أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - في ذكرى احراق الأقصى














المزيد.....

في ذكرى احراق الأقصى


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 05:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في الحادي والعشرين من شهر اب 1969 قام احد المؤدلجين صهيونيا باشعال النيران في المسجد الاقصى المبارك ، احد اقدس مقدسات المسلمين بعد الكعبة المشرفة في مكة ، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة ، وهو احد المساجد الثلاثة التي تشد اليها الرحال ،مصداقا لقول الرسول الأعظم صلوات الله عليه :" لا تـُشد الرحال الا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا – المقصود المسجد النبوي – والمسجد الأقصى" .
والمسجد الأقصى هو مسجد اسلامي خالص ، واسلاميته جاءت بقرار رباني في حادثة الاسراء والمعراج ، حيث عرج الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه من المسجد الاقصى الى السموات العليا ،مصداقا لقوله تعالى :" سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير ".
والقدس مدينة عربية بناها الملك اليبوسي العربي ملكي صادق قبل ستة آلاف سنة ، وجاءت حادثة الاسراء والمعراج لتـُلبس المدينة ثوبها الاسلامي، ثم جاء الفتح الاسلامي ليؤكد من جديد ان المدينة لا يمكن ان تكون الا عربية اسلامية .
ولا ينفي هذا ان المدينة متعددة الثقافات والديانات ، فهي مهد المسيحية ايضا ، فيها كنيسة القيامة ، وعدد كبير من الكنائس التاريخية الاخرى ، تضاف الى المسجد الأقصى وعشرات المساجد التاريخية ، ولا تناقض في ذلك ، فمسيحيو المنطقة عرب ينحدرون من اصول عربية ، وساهموا في بناء الحضارة العربية ، ويحملون هموم الوطن كما يحمله غيرهم من اتباع الديانة الاسلامية ، وقد أقرهم على ذلك الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه الذي وقع العهدة العمرية مع بطريرك الميدنة صفرونيوس .
والقدس القديمة بشكلها الحالي بنيت في عهد المماليك ، وجاء الخليفة العثماني سليمان القانوني وبنى سورها العظيم الحالي في بداية القرن السادس عشر الميلادي .
ومع ذلك فان المحتلين الاسرائيليين يزعمون ان لهم حقوقا في المسجد الأقصى ، ويزعمون ان الهيكل المزعوم كان قائما في باحات المسجد الاقصى ، مع انه لا يوجد أيّة روايات تاريخية أو اثار قديمة تثبت صحة مزاعمهم ، ومن هذا الزعم جاء حرق المسجد الأقصى في اب 1969 ، والذي أتى على منبر صلاح الدين التاريخي اضافة الى الاضرار الجسيمة التي لحقت بزخارف المسجد المبارك ، ومن هذا الزعم فان الحفريات الاسرائيلية قد مزقت احشاء المدينة منذ وقوعها تحت الاحتلال في حب حزيران 1967 ، ولم تتوقف يوما واحدا منذ ذلك التاريخ ، وقد وصلت الحفريات الى اساسات المسجد الاقصى هذه الايام ، مما يهدد بانهيارة بشكل جدّي ،ودون العثور على أيّ أثر يهودي.
ويبدوا ان جولدا مائير رئيس وزراء اسرائيل وقت حرق المسجد ، كانت اكثر وعيا وادراكا لأهمية المسجد الاقصى عند المسلمين اكثر من لاحقيها ، عندما اعتبرت ان اطول ليلة في حياتها كانت ليلة احراق المسجد الاقصى ، لأنها خافت ان تنهال الصواريخ والقذائف العربية والاسلامية على اسرائيل ، وان جيوش هذه الدول ستهاجم دولتها .
ومع ذلك فان الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى لم تتوقف ايضا ، فقد تعرض الى اقتحامات واعتداءات كثيرة ، حصدت أرواحا من الفلسطينيين ، وأسالت دماء كثيرة ايضا ، لكن اصحاب القرار في اسرائيل لم يوقفوا الحفريات، ولم يردعوا الحركات الدينية المتطرفة التي تستعجل عملية هدم المسجد الاقصى ، يشجعهم في ذلك السبات العميق والطويل للقادة العرب والمسلمين .
واذا شاء قدر الله –سبحانه وتعالى - ان يختار الشعب الفلسطيني ليكون سادِنا وحارسا للمسجد الاقصى ، فقد حمل هذا الشعب الأمانة التي لم تقدر على حملها الجبال ، وهو يبذل الغالي والنفيس في سبيل حماية هذا المسجد الذي يشكل ركنا أساسيا من عقيدة المسلمين ، علما ان المسجد الأقصى مسجد اسلامي خالص ، وملك لجميع المسلمين السابقين والحاليين والمستقبليين في كافة أصقاع المعمورة ، وكان غالبية الحجيج من العالم السلامي بعد ان يؤدوا مناسك الحج ، يشدّون الرحال بعدها مباشرة لزيارة المسجد الاقصى والصلاة فيه ، ولم تنقطع هذه الطقوس الدينية الا بعد وقوع المدينة المقدسة تحت الاحتلال في حزيران 1967 .
ومع ان قادة اسرائيل يحاولون جاهدين ان يجعلوا لهم موطئ قدم في المسجد الأقصى، معتمدين بذلك على حق القوة الذي اوصلهم الى الاستيلاء على الحائط الغربي للمسجد ، وهم يحاولون ايضا من خلال اطلاق بعض البالونات الاعلامية فرض سياسة الأمر الواقع على القدس القديمة التي يعتبرونها "جزءا لا يتجزأ من عاصمة اسرائيل الموحدة والابدية " فأنهم يدركون ومن خلال مراكز ابحاثهم اهمية هذا المسجد لدى المسلمين ، ويدركون ايضا انه لم يوجد ولا يوجد ولن يوجد أيّ مسلم قائدا كان أم مواطنا عاديا ،يوافق أو يستطيع ان يتنازل عن شبر واحد من المسجد الاقصى ، لان هذا المسجد ببنائه وباحاته وساحاته ومساطبه وحيطانه ، واجوائه وأساساته جزء اساسي من العقيدة ، ، ومن هنا فإنه من المستحيل ان يصل المفاوضون الفلسطينيون والاسرائيليون الى أيّة حلول سلمية تحفظها الأجيال القادمة ، دون عودة الأقصى الى السيادة الفلسطينية العربية ، ودون عودة القدس الشرقية المحتلة وبقية الاراضي العربية المحتلة في عام 1967 ، كون القدس هي العاصمة الروحية والثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والاسلامية ،يضاف الى ذلك أنها العاصمة السياسية للدولة الفلسطينية العتيدة ،والى ان يقتنع قادة اسرائيل بذلك فان السلام لن يتحقق بدون ذلك، يضاف اليها ايجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الشرعية الدولية.وكنس الاحتلال وكافة مخلفاته.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش يترجل قبل أوانه
- -ماء السماء-رواية النكبة بامتياز
- دولة الحلم ودولة الواقع
- كفى.....فقد بلغ السيل الزّبى
- كفى...فقد بلغ السيل الزّبى
- الصداقة - حكاية شعبية
- الحرفة اليدوية -حكاية شعبية
- الشكوى لغير الله مذلة
- جرائم بدون عقاب
- حرمة الأموات من كرامة الأحياء
- رواية امرأة الرسالة والخروج على المألوف
- الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة
- غاب وجاب -حكاية شعبية
- رواية -بير الشوم -عن نكبة الشعب الفلسطيني
- هكذا شيخ لهكذا أبناء - حكاية شعبية
- الحرية - حكاية شعبية
- -صبري عزام أبو السعود رواية مقدسية بامتياز
- معرض على هامش النكبة ليس على مستوى الحدث
- تخلف ما بعد الحداثة
- وداعاً زكي العيلة


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - في ذكرى احراق الأقصى