أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقولا الزهر - لجوء الموتى - قصة قصيرة جداً -














المزيد.....

لجوء الموتى - قصة قصيرة جداً -


نقولا الزهر

الحوار المتمدن-العدد: 782 - 2004 / 3 / 23 - 06:33
المحور: الادب والفن
    


في الهزيعِ الأخيرِ من الليل، وقبل زئيرِ المفاتيحِ ولعلعةِ الأحذيةِ البليدة... وبينما كنتُ أتسكعُ على أطرافِ "ثمود".؛ وإذ أراني فجأة في إحدى المقابِرْ.... كان يغطي تربتَها العشبُ الأصفر… وأدغالُ الشوْكِ الشاهقة… وأكوامُ الحِجارةِ المتناثرة .......
كان مع الحارس أربعةُ رجال ... شعورهُم بلونِ أكفانِهم يتكلمونَ مع حارِس المقبرة.. ذو الشعر الأشعث و الشفاهِ المرتعشة.. والساقان المرتجفتانْ .... كان لا يقوى على الكلامِ معهم..
قال الأول : منذُ ثلاثة آلافِ عام ، كنت ملكاً على { بابلَ } العظيمة .......لقد سمعت صوتَ ألواحي وهي تتهشم!!....
قال الثاني: فقد مُتُّ محبوساً في أحدِ سجون بغداد، لم أكن قد ارتكبت شيئاً سوى أني عزفت عن الوزارة، ورغبت في أن يكون ما يخرج من فمي....بعيداً عن خبزِ السلطانْ...سمعت من زوارٍ آتين من عندكم أن (دار الأعمدة المرمرية) قد صارت ملتقىً للزناة......
قال الثالث: أنا قاضٍ من مدينةٍ جميلةٍ في الأندلس ، اشتهرتْ ببساتينها وثمارها ورياحينها كانت تدعى{ شاطبة }....لقد سمعت أن " الكليات" قد اندثرت من عندكم. وأصحاب القضاء يمدون أيديهم!!
يأتي رابعهم ليقول: أنا من أحفادِ أحفادِهم ، من قريةٍ صغيرة على ضفافِ النيل تدعى (سَنْهور)...قمت لأطمئنَ على "الموسوعة"، فقد سمعت من الآتين من عندكم: أنها بدأت تتسرب من رفوف أصحابنا لتزين بجلودها المفضضة والمذهبة زوايا بيوتِ البصاصين ؟؟!!...
اقتربت لأسألهم عن وُجهتِهم ؟
قال ملك المشرق العظيم: يا بني، تنتظرُنا سفينةٌ في الميناء، لتحملَنا إلى بلادٍ بعيدةٍ في أعالي المحيط . فلقد سمِعنا أن الموتى في ذلك الصوبِ من الأرض لا يخنقهم جنون أسوارِ الشوك العالي...بل يحظونَ بالأضرحةٍ الفسيحة المغمورة بالعشبِ الأخضر....وبخور الصنوبرِ والشربينْ وإكليل الجبل... وحنان البنفسج والسوسن والنسرين ومئاتٍ من الأزهار الأخرى بألفِ لونٍ ولون...فلقد تعبت الأحلام... واضمحلت العيونْ.. يابني...من التراب.... والإسمنت... والدخان.... والرماد.........
في الميناء: كانَ كبيرُ البصاصينَ حاضراً هو وأعوانُه ، فلقد أتوا ليودِّعوا الشيوخ الذين كانوا يحملون على ظهورِهم حطامَ ألواحِهم، وأمزاقَ أسفارهِم ... ملامحُ المشيِعين بابتساماتهم العريضة...كانت تشي أنهم قد حلَّقوا في أعلى الرعشات ومجرَّاتِ نجوم الظهيرة!!!!...


-دمشق-7-9-1988



#نقولا_الزهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى أمي
- فنجان القهوة -قصة قصيرة جداً-
- أبو شمعة - قصة قصيرة جداً
- مصلحة كل التنويعة العراقية في دولة قائمة على الوِفاق والمواط ...
- رسالةإلى وردةٍ بيضاءْ
- ساحة ...في عاصمةٍ مملوكية
- مداخلة في مفهوم الفصل


المزيد.....




- غانا تسترجع آثارا منهوبة منذ الحقبة الاستعمارية
- سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...
- مصر: أهرامات الجيزة تحتضن نسخة عملاقة من عمل تجهيزي ضخم للفن ...
- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقولا الزهر - لجوء الموتى - قصة قصيرة جداً -