أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الديموقراطية الحقيقية لا تحتاج الى رموز لترسيخها














المزيد.....

الديموقراطية الحقيقية لا تحتاج الى رموز لترسيخها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثيرا ما نسمع من القادة و الاحزاب وبعض المنظرين و الشخصيات و منها المثقفة و المتنورة على الساحة السياسة العراقية تحليلات و تفسيرات عدة للديموقراطية و الياتها و مستلزماتها ، و ما هو عليه العراق و ما يحتاجه و كيف تتجسد الديموقراطية فيه ، و عند تقييمهم للاوضاع يخرجون باراء مختلفة ، و انما تلمسنا من اكثريتهم انهم يستندون على الركائز و الاعمدة الاساسية لتجسيد الديموقراطية الحقيقية غير المستوردة، او ما يمكن ان نسميها منسجمة مع خصوصيات الوضع العراقي في كافة جوانبه .
و كما نشاهد في هذه الايام من الحملات الدعائية للانتخابات ، يركز كل طرف على ما يمكن ان يحصل عليه من الاصوات ، مستغلين كافة ثنايا الحكم و الاوضاع و ان كانت سلبية و مضرة لمستقبل ترسيخ الديموقراطية و جوهرها ، و كل ما يمت بصلة بهذا المفهوم لاستغلاله لاغراض انتخابية فقط ، و ما يقولون دون ان يستندوا على مرتكزات ثقافية و اجتماعية عامة لتطبيقها بشكل سوي في العراق و ما فيه.
و عند الامرار سريعا بتاريخ تجسيد الديموقراطية في الغرب و نقارنه مع ما يجري على الساحة العراقية اليوم ، نلقى ما افرز جراء تطبيقاتها الخاطئة من دون اليات متلائمة و متكيفة ومتعددة و خاصة بهذا الموقع، مع ما موجود على الارض، اما في التجربة العراقية الحديثة ما بعد اسقاط الدكتاتورية ، على الرغم من كونها تجربة فتية الا انها لا تتناسب مع الواقع الثقافي الاجتماعي العراقي بشكل كامل ، و ما يتصف به من بلد الحضارة والتقدم ، و ما يظهر من المواقف و الاراء حول ما يجب ان تكون عليه العملية السياسية و كيفية تطبيق الديموقراطية ، يصيب الانسان بالاستغراب .
المعلوم ان هذا المفهوم بحاجة الى عوامل لتسنده و تختلف من واقع لاخر ، و لكن العملية السياسية المعتمدة على المؤسساتية تبعد الكثير من العوائق عن طريقها ، و العراق فقير في هذا الجانب لحد اليوم . ان كانت الفرص متساوية للمشاركة في جوانب الحياة خلال تطبيق العملية السياسية بشكل صحيح و سلس ، فان الامكانيات المادية تكون متوفرة بالتساوي لجميع الاطراف ، و لم يسمح لاي طرف الاستئثاربما هو عليه من الموقع في السلطة من دون اخر، و ان كان فرص استغلال الاعلام المؤسساتي متساوية للجميع ، فان اي طرف بامكانه ان يدخل خضم المعركة بهذا السلاح ايضا ، و لن يكون هذه من المعوقات امام اي كان ان اراد الدخول في خضم العملية .
اما القيادة المتميزة و المتمكنة و القادرة على ادارة السلطة عن طريق تطبيق جوهر مفهوم الديموقراطية بحذافيره ، فيمكن توفيرها في هذا العصر الذي تتوفر الوسائل اللازمة لابرازها ، و هناك من العقليات المنفتحة المتفهمة لما تتطلبه المرحلة ، و هذا ممكن ان يساعد في خطوات تقدم الديموقراطية و السعي لتجسيدها ايضا ، دون الحاجة لقيادات كارزمية .
اما الغريب في الامر ان هناك حتى من المثقفين يدعون بان الديموقراطية بحاجة الى رمز تاريخي كبير و معتبر لتطبيقها ، و هذا معاكس لما يضمنه جوهر المفهوم ، بحيث الديموقراطية هي حكم الاكثرية ـ اي عدد العقليات و الافكار والاراء و ليس الرموز بذاتها، الديموقراطية ليست بايديولوجية خيالية او غيبية او حالة اجتماعية او طقوس لكي تستند على رمز او شخصية معينة مقدسة او اجتماعية او تكون موالية لفكرة بعينها دون اخرى، لتجمع الناس حولها . بل الديموقراطية وسيلة مناسبة و طريقة منموذجية لتوفير المساواة والمشاركة في الحكم ،و ليس جمع الناس من اجل رمز تاريخي او ديني او مذهبي او من اجل ايديولوجيا او فكرة معينة . نعم انها العملية الحداثوية التي تحتاج الى خبرة و تجربة و تدريب و التعمق في كيفية تطبيق الاليات الخاصة بها ، و ليست بتكتل اوتجمع سياسي فكري ايديولوجي لجمع المنتمين او الانصار حولها. و لذلك يمكننا ان نقول بان من يضع وجود رمز تاريخي او اي نوع من الرموز لتجسيد الديموقراطية و تطبيقها او ترسيخها ، انه يعمل عكس ما تتطلبه الديموقراطية، و يعمل مغايرا لاهدافها كالية و وسيلة لحكم الشعب.
و ان توفرت و ضمنت ركائزها و من خلال التجارب المتتالية و ايجاد الارضيات المطلوبة و المؤسسات الضرورية ، يمكن ان تتقدم العملية السياسية من خلال تطبيق الديموقراطية الحقيقية و بكل حيوية و تكون نتائجها باهرة ، و تتطور هي بذاتها من خلال المراحل المتعددة الى ان تصل الى مستوى لا يمكن التراجع عنها .اي الديموقراطية بحاجة الى الية و عقليات منفتحة متفهمة لمضمونها و غير متاثرة بترسبات التاريخ ويجب ان تمر و تطبق بشكل تدريجي وبتاني و هذا ما يحتاج الى الوقت ، بعيدا عن القفز على الحقائق الموجودة في الواقع و ما تفره من الاليات الضرورية المناسبة ، وليسهل الترسيخ و التجسيد ، و من ثم يصقل خبر المواطنين بتكرار التجارب و الحوار المستمر.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الاحزاب بحرية و سلام تنافس مقبول لقطف ثمار الديموقراطية ...
- صورية تركيب ومهام برلمان اقليم كوردستان
- الوعود الخيالية في خطابات وبرامج مرشحي مجالس المحافظات
- سبل استنهاض الشعب العراقي من الاحباط الذي اصابه
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقيم كردستان (3)
- عدم تاثير مواقف الاحزاب الصغيرة على سياسة اقليم كوردستان
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (1)
- الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (2)
- ماذا يحدث للمواطنين العراقين في السعودية
- سيطرة عقلية الثورة وليست عقلية السلطة على القادة الكورد منذ ...
- اية نظرية فكرية تتوافق مع الواقع في الشرق الاوسط
- ازدواجية قادة الشرق الاوسط في التعامل مع الاحداث
- المخاطر التي تواجه علاقة الحكومة العراقية المركزية مع اقليم ...
- توفير عوامل قوة شخصية المراة في المجتمع
- ضرورة الحوارات السياسية من عدة ابواب في العراق اليوم
- وضوح عناصر تعبئة المواطنين مفتاح لاختيار الاصلح في الانتخابا ...
- كيف و متى تترسخ الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد
- عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!
- المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب منا الافكار و الحوار
- حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية ج ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الديموقراطية الحقيقية لا تحتاج الى رموز لترسيخها