أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل السلحوت - عظام أجدادنا غير آمنة














المزيد.....

عظام أجدادنا غير آمنة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:20
المحور: حقوق الانسان
    


قرار المحكمة العليا الاسرائيلية يوم 29-10-2008 ردّ الالتماس الذي قدمته مؤسسة الاقصى للحفاظ على المقدسات والاوقاف الاسلامية ومؤسسات ولجان اخرى ضد اقامة ما يسمى متحف التسامح على ارض مقبرة مأمن الله " ماميلا " على بعد عشرات الأمتار من باب الخليل في القدس الشريف ، يشكل انتهاكا خطيرا لحرمات المسلمين الأحياء منهم والأموات ، اضافة الى كونه انتهاكا لحقوق الانسانية جميعها ومسّا بحرية الأديان.

وهذ القرار الذي يسمح لمؤسسة " فيزنطال " الامريكية باقامة متحف اختاروا ان يحمل اسم " التسامح " لن يخلق سوى البغضاء والكراهية والأحقاد ، فعدا عن حرمة الأموات ورفات الأموات بغض النظر عن لونهم أو دينهم أو أعراقهم ، هذه الحرمة التي تصل الى حدّ القداسة ، الا ان لهذه المقبرة خصوصية وقداسة زائدة ، كونها تحوى رفات الصحابة الذين شاركوا في فتح القدس الشريف عام 636م رضي الله عنهم وأرضاهم، ورفات اكثر من سبعين الف مقدسي قتلهم الصليبيون اثناء احتلالهم للقدس الشريف في اواخر القرن الحادي عشر الميلادي ، اضافة الى رفات المئات من العلماء والأعيان والصالحين الذين عاشوا في القدس وأكنافها ، فأي تسامح سيكون في هذا المكان ؟! وهل ضاقت الارض بما رحبت بحيث لم يعد متسع للتسامح الا على رفات العرب والمسلمين ، وفي أقدس بقاع الارض ؟؟

وصدور القرار بهذا التاريخ الذي يتزامن مع ذكرى مذبحة كفر قاسم ، وذكرى العدوان الثلاثي على مصر ، هل جاء من باب الصدفة ؟؟ أم جاء من باب التذكير بان الجريمة متواصلة ؟؟!!

وللتذكير فقط فإن مقبرة " مأمن الله " التاريخية ليست المقبرة الاسلامية الاولى التي يتم تجريفها ،تماما مثلما لن تكون الأخيرة ، فقد سبق وأن تمّ تجريف مئات المقابر مع مئات القرى العربية التي مسحتها الجرافات الاسرائيلية من على الارض منذ قيام دولة اسرائيل في 15 أيار 1948 . والهدف طبعا هو محو الذاكرة الفلسطينية والعربية والاسلامية من خلال تدمير وطمس كل ما يشير الى الوجود العربي والاسلامي في هذه الديار .

ومن حق المرء ان يتساءل عن ردود الفعل الاسرائيلية والامريكية والاوروبية فيما لو كان التجريف يستهدف مقبرة يهودية ، فقرار المحكمة الاسرائيلية ليس قرارا قضائيا بمقدار ما هو قرار سياسي يستهدف اقتلاع الأموات بعد اقتلاع الأحياء . ونحن امام سياسة ترانسفير قديمة جديدة تستهدف التطهير العرقي للأموات كما استهدفت الأحياء .

وما ٌقامة شركة امريكية لهذا المشروع الا بمثابة مشاركة رسمية امريكية في الاعتداء على حرمة الأموات في هذه المقبرة ، والا لماذا لا تمنع الحكومة الامريكية شركاءها ورعاياها من المشاركة في هذا الاعتداء على حرمات الفلسطينيين والعرب والمسلمين والانسانية جميعها .

ومن هنا فإن منظمات حقوق الانسان ، وقيادة السلطة الفلسطينية والجامعة العربية ، والمؤتمر الاسلامي مطالبون برفع دعاوي قضائية امام القضاء الامريكي لمنع الشركة الامريكية من اقامة هذا المشروع ، أو المساعدة بإقامته ودفع تعويضات عما تم تجريفه ، كما ان هذه القضية تستحق ان ترفع امام محكمة العدل الدولية كي تدين وتوقف هذه الجريمة التي ستزيد اشتعال دائرة الصراع في المنطقة ، أم ان أنين وصرخات عظام موتانا مجرد صرخة في صحراء قاحلة .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والتين والزيتون
- مسرحية الملك تشرشل في ندوة اليوم السابع
- أمّة إقرأ لا تقرأ
- زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية عن نكبة فلسطين
- هلّت ليالي العيد
- ثور النبي سليمان -حكاية شعبية
- بدون مؤاخذة -الانفلات الاستيطاني
- التاريخ يعيد نفسه في مسرحية الملك تشرشل
- الاستيطان جريمة يجب انهاؤها
- نحن ...وهم
- المرة الأولى - قصة للأطفال
- في ذكرى احراق الأقصى
- محمود درويش يترجل قبل أوانه
- -ماء السماء-رواية النكبة بامتياز
- دولة الحلم ودولة الواقع
- كفى.....فقد بلغ السيل الزّبى
- كفى...فقد بلغ السيل الزّبى
- الصداقة - حكاية شعبية
- الحرفة اليدوية -حكاية شعبية
- الشكوى لغير الله مذلة


المزيد.....




- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جميل السلحوت - عظام أجدادنا غير آمنة