أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن كم الماز - عن حصار غزة














المزيد.....

عن حصار غزة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2478 - 2008 / 11 / 27 - 10:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن الوضع في غزة هو إلى حد كبير تعبير عن الحالة العامة في مجتمعاتنا سواء في مستوى الانقسام في الطبقة السياسية أو في شكل العلاقة بين السلطة و النخبة و المجتمع , و خاصة فيما يتعلق بهشاشة الوضع السياسي للسلطة في مواجهة إملاءات الخارج..بشكل خاص يمثل جوع الفلسطينيين في غزة بأمر إسرائيلي و توجيه أمريكي و تواطؤ عربي رسمي و الظلام الذي يلف ليل غزة و المخاطر الجديدة غير العادية التي يواجهها المرضى هناك بسبب توقف الإمدادات بالكهرباء و الدواء ذروة الأزمة و المأساة الراهنة سواء في بنية النظام العربي الرسمي أو الطبقة السياسية و النخب المسيطرة و المتنافسة في مجتمعاتنا أو في علاقتها بالخارج , و في أداء هذا الخارج لا سيما القوى السائدة في العالم و في منطقتنا تجاه البشر فيها..أولا مثلت سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية و مقاربتها لصعود حماس الذي شكل تهديدا جديا لسيطرتها حالة تقليدية عن السياسات الإقصائية التي تحاول بواسطتها أية سلطة عزل و تحجيم منافسيها , و شكل العجز التالي عن إدارة سلطة برأسين بعد الانتخابات التشريعية دليلا على فشل الطبقة السياسية المتمثلة في بيروقراطية السلطة و النخب السياسية و الاجتماعية المتمثلة أساسا في قيادات التنظيمات و الاتحادات و الجمعيات التابعة لها في خلق حتى حالة هدنة بين المتنافسين , انتقل الطرفان بسرعة من القبول باحتمالات التنافس السياسي و ما يعنيه ذلك من احتمالات صعود الخصم إلى التمترس في الجانب الخاص بهما من السلطة و رفض التنازل عنه , هذا وسط تفضيل عربي واضح لسلطة رام الله و دعم أمريكي و إسرائيلي لها , الأمر الذي كانت نتيجته المنطقية حصار غزة الخاضعة لحماس من جميع الأطراف , هذا الحصار الذي يراهن ضمن رهانات أخرى على دق إسفين بين حماس الحاكمة هناك و بين الشارع الغزاوي مما قد يساهم في القضاء على سلطتها هناك أو قد يخلق مزاجا شعبيا يقبل أي عمل في هذا الاتجاه لا بد أن يكون بمساعدة و تواطؤ إسرائيليين إن لم يكن أساسا بواسطتها..تعود نقطة الانطلاق في هذه الأزمة إلى تراجع الشكل الفردي لقيادة منظمة التحرير و بعدها السلطة الوطنية المرتبط أساسا بشخصية ياسر عرفات , الذي سمح باستمرار قيادة بيروقراطية المنظمة لمؤسسات المنظمة و من ثم السلطة دون أن يخلق هذا , رغم الخلافات الكبيرة مع بقية فصائل المنظمة و من ثم مع حماس و الجهاد اللتان بقيتا خارج المنظمة , توترا حقيقيا بين واقع سيطرة بيروقراطية المنظمة و بين خصومها الذين خضعوا في نهاية المطاف لتلك السيطرة , لكن كان لهذا ثمن باهظ أحيانا كان عرفات و معظم بيروقراطية المنظمة مستعدين لدفعه عندئذ , مثلا الدفاع عن الجبهتين الشعبية و الديمقراطية في فترة الوجود في الأردن حتى لو لم يتفقوا معها و مثل رفض عرفات القبول بمقترحات كلينتون – باراك في واي ريفر الذي انتهى بحصاره ثم اغتياله..كانت الانتخابات التشريعية التي شاركت فيها حماس هو الشكل الذي فرضته ضرورة إعادة إنتاج سلطة بيروقراطية المنظمة – السلطة دون ياسر عرفات , كانت المفاجأة في أن الجماهير لأسباب تتعلق بنشاط حماس الفاعل من جهة و رفضها السلبي لممارسات تلك البيروقراطية من اليوم التي دخلت فيه الضفة و غزة قد اختارت حماس , طبعا لم يكن هناك أي خط ثالث عمليا رغم محاولات الشعبية تحديدا و قوى أخرى أضعف و أصغر التمايز عن نهج أوسلو و نمط حماس في المقاومة في نفس الوقت , المأزق اليوم أن غزة تدفع ثمنا باهظا سواء لاشتراطات تل أبيب و واشنطن وسط رضوخ أوروبي و تواطؤ عربي رسمي صريح و بسبب مأزق بيروقراطية السلطة في إعادة إنتاج سلطتها ما بعد عرفات و مأزق النخب و قيادات التنظيمات الفلسطينية في إعادة إنتاج واقع تعايشها مع تلك السلطة أو حتى مجرد التواضع في تعاملها مع مجتمعها و مع الجماهير , و أولا قبل أي شيء آخر مأزق الجماهير و عجزها عن فرض بديلها أو حتى عن فرض مخرج ما لهذا الواقع البائس , الجماهير التي غيبت سواء في مرحلة قيادة عرفات و أكثر اليوم تحت وطأة الحصارات المشتركة بين غزة و الضفة و وطأة تصاعد القمع و تراجع هامش الحريات المتاح في الضفة و غزة على حد سواء و التي جعلت الشكل الميليشيوي للتنظيمات الفلسطينية أكثر هيمنة و قدرة على فرض نفسه أكثر من ذي قبل باستخدام أذرعته الاقتصادية لتفتيت الجماهير و تحويلها إلى تابع لمن يستطيع أن يدفع لها كي تستمر في الحياة فيما تزداد تبعية قياداتها لمصادر التمويل الخارجي بالتالي..الخيارات القادمة هي باختصار إما استمرار كارثي للانقسام الراهن أو بناء سلطة ذات صفات أكثر ديكتاتورية تعوض عن انهيار نموذج قيادة عرفات للمنظمة و السلطة لتعزز سلطة بيروقراطية السلطة و ذلك برعاية عربية رسمية و إسرائيلية و أمريكية , و ربما مشاركة مباشرة أو غير مباشرة , أو اكتشاف أو خلق مخرج يعيد حالة من الهدنة النسبية بين بيروقراطية المنظمة و خصمها الحماسي إما بواسطة مناورات فوقية نخبوية ضمن الطبقة السياسية بمساعدة عربية رسمية , مصرية خاصة , على التوازي مع تغير محتمل في الإستراتيجية الأمريكية إقليميا و ربما حتى في مقاربة حكام تل أبيب القادمين , أو بواسطة ضغط شعبي فعال مؤثر يستعيد دورا متزايدا للشارع في تقرير مصيره بغض النظر عن ثقل التواجد الميليشيوي للفصائل في الشارع , إن تغييرا كهذا سيكون له تبعات أبعد , ليس فقط على شكل السلطة القادم , بل في حريتها بالتصرف في تفاصيل القضية الفلسطينية , و ربما حتى في تفكيك الوجود الميليشيوي الاجتماعي للتنظيمات في مقابل صعود مؤسسات جماهيرية ديمقراطية تتعامل مباشرة مع الشأن الاجتماعي و الهم اليومي للجماهير....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأناركية و الحرية الدينية , المؤتمر الخامس للفدرالية الشوعي ...
- نقد يساري تحرري للخطابات السائدة
- بيان شيوعي أناركي عن الأزمة الاقتصادية العالمية و اجتماع قمة ...
- السلطة , المؤسسة الدينية , و الناس
- الشيوعية التحررية لاسحق بونتي
- عن انتصار باراك أوباما
- من وثائق الأممية الموقفية تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاط ...
- مجتمع الاستعراض لغي ديبورد
- تصحيح بعض الاعتقادات الرائجة الخاطئة عن الثورة في البلدان ال ...
- كارل بولاني و العولمة لغيريش ميشرا
- من وثائق الأممية الموقفية ما بعد التصويت
- إعادة توزيع الثروة ؟ نعم ( لكن ليس كما يقترح أوباما ) بقلم ب ...
- إننا نتهم
- من سيدي إفني إلى المحلة إلى بغداد إلى السكرية
- عن حل الدولتين و حل الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة
- عن الحملة ضد ما يسمى بجرائم الشرف
- خطة إنقاذ وول ستريت لن تفعل الكثير لمساعدة الاقتصاد المريض
- الشيوعية التحررية لسيباستيان فاور
- أممية الفيدراليات الأناركية : تسعى إلى حركة أناركية أممية في ...
- بين الشكل الشمولي لرأسمالية الدولة و الشكل النيو ليبرالي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مازن كم الماز - عن حصار غزة