أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد هجرس - قمة الكويت (7)














المزيد.....

قمة الكويت (7)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 08:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أحد أوجه فشل النمو فى المنطقة العربية – الذى كشف عنه النقاب تقرير عن "التنمية فى الدول العربية"، إعداد القطاع الاجتماعى بجامعة الدول العربية، والمقدم إلى القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالكويت – هو الفشل الصارخ فى توفير فرص عمل كافية ومجزية، إلى الحد الذى دفع بعض الخبراء إلى صياغة مصطلح "النمو غير المنتج للوظائف" jobless growth كصفة للنمو فى المنطقة العربية.
وأدى التحيز نحو استثمار منخفض الإنتاجية يرتبط بالنمو المعتمد على النفط إلى إيجاد عدد من الوظائف أقل بكثير مما هو لازم لسد فجوة البطالة.
وحذرت الدراسة ذاتها من ارتفاع معدلات البطالة والبطالة الجزئية فى المنطقة، التى يزيدها سوءا بروز بطالة الشباب. بالإضافة إلى ذلك هناك أدلة كثيرة على أن البطالة الجزئية – بسبب قلة ساعات العمل الأسبوعية وعدم انتظام العمل – تعد داء اجتماعيا واقتصاديا مستشرياً على نطاق واسع فى المنطقة. وتشير الأدلة أيضا إلى نمط شامل من الركود فى التوظيف الرسمى فى المدن، والتوسع فى القطاع غير الرسمى.
ونتيجة لانخفاض قدرة القطاعات الاقتصادية الرسمية على خلق فرص عمل، أصبح القطاع غير الرسمى "مستودع قمامة" لفائض العمالة فى المناطق الحضرية، ومعظمهم من العمال غير المهرة وغير المشمولين بالحماية.
والتحدى الذى يواجه الدول العربية كمجموعة يتمثل فى خلق حوالى 51 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2020. وهذا تقدير أعلى بكثير من التقديرات التى وردت فى تقارير البنك الدولى والتى بلغت 34 مليون فرصة عمل فقط.
ومن الأمور المسلم بها أنه يمكن خلق وظائف جديدة من خلال تعزيز عمليات النمو. وهذا النهج فى تناول مشكلة العمالة عادة ما يستخدم مرونة العمالة فيما يتعلق بالناتج المحلى الاجمالى: اى النسبة المئوية للتغير فى العمالة نتيجة لزيادة 1% فى الناتج المحلى الاجمالى. ووفقا لبيانات البنك الدولى (2007) يعتبر النمو الاقتصادى ذا كثافة رأسمالية عندما تكون مرونة التوظيف أقل من (0.4) وذا كثافة من حيث العمالة عندما تكون المرونة أكبر من (0.8).
ولتحديد حجم هذا التحدى الذى يواجه الدول العربية قامت الدراسة بحساب معدل خلق فرص العمل على مدى فترة طويلة نسبيا من 1980 إلى 2005 باستخدام معدلات الأمم المتحدة للنمو السكانى مع حساب معدل الناتج المحلى الاجمالى للدول العربية خلال نفس الفترة. وخلصت الدراسة الى انه لم تسجل أى من الدول العربية التى شملتها العينة معدل نمو فى العمالة يقترب من 3.2% سنويا خلال الفترة محل الدراسة كما اتضح- فيما يتعلق بالمرونة- انه لم تكن اى من الدول العربية المشمولة بالعينة قادرة على تحقيق عملية نمو " ذات كثافة توظيفية عالية" خلال العقود الثلاثة الماضية او نحو ذلك كما هو واضح من قيم مرونة النمو فى التوظيف والتى تقل جميعها عن (0.8)، بينما كانت كل عمليات النمو تقريبا ذات كثافة رأسمالية أو تكاد تكون كذلك.
أما بالنسبة للمعدلات المطلوبة لنمو الناتج المحلى الاجمالى لإبقاء معدل البطالة ثابتا، على افتراض أن معدل النمو المطلوب لفرص العمل سنويا يبلغ 3.2%، ويبلغ المتوسط السنوى المطلوب لمعدل نمو الناتج المحلى الاجمالى المطلوب للعينة ككل حوالى 7.6%: ويتراوح ما بين ارتفاع يبلغ 10.3% فى مصر، إلى انخفاض يبلغ 5.1% فى الأردن.
وبمقارنة هذه المعدلات المطلوبة لنمو الناتج المحلى الاجمالى الحقيقي بالارتفاع القياسى للنمو الاقتصادى الذى تحقق خلال الفترة 2000-2006 يتبين بوضوح طبيعة التحدى الذى يواجه الدول العربية، حيث لم تحقق أى من الدول العربية التى شملتها العينة- باستثناء الأردن- معدل النمو المطلوب فى الناتج المحلى الاجمالى الحقيقي الذى يحقق الهدف المتمثل فى إيجاد الوظائف الجديدة المطلوبة توفيرها.
ولم يكن مفاجئا- والحال كذلك- أن تكون المنطقة العربية واحدة من أكثر مناطق العالم معاناة من البطالة.
وبالنتيجة فأننا أصبحنا أمام تحدى خطير يتطلب – حسب تقديرات دراسة القطاع الاجتماعى بجامعة الدول العربية- توفير 51 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020.
فكيف يمكن توفير هذا العدد المخيف من فرص العمل؟!
الواضح أن الأمر يتطلب إعادة النظر فى أمور كثيرة، من بينها نمط التنمية المعتمد فى معظم البلدان العربية. ويتطلب بالضرورة أيضا إعادة النظر فى الأسس التى ينطلق منها هذا النمط التنموي وبخاصة التعليم.
ويزيد من إلحاح هذه القضية أن كل المؤشرات المخيفة المذكورة كانت كلها سابقة على اندلاع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التى تزيد الطين بله. فقد حذرت منظمة العمل الدولية من ان هذه الأزمة ستؤدى الى انعكاسات سلبية وخطيرة على "الأمن الوظيفي العالمى" حيث من المتوقع أن تتسبب فى ارتفاع عدد العاطلين عن العمل إلى ما يزيد عن 230 مليون شخص. ومن المتوقع كذلك أن يبلغ عدد العاطلين خلال العام الحالى (2009) حوالى 198 مليون شخص.
لذلك ينصح تقرير منظمة العمل الدولية الحكومات بأن تدرج قضية خلق فرص عمل فى أولويات خططها الاقتصادية، واقترح زيادة الاستثمار فى الأشغال العامة، مثل الطرق والاسكان، كوسيلة للتخفيف من عبء البطالة.
وللحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحفى الذى لم يفقد عفته
- بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو
- قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان
- قمة الكويت (2) .. المدخل الإنتاجي بديلا عن المدخل التجاري .. ...
- قمة الكويت(3) .. حقوق الإنسان .. والاقتصاد
- جرس انذار .. صحافة الميكروباص .. وميكروباص الصحافة!
- أخيراً .. بصيص من الأمل
- إسرائيل تريد إلقاء مسئولية أمن غزة على »الناتو«.. وعبء الاقت ...
- التحرر من الأوهام
- التوافق الوطنى المفقود.. فى مواجهة زلزال غزة
- مفارقات دبلوماسية!
- إزالة آثار عدوان غزة
- يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا
- إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد هجرس - قمة الكويت (7)