أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل السلحوت - للحرب على غزة اهداف غير معلنة














المزيد.....

للحرب على غزة اهداف غير معلنة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:18
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما شنت اسرائيل هجومها الكاسح على غزة سبقته تصريحات لمسؤولين اسرائيليين أوضحت أسباب هذا الهجوم من وجهة نظرهم ، وتمثلت هذه الأسباب في عدة نقاط هي : انهاء سيطرة حماس على القطاع ، وقف اطلاق صواريخ القسام على التجمعات السكنية اليهودية في جنوب اسرائيل، والعودة الى التهدئة ضمن شروط جديدة.
ثم ما لبثت اسرائيل أن تراجعت مع بداية الهجوم البري بعد أسبوع من القصف الجوي الجنوني الذي استهدف المؤسسات الأمنية والرسمية والمساجد والمدارس والبيوت الآمنة ،وحصرت اهدافها في انهاء اطلاق عمليات الصواريخ على جنوبها والعودة الى التهدئة.
وواضح أن قادة اسرائيل لم يتخلوا عن سياستهم القديمة الجديدة التي تتمثل في أن ما لا يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية المفرطة ، يمكن تحقيقة بقوة أكثر عنفاً ، ومع أن تجارب اسرائيل السابقة ، ومنها الحرب التي شنتها على لبنان في تموز2006 أعطت نتائج معكوسة لهذه النظرية، ألا أنها لم تتعلم من هذه التجارب ، يساعدها في ذلك التربية العسكرية وعقدة الخوف التي تكرسها القيادات الاسرائيلية المتعاقبة في عقلية شعبها ، ودفعه الى التطرف اليميني تحت زعم الحفاظ على وجوده ووجود دولته ، وقد أعطت هذه التربية ثمارها بأن يقف الشعب الاسرائيلي باستمرار خلف القيادات الحزبية الأكثر تطرفاً، والأكثر اعتماداً على القوة العسكرية في تحقيقه طموحاتهم في بناء قوتهم الحزبية، والوصول الى سدّة الحكم في اسرائيل . والقيادات الحزبية استغلت هذه التربية جيداً بحيث أنها تشن حروبها غير المبررة ومنها الحرب على غزة ،كدعاية انتخابية يكتبونها بالدم الفلسطيني والعربي ، والا كيف يمكن تفسير موقف حركة ميرتس التي تمثل اليسار الصهيوني في دعم وتأييد باراك وأولمرت وليفني في الهجوم على قطاع غزة، وقادة اسرائيل يثبتون يوميا انهم غير معنيين وغير ناضجين للوصول الى اتفاقات سلام مع السلطة الفلسطينية، لان ما يهمهم هو تحقيق الحلم الصهيوني في التوسع ، وهذا التوسع يتمثل في الاستيطان المتسارع في الضفة الغربية بشكل لافت ، خصوصاً بعد اتفاقات أوسلو في أيلول 1993 وبعد مؤتمر أنابوليس في نوفمبر 2007،اضافة الى التهويد المتسارع لمينة القدس، لفرض حقائق ووقائع على الأرض تجعل اقامة دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً .
وقادة اسرائيل الذين يجيدون بامتياز فن ادارة الصراع ،خططوا جيداً لاغراقف الرئيس الأمريكي المنتخب في الصراع قبل استلامه الحكم ، مستغلين الدعم اللامحدود والانحياز التام من قبل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش وادارته المحافظة ، ومستغلين حالة التشرذم والتردي في النظام العربي الرسمي، والتواطؤ غير المعلن لغالبية الأنظمة العربية مع المشاريع الأمريكية الاسرائيلية للمنطقة ،وقد كان الموقف الأمريكي واضحاً جداً في تأييد الحرب الظالمة التي تشنها اسرائيل على غزة ، حتى أن المندوب الأمريكي وقف في مجلس الأمن الدولي صباح الرابع من كانون الثاني الحالي ضد القانون الانساني، وعارض اصدار بيان صحفي بادانة الحرب على قطاع غزة اذا لم يتضمن ادانة للضحية بدلا من الجلاد ،وقد أسقطت الحرب غير المتكافئة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة كافة الشعارات التي يتشدق بها من يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الانسان من خلال تأييدهم أو سكوتهم على قتل المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البيوت والمؤسسات المدنية والمساجد والمدارس ،من خلال السكوت أو التأييد لسياسة الحصار والتجويع المفروضة على قطاع غزة منذ ما يزيد على عام ونصف العام ، علما بأن الحصار بحد ذاته هو بمثابة حرب لم تستعمل فيها الأسلحة النارية ، بل استعمل فيها سياسة التجويع وحرمان المواطن الفلسطيني العادي من أبسط حقوقه في الحصول على الغذاء والدواء والوقود ، وهذه الحرب ليست حرباً عادية بل تتعدى ذلك الى اعتبارها ارهاب دولة ،وجرائم حرب تتنافى مع مبادىء القانون الدولي ، واتفاقيات جنيف الرابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال ، ومعاهدات حقوق الانسان .
ومن الاهداف الاسرائيلية غير المعلنةلحرب اسرتئيل على قطاع غزة هو تأزيم الوضع الانساني في قطاع غزة الى نقطة اللاعودة التي قد تدفع مصر الى ادخال قواتها الى قطاع غزة لانقاذ الشعب الفلسطيني هناك من الهلاك، واعادة النظام اليه واعادة الأمور في قطاع غزة الى ما كانت عليه قبل حرب حزيران 1967 .
ويلاحظ أن اسرائيل وأمريكا لم تأخذا بعين الاعتبار أو بمحمل الجدّ مظاهرات الملايين في مختلف أرجاء العالم المطالبة بوقف العدوان على غزة ، فالدبلوماسية الاسرائيلية وطاحونة الاعلام الصهيوني في مختلف أرجاء العالم خصوصاً في أمريكا وأوروبا سوّقت السياسة الاسرائيلية ،وأظهرت اسرائيل بمظهر الضحية التي تنشد السلام ولا تجد من يستجيب لها، بدلا من كونها معتدية تشن حروباً غير مبرره ويساعدها في ذلك غياب الدبلوماسية العربية النشطة والفاعلة ، والغياب الكلي للاعلام العربي الذي من المفترض أن يوصل وجهة النظر العربية الى الرأي العام العالمي .ومن اهداف هذه الحرب تعميق الخلاف الفلسطيني الداخلي،واستغلال هذا الخلاف ليصل الى درجة الاحتراب كي تحلو الأجواء لاسرائيل لتنفيذ سياساتها التوسعية على حساب الأراضي الفلسطينية.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أطفال غزة
- انهاء المقاومة مقرون بانهاء الاحتلال
- من المخيم الى عرش الناشرين العرب
- تصريحات ليفني دعوة للتطهير العرقي
- العيد ليس لنا
- اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين
- قضية القدس سياسية وليست خدماتية
- المباح في كلام غير مباح
- عظام أجدادنا غير آمنة
- والتين والزيتون
- مسرحية الملك تشرشل في ندوة اليوم السابع
- أمّة إقرأ لا تقرأ
- زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية عن نكبة فلسطين
- هلّت ليالي العيد
- ثور النبي سليمان -حكاية شعبية
- بدون مؤاخذة -الانفلات الاستيطاني


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل السلحوت - للحرب على غزة اهداف غير معلنة