أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - السمك لمن يعمل














المزيد.....

السمك لمن يعمل


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 05:45
المحور: الادب والفن
    



في بداية هذا العام 2009 صدرت قصة أطفال بعنوان " لمن السمكة ؟؟" لصقر السلايمة ، ورسومات عصام أحمد وتقع في 24 صفحة من الحجم الصغير .
وملخص القصة أن أربعة رجال تقاضوا على سمكة اصطادها أحدهم بصنارة أعطاها له أحدهم ، وبطـُعم من آخر ، ومن بحيرة لشخص آخر أيضاً ، ومع أن الصياد وافق على تقسيم السمكة على أربعتهم الا أنهم رفضوا ، وأخذ القاضي برأي السمكة التي قالت : " أنا لصالح وحده يا سيدي القاضي العادل فأنا للذي يعمل فقط "ص24
وواضح أن الكاتب أراد أن يرسخ مفهوم العمل عند الأطفال ، فالبحر كبير ومليء بالأسماك ورزق الله واسع ، " فاسعوا في مناكبها وكلوا من خيراتها " وهذا مهم جداً .
وعند قراءتي للقصة تبادرت الى ذهني قصة للأطفال ترجمها الدكتور محمد شحادة عن الروسية في العام 1979 ، عام الطفل العالمي ، وتتلخص في أن " من لا يعمل لا يأكل " وهناك قصص عالمي كثير عن صيد الأسماك ، والصراع مع البحر ، مما يعني ان " التناص " وتوارد الأفكار أمر معروف .
غير أن هناك بعض الملاحظات على هذه القصة منها : يصف الكاتب قارب الصياد في السطر الثاني من القصة فيقول " كان قارباً قديماً جداً ، لأنه ورثه عن والده " فما الداعي لكلمة " لأنه " وقد كنّى الكاتب ثلاثة من أبطال قصته بكنى لا داعي لها أيضا فأحدهم " أبو الضفادع " والثاني " أبو فشارة " وما معنى فشارة هنا ؟ والثالث " أبو البلاوي " وفي بداية القصة وضع الكاتب الأسماء المكناة بين قوسين كي يتخلص من الاعراب الصحيح للأب ، وهو أحد الأسماء الخمسة كونه مضاف الى اسم ظاهر ، وهذا جائز لأن الدراج في خطابنا المحكي أن نقول دائماً " أبو فلان " مع أنه منادى ويجب أن يكون " أبا فلان " كون الأسماء الخمسة ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء ، وفي الصفحة 23 تخلص الكاتب من القوسين ، وأعرب كلمة الأب الاعراب الصحيح حيث جاءت في القصة ثلاث مرات مجرورة بالياء ، لكنه في الصفحتين اللتين تسبقانها ، لم يستعمل القوسين ، وأبقى كلمة الأب مرفوعة بالواو مع أن حكمها النصب كونها منادى .
وفي بداية القصة جاء أن صياد السمك صالح أجاب أبا الضفادع قائلاً : " أصنع قارب جديداً حتى أصطاد به " ص6 فقال أبو الضفادع : " ولمَ كل هذا التعب والعناء ؟ أنا أعطيك صنارة جديدة " ص 7 فذاك يريد قارباً ، وهذا يريد له الراحة فأعطاه صنارة ، وهذا لا يستقيم في البناء القصصي ، فصالح بحاجة لقارب وليس لصنارة ، كما أن أبا البلاوي عرض على صالح قائلاً عندي بحيرة فيها كل أصناف السمك " ص 13 ومن تلك البحيرة اصطاد صالح السمك موضع الخلاف ، ومعروف أن البحيرة ملكيات عامة ولا يملكها شخص بعينه .
وفي الصفحة الأخيرة أخذ القاضي الحكم من الصنارة عندما استنطقها ، والسمكة ليست متهمة حتى تحضر المحكمة ، وهل يأخذ القضاة أحكامهم من أفواه ضحايا الخلافات ؟؟ وهل هناك ضحية يختار قاتله ؟؟
وهناك ملاحظتان على الاخراج الفني والحشو غير المبرر، فقد ورد على الغلاف الأول وتكرر في الصفحة الأولى " تأليف صقر السلايمة " ولا داعي مطلقاً لكلمة تأليف " كما ورد في الصفحة الثالثة شكر لعشرة أشخاص هم من " ساهم ودعم حتى يخرج هذا الكتاب " ويبدي الكاتب أسفه لمن نسيهم من الشكر ، فهل قصة أطفال تحتاج الى جهود هذا العدد الكبير من الأشخاص ؟؟

الرسوم : الرسومات لعصام أحمد كما ورد على الصفحة الأولى ، ولعل الغلاف الأول يختصر الحديث عنها ، حيث أن الرسم يحوي طاولة عليها مطرقة ، ويجلس خلفها القاضي ، يستشف ذلك من خلال المطرقة ، ومن خلال الميزان المتدلي في أعلى الصورة ، وهناك ثلاثة رجال ، أحدهم ضخم الجثة ، يقف أمامهم طفل ، وبجانبهم سمكة . واللوحة بمجملها تحمل وجوهاً أجنبية لا علاقة لمنطقتنا وبيئتنا بها ، فرسم القاضي هو رسم كايكاتوري جاف لامرأة غريبة الملامح ، وأحد الأشخاص الأربعة طفل ويبدو أنه صياد السمك ، وهذا لا يستوي مع مضمون القصة .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحزن الدامي -6--أسرة-
- المصالح العربية وما بعدها
- يوميات الحزن الدامي -5- -أميرة-
- يوميات الحزن الدامي -4- رياض
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-
- للحرب على غزة اهداف غير معلنة
- يا أطفال غزة
- انهاء المقاومة مقرون بانهاء الاحتلال
- من المخيم الى عرش الناشرين العرب
- تصريحات ليفني دعوة للتطهير العرقي
- العيد ليس لنا
- اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين


المزيد.....




- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - السمك لمن يعمل