أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المحافظة على سلامة عقلية الاجيال القادمة من واجبات المخلصين في العراق















المزيد.....

المحافظة على سلامة عقلية الاجيال القادمة من واجبات المخلصين في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2553 - 2009 / 2 / 10 - 07:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يبحث فيما عليه الوضع الفكري العقيدي في العراق ، يلقى من العجب مما استوردت و غيرت من معالم الثقافة و الحضارة العراقية ، و هناك من يعمل بشكل دؤوب لترسيخ افكار و ايديولوجيات و عقائد معظمها بالية ، ولاستكشاف الاهداف و مصالح من وراء تغيير عقلية و ذهنية الفرد العراقي ، لا يحتاج لعبقرية او عقلية استثنائية و بارزة و عالية الذكاء كما في البقع الاخرى من العالم ، بل بمجرد البحث و المناقشات و الاحتكاكات المباشرة مع المواطنين في الواقع الحالي ، سيظهر لنا مدى تعلق هذا الجيل بالجانب الروحي الغيبي الخيالي ، و نتلمس ما يؤمن به خلال تعابيره و تصرفاته اليومية المجردة ، و يمكن ان نميز هذا الجيل بشكل واضح عن سابقاته من كافة جوانب معيشته ، و مسيرته الخاصة و مشاركته في الحياة العامة ، و بمجرد امتلاك اي باحث للتفكير و العقلية الطبيعية دون اي تميز او ذكاء ، يتلمس التغييرات و ما تتضمنه العقليات المسيطرة على اذهان الاجيال الجديدة . و بعد تشخيص الخلل الواضح و الصريح ، يمكن البدء بخطوات العمل من اجل اعادة مسيرة الحياة الطبيعية لهذه الاجيال الى نصابها الصحيح .
من الطبيعي ان تكون حال الشعب بهذا الشكل، بعد الدهور من الكبت والظلم و الحروب الداخلية و الخارجية و افرازاتها ، و الانعزال و الحصار و التخلخل في الوضع الاجتماعي ، و انعدام ادنى مستوياتت الحرية . و حدوث التغيير المفاجيء بسقوط الدكتاتورية و ما جلبها من الشواذ و عدم الاعتماد على التغيير و التطور الطبيعي التدريجي، بل بالقفز و الصدمة ،و هي حالة مشابهة بالسقوط من الاعلي دون الحذر و الاحتياطات المفروضة ،و استنتج منه العشوائية والفوضى و التراجع .
بعد تحديد الوضع و تشخيص السلبيات ، يمكن لمن يهمه الامر من الوضع الثقافي و الفكري العام للعراق ان يهتم بالتخطيط العلمي الدقيق لازالة الشواذ اولا و بشكل سلمي ، و من ثم الانطلاق و التقدم استنادا على الفكر و الطريقة المناسبة لخصائص المجتمع . الهدف من العمل المنوي تنفيذها من قبل جميع الخيرين هو المحافظة على شخصية الفرد و المجتمع و خصائصه المتميزة ، و محاولة الاستناد على العقلية في التفكير و العمل ، و في اسلوب تحفيز الشباب و تصحيح نصاب الاجيال الجديدة . الخطوة الاولى تبدا بالاعتماد على التنظير و الاستبصار الصحيح بعد معرفة الحقائق باستغلال و استعمال الوسائل و الطرق العلمية العصرية الملائمة بعد تشخيص نقاط الضعف و المعوقات المستوردة .
و من اجل تنفيذ الواجبات الهامة و المصيرية كهذه ، نحتاج الى جميع الاطراف العراقية بدون استثناء و بكافة مستوياتها ، و السلطة و المثقفين المخلصين والمنظمات المدنية و الاحزاب و التيارات الديموقراطية العلمانية التقدمية ، والواحب الاهم هو التعاون المشترك لبيان و توضيح الطرق العلاجية النموذجية والمثالية للامراض السائدة و المستوردة .
و يحتاج هذا الى مؤتمرات عملية ، و اجتماعات و غرف عمليات فعلية و واقعية ، من اجل التاكيد على معرفة و وصف و بيان الحقائق بشكل علمي دقيق و واقعي و الابتعاد عن المبالغة و الخيال ، و يمكن النجاح بالفعل و العمل ، وليس بالخطابات والسجالات والنقاشات السفسطائية ، اي محاولة التلمس و الاحساس بما هو الاصح من خلال بيان الدلائل و القواعد الثبوتية للحقائق ، و عدم الاعتماد على النظرية دون التطبيق ، و بيان المعلومات ما لدى المواطنين و المختصين لتوضيح و تفسير و تحديد جوهر المشاكل و مضمونها و وضوح مكامنها ، وعدم الالحاح والاصرار على راي ما او موف او فكر او ايديولوجية او عقيدة معينة دون معرفة كافة جوانب احقيتها ، و بالاختبار و التجريب ، و هذا ما يحتاج الى وقت غير قليل و لكن مع الاصرار و عدم الياس او الملل ، و الى الهدوء و التاني ،و الابتعاد عن الانفعال و محاولة فرض الاقوال ، ان لم يكن الانسان متاكدا من الطروحات التي يبادر في اطلاقها ، لانها يمكن ان تظهر في ثناياها الجوانب السلبية وغير الحقيقية ، في اية مسالة كانت .
الابتعاد عن التعصب و التطرف و ان كان الفرد على الحق في ارائه و مواقفه و اطروحاته، و الاعتماد على النظريات التي تبعد الانسان عن العنصرية و احادية التفكير . و الاعتدال يفرض عدم التمسك بالمباديء و القيم و العقائد التي تطرح و لم تؤمن بها بنسبة كبيرة ، و لكن يجب استمرار المحاولات بشكل دائم لبيان الحقائق ، و هذا ما يفرض وجود الدلائل على اعتماد فكر ما بشكل علمي صحيح ، وان كانت هناك افكار معاكسة مطروحة ، لا يحتاج الى الانفعال و التعصب ،و بالدلائل و الثوابت تفند الافكار غير الحقيقية او السطحية مهما طال الزمن ، و يمكن ان يكون الجانبان على الحق ولكن يكون احدهما اصح من الثاني و ان كان بنسب قليلة .
ومن اجل التاكد من اي فكر او عقيدة صحيحة و واقعية ، على الفرد ان يناقش مع نفسه كجانب مضاد لاعتقاداته الذاتية ، بحيث عليه ان ياتي بالدلائل المضادة لمعتقداته ليحدد الاصح بينه و بين غيره ، و هذا ما يبعد التطرف و الانحياز الى فكر ما و ان كان خاطئا .
من اهم الصفات التي يحتاجها الوضع العراقي الحالي لتبديد مخاوف التشدد، هو السيطرة على النفس و الهدوء و التاني و تقبل الاخر بكل مافيه ، ومحاولة امتلاك وفرة من الدلائل و الحقائق والثبوتيات التي تدع الانسان واثقا من طروحاته، و ان يطمئن من عقائده ، و ان تكون لديه الامكانية لاثبات ما هو الحق الذي يؤمن به و مثبت لديه بعقلانية و ثوابت جوهرية ، وهذا ما يبعده عن الغرور والاستعلاء و التفكير الاحادي الجانب ، و يمكنه بكل صراحة و هدوء تقييم ما يعتقده و مقارنته مع القيم السائدة و العقائد المفروضة و مضاداتها ، وعندئذ يمكنه المناقشة و الجدال بكل الوسائل الاعلامية والشفهية بذهنية و عقائد انسانية بحتة، بعيدا عن التشنج و التعصب بعد التفكير مع الذات لطرح الاصح من النقاشات .
و العامل الهام الذي يمكن ان يعيد الانسان الى وضعه الطبيعي هو عمقه في الفكر ، و عند التعمق في المقارنة في الحجم و الفكر و العقلية و وجود الانسان ، وهو كقطرة ماء من المحيط نسبة الى حجم الكون وما فيه، و الذي يجبره على العقلانية و العلمية في التصرف و الفكر و الجدال ، حينئذ يعتمد على الاعتدال في العمل و طرح ما لديه.
بهذه الروحية، و بعقلانية في العمل و التفكير يمكن اعادة الوضع الحالي للعراق الى حالته الطبيعية بشكل تدريجي و بوسائل سلمية ، و عندئذ يمكن تشخيص الامراض و الشواذ الفكري و الاجتماعي ، و يمكن بناء جدار المناعة لعدم اصابة الاجيال العراقية القادمة ، و هي من واجبات المخلصين من المثقفين و الاحزاب و التيارات التقدمية و المهتمين بمستقبل العراق .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقديس القائد من الخصائص السلبية التي يتصف بها الشرق الاوسط
- الديموقراطية الحقيقية لا تحتاج الى رموز لترسيخها
- صراع الاحزاب بحرية و سلام تنافس مقبول لقطف ثمار الديموقراطية ...
- صورية تركيب ومهام برلمان اقليم كوردستان
- الوعود الخيالية في خطابات وبرامج مرشحي مجالس المحافظات
- سبل استنهاض الشعب العراقي من الاحباط الذي اصابه
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقيم كردستان (3)
- عدم تاثير مواقف الاحزاب الصغيرة على سياسة اقليم كوردستان
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (1)
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (2)
- ماذا يحدث للمواطنين العراقين في السعودية
- سيطرة عقلية الثورة وليست عقلية السلطة على القادة الكورد منذ ...
- اية نظرية فكرية تتوافق مع الواقع في الشرق الاوسط
- ازدواجية قادة الشرق الاوسط في التعامل مع الاحداث
- المخاطر التي تواجه علاقة الحكومة العراقية المركزية مع اقليم ...
- توفير عوامل قوة شخصية المراة في المجتمع
- ضرورة الحوارات السياسية من عدة ابواب في العراق اليوم
- وضوح عناصر تعبئة المواطنين مفتاح لاختيار الاصلح في الانتخابا ...
- كيف و متى تترسخ الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد
- عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - المحافظة على سلامة عقلية الاجيال القادمة من واجبات المخلصين في العراق