أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل السلحوت - جرائم بدون عقاب














المزيد.....

جرائم بدون عقاب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الشريط الذي صورته طفلة فلسطينية في السابع من تموز 2008 في قرية نعلين قضاء رام الله وبثته منظمة " بتسيلم " الاسرائيلية لحقوق الانسان في 20 آب 2008 ، بعد أن تقدمت بشكوى للشرطة الاسرائيلية ،وبعدها تناقلته وسائل الاعلام بما فيها الفضائيات، والذي يظهر فيه كولونيل اسرائيلي يمسك بالشاب أشرف أبو رحمة -27- سنة من قرية نعلين قرب رام الله وهو مقيد اليدين معصوب العينين بينما يقوم جندي اسرائيلي بتصويب بندقيته تجاه قدمه عن بعد أقل من متر ، يظهر بما لا يدع مجالاً للشك مدى الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومدى انتهاك كرامة وحقوق الانسان الفلسطيني على أيدي المحتلين .
ويجدر التذكير هنا أن حادثة الاعتداء الوحشي على أشرف أبو رحمة ليست الاولى التي توثق بالتصوير ،كما لن تكون الأخيرة ، فقد سبق في العام 1988 أن قام أحد الطواقم التلفزيونية بتصوير جنود الاحتلال في نابلس يقومون بتكسير أيدي أطفال فلسطينيين مقيدي الأيدي من المرافق بواسطة حجارة كبيرة . كما سبق أن نشرت الاغاثة الطبية قبل حوالي العام شريطاً لجنود اسرائيليين يطلقون كلباً بوليسياً على امرأة من العبيدية شرق بيت لحم، ليقوم بنهش جسدها وتمزيق ملابسها وسط قهقة الجنود ، كما سبق وأن قام أحد الأشخاص قبل عدة أسابيع بتصوير مستوطنين يعتدون بالضرب المبرح على أحد المواطنين المزارعين في يطّه قرب الخليل، وتمّ نشره في وسائل الاعلام ، ثم يربطونه على عامود كهرباء ويسومونه سوء العذاب على مرأى ومسمع عدد من الجنود الذين كانوا يحرسون المستوطنين المدججين بالسلاح ، والشواهد كثيرة على مدى استباحة جيش الاحتلال ومستوطنيه للأراضي الفلسطينية المحتلة ، وان كان الموثق منها بالتصوير قليلاً مع أنه قد يكون أكثر بشاعة ، ففي العام 1988 مثلاً اقتحمت الشرطة الاسرائيلية المدرسة الرشيدية في القدس ، وقام أحد رجالها باطلاق قنبلة غاز في غرفة المعلمين وأغلقها عليهم ، كما قام أحدهم باقتحام أحد الصفوف، وأطلق الرصاص المعدني الكروي المغطى بالبلاستيك على الطلبة ، حيث اخترقت احداها وجه أحد الطلبة واستقرت قرب دماغه ، وعشرات النساء الفلسطينيات جاءهن المخاض وأنجبن على الحواجز العسكرية التي كانت تمنعهن من الوصول الى المستشفيات،اضافة الى الحصار والتجويع والعقوبات الجماعية كما يجري في قطاع غزة .
وقد أثبتت سنوات الاحتلال العجاف والتي دخلت عامها الثاني والأربعين أن جيش الاحتلال وأذرعه الأمنية لا يراعون حرمة البيوت، أو المدارس أو الجامعات أو المتاجر أو دور العبادة ، والعالم كله يشهد أنهم اقتحموا المسجد الأقصى أولى القبلتي وثالث الحرمين الشريفين عشرات المرات وتحت اطلاق مختلف أنواع الرصاص الحيّ والمطاطي والغازات الخانقة ، مما أوقع مئات بل آلاف الاصابات في صفوف المصلين بين قتيل وجريح . وفي شباط العام 1992 اقتحم الطبيب الاسرائيلي باروخ جولد شتاين وهو في الخدمة العسكرية المسجد الابراهيمي، وأطلق الرصاص على الصائمين الركع السجود في صلاة الفجر مما أدى الى استشهاد تسعة وعشرين شخصاً واصابة العشرات بجراح .
واذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن آلاف الأطفال الفلسطينيين - ومن بينهم أطفال - رضع قد استشهدوا برصاص الجيش الاسرائيلي ، فإن المراقب لا يحتاج الى كثير من الذكاء ليجد أن سياسة قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الفلسطينيين العزل هي سياسة رسمية ومنهجية هدفها اجبار الفلطينيين على ترك وطنهم والرحيل عنه طلبا للنجاة بأرواحهم، وأننا سنجد أنفسنا أمام جرائم حرب لا يمكن تبريرها أو السكوت عليها . ويجب أن توضع أمام المحكمة الجنائية الدولية لاصدار احكامها فيها على مرتكبيها ، وعلى مسؤوليهم العسكريين والسياسيين الذين يصدرون اليهم الأوامر بارتكابها . فهذه الجرائم ومثيلاتها ما كانت لتستمر لو أن القضاء الاسرائيلي أوقع عقوبات على مرتكبيها الأوائل .
وما استنكار الناطق الرسمي الاسرائيلي لجريمة اطلاق الرصاص على الشاب أشرف أبو رحمه الا من باب العلاقات العامة ، ومن باب الضحك على ذقون أصحاب القرار في الرأي العام العالمي .
فقد سبق للجيش الاسرائيلي أن شكل لجان تحقيق مرات كثيرة في قضايا مشابهة، أو أكثر خطورة، وكانت نتائج التحقيق تقول " ثبت أن الجنود قد تصرفوا حسب الأوامر " وهي اشارة غير مقصودة الى أن هناك من يصدر الأوامر وبالتالي عليه أن يتحمل المسؤولية . كما أن بعض نتائج لجان التحقيق كانت مثيرة للضحك القاتل عندما كانت تقول : " فقد أطلق الجنود النار في الهواء لتفريق المتظاهرين ، مما أدى الى اصابة عدد منهم "
فهل يطير الفلسطينييون في الهواء حيث يصيبهم الرصاص المطلق في الهواء ؟؟ أو :" أطلق الجنود الرصاص المطاطي على أرجل المتظاهرين مما أدى الى سقوط عدد منهم " علماً أن الاصابات القاتلة وبالرصاص الحيّ كانت في الرأس أو الصدر ، وكأن الفلسطينيين يمشون على رؤوسهم .
ان جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تستهدف البشر والشجر والتراب والحجر ، تقرع جرس الانذار منذ مدة طويلة ، وحادثة الاعتداء على المواطن أشرف أبو رحمة تقرعه من جديد بضرورة توفير الحماية الدولية للأرض والشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، حتى يتم كنس الاحتلال وكافة مخلفاته ، فلا يمكن للعالم أن يبقى مكتوف الأيدي أمام هكذا جرائم ومن غير المقبول مطلقاً أن تبقى اسرائيل استثناء في القانون الدولي .
وعلى السلطة الفلسطينية وعلى الجامعة العربية أن تقوم بحملة دبلوماسية واسعة ومصحوبة بالوثائق الدامغة ، ومن بينها الأشرطة المصورة ، وأن توزعها على كافة دول العالم ، وأن تطرحها في مجلس الأمن الدولي وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومؤتمرات حقوق الانسان وغيرها من المحافل الدولية ذات الاختصاص، مطالبة بادانتها ومحاكمة المسؤولين عنها .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرمة الأموات من كرامة الأحياء
- رواية امرأة الرسالة والخروج على المألوف
- الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة
- غاب وجاب -حكاية شعبية
- رواية -بير الشوم -عن نكبة الشعب الفلسطيني
- هكذا شيخ لهكذا أبناء - حكاية شعبية
- الحرية - حكاية شعبية
- -صبري عزام أبو السعود رواية مقدسية بامتياز
- معرض على هامش النكبة ليس على مستوى الحدث
- تخلف ما بعد الحداثة
- وداعاً زكي العيلة
- نكبة واستقلال
- مشروع اصلاح أم نعميق تبعية
- مراجعة للواقع في الأول من أيار
- مسرحية مملكة المرايا والأهداف النبيلة المتوخاة
- ديمة السمان تفتح أبواب الرواية العربية حول القدس
- بين حرية التعبير والتدمير
- قراءة في اغاني أطفالنا انتماء لبلادنا
- ثقافة الطخطخة
- حقوق الانسان الفلسطيني وجرائم الحرب


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جميل السلحوت - جرائم بدون عقاب