أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا حسين - -فالس مع بشير- مشاهد خارج نشرة الأخبار














المزيد.....

-فالس مع بشير- مشاهد خارج نشرة الأخبار


ليندا حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 08:47
المحور: الادب والفن
    


في معرض دفاعها عن ضرورة عرض الفيلم الإسرائيلي "فالس مع بشير"، قالت المخرجة الألمانية ومديرة جمعية "أمم للتوثيق والأبحاث" مونيكا بورجمان: "من المؤسف ألا يعرض فيلم في لبنان ينتقد إسرائيل"، وأضافت قائلة: "إن رؤية وجهة نظر الآخر أمر مهم للغاية". وبورجمان كانت بدورها قد ساهمت في إنجاز فيلم وثائقي يتناول مجزرة المخيمين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا، وهو المحور الذي بني عليه فيلم "فالس مع بشير".

تظهر بين وقت وآخر دعوات للاطلاع على النتاج السينمائي الإسرائيلي، لكن خطابها حذر ومتحفظ. بحيث يبقى التبرير الذي لا يشك بسلامة نواياه ولا يتعرض للتخوين هو أن الفيلم "ينتقد إسرائيل" وسيكون من المؤسف عدم عرضه. بالعموم لا أرى أنه من المؤسف ألا يعرض فيلم ينتقد إسرائيل في لبنان وغير لبنان. فنحن نرى يوميا وأحيانا طوال الساعات الأربع وعشرين لكل يوم في الأسبوع، انتقادات لإسرائيل. في سينمانا في موسيقانا في الشعر، والافتتاحيات الجليلة. في الأغاني في المعارض. في نشرات الأخبار وبشكل مكثف في مناهج التعليم. كل هذا لم يكن بالضرورة كافيا ليجعل جيلنا الشاب، الذي عاصر كل هذا الخطاب، قادرا على رسم خريطة تقريبية لإسرائيل. لم يكن هذا الرصيد من الأعمال الناقدة لإسرائيل كافيا لجعل جيلي قادرا على تحديد موقع القدس على الخريطة. لجعله يعرف ولو بشكل تقريبي أين القدس من الضفة، أين القدس من إسرائيل.

في مدارسنا وإلى اليوم تلقَن الجغرافيا كما كانت قبل أكثر من خمسين سنة بحجة عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني. النتيجة: في العقل بقيت إسرائيل صورة ضبابية مبهمة، رمزا لشر لا حدود له، دون أن يكون لهذا الشر إحداثيات أو جغرافيا. هناك منطق غريب في التجاهل، في الانسياق وراء البروباغندا، يفسح المجال واسعا أمام ثقافة شفاهية مبنية على العواطف أكثر منها حصيلة للوعي والاطلاع. ربما لهذا يجب إعادة النظر في علاقتنا الرهابية فيما يتعلق بالتعامل مع المسألة الإسرائيلية، وإعادة النظر بالتحفظات. وعلى الأرجح فإن الاستمرار في تجاهل المواد الإسرائيلية ورفضها وفرض رقابة مطلقة عليها لن يفيد في شيء. رؤية المجتمع الإسرائيلي عبر المواد الفنية تتيح فرصة لرؤية هذا المجتمع خارج إطار كاميرات الأخبار. إغماض العينين، لا يلغي المشهد، بل يفوت كثيرا من الفرص. وربما لهذا نحتاج إلى تغيير الخطاب، فنحن لسنا بحاجة لرؤية فيلم "فالس مع بشير" لأنه ينتقد إسرائيل. بل نحن بحاجة لمعرفة ماذا يحدث. نحن نتحمل مسؤولية أن نعي مشهدهم خارج الدبابة وخارج شاشة الأخبار. إذ لا تكفي تصريحات الصحف ومختارات البرامج الوثائقية لفهم الصورة الكاملة. ما ينقصنا ليس أبدا شحن العواطف بل تعامل عقلاني مع القضايا.

الحديث عن ضرورة الاطلاع على الآخر الإسرائيلي، لم يبدأ بترجمات هاني الراهب، ولن ينتهي بالإرباك الذي أحدثه الفيلم الإسرائيلي المذكور. هناك دائما مبادرات فردية تتحمل مسؤولية أخلاقية حرجة. لكن بالمقابل يدفع منطق الخوف ورهاب "تهمة التطبيع" بعضا من العاملين في حقل الثقافة وفي العمل التوثيقي إلى ارتكاب أخطاء وتجاهلات وتقديم الحقائق ناقصة، بشكل يدفع المتلقي إلى التشكيك في المصداقية. الإرباك الذي أحدثه وجود نص لكاتب إسرائيلي عن تل أبيب، في مجموعة "مدينة ـ قصص مدن من الشرق الأوسط" (بريطانيا 2008) لا يبرر أبدا أن يتم تقديم الكتاب في مادة صحافية تتناول قصص المدن التسعة، ولا تشير لكلمة واحدة إلى وجود قصة عن "تل أبيب". أتحدث هنا مجددا عن منطق التعامل. أن تتجاهل الصحافية التي غطت خبر صدور الكتاب وجود المادة لا يلغي وجودها. مثلما لا يلغي تلَّ أبيب رفضُنا النفسي والعاطفي لوجودها. هناك خوف من أن يكون قبول حكاية تل أبيب، مجددا قبولا بإغماض العالم لعينيه عن التاريخ الدموي لنشوئها. لكن هناك بالمقابل حاجة ملحة للاطلاع على ما يصدر في الدولة الإسرائيلية دون أن نصاب بالخوف على الذاكرة. ودون أن نتهم بتزوير التاريخ أو الكذب.

طبيعة ما يحدث في الدولة الإسرائيلية التي تلاصق ظهر خرائطنا، ظهر في مشهد مختلف في مواد فنية تم تقبلها على المستوى غير الرسمي بشكل معقول لأنها خارجة عن فنانين فلسطينيين. مواد شكلت صدمة حقيقية في حينها، كالفيلم المميز "يد إلهية" لإيليا سليمان، والذي بدوره لم يمرَّر رسميا بسهولة رغم هويته الفلسطينية التي أصر المخرج عليها، بينما تم التحفظ على الفيلم بحجة التمويل الإسرائيلي وما شابه. في الأدب أيضا وصل مشهد مختلف عن حياة الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل، كما في سرد الكاتبين الفلسطينيين عدنية شبلي وراجي بطحيش. هذه مواد تكاد تغيب عن الوعي الشعبي وحتى "النخبوي" وسط زحمة الميديا وزعيقها. لكنها مؤخرا بدأت تعلن وجودها وتجد مساحة لها وإن بإيقاع بطيء وخافت.

لقد تحفظت على عبارة "لأنه ينتقد إسرائيل" إذ ذكرتني بالرقابة، وبالمواد الكثيرة التي منعت من العرض والنشر والتغطية في المنطقة لأنها أيضا تنتقد، لكن ليس إسرائيل بالضرورة.

فيلم "فالس مع بشير" فيلم مختلف، ومرشح بقوة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية. ليس فقط لأسباب سياسية تم تلقي الفيلم كل مرة بهذا الفضول والاحتفاء. من الخطأ ألا يطلع المشاهد العربي على هذا العمل الذي شغل المهرجانات السينمائية وصالات العرض العالمية، والذي صنع هناك، في الدولة "الطارئة" التي تهزنا من "الداخل" منذ عقود.



#ليندا_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة عن أئمة المساجد في ألمانيا أكثرية بلا تأهيل علمي
- Stike, Bossa Nova, strike!* (حكاية ألمانية)
- كيف أن آدم ليس كشهريار
- مناقصات ومزايدات على أسعار البشر العالم حين يزايد في الأخلا ...
- مجازر الأرمن والمحنة الفلسطينية.. أيكون الفن وحده من يصغي لص ...
- عن العنف والإيدز والسحرة.. من يقاضي القاضي؟
- كيف سنمشي خلف النعش؟ ل ماركوس أورتس*
- عن قتل النساء.. عن قتل مجتمع
- وجهي الحزين هاينرش بول
- الانترنت تنجح مجددا بإغواء الروائيين.. ( ينفع لريح الشمال ) ...
- هه يسوع.. هه بوش
- فيلم - العطر- للألماني توم توكفر.. إدانة صريحة لقطيع البشرية ...
- الرجل السيء في لوحة الموزاييك
- الانفصال في علاقة نساء سوريا برجالها
- علي رطل
- رغم الإرهاب الإسلامي: عدد الألمان الذين يدخلون الإسلام تضاعف ...
- أقدام حافية


المزيد.....




- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا حسين - -فالس مع بشير- مشاهد خارج نشرة الأخبار