنها بالنسبة لآخرين مبرر كيلا يفعلوا شيئا , هو أن البيئة الاجتماعية الحالية لا تجعل الأخلاق ممكنة , و أنه بالنتيجة لا جدوى من القيام بأية جهود لا يمكنها النجاح , و لذلك من الأفضل أن يفعل كل فرد لنفسه دون أن يكترث للباقين , عدا عن أن يغير طريقة حياته عندما سيتغير النظام الاجتماعي . من الواضح أن كل الأناركيين و الاشتراكيين يفهمون الحقائق الاقتصادية للحياة التي تجبر الإنسان اليوم على النضال ضد الإنسان , و أي مراقب سيرى أهمية النضال الشخصي ضد القوة الساحقة للبيئة الاجتماعية الحالية . لكنه من الواضح أيضا أنه من دون ثورة الفرد , الذي ينضم إلى الآخرين من ذوي الفكر المشابه ليدخلوا المقاومة إلى البيئة كي يغيروها , فإنها لن تتغير أبدا .
جميعنا دون استثناء مجبرون على الحياة في تناقض مع مثلنا تقريبا , لكننا أناركيون و اشتراكيون لأننا عانينا من هذا التناقض حتى هذه الدرجة , و لأننا نسعى لأن نجعله أصغر ما يمكن . في سياق تكييف أنفسنا مع البيئة فيمكن أن نفقد بالطبع الرغبة بتغييرها , و قد نصبح برجوازيين عاديين , برجوازيين دون نقود ربما , لكن بكل ما تعنيه البرجوازية في أفعالنا و نوايانا . ( الأناركية أغسطس آب 1898 ) .


ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن prole.info



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكنيسة و المدرسة
- عن جذاء منتظر الزيدي
- عن أحداث الشغب في اليونان
- مرة أخرى عن ابن تيمية
- عن كتب الشيخ البوطي
- حدث يومي جدا
- تحية بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق الحوار المتمدن
- باول ماتيك الشيوعية المجلسية 1939
- الملك هو الملك من يزيد إلى ستالين : منطق السلطة .
- بدلا من كل عام و أنتم بخير
- الثورة الأناركية لنستور ماخنو
- التغيير الحقيقي يعتمد على إيقاف المستفيدين من خطة الإنقاذ لن ...
- لقاء مع أناركي إسرائيلي
- عن حصار غزة
- الأناركية و الحرية الدينية , المؤتمر الخامس للفدرالية الشوعي ...
- نقد يساري تحرري للخطابات السائدة
- بيان شيوعي أناركي عن الأزمة الاقتصادية العالمية و اجتماع قمة ...
- السلطة , المؤسسة الدينية , و الناس
- الشيوعية التحررية لاسحق بونتي
- عن انتصار باراك أوباما


المزيد.....




- التهجير تحت نار الحرب: “ليس مجرد قصف… بل اقتلاع للإنسان”
- حزب العمال: ستبقى غزة واليمن مقبرة للغزاة
- جرادة بعد سنوات من الحراك: حوار مع المناضل النقابي مصطفى الس ...
- فلسطين: هجوم إمبريالي على الشرق الأوسط بأسره *
- صدور العدد 83 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية: ناقوس الخطر … ...
- انتخابات رومانيا الرئاسية: استقالة رئيس الوزراء بعد فوز مرشح ...
- اكتشاف مقبرة مجهولة لجنود سوفييت في السويد
- بيان المكتب الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بأوروبا الغ ...
- م.م.ن.ص// اسم وأعمال تعيش عبر قرون
- الجامعة الربيعية لأطاك المغرب؛ الأهداف، المصاعب، المكاسب وال ...


المزيد.....

- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - الغايات و الوسائل لإيريكو ماتاليستا