أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد














المزيد.....

اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2487 - 2008 / 12 / 6 - 03:55
المحور: الادب والفن
    



صدرت هذا العام 2008 روايتان للكاتب هاني عودة ابن مدينة بيت ساحور الفلسطينية الرواية الأولى هي " لا تقولي وداعا " والثانية هي " لك الى الأبد " علما انه سبق وان صدرت له قبل حوالي ثلاث سنوات رواية " لحظات من الحب " .
ونحن اليوم سنتطرق الى رواية " لك الى الابد " التي تقع في 134 صفحة من الحجم الصغير، وملخص الرواية ان الشاب " عصام " تعرض للاعتقال في الانتفاضة الفلسطينية الاولى لمشاركته في فعاليات الانتفاضة ، وتعرض للتحقيق والتعذيب والسجن في معتقل النقب الصحراوي ، وقد أحب الفتاة سناء التي عمرها يقارب نص عمره، وسناء اصيبت في الانتفاضة الثانية في عمودها الفقري مما جعلها مقعدة بشكل دائم ، وعصام سافر الى امريكا وعاد بجواز سفر امريكي ، وافتتح مكتبا للأعمال الحرة ، وأحب سكرتيرة المكتب " بثينة " لكنه بقي محبا لسناء لتنتهي الرواية بمخاطبة عصام لسناء بـ "شأظل لك... لك الى الابد "
وبما ان أيّ عمل ابداعي بحمل وجهة نظر الكاتب التي قد يلتقي فيها أو يختلف مع آخرين ، فأنني أرى ان الكاتب قد بالغ كثيرا في " ديمقراطية " التحقيق ان جازت التسمية ، فبدا التحقيق اثناء اعتقال عصام وكأنه حوار بين شخصين ندين متضادين ، محقق اسرائيلي يدافع عن وجهة نظر الاحتلال ، وعصام الفلسطيني الذي يدافع عن الحق الفلسطيني . ومعروف لمن مرّ بهذه التجربة ان التحقيق يحمل طابع العنف الجسدي لانتزاع اعترافات .
ومع ان الكاتب يلجأ الى اسلوب الحكواتي في سرده للاحداث مما يسبغ عنصر التشويق على كتاباته الا ان " الرواية " تخلو من عنصر الدهشة والمفاجأة للقارئ حتى ان عنوان " الرواية " يعطي تلخيصا مسبقا لها .
وتنبع اهمية هذا النص من كونه يمثل الواقع الفلسطيني المعاش ، فالفلسطيني القابض على جمر تراب الوطن في الاراضي الفلسطينية المحتلة انسان كبقية البشر ، فُرضت عليه قسوة الحياة نتيجة الاحتلال الذي يغتصب حريته ، ومع ذلك فإنه يعشق الحياة "ما استطاع اليها سبيلا " على رأي الراحل الكبير محمود درويش ، فهو يكره ويحب ويتزوج ويناضل ويقاوم، ويعمل ويمرض ويستشهد أو يموت ميتة عادية كبقية الأحياء ، لكننا رأينا في " لك الى الأبد " حـُبّا رومانسيا لم يعكر صفوه الا سنوات الاعتقال لـ " عصام " واصابة " سناء " بجراح بليغة أورثتها الاعاقة ، فسناء قالتها صراحة لعصام : " انا لم اعد أصلح زوجة " الا انه بقي متعلقا بها وهذا حقه وحقها ايضا ، لكن لماذا لم يتزوجا ؟؟ فهناك آلاف حالات الزواج في فلسطين وحدها أحد الشريكين فيها من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وان كانت الغلبة فيها للذكور من ذوي الاحتياجات الخاصة ، الا ان هناك اناثا يعانين من اعاقة ما ومتزوجات، ويقمن بدورهن في الحياة كزوجات وأمهات وربات بيوت وبعضهن عاملات أيضا ... الخ وقد ابقى الكاتب نهاية " النص " مفتوحة، فمع ان عصام قال لسناء :"سأظل لك... لك الى الابد " الا انه كان يحب بثينة ايضا، ويرغب في الزواج منها ، الا انه لم يتزوج من أيّ منهما ، وقد تكون هذه النهاية المفتوحة لصالح النص ليتصورها القارئ كيفما يشاء .
يبقى ان نقول ان " لك الى الابد " تمثل خروج الكاتب من الذاتية والخصوصية الشخصية التي كتبها في عمليه الأولين " لحظات من الحب " و " لا تقولي اني راحلة " الى الواقع الاجتماعي العام .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين
- قضية القدس سياسية وليست خدماتية
- المباح في كلام غير مباح
- عظام أجدادنا غير آمنة
- والتين والزيتون
- مسرحية الملك تشرشل في ندوة اليوم السابع
- أمّة إقرأ لا تقرأ
- زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية عن نكبة فلسطين
- هلّت ليالي العيد
- ثور النبي سليمان -حكاية شعبية
- بدون مؤاخذة -الانفلات الاستيطاني
- التاريخ يعيد نفسه في مسرحية الملك تشرشل
- الاستيطان جريمة يجب انهاؤها
- نحن ...وهم
- المرة الأولى - قصة للأطفال
- في ذكرى احراق الأقصى
- محمود درويش يترجل قبل أوانه


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد