أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - محمود درويش من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( 1992 )














المزيد.....

محمود درويش من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( 1992 )


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2548 - 2009 / 2 / 5 - 07:26
المحور: الادب والفن
    



من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر – ما قبل الأخيرة – أمام الرجل الأبيض ( 1992 )

طريق طويل مشاه الفلسطيني من أتون الحرب الأهلية اللبنانية إلى محاولته العودة إلى أرضه عبر أوسلو , و بينهما وطن ضائع و الكثير الكثير من المجازر , سجل الأديب الفلسطيني رحلة العذاب هذه في انقلابه الجذري من تفاؤل فترة صعود النضال الفلسطيني المسلح مرورا بتشاؤل أميل حبيبي إلى تشاؤم الإحساس بمرارة الهزيمة...من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( 1992 ) تحول هائل , من أحمد الذي كان
كان اغتراب البحر بين رصاصتين
مخيما ينمو , و ينجب زعترا و مقاتلين
إلى الهندي الأحمر الذي يعرف جيدا أن
أننا ننزف اليوم حاضرنا و تدفن أيامنا في رماد الأساطير
ليست أثينا لنا
كان أحمد الزعتر ابن المخيم بعد أن طال سؤاله و رحيله لعشرين عاما كان يمارس اكتشاف الذات , و أخيرا قال
أنا أحمد العربي – قال
أنا الرصاص البرتقال الذكريات
تل الزعتر الخيمة
و أن البلاد و قد أتت
و تقمصتني
وضع ذكرياته وراءه و انتسب إلى الخندق , يذكر درويش الرصاص كثيرا عندما يحدثنا عن أحمد , رصاص برتقالي , كان ما يزال للرصاصة وهجها , كانت تبدو كبيرة و قادرة و ربما كانت أخيرا الطريق , كان درويش ينادي أحمد الزعتر
يا أيها الولد الموزع بين نافذتين
لا تتبادلان رسائلي
قاوم
....
يا أحمد المولود من حجر و زعتر
ستقول : لا
ستقول : لا
كان يومها الأمل بانتصار أحمد الزعتر , أو أحمد العربي , على منفاه و موته ممكن , لكن أحمد الزعتر يصبح هنديا أحمر فقط بعد 15 عاما , يتلو رسالته قبل الأخيرة أمام قاتله الأبيض , تحت سماءه , أمام جواميسه و غزالته , أمام أرض كانت سابقا تؤوي أجداده و آبائه , أصبح لا يملك منها شيئا إلا الأمس , اكتشف الهندي الأحمر أنه لا يملك إلا الحصى في مواجهة حديد أعدائه , فكان عليه أن يقول و قد اكتشف أنه على وشك الرحيل
و نحن نودع نيراننا , لا نرد التحية ... لا تكتبوا علينا وصايا الإله
الجديد , إله الحديد , و لا تطلبوا معاهدة للسلام من الميتين , فلم يبق منهم
أحد
إن كم الموت هائل , لا يصدق , إن المجزرة الاستئصال الموت بحجم يفوق الجحيم , فيسأل الهندي الأحمر الأخير قاتله
ألم تولدوا من نساء ؟
ألم ترضعوا مثلنا حليب الحنان إلى أمهات ؟
...
هنا كان شعبي هنا مات شعبي هنا شجر
الكستناء
يخبئ أرواح شعبي , سيرجع شعبي هواء و ضوءا و ماء
خذوا أرض أمي بالسيف , لكنني لن أوقع باسمي معاهدة الصلح بين
القتيل و قاتله , لن أوقع باسمي
في احتضاره الأخير يختار الهندي الأحمر أن يموت و بيده سلاح , يعرف جيدا أنه يودع آخر شمس , يعرف جيدا أنه يستعد للرحيل إلى رحم أمه من جديد , هذه المرة دون أن يكون أمامه طريق للعودة , يختار أن يموت و بيده سلاح , يختار أن يموت و في فمه لا ,
سنمضي إلى حتفنا , أولا , سندافع عن شجر نرتديه ...
وعن جرس الليل , عن قمر , فوق أكواخنا نشتهيه
وعن طيش غزلاننا سندافع , عن طين فخارنا سندافع
و يسأل قاتله للمرة الأخيرة
إلى أين يا سيد البيض , تأخذ شعبي , ..
و شعبك ؟
إلى أية هاوية يأخذ الأرض هذا الروبوت المدجج بالطائرات
بل قد يطالبه بأن يترك بعض المقاعد للميتين في مؤتمرات السلام , كي يتلو عليها معاهدة ما , لكنه يستعد أخيرا لرحيله النهائي , ليكتفي برؤية أرض أمه من سماء أصبحت تأتمر بسيد جديد , بإله الحديد , يخبرنا درويش ما الذي يجب على الفلسطيني أن يفعله في لحظة الرحيل , هكذا سقط السلاح من يد أحمد الزعتر , هكذا يموت المخيم و يموت الزعتر و يموت الحلم , قد ينظر أحمد الزعتر في عيني قاتله و يسأل فولاذهما البارد لكنه سيحتفظ في يده و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة بحجر من تلك الأرض مشرعا في الهواء أمام فولاذ القاتل , هكذا يموت أحمد الزعتر بعيدا عن خيمته و عن أرضه أو أنه بات يدرك مصيره القادم , سينصرف ليصبح ماض , يترك أرضه و ماضيه و غزلانه , يذوي و هو يضم ماضيه و يصبح مجرد اسم , ذكرى , قبر يلاحق منفاه......

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة الليبرالية الديمقراطية للأناركية
- عن هويتنا كبشر
- تعليق على دفاع الأستاذ غياث نعيسة عن الماركسية الثورية
- لا دولة واحدة و لا دولتين , بل لا دولة
- وا معتصماه ! : أمجاد الجنرالات و عالم الصغار
- ملحمة غزة
- استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي
- بيان أممي شيوعي أناركي عن الوضع في غزة إسرائيل
- مولاي قراقوش
- الحقيقة عن غزة
- أموت خجلا يا غزة
- أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية : مقاربة
- لقطات من الحرب على غزة
- موت الليبرالية العربية
- الطريق الثالث بين الاستسلام و مقاومة تدعو إلى شهداء بالملايي ...
- السمع و الطاعة
- حقائق بسيطة جدا عن الحرب على غزة
- نحو موقف يساري تحرري من الحرب على غزة
- ما وراء النقد
- يسقط يسقط حسني مبارك


المزيد.....




- منصور أبو شقرا... مسيرة شعرية وثقافية تتجسد في إصدار مجموعته ...
- نردين أبو نبعة: الكتابة المقاومة جبهة للوعي في مواجهة السردي ...
- مصر: نقيب الممثلين ينفي فتح تحقيق مع عباس أبو الحسن بعد تصري ...
- جدل بعد بث أغنية أم كلثوم عبر أثير إذاعة القرآن الكريم المصر ...
- أشبه بالأفلام.. سيدة تُقل شرطيًا بسيارتها لملاحقة سارقة متجر ...
- -البيت الفارغ- والملاحم العائلية يمنحان الفرنسي لوران موفيني ...
- المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكرّم جودي فوستر وحسين فهمي
- لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته ...
- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - محمود درويش من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( 1992 )